fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

نساء على جبهات “كورونا”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ألقى وباء “كورونا” الضوء على مهن تأثرت بالجائحة أكثر من غيرها، والتي تشغل النساء النسبة الأكبر من العاملين فيها، على رغم أن رواتبهن متدنية ولا يحصلن على تقدير كافٍ لجهودهن.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تأثير الفايروس في الرجال مختلف عن تأثيره في النساء، لا من حيث أعراض المرض فحسب، بل أيضاً على صعيد الفرص الاقتصادية والتبعات الصحية على المدى الطويل. فعلى رغم أن الركود الاقتصادي يكون عادةً أشد وطأة على الرجال، من حيث نسب البطالة، إلا أن هذه المرة، أثّرت عوامل عدة في تلك المعادلة، أولها طبيعة الدور الذي يؤديه الموظف. فوفقاً لدراسة أعدتها ميشيل تيرتيلت، خبيرة اقتصادية في جامعة مانهايم في ألمانيا، النسبة الأكبر من الموظفين الذين يستطيعون إتمام مهماتهم من المنزل هم ذكور، بينما تعجز النساء في معظم الوقت عن ذلك. وتعزو تيرتيلت هذا إلى أن الكثير من النساء يعملن في المطاعم وقطاع السفر والطب، وهذا ما يُضاعف خطر تعرضهن للإصابة. 

قابل “درج” ثلاث نساء يعملن في ظروف مرهقة نفسياً وصحياً في ظلّ الوباء، وهذا ما قلنه.

هديل فرفور: صحافية في قلب الحدث

“لا أنسى خوف الصحافيين في هذا اليوم، على رغم أننا كنا نعرف أن مدخل الطوارئ مختلف عن المدخل المخصص للصحافيين. المفارقة كانت أن كل ما أعرفه حول الفايروس وطريقة انتقاله تبخّر بلحظة، سيطر الخوف عليّ لمجرد وجودي في هذا المكان، مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الملاذ الأول للوباء في لبنان…”. تقول الصحافية هديل فرفور، تعليقاً على إحدى الزيارات إلى المستشفى في أوج أزمة انتشار الوباء، لتغطية مؤتمر صحافي، أُعلن فيه عن أول حالة وفاة جراء الفايروس. 

الصحافية هديل فرفور

هديل هي محررة في قسم المحليات غير السياسية في جريدة “الأخبار” اللبنانية، والتي كان لملف “كورونا” الحصّة الأكبر من عملها خلال الأشهر الفائتة، على رغم أن ذلك كان مرهقاً جسدياً ونفسياً. 

خلال هذه الفترة، عملت هديل من المنزل على تغطية أخبار “كورونا” في لبنان والعالم، وعليه تقول إن العمل من بُعد لا يتوافق بنظرها مع مهنة الصحافة، إذ إن مقابلة المصادر هو من ضرورات العمل الصحافي، لا تمكن الاستعاضة عنه باتصالٍ هاتفي أو حتى مقابلة عبر فيديو. 

“أُراهن على استشفاف معلومات أكثر من المصدر عندما نلتقي وجهاً لوجه”، تقول. وتوضح أن المعاينة المباشرة للأماكن تختلف كلياً عن تلك الافتراضية، “فرؤية طبيبٍ يمارس عمله داخل القسم المختص بـ”كورونا” والاطلاع على ظروف العمل، تضفي مشهدية خاصة على المنتج الصحافي”. 

كل ما أعرفه حول الفايروس وطريقة انتقاله تبخّر بلحظة، سيطر الخوف عليّ لمجرد وجودي في هذا المكان، مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الملاذ الأول للوباء في لبنان….

في سياقٍ موازٍ، يتضاعف ضغط العمل على الصحافيات أكثر منه على الصحافيين، لجهة توزيع المهمات بخاصة بالنسبة إلى الأمهات، وصعوبة الخروج عن الأعراف الاجتماعية التي قد تمنع بعضهن من ممارسات مهمات ما. علماً أن لا أرقام رسمية في لبنان حول عدد الصحافيين مقابل عدد الصحافيات وفقاً لجاد شحرور، المسؤول الإعلامي في مؤسسة سمير قصير. “نقابة المحررين في لبنان مثلاً، لم تحدّث جدول بياناتها منذ سنوات، والكثير من الأسماء الموجودة في جداول الشطب غير حقيقية، وهذا ما تحققنا منه في المؤسسة”، يقول شحرور. هذا عدا عن أن أغلب الصحافيين غير مسجّلين في النقابة أو يعملون بشكل حرّ أو “فريلانس”.   

تشير هديل إلى أن الرصد اليومي لعدّاد “كورونا” والبحث الدائم عن زوايا جديدة أرهق صحتها النفسية، بخاصة أن المسألة تسير بطريقة شبه عشوائية في لبنان، وحتى في العالم، ولا خطة واضحة لدى وزارة الصحة. هذا عدا عن بُعد هديل القسري من أهلها، فخوفها على أمها، التي تعاني من مرضٍ مزمن، دفعها إلى حجر نفسها بعد كل زيارة إلى المستشفى.  

“أصبحت أكثر حذراً في التعامل مع المعلومات الطبية، وأكثر حرصاً على عدم نشر ما يثير خوف الناس”، تقول فرفور تعليقاً على التجربة الصحافية الجديدة التي تخوضها. مؤكّدةً أنها “لم تُعد النظر أبداً بكونها صحافية…”.

ليال عليوان: طبيبة بمواجهة الوحش

“لم أندم على تطوّعي في قسم “كورونا”، لقد عشقتُ المهنة بعد هذه التجربة”، تقول ليال عليوان، وهي طبيبة لبنانية في مستشفى رفيق الحريري في بيروت.  

تشرح ليال عن تطوعها من اليوم الأول من انتشار الوباء في لبنان في القسم المخصص لمعالجة المصابين. فهي ترى أن رسالة مهنة الطبّ تتجلّى في مثل هذه الأزمات. لكنها لا تنكر الخوف الذي رافق المرحلة الأولى مجهولة الأفق، على رغم الدورات التدريبية المكثّفة التي تلقتها مع فريقٍ كامل من الأطباء والممرضين على كيفية التعامل من الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتهم. 

الطبيبة ليال عليوان

في دراسة أميركية منشورة في مجلة “جاما انترنل ميدسين”، يقول باحثون إن عدد النساء يفوق عدد الرجال في مهنة الطب، حتى أن النساء يشكّلن ثلث إجمالي عدد الأطباء في الولايات المتحدة فقط. كما أظهرت أن هناك فروقات بين الأطباء والطبيبات في التعامل مع المرضى، لا سيما من حيث الإنصات أكثر للمريض، وهذا ما يزيد من وقع الضغط النفسي على المرأة.

في هذا السياق، تقول ليال، “خوفي الأكبر كان على أفراد عائلتي… انقطعت عن رؤيتهم لأسابيع طويلة، اليوم أراهم عن بُعد وأحافظ على مسافةٍ آمنة بيننا… حتى أنني أمضي معظم وقتي في غرفة مستقلّة… يتملّكني شعور بالحاجة إلى احتضانهم وتقبيلهم، ولكن هناك ما هو أقوى منّا…”.  

“لم أندم على تطوّعي في قسم “كورونا”، لقد عشقتُ المهنة بعد هذه التجربة”.

لحظات كثيرة صعبة مرّت فيها ليال في المكان الأكثر خطراً والأشد رعباً… تقول إنها وكثيرين وصموا بالمرض بسبب عملهم، فكثيرون رفضوا الاقتراب منهم خوفاً من الإصابة بالفايروس. 

هذا عدا عن المواقف المحرجة التي مرّوا فيها حين أخبروا أهالي مصابين بوفاة مريضهم، ورؤوهم يتألمون من دون حصولهم حتى على قبلة وداعٍ أخيرة… “إلا أن شفاء مصاب يبعث فينا الأمل للاستمرار…”، تضيف ليال. 

وسام زعتري: تحلّق مع “كورونا” في السماء 

“سكون يعمّ الطائرة، نساء حوامل يسيطر عليهن الخوف، أمهات يحملهن أطفالاً حديثي الولادة يترقّبن الوصول إلى أرضهن، وأطفال يتوقون لهبوط الطائرة…”. هكذا تصف وسام زعتري، مضيفة في طيران الشرق الأوسط، المشهد على متن رحلات العودة الاستثنائية من دول موبوءة إلى لبنان. 

تشرح وسام مدى حساسية عملها كمضيفة، إلا إنها تؤكد أنها اتبعت إجراءات السلامة، كارتداء بدلة واقية وغير ذلك، بعدما خضعت وفريق العمل لدورات تدريبية وتوعوية مكثّفة. 

مضيفة الطيران وسام زعتري

“لم يُعاملني أفراد أسرتي على أنني أهدّد سلامتهم، وهذا أسعدني ودفعني لممارسة عملي بنشاط وحماسة”، تضيف وسام، شارحةً أن هذه التجربة، والتي تعتبر الأسوأ على قطاع الطيران منذ أزمة سارس أو حتى منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، جعلتها أكثر فخراً بمهنتها. 

تتعرض المضيفات لضغوط اجتماعية ووصم بسبب هذه المهنة التي تمنحهنّ مساحة من الحرية عبر السفر والتنقّل، وزاد الأمر تعقيداً مع “كورونا”.

إلا أن وسام تؤكّد حبّها لهذه المهنة وتقول، “مشهد فرحة الأطفال لحظة هبوط الطائرة وعودتهم إلى ديارهم لا يمكن أن أنساه، شعرت أنهم بحاجة لنأتي ونصطحبهم… لقد ساعدت أشخاصاً لبلوغ منازلهم وجمعت آخرين مع ذويهم، كل مهنة فيها تضحيات وتحديات، وهذه مهنتي التي أُحبّها”…

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.

ألقى وباء “كورونا” الضوء على مهن تأثرت بالجائحة أكثر من غيرها، والتي تشغل النساء النسبة الأكبر من العاملين فيها، على رغم أن رواتبهن متدنية ولا يحصلن على تقدير كافٍ لجهودهن.

تأثير الفايروس في الرجال مختلف عن تأثيره في النساء، لا من حيث أعراض المرض فحسب، بل أيضاً على صعيد الفرص الاقتصادية والتبعات الصحية على المدى الطويل. فعلى رغم أن الركود الاقتصادي يكون عادةً أشد وطأة على الرجال، من حيث نسب البطالة، إلا أن هذه المرة، أثّرت عوامل عدة في تلك المعادلة، أولها طبيعة الدور الذي يؤديه الموظف. فوفقاً لدراسة أعدتها ميشيل تيرتيلت، خبيرة اقتصادية في جامعة مانهايم في ألمانيا، النسبة الأكبر من الموظفين الذين يستطيعون إتمام مهماتهم من المنزل هم ذكور، بينما تعجز النساء في معظم الوقت عن ذلك. وتعزو تيرتيلت هذا إلى أن الكثير من النساء يعملن في المطاعم وقطاع السفر والطب، وهذا ما يُضاعف خطر تعرضهن للإصابة. 

قابل “درج” ثلاث نساء يعملن في ظروف مرهقة نفسياً وصحياً في ظلّ الوباء، وهذا ما قلنه.

هديل فرفور: صحافية في قلب الحدث

“لا أنسى خوف الصحافيين في هذا اليوم، على رغم أننا كنا نعرف أن مدخل الطوارئ مختلف عن المدخل المخصص للصحافيين. المفارقة كانت أن كل ما أعرفه حول الفايروس وطريقة انتقاله تبخّر بلحظة، سيطر الخوف عليّ لمجرد وجودي في هذا المكان، مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الملاذ الأول للوباء في لبنان…”. تقول الصحافية هديل فرفور، تعليقاً على إحدى الزيارات إلى المستشفى في أوج أزمة انتشار الوباء، لتغطية مؤتمر صحافي، أُعلن فيه عن أول حالة وفاة جراء الفايروس. 

الصحافية هديل فرفور

هديل هي محررة في قسم المحليات غير السياسية في جريدة “الأخبار” اللبنانية، والتي كان لملف “كورونا” الحصّة الأكبر من عملها خلال الأشهر الفائتة، على رغم أن ذلك كان مرهقاً جسدياً ونفسياً. 

خلال هذه الفترة، عملت هديل من المنزل على تغطية أخبار “كورونا” في لبنان والعالم، وعليه تقول إن العمل من بُعد لا يتوافق بنظرها مع مهنة الصحافة، إذ إن مقابلة المصادر هو من ضرورات العمل الصحافي، لا تمكن الاستعاضة عنه باتصالٍ هاتفي أو حتى مقابلة عبر فيديو. 

“أُراهن على استشفاف معلومات أكثر من المصدر عندما نلتقي وجهاً لوجه”، تقول. وتوضح أن المعاينة المباشرة للأماكن تختلف كلياً عن تلك الافتراضية، “فرؤية طبيبٍ يمارس عمله داخل القسم المختص بـ”كورونا” والاطلاع على ظروف العمل، تضفي مشهدية خاصة على المنتج الصحافي”. 

كل ما أعرفه حول الفايروس وطريقة انتقاله تبخّر بلحظة، سيطر الخوف عليّ لمجرد وجودي في هذا المكان، مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الملاذ الأول للوباء في لبنان….

في سياقٍ موازٍ، يتضاعف ضغط العمل على الصحافيات أكثر منه على الصحافيين، لجهة توزيع المهمات بخاصة بالنسبة إلى الأمهات، وصعوبة الخروج عن الأعراف الاجتماعية التي قد تمنع بعضهن من ممارسات مهمات ما. علماً أن لا أرقام رسمية في لبنان حول عدد الصحافيين مقابل عدد الصحافيات وفقاً لجاد شحرور، المسؤول الإعلامي في مؤسسة سمير قصير. “نقابة المحررين في لبنان مثلاً، لم تحدّث جدول بياناتها منذ سنوات، والكثير من الأسماء الموجودة في جداول الشطب غير حقيقية، وهذا ما تحققنا منه في المؤسسة”، يقول شحرور. هذا عدا عن أن أغلب الصحافيين غير مسجّلين في النقابة أو يعملون بشكل حرّ أو “فريلانس”.   

تشير هديل إلى أن الرصد اليومي لعدّاد “كورونا” والبحث الدائم عن زوايا جديدة أرهق صحتها النفسية، بخاصة أن المسألة تسير بطريقة شبه عشوائية في لبنان، وحتى في العالم، ولا خطة واضحة لدى وزارة الصحة. هذا عدا عن بُعد هديل القسري من أهلها، فخوفها على أمها، التي تعاني من مرضٍ مزمن، دفعها إلى حجر نفسها بعد كل زيارة إلى المستشفى.  

“أصبحت أكثر حذراً في التعامل مع المعلومات الطبية، وأكثر حرصاً على عدم نشر ما يثير خوف الناس”، تقول فرفور تعليقاً على التجربة الصحافية الجديدة التي تخوضها. مؤكّدةً أنها “لم تُعد النظر أبداً بكونها صحافية…”.

ليال عليوان: طبيبة بمواجهة الوحش

“لم أندم على تطوّعي في قسم “كورونا”، لقد عشقتُ المهنة بعد هذه التجربة”، تقول ليال عليوان، وهي طبيبة لبنانية في مستشفى رفيق الحريري في بيروت.  

تشرح ليال عن تطوعها من اليوم الأول من انتشار الوباء في لبنان في القسم المخصص لمعالجة المصابين. فهي ترى أن رسالة مهنة الطبّ تتجلّى في مثل هذه الأزمات. لكنها لا تنكر الخوف الذي رافق المرحلة الأولى مجهولة الأفق، على رغم الدورات التدريبية المكثّفة التي تلقتها مع فريقٍ كامل من الأطباء والممرضين على كيفية التعامل من الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتهم. 

الطبيبة ليال عليوان

في دراسة أميركية منشورة في مجلة “جاما انترنل ميدسين”، يقول باحثون إن عدد النساء يفوق عدد الرجال في مهنة الطب، حتى أن النساء يشكّلن ثلث إجمالي عدد الأطباء في الولايات المتحدة فقط. كما أظهرت أن هناك فروقات بين الأطباء والطبيبات في التعامل مع المرضى، لا سيما من حيث الإنصات أكثر للمريض، وهذا ما يزيد من وقع الضغط النفسي على المرأة.

في هذا السياق، تقول ليال، “خوفي الأكبر كان على أفراد عائلتي… انقطعت عن رؤيتهم لأسابيع طويلة، اليوم أراهم عن بُعد وأحافظ على مسافةٍ آمنة بيننا… حتى أنني أمضي معظم وقتي في غرفة مستقلّة… يتملّكني شعور بالحاجة إلى احتضانهم وتقبيلهم، ولكن هناك ما هو أقوى منّا…”.  

“لم أندم على تطوّعي في قسم “كورونا”، لقد عشقتُ المهنة بعد هذه التجربة”.

لحظات كثيرة صعبة مرّت فيها ليال في المكان الأكثر خطراً والأشد رعباً… تقول إنها وكثيرين وصموا بالمرض بسبب عملهم، فكثيرون رفضوا الاقتراب منهم خوفاً من الإصابة بالفايروس. 

هذا عدا عن المواقف المحرجة التي مرّوا فيها حين أخبروا أهالي مصابين بوفاة مريضهم، ورؤوهم يتألمون من دون حصولهم حتى على قبلة وداعٍ أخيرة… “إلا أن شفاء مصاب يبعث فينا الأمل للاستمرار…”، تضيف ليال. 

وسام زعتري: تحلّق مع “كورونا” في السماء 

“سكون يعمّ الطائرة، نساء حوامل يسيطر عليهن الخوف، أمهات يحملهن أطفالاً حديثي الولادة يترقّبن الوصول إلى أرضهن، وأطفال يتوقون لهبوط الطائرة…”. هكذا تصف وسام زعتري، مضيفة في طيران الشرق الأوسط، المشهد على متن رحلات العودة الاستثنائية من دول موبوءة إلى لبنان. 

تشرح وسام مدى حساسية عملها كمضيفة، إلا إنها تؤكد أنها اتبعت إجراءات السلامة، كارتداء بدلة واقية وغير ذلك، بعدما خضعت وفريق العمل لدورات تدريبية وتوعوية مكثّفة. 

مضيفة الطيران وسام زعتري

“لم يُعاملني أفراد أسرتي على أنني أهدّد سلامتهم، وهذا أسعدني ودفعني لممارسة عملي بنشاط وحماسة”، تضيف وسام، شارحةً أن هذه التجربة، والتي تعتبر الأسوأ على قطاع الطيران منذ أزمة سارس أو حتى منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، جعلتها أكثر فخراً بمهنتها. 

تتعرض المضيفات لضغوط اجتماعية ووصم بسبب هذه المهنة التي تمنحهنّ مساحة من الحرية عبر السفر والتنقّل، وزاد الأمر تعقيداً مع “كورونا”.

إلا أن وسام تؤكّد حبّها لهذه المهنة وتقول، “مشهد فرحة الأطفال لحظة هبوط الطائرة وعودتهم إلى ديارهم لا يمكن أن أنساه، شعرت أنهم بحاجة لنأتي ونصطحبهم… لقد ساعدت أشخاصاً لبلوغ منازلهم وجمعت آخرين مع ذويهم، كل مهنة فيها تضحيات وتحديات، وهذه مهنتي التي أُحبّها”…

|

اشترك بنشرتنا البريدية