“وينكم يا ولاد”… “قرّب يا عمر”… “قرّبوا قرّبوا”… يصرخ محمد سفيان. يلوّح بيده منادياً أطفال حي البيرة في شارع الراهبات في محلّة القبة ليقتربوا منه فيوزّع عليهم علب العصير. استغرب أقرباؤه ما يحدث. اقترب أحدهم منه وسأله: “ماذا تفعل يا محمد؟”. فأجاب الأخير بصوت مرتجف: “ابني مات في عرض البحر وهو يحلم بعلبة عصير. طلب مني وهو يُحتضر أن أشتري له علبة عصير بينما كنت عاجزاً أتفرّج عليه وقلبي يحترق. أريد أن يشرب كل الأطفال العصائر التي يحبونها لترتاح روح ابني”.
محمد واحد من الناجين من رحلة الموت التي خاض غمارها قرابة 50 شخصاً بينهم نساء وأطفال، ومعظمهم من أبناء القبة في طرابلس، شمال لبنان. تلك الرحلة التي دامت أكثر من 8 أيام في عرض البحر، تعادل بحسب محمد 8 سنوات من حياته. يروي بلقب مكسور ووجه متعب وعينين تائهتين وكلمات مشتتة توحي بهول الصدمة التي يعيشها قائلاً: “اتخذنا قرار مغادرة لبنان بعدما انتشرت قصص شبان وعائلات دخلوا إلى أوروبا عبر البحر وبدأوا حياة جديدة. أتعرفين ماذا تعني الحياة الجديدة؟ ليس أن نمتلك سيارات فارهة وقصوراً ومنتجعات، بل أن تكون لنا وظيفة ومنزلاً نقدر على سداد إيجاره، وكهرباء ومياه نظيفة وطبابة مجانية”. ويضيف: “استمعت إلى قصص الذين رحلوا وشعرت بأن هذه الخطوة ستكون باب الخلاص لي ولعائلاتي، سأتمكن بعد عبور أوروبا من تأمين مستقبل ابني. بعت أثاث منزلي لأؤمّن المبلغ المطلوب للفرار من هذا المستنقع. أثاث المنزل هو جلّ ما أملك، فأنا مستأجر أدفع شهرياً 450 ألف ليرة، وفي أحيان كثيرة أعجز عن تأمين المبلغ. وكذلك، لم أستطع تأمين المبلغ المطلوب للسفر وقدره 10 ملايين ليرة تشملني أنا وزوجتي وابني الصغير. قررت أن أستدين من إخوتي، فبعت أسوار ذهب كانت لشقيقتي ووعدتها فور وصولي أن أسدد لها المال”. يختنق محمد بدموعه. يحكي كيف أنه يخجل من النظر في وجه شقيقته التي لا تختلف عنه بشدة فقرها. يقول: “أخذت منها أساورها وهي أثمن ما لديها وبدلاً من أن أغادر، عدت إلى هنا”.
يمشي في شوارع الحي كالسكران. مشاهد كثيرة تزدحم في رأسه وتتعبه. يُترجم ذلك في طريقة سرده الواقعة، إذ تغالبه أفكاره وتختلط في رأسه، فيسرد مشاهد متقطعة غير منتظمة من اليوم الأول ثم اليوم الأخير فيعود إلى اليوم الثاني ثم يقفز مجدداً إلى اليوم الأخير. لا يُريد محمد أن يتذكر من هذه الحكاية سوى نهايتها. على رغم أن الناس عادة يفضلون البدايات في كل شيء…
تلك الرحلة التي دامت أكثر من 8 أيام في عرض البحر، تعادل بحسب محمد 8 سنوات من حياته.
وكما بات معلوماً، خرجت مجموعة مؤلفة من 50 شخصاً تضم أبناء القبة ومعهم عائلتان سوريتان، منتصف من شاطئ عين البرج في محلّة المنية، في قارب صغير يتسع لـ30 شخصاً كحد أقصى في رحلة سعياً لاختراق الفردوس الأوروبي بحراً عبر قبرص. أُجبر هؤلاء على التخلي عن أمتعتهم وحقائب الأكل والشرب التي بحوزتهم، بحجة أن القارب لا يحتمل ويمكن أن يغرق، مقابل وعود قطعها عليهم “سماسرة الهجرة غير الشرعية”، ومنهم ب. ق. الذي ألقي القبض عليه وهو رهن التحقيق، على أن يُلاقيهم زورق ضخم عند بلوغهم إحدى الجُزر فور خروجهم من المياة الإقليمية اللبنانية، يكون على متنه قبطان وكل ما يشتهونه من الأكل والشرب. قبض السماسرة ثمن رحلة الموت ما يُعادل 250 مليون ليرة لبنانية، ثم فرّوا بعيداً تاركين ضحاياهم يواجهون مصيراً مأساوياً.
بعد أكثر من 6 ساعات في عرض البحر وحيدين، أدرك هؤلاء أنهم خُدعوا وأن هناك من غرّر بهم. لا شيء حولهم إلا سماء وماء وفق محمد. يقول: “بدأنا نناجي أي ضوء نلمحه من بعد. لا نريده أن يخفت أكثر فهو الإشارة الوحيدة التي يمكن أن تدلنا في أي اتجاه نسير”. مضت الساعات ثقيلة ومع بذوغ الصباح ساءت الأمور أكثر. اشتدت حرارة الشمس واشتدت معها حدّة العطش. لم يحتمل الطفلان الصغيران على متن القارب هذا العذاب، ففارقا الحياة. ابن محمد، سفيان محمد واحد منهما. بكى لساعات من الجوع والعطش. حاول محمد إسكاته. أفرغ حقيبة يد زوجته فوجد فيها ظرف نيسكافيه صغير. على الفور أفرغه في “بيبرونة” الصغير وخلطه مع مياه البحر، آملاً بألّا يشعر ابنه بملوحة المياه. وهكذا كان، شرب الطفل ما أعطاه إياه والده دفعة واحدة من دون تردد. وبعد أقل من ساعة، لفظ أنفاسه الأخيرة. لكن الصغير لم يشأ أن يغادر القارب وحيداً، فبعد وقت قصير مات طفل آخر، محمد نظير محمد، والده قريب محمد سفيان. ضحيتان في أقل من 24 ساعة على انطلاق الرحلة.
وفاة الصغيرين أحدثت صدمة على متن القارب. علا الصراخ والعويل وحار الحاضرون في أمرهم. كفّنوا الطفلين وصلّوا عليهما وأبقوهما على متن القارب. مع اشتداد حدة الشمس لم يجدوا خياراً أمامهم سوى رميهما في البحر. بدأت تتتالى الخسائر ويتلاشى معها الأمل ببلوغ أرض الأحلام. رفض بعض الشبان البقاء على متن القارب مكتوفي الأيدي بانتظار الموت، ففضلوا القفز منه والبحث عن قشة ما، وكان هذا في اليوم الثالث. قفز الشاب إبراهيم محمد لاشين وحيداً ليبحث عن مخلص، لكنه لم يعد رغم مرور يوم كامل. بعدها قفز محمد الحصني الذي عثر على جثته ميتاً والشاب محمد خلدون محمد الذي لا يزال مفقوداً. وفي اليوم الخامس قفز عبد اللطيف حياني ومصطفى الضناوي وهما ما زالا في عداد المفقودين. فيما توفي على متن القارب شابان من الجنسية البنغلادشية وسيدة سورية. أما من بقي على قيد الحياة فتسلح بالدعاء والصلاة، يقول محمد: “لم يكن لدينا أمل إطلاقاً. تأكدنا بأن موتنا صار محتوماً. لا أذكر ما حدث بعدها فقد وجدت نفسي بين يدي مسعف يحاول أن يرطب شفتي بالمياه”.
خرجت مجموعة مؤلفة من 50 شخصاً تضم أبناء القبة ومعهم عائلتان سوريتان، منتصف من شاطئ عين البرج في محلّة المنية، في قارب صغير يتسع لـ30 شخصاً كحد أقصى في رحلة سعياً لاختراق الفردوس الأوروبي بحراً عبر قبرص.
مرور قارب لليونيفيل بالمصادفة في عرض البحر وعثوره على أحد الشبان الذين قفزوا في المياه على قيد الحياة كان السبب في إنقاذ من كانوا ما زالوا على متن القارب. ما كان مقدّراً لهؤلاء أن يروا تفاصيل حكاية الموت تلك لو لم يعودوا إلى بلاد الفقر التي فرّوا منها. وكأن القدر يعاندهم. وكأنه لم يشبع من عيشهم الذليل في جمهورية الطوائف والعوز. لكن العند يُجابه بالعند أيضاً، فهؤلاء مستعدون على رغم الخسارة والمرارة لتكرار التجربة، ومحاولة الفرار من جديد. يقول محمد “خسرت ابني صحيح، ولكنني خسرت قبله أي أمل بالبقاء هنا”. يستدرك قبل أن تهاجمه أفكاره: “زوجتي ستضع مولودنا الثاني بعد أشهر، فماذا أفعل؟ كيف أؤمن له معيشة لائقة وأنا أعيش هنا من قلّة الموت؟ من أين أشتري له الحليب وأنا أعيش منذ سنوات بلا عمل ولا معيل؟ هل المطلوب أن أصبح مجرماً؟ لا يمكنني أن أمسي مجرماً ولا سارقاً. أنظري إلي. أنا أفشل من أن أصبح كذلك، لو كنت أستطيع لما ترددت”.
القلق على المستقبل يحاصر محمد ورفاقه. يعددون أسباب المعاناة في بلد الأمنيات المسروقة لبنان، فلا تكفيهم أصابع أيديهم جمعاء. كلهم مستعدون لتكرار المخاطرة. يقول محمد: “من دون شكّ تعلمنا من تجربتنا الأولى، الآن لن نسمح لأي شخص بأن يُغرر بنا أو يخدعنا ويرسلنا إلى عرض البحر من دون طعام وماء وبوصلة”. يصمت برهة ثم يضيف: “كل ما أفكر فيه الآن هو كيف سأتدبر المبلغ المطلوب لركوب القارب. سأجد الطريقة وسأغادر. سأنجح هذه المرة في دخول أوروبا ولن أعود إلى لبنان. حتى بعد أن أجني المال وأؤمن معيشة لائقة لا أريد العودة إلى هنا”.
بات معظم اللبنانيين، ولا سيما أبناء طرابلس والشمال يتشاركون الحلم نفسه. “حلم الحياة الجديدة”… حياة لا تشبه واقعاً فرض عليهم ها هنا، وهم مجبرون على تسميته “الحياة”، على رغم خلوّه من مقوماتها كافة. فمن القبة نزولاً نحو الساحل الطرابلسي وتحديداً مدينة الميناء، حيث تخرج أيضاً بشكل أسبوعي قوارب الهجرة غير الشرعية منذ مدّة، تتكرر العبارات نفسها والأحلام نفسها محصنةً بالجرأة نفسها. شبان مستعدون لركوب قوارب الفرار بأي ثمن. على رغم أن معاناة طرابلس وأبنائها جرّاء شدة الفقر وغياب الإنماء وانعدام فرص العمل ليست حديثة العهد، إلا أن موجة الهجرة غير الشرعية لم تنشط بهذا الشكل سابقاً، فما الذي تغيّر على الطرابلسيين؟ لم يصدح صدى السؤال كثيراً، فقد ردّ الشاب أيوب الريداني سريعاً بحدته المعتادة: “كلّ شيء تغيّر. سعر الدولار وصل إلى حدود السبعة آلاف ليرة، وهذا موت محتّم بالنسبة إلينا”.
يحكي محمد كيف أنه يخجل من النظر في وجه شقيقته التي لا تختلف عنه بشدة فقرها. يقول: “أخذت منها أساورها وهي أثمن ما لديها وبدلاً من أن أغادر، عدت إلى هنا”.
قبل مغادرة المجموعة التي مات عدد من أفرادها كانت مراكب هجرة كثيرة انطلقت من الميناء في طرابلس، وآخرها قارب وصل إلى قبرص وفور ترجل الركاب منه حاصرتهم الشرطة القبرصية ووضعتهم على متن يخت وأعادتهم إلى لبنان. كان على متن القارب أحمد ريحاني الذي روى ما حدث: “كنا قرابة الثلاثين شخصاً. قررنا مجتمعين أن نغادر البلد بأي طريقة، فتواصلنا مع الأشخاص الذين يؤمنون عمليات الخروج من لبنان، ومن بينهم ب. ق. الذي أمّن خروج الرحلة الأخيرة التي وقعت على متنها الكارثة. دفع كل منا مبلغاً من المال (5 ملايين ليرة لبنانية) واشترينا زورقاً صغيراً واتفقنا على موعد المغادرة. بعد منتصف الليل تقابلنا على كورنيش الميناء وانطلقت الرحلة. كان معي ابني الصغير فقد أخبرنا السمسار أن من لديه أطفالاً تكون له أولوية الدخول إلى أوروبا”.
ويضيف: “أمضينا قرابة 36 ساعة في عرض البحر. كانت الشمس حارقة. سعيت طوال الوقت إلى احتضان ابني وحمايته من أشعة الشمس إلى أن بلغنا اليابسة. يا ليتني أستطيع أن أحكي عن شعوري في تلك اللحظة. أحسست أن باباً مشرقاً فُتح في وجهي. قلت في نفسي ها أنا أحقق حلماً من أحلامي وأغادر لبنان إلى الأبد، لكن في لحظات قليلة كانت قد طوقتنا الشرطة وأخضعتنا للتحقيق وأجبرتنا على ركوب قارب كبير وأعادتنا إلى لبنان”.
وعلى رغم ما حدث معه، وما سمعه من قصص مأساوية على متن القارب الأخير الذي قضى فيه ما يزيد عن عشرة أشخاص لا يزال بعضهم مفقوداً، يصر ريحاني على إعادة الكرّة. “لا حياة هنا لكي أبقى. تخيلي أنني منذ اندلاع الثورة لم أجنِ فلساً واحداً. لا أريد أن يتحنن علي أحد فأنا حدّاد صاحب مصلحة وأجني مالي بعرق جبني، ولكن غياب الاستقرار في البلد والانهيار الاقتصادي أثرا في المهنة، فتوقف العمل بشكل شبه كلّي. فقبل الثورة كنت أجني 100 دولار أميركي في اليوم الواحد فأعيش فيها مع عائلتي ملكاً، أما الآن فباتت الـ100 ألف ليرة حلماً صعب المنال”.
ريحاني متزوج مرتين ولديه ستة أطفال، أكبرهم سناً لم يتجاوز العاشرة. همهم يثقل كاهله. لا ينفك يردد: “أنا ملزم بتدبير أمورهم وتأمين تعليمهم وملبسهم ومأكلهم وكل ما عدا ذلك… كل ما ادخرته لا يكفي لإسكات جوعهم لأسبوع واحد في ظل الغلاء الفاحش التي يحاصرنا، فماذا أفعل؟ هل أجلس هنا أكتف يدي وأغني على أطلال الماضي؟”.
يمسح جبينه براحة يده ويأخذ نفساً عميقاً يحاول من خلاله كبت غضبه، ثم يردف: “ما فعلته في السابق سأكرره. بعد أقل من عشرة أيام سأركب قارباً وأغادر. كل ما أحتاج إليه هو القليل من المال، بمجرد أن أتدبر أموري سأحزم أمتعة الصغير وأمضي، وفور تحسن ظروفي في أوروبا سأطلب لم شمل عائلتي”.
ما يقوله ريحاني يردده الشاب ياسين الذي كان واحداً من العمّال لديه في ورشة الحدادة. ابن الثامنة والعشرين سنة يغلبه اليأس. لم يجنِ أي فلس منذ أشهر طويلة. هو الابن البكر المسؤول عن إعالة والدته وإخوته. حُرم من التعليم في صغره بسبب ضيق الحال. لا يرعبه خطر الموت في الرحلة فإجابته حاضرة دوماً: “ما عندي شي إخسروا”.
أحياء البؤس
لا تُعبّر عن صدق كلام ياسين سوى جولة صغيرة في أحياء المساكن الشعبية في مدينة الميناء. هنا كل شيء ينطق بسوء الحال الذي وصلت إليه المدينة. أطنان من النفايات تحيط بالمكان. روائح صرف صحي تغزو البيوت. جدران بلا أسقف ملاصقة لبعضها البعض وبيوت مهددة بالانهيار فوق رؤوس أصحابها. فقر ونوافذ مشرّعة على الجهل الذي تغذيه الاستثمارات السياسية والطائفية. معظم القاطنين هنا يرغبون بالمغادرة. يطوقون إلى رمي الأثقال الكثيرة التي راكمها الفساد في لبنان فوق ظهورهم. يحلمون بعيش ما يعيشه من سبقهم إلى الفردوس الأوروبي. تأتي الأخبار من هناك لتزيدهم رغبة وإصراراً على النجاة بأرواحهم. يقول ياسين: “أصدقائي دخلوا إلى أوروبا عبر إيطاليا. صمدوا لأيام في البحر وتمكنوا من الدخول خلسة، وها هم الآن يعملون ويجنون المال الوفير. يرسلون لي الصور يومياً ويشجعونني على المغادرة. تجدد أملهم بالحياة عندما بلغوا أوروبا، بينما نحن نتآكل من الداخل يوماً بعد اليوم بسبب اليأس المدمر والشعور بالعجز وقلّة الحيلة”.
الصمت الرسمي المريب
التقصير بحق طرابلس والشمال لم يعد مصادفة أو عجزاً، بل بات نهجاً تتبعه السلطات الرسمية، وكأن هذه المنطقة خارج حساباتها. فعلى رغم مأساوية ما حدث ويحدث بشكل أسبوعي إن لم نقل يومي على طول الخط الساحلي بين منطقتي العبدة والميناء، لم تحرّك الدولة اللبنانية ساكناً. بل جاء إيعاز رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب إلى وزير الداخلية محمد فهمي لمتابعة قضية قوارب الموت والبحث عن المفقودين بعد أربعة أيام على حدوث الواقعة، وكأن الذين ماتوا يعيشون في دولة أخرى.
وبحسب مطلعين، فإن “خروج عشرات المواطنين من الشواطئ يتم بعلم الأجهزة الأمنية أو بغض طرف صريح من قبلها”، مشيرين إلى أن “خفر السواحل من شأنه ملاحقة أي زورق غير مرخص وغير مسجل يقل عشرات الركاب ليلاً، إذ إن القوارب على شاطئ المنياء، التي تقلّ ركاباً في جولات سياحية في عرض البحر أو إلى جزيرتي النخيل والأرانب، تملك تصاريح رسمية وأذونات لمزاولة هذا العمل، وكلها مسجلة لدى خفر السواحل، أما أن يغادر مركب غير مسجل تحت جنح الظلام وعليه عشرات الأشخاص ويمضي في البحر من دون أن يوقفه أحد ليطرح عليه سؤالاً واحداً، فخير دليل على أن هناك من يريد أن يُسهّل خروج هؤلاء”. ويطرح متابعون علامات استفهام كثيرة حول أداء خفر السواحل وبحرية الجيش اللبنانية التي يجب أن تكون قدر رصدت المركب التائه في عرض البحر.
على المقلب الآخر ، أعلنت السلطات القبرصية أنها سترسل إلى بيروت، وفداً للتباحث في سبل منع قوارب محملة بمهاجرين غير نظاميين من الإبحار من السواحل اللبنانية نحو الجزيرة المتوسطية التي رصدت أخيراً عدداً غير مسبوق من هذه القوارب. وقال وزير الداخلية القبرصي، نيكوس نوريس: “إن مسؤولين من مختلف الأجهزة القبرصية المعنية بهذه المسألة سيزورون لبنان، للتعامل مع هذه الظاهرة بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية”.
وتقول تقارير رسمية إن السلطات القبرصية في حالة تأهب بعدما اعترضت أخيراً قبالة سواحل الجزيرة ما لا يقل عن 5 قوارب محملة بأكثر من 150 مهاجراً، كما عقدت وزارة الداخلية القبرصية اجتماعاً طارئاً، لبحث هذه الأزمة المتفاقمة.