fbpx

هآرتس: إسرائيل تهدد طهران في سوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يتناقش القادة العسكريون الإسرائيليون حول اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إيران في سوريا. هذا الرأي، الذي تشترك فيه جميع إدارات مؤسسة الدفاع، تمّ تقاسمه أيضاً مع القيادة السياسية. يبدو أن الغارة الجوية، التي قيل إن إسرائيل قد شنتها ضد القاعدة الجوية الإيرانية الواقعة في مطار التياس العسكري في سوريا، تُمثل لحظة فاصلة في طموح إيران لإنشاء موطئ قدم محلي، وقد يؤدي الانتقام الإيراني بدوره إلى رد فعل إسرائيلي يمكن أن يمحو تماماً الوجود العسكري الإيراني في سوريا…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يتناقش القادة العسكريون الإسرائيليون حول اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إيران في سوريا. هذا الرأي، الذي تشترك فيه جميع إدارات مؤسسة الدفاع، تمّ تقاسمه أيضاً مع القيادة السياسية.

يبدو أن الغارة الجوية، التي قيل إن إسرائيل قد شنتها ضد القاعدة الجوية الإيرانية الواقعة في مطار التياس العسكري في سوريا، تُمثل لحظة فاصلة في طموح إيران لإنشاء موطئ قدم محلي. وقد حققت الغارة التفجيرية نتائج مهمة مقارنة بالهجمات السابقة، وجعلت تهديدات طهران بالانتقام مسار التصادم، الذي حُدد بالفعل مع إسرائيل، أكثر احتمالاً. وقد يؤدي الانتقام الإيراني بدوره إلى رد فعل إسرائيلي يمكن أن يمحو تماماً الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

في البداية تعمل إيران في سوريا عبر الوكلاء، أولاً وقبل كل شيء، “حزب الله”. خلال الحرب الأهلية، بدأتْ وضع موظفي المخابرات والمراقبة هناك لاستهداف الحدود الإسرائيلية. في الأشهر الأخيرة، ومع انتصار نظام الأسد على المتمردين، بدأت إيران الحصول على عائد لمساهمتها في نجاح الحلف، كما اتضح من خلال تحركها الواسع لإنشاء قواعد ومعسكرات للميليشيات الشيعية، التي تمول نشاطها في جميع أنحاء سوريا. كما نُقلت معدات القتال الجوية الإيرانية إلى هناك، وضغطت إيران على نظام الأسد للسماح لها بالسيطرة على الموانئ البحرية وبناء القواعد الجوية.

على رغم اتساع نطاق سلطتها، واصلت إيران هذه الخطوة بالحساب والحذر. لم تكن تريد أن تتدخل في الشؤون الروسية، كما أن لديها قيوداً تمنعها في الداخل- فمنذ أكثر من عامين، عانى الحرس الثوري الإيراني من مئات القتلى في سوريا، ما أدى إلى احتجاج داخلي في إيران. وقررت القيادة الإيرانية إعادة معظم مقاتليها إلى الوطن واستبدالهم بميليشيات شيعية من العراق وأفغانستان وباكستان، تأتي رواتبهم وأوامرهم من طهران.

يدعي الإيرانيون أن سبب وجودهم في سوريا هو حماية نظام الأسد والمساعدة في الحرب ضد المتمردين، لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية. وتدعي إسرائيل أن ذلك لم يكن هدفها الرئيسي الحقيقي منذ وقت طويل. عندما أوقفوا نشاطهم النووي بموجب اتفاق فيينا عام 2015، بدأوا محاولة تشكيل جبهة عسكرية ضد إسرائيل في سوريا، جنباً إلى جنب مع خط التماس بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الحدود اللبنانية.

لقد مرّ عام ونصف العام الآن على إعلان القيادة في القدس صراحةً- وهم  رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزراء الحكومة ورئيس الأركان- أنه بقدر ما هم قلقون، فقد رُسم خط جديد في الرمال السورية. وستفعل إسرائيل ما يلزم لإحباط المؤسسة العسكرية الإيرانية هناك.

واستناداً إلى تقارير وسائل الإعلام الأجنبية، كانت هذه التهديدات مدعومة بالأفعال: أولاً مع الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل التي ورد أنها كانت بمثابة ردة فعل على إطلاق النار في المعارك التي دارت في الجولان بين قوات الأسد والمتمردين الذين تسللوا عبر الحدود، كما قُصفت محطات التقوية الإيرانية والمواقع الاستخباراتية على الحدود.

في أوائل شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، قُصفت منشأة عسكرية كبيرة في مدينة مصياف بجانب مدينة حماة. وذكرت تقارير أجنبية أن المنشأة كانت عبارة عن خط تجميع سوري إيراني يقوم بصنع معدات لتحسين دقة الصواريخ الموجهة التي تم تهريبها لاحقاً إلى حزب الله.

مع توسع إيران، اتسع نطاق غارات القصف إلى أهداف أخرى. ففي أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول، قُصفت قاعدة كانت تبنيها إيران من أجل الميليشيات الشيعية في الكسوة، بالقرب من دمشق، بعد فترة وجيزة من تسريب صور جوية من الموقع إلى “هيئة الإذاعة البريطانية”،  BBC.

في العاشر من شهر فبراير / شباط، قام الجيش الإسرائيلي بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار اخترقت الأراضي الإسرائيلية في وادي الأردن- غور الأردن. ورداً على ذلك، قصفت إسرائيل مركز قيادة الطائرات من دون طيار في مطار التياس العسكري، ما أفضى إلى قتل المستشارين الإيرانيين. وفي ذلك اليوم، بعد أن قامت مضادات الطائرات السورية بتدمير طائرة نفاثة مقاتلة إسرائيلية من طراز  F-16، شنت إسرائيل المزيد من الهجمات على أهداف إيرانية وسورية أخرى.

في هذه المرّة اتخذت إسرائيل، وفقاً للصحافة الأجنبية، خطوة أخرى، في قاعدة مطار التياس العسكري ذاتها. في الهجوم الأخير، أصيب العديد من الأشخاص بجروح: وقُتل سبعة مستشارين، وكان من بينهم العقيد الذي كان يرأس سلاح الطائرات من دون طيار التابعة للحرس الثوري  الإيراني. ودُمرت البنية التحتية ووسائل الحرب أيضاً. وبثت صور الدمار الشامل من جميع الأماكن على التلفاز الإيراني.

تُمثل القاعدة ذاتها مثالاً آخر على التطورات الأخيرة في سوريا. كانت في السابق تابعة لسلاح الجو السوري، فهي قاعدة ضخمة. أما الآن فيستخدمها الإيرانيون والروس أيضاً الذين يعملون في مناطق منفصلة ومستقلة.

يبدو أن الهدف هذه المرة لم يكن قافلة أخرى تحمل السلاح إلى “حزب الله” في لبنان. بالتأكيد لم يكن جهاز إرسال آخر عبر الحدود. وتستجيب إيران وفقاً لذلك، مُعلنة عن عدد الوفيات وهوياتهم. ويهدد علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي، إسرائيل بأنها ستدفع ثمن جرائمها.

يكشف الهجوم الأخير المرتبط بإسرائيل عن نيات إيران الحقيقية: يبني القائد العام قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وصديق خامنئي، نظاماً واسعاً وذكياً في سوريا يستهدف إسرائيل. وتبقى طبيعة هذا النشاط سرية عن روسيا، التي ترى نفسها متحالفة مع الحلف الذي يدعم الأسد. كما أن أبعادها، على ما يبدو، سرية أيضاً عن كبار القادة الإيرانيين: إذ امتنع الرئيس حسن روحاني عن زيادة الاستثمار في قوة القدس وفي الحروب التي يتابعها سليماني في المنطقة.

يُمثل ذلك بالنسبة إلى روسيا ونظام الأسد، مصدر إزعاج كبير. إذ يعرض التصادم بين إسرائيل وإيران طموح النظام لاستعادة السيطرة، إلى الخطر ويمكن أن يكون له ثمن آخر للأسد. يقوض سليماني، وفقاً لآراء الخبراء الإسرائيليين، المصالح الروسية في سوريا. بينما في هذه الأثناء، فقد الأسد الكثير من قوته المضادة للطائرات بسبب الغارات الإسرائيلية بعد إسقاط الطائرة F-16.

تزعم إسرائيل أن أي قرار ستتخذه إيران الآن بالرد، سيكون خطأً استراتيجياً سيئاً من قبل سليماني ورؤسائه. ويظهر تحليل سلسلة الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل كيف أن النشاط الإيراني عرضة للخطر والاختراق. ومن المؤكد أن طهران تعرف لماذا تمت مهاجمة قاعدة مطار التياس العسكري في هذا التوقيت، وينبغي أن نفترض أن لدى إسرائيل معلومات مماثلة حول ما تفعله في قواعد ومواقع أخرى حول سوريا.

في حال التصعيد، من الصعب الاعتقاد بأن بطء وتيرة الهجمات، مرّة واحدة كل بضعة أسابيع، سيستمر.

وقال القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون في محادثات مغلقة أن رد فعل طهران سيؤدي إلى تصعيد فوري وقد يعرض مشروع سليماني بأكمله للخطر في سوريا. في الوقت ذاته، يتصاعد صراع كبير بين الولايات المتحدة وروسيا، نتيجة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دوما. كما أن الصدام الإسرائيلي- الإيراني في خضم التوترات بين القوى العظمى ليس ما يريده الروس أيضاً.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع “هآرتس” لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 06.11.2024

“حلّ الدولتين” الضحيّة الأولى لفوز دونالد ترامب

اليوم ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، علينا أن ننتظر انقلاباً كبيراً على هذا الصعيد. فالإدارة الديموقراطية كانت تتحدث عن "حل الدولتين" بوصفه أفقاً استراتيجياً غير راهن، لا بد منه، أما إدارة دونالد ترامب فلا أثر في خطابها لحل الدولتين، و"السلام الإبراهيمي" هو ما تقترحه على العالم العربي.
"درج"
لبنان
17.04.2018
زمن القراءة: 5 minutes

يتناقش القادة العسكريون الإسرائيليون حول اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إيران في سوريا. هذا الرأي، الذي تشترك فيه جميع إدارات مؤسسة الدفاع، تمّ تقاسمه أيضاً مع القيادة السياسية. يبدو أن الغارة الجوية، التي قيل إن إسرائيل قد شنتها ضد القاعدة الجوية الإيرانية الواقعة في مطار التياس العسكري في سوريا، تُمثل لحظة فاصلة في طموح إيران لإنشاء موطئ قدم محلي، وقد يؤدي الانتقام الإيراني بدوره إلى رد فعل إسرائيلي يمكن أن يمحو تماماً الوجود العسكري الإيراني في سوريا…

يتناقش القادة العسكريون الإسرائيليون حول اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إيران في سوريا. هذا الرأي، الذي تشترك فيه جميع إدارات مؤسسة الدفاع، تمّ تقاسمه أيضاً مع القيادة السياسية.

يبدو أن الغارة الجوية، التي قيل إن إسرائيل قد شنتها ضد القاعدة الجوية الإيرانية الواقعة في مطار التياس العسكري في سوريا، تُمثل لحظة فاصلة في طموح إيران لإنشاء موطئ قدم محلي. وقد حققت الغارة التفجيرية نتائج مهمة مقارنة بالهجمات السابقة، وجعلت تهديدات طهران بالانتقام مسار التصادم، الذي حُدد بالفعل مع إسرائيل، أكثر احتمالاً. وقد يؤدي الانتقام الإيراني بدوره إلى رد فعل إسرائيلي يمكن أن يمحو تماماً الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

في البداية تعمل إيران في سوريا عبر الوكلاء، أولاً وقبل كل شيء، “حزب الله”. خلال الحرب الأهلية، بدأتْ وضع موظفي المخابرات والمراقبة هناك لاستهداف الحدود الإسرائيلية. في الأشهر الأخيرة، ومع انتصار نظام الأسد على المتمردين، بدأت إيران الحصول على عائد لمساهمتها في نجاح الحلف، كما اتضح من خلال تحركها الواسع لإنشاء قواعد ومعسكرات للميليشيات الشيعية، التي تمول نشاطها في جميع أنحاء سوريا. كما نُقلت معدات القتال الجوية الإيرانية إلى هناك، وضغطت إيران على نظام الأسد للسماح لها بالسيطرة على الموانئ البحرية وبناء القواعد الجوية.

على رغم اتساع نطاق سلطتها، واصلت إيران هذه الخطوة بالحساب والحذر. لم تكن تريد أن تتدخل في الشؤون الروسية، كما أن لديها قيوداً تمنعها في الداخل- فمنذ أكثر من عامين، عانى الحرس الثوري الإيراني من مئات القتلى في سوريا، ما أدى إلى احتجاج داخلي في إيران. وقررت القيادة الإيرانية إعادة معظم مقاتليها إلى الوطن واستبدالهم بميليشيات شيعية من العراق وأفغانستان وباكستان، تأتي رواتبهم وأوامرهم من طهران.

يدعي الإيرانيون أن سبب وجودهم في سوريا هو حماية نظام الأسد والمساعدة في الحرب ضد المتمردين، لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية. وتدعي إسرائيل أن ذلك لم يكن هدفها الرئيسي الحقيقي منذ وقت طويل. عندما أوقفوا نشاطهم النووي بموجب اتفاق فيينا عام 2015، بدأوا محاولة تشكيل جبهة عسكرية ضد إسرائيل في سوريا، جنباً إلى جنب مع خط التماس بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الحدود اللبنانية.

لقد مرّ عام ونصف العام الآن على إعلان القيادة في القدس صراحةً- وهم  رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزراء الحكومة ورئيس الأركان- أنه بقدر ما هم قلقون، فقد رُسم خط جديد في الرمال السورية. وستفعل إسرائيل ما يلزم لإحباط المؤسسة العسكرية الإيرانية هناك.

واستناداً إلى تقارير وسائل الإعلام الأجنبية، كانت هذه التهديدات مدعومة بالأفعال: أولاً مع الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل التي ورد أنها كانت بمثابة ردة فعل على إطلاق النار في المعارك التي دارت في الجولان بين قوات الأسد والمتمردين الذين تسللوا عبر الحدود، كما قُصفت محطات التقوية الإيرانية والمواقع الاستخباراتية على الحدود.

في أوائل شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، قُصفت منشأة عسكرية كبيرة في مدينة مصياف بجانب مدينة حماة. وذكرت تقارير أجنبية أن المنشأة كانت عبارة عن خط تجميع سوري إيراني يقوم بصنع معدات لتحسين دقة الصواريخ الموجهة التي تم تهريبها لاحقاً إلى حزب الله.

مع توسع إيران، اتسع نطاق غارات القصف إلى أهداف أخرى. ففي أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول، قُصفت قاعدة كانت تبنيها إيران من أجل الميليشيات الشيعية في الكسوة، بالقرب من دمشق، بعد فترة وجيزة من تسريب صور جوية من الموقع إلى “هيئة الإذاعة البريطانية”،  BBC.

في العاشر من شهر فبراير / شباط، قام الجيش الإسرائيلي بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار اخترقت الأراضي الإسرائيلية في وادي الأردن- غور الأردن. ورداً على ذلك، قصفت إسرائيل مركز قيادة الطائرات من دون طيار في مطار التياس العسكري، ما أفضى إلى قتل المستشارين الإيرانيين. وفي ذلك اليوم، بعد أن قامت مضادات الطائرات السورية بتدمير طائرة نفاثة مقاتلة إسرائيلية من طراز  F-16، شنت إسرائيل المزيد من الهجمات على أهداف إيرانية وسورية أخرى.

في هذه المرّة اتخذت إسرائيل، وفقاً للصحافة الأجنبية، خطوة أخرى، في قاعدة مطار التياس العسكري ذاتها. في الهجوم الأخير، أصيب العديد من الأشخاص بجروح: وقُتل سبعة مستشارين، وكان من بينهم العقيد الذي كان يرأس سلاح الطائرات من دون طيار التابعة للحرس الثوري  الإيراني. ودُمرت البنية التحتية ووسائل الحرب أيضاً. وبثت صور الدمار الشامل من جميع الأماكن على التلفاز الإيراني.

تُمثل القاعدة ذاتها مثالاً آخر على التطورات الأخيرة في سوريا. كانت في السابق تابعة لسلاح الجو السوري، فهي قاعدة ضخمة. أما الآن فيستخدمها الإيرانيون والروس أيضاً الذين يعملون في مناطق منفصلة ومستقلة.

يبدو أن الهدف هذه المرة لم يكن قافلة أخرى تحمل السلاح إلى “حزب الله” في لبنان. بالتأكيد لم يكن جهاز إرسال آخر عبر الحدود. وتستجيب إيران وفقاً لذلك، مُعلنة عن عدد الوفيات وهوياتهم. ويهدد علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي، إسرائيل بأنها ستدفع ثمن جرائمها.

يكشف الهجوم الأخير المرتبط بإسرائيل عن نيات إيران الحقيقية: يبني القائد العام قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وصديق خامنئي، نظاماً واسعاً وذكياً في سوريا يستهدف إسرائيل. وتبقى طبيعة هذا النشاط سرية عن روسيا، التي ترى نفسها متحالفة مع الحلف الذي يدعم الأسد. كما أن أبعادها، على ما يبدو، سرية أيضاً عن كبار القادة الإيرانيين: إذ امتنع الرئيس حسن روحاني عن زيادة الاستثمار في قوة القدس وفي الحروب التي يتابعها سليماني في المنطقة.

يُمثل ذلك بالنسبة إلى روسيا ونظام الأسد، مصدر إزعاج كبير. إذ يعرض التصادم بين إسرائيل وإيران طموح النظام لاستعادة السيطرة، إلى الخطر ويمكن أن يكون له ثمن آخر للأسد. يقوض سليماني، وفقاً لآراء الخبراء الإسرائيليين، المصالح الروسية في سوريا. بينما في هذه الأثناء، فقد الأسد الكثير من قوته المضادة للطائرات بسبب الغارات الإسرائيلية بعد إسقاط الطائرة F-16.

تزعم إسرائيل أن أي قرار ستتخذه إيران الآن بالرد، سيكون خطأً استراتيجياً سيئاً من قبل سليماني ورؤسائه. ويظهر تحليل سلسلة الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل كيف أن النشاط الإيراني عرضة للخطر والاختراق. ومن المؤكد أن طهران تعرف لماذا تمت مهاجمة قاعدة مطار التياس العسكري في هذا التوقيت، وينبغي أن نفترض أن لدى إسرائيل معلومات مماثلة حول ما تفعله في قواعد ومواقع أخرى حول سوريا.

في حال التصعيد، من الصعب الاعتقاد بأن بطء وتيرة الهجمات، مرّة واحدة كل بضعة أسابيع، سيستمر.

وقال القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون في محادثات مغلقة أن رد فعل طهران سيؤدي إلى تصعيد فوري وقد يعرض مشروع سليماني بأكمله للخطر في سوريا. في الوقت ذاته، يتصاعد صراع كبير بين الولايات المتحدة وروسيا، نتيجة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دوما. كما أن الصدام الإسرائيلي- الإيراني في خضم التوترات بين القوى العظمى ليس ما يريده الروس أيضاً.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع “هآرتس” لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.