fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

هل وافق حزب الله على عودة “المبعدين إلى إسرائيل”؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

باشر التيار العوني قفزة جديدة في سياق قضمه التمثيل المسيحي في لبنان. ومرة أخرى بمساعدة حزب الله

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

باشر التيار العوني قفزة جديدة في سياق قضمه التمثيل المسيحي في لبنان. ومرة أخرى بمساعدة حزب الله. القفزة تتمثل في طرحه قضية “المبعدين اللبنانيين إلى إسرائيل”، وهؤلاء مجموعة ليست كبيرة، انما لها قيمة معنوية تضاعف من الحضور العوني في الوجدان المسيحي اللبناني. هدية حزب الله معنوية هذه المرة، وهي ستضيف إلى قناعة المسيحيين، أن التيار يعيد إليهم “حقوقهم”، وسيتولى الحزب كما في كل مرة صد هجمات “الممانعين” على على هذه الخطوة.

فقد أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال زيارته الأخيرة إلى جنوب لبنان، وهي زيارة تمت برعاية كاملة من حزب الله، أن قضية “المبعدين اللبنانيين” يجب أن تنتهي. وهو أغفل في حينها الجهة التي أبعد هؤلاء إليها، ليعود قريبه النائب عن التيار آلان عون ليكشفها. إنهم بحسب النائب عون “المبعدون إلى إسرائيل”.

لقضية هؤلاء بعد إنساني من دون شك، لكنها من جهة أخرى قضية شائكة، فهي تلامس حساسية مذهبية، وتستنفر انقسامات “صارت من الماضي”، وحزب الله كان طوع المزاج الممانع وأدرجه في ترسانته الإيديولوجية، وهو اليوم سيكون عرضة لسهام من ستصيبهم خيبة بفعل ضربه صفحاً عن مطالبة حليفه بالعفو عمن يعتبرهم الممانعون “عملاء”.

هؤلاء “مبعدون”، وليسوا هاربين. نحو عشرين عاماً أمضوها في إسرائيل، وفي رعاية مؤسساتها، إلا أنهم ليسوا من المطبعين. المهمة لن تكون سهلة، والأرجح أن التيار سيحقق فوزاً جديداً. حزب الله يريد التيار القوة المسيحية الوحيدة. كل الهدايا متاحة له. المسألة تستدعي فعلاً التأمل بها. فهدية هذه الأيام على تواضع حجمها تمثل ثقلاً وجدانياً سيلقى على “كرامة” أهل الحزب وأهل “خطاب الصراع”. قصة “المبعدين” قضية شقاق أهلي أيضاً، والاقتراب منها يتسبب بجرح نرجسي لقواعد الحزب. العونيون لن يخوضوا بهذه القضية من دون تلقيهم إشارة إيجابية من الحزب. 

 

على المرء أن يتساءل عن سر الهدية التي يقدمها حزب الله للتيار العوني، وعن الثمن المعنوي الذي لا يبدي الحزب مانعاً من دفعه؟ الأرجح أن الحزب “عائد إلى لبنان” وأنه يبحث عن شريك في “الجبنة” الداخلية في ظل الحصار المالي المضروب على ايران

 

الهدية كبيرة فعلاً هذه المرة. التيار العوني سيحصد بفعلها حضوراً لن يوازيه حضور في البيئة المسيحية. وهذه المرة لن تقوى “القوات اللبنانية” على رفع منسوب التحدي على نحو ما فعلت عندما دفعت بقضية عمالة الفلسطينيين في مقابل دفع التيار العوني قضية عمالة السوريين إلى الواجهة. حزب “القوات اللبنانية” في فمه ماء على صعيد “المبعدين إلى إسرائيل”، ذاك أنه عرضة للتخوين أكثر من غيره، ثم أن حلفاءه من المسلمين عاجزين عن تقديم هدايا بهذا الوزن له.

للقضية جانب أهلي تجنب لبنان الخوض فيه منذ تشكل الظاهرة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي في العام ٢٠٠٠. والظاهرة انحسرت على نحو كبير، ذاك أن أكثر من نصف الذين غادروا إلى إسرائيل في حينها عادوا لاحقاً إلى لبنان، ومثلوا أمام القضاء اللبناني، وكثيرون منهم، لا سيما جنود وضباط “جيش لبنان الجنوبي” صدرت بحقهم أحكام اعتبرها كثيرون مخففة وأمضوا فترات في السجن، وأفرج عنهم لاحقاً. وحزب الله أدار هذا الملف بحذر يُحسب له، ذاك أنه لم يرم بثقله لمضاعفة الأحكام، وبلغت به البراغماتية حداً حول فيه الكثير من عناصر جيش لحد الشيعة مناصرين له، وعاملين في ماكيناته الانتخابية.

يؤكد صحافيون عرباً يعملون في إسرائيل أن جزءاً كبيراً من “الجالية اللبنانية في إسرائيل”، وهي التسمية التي يرغبون بها، لا يريد العودة إلى لبنان، لا سيما وأن جيلاً جديداً تشكل بينهم في الفترة التي أمضوها في إسرائيل، وكثيرون منهم حصلوا على الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يخدم في الجيش، وهم على احتكاك بالفلسطينيين. يبلغ عددهم اليوم نحو ٣ آلاف، بعد أن كان عددهم حين غادروا لبنان نحو ٨ آلاف. وغالبيتهم لا تعتبر أن لبنان جهة العودة المفضلة، اذ يفضلون عليه بلداً كاستراليا التي غادر إليها مئات منهم، وذلك لأسباب أمنية واقتصادية بحسب ما نقل عنهم أحد الكهنة الذين كلفتهم الكنيسة المارونية رعايتهم. وفي المعلومات أيضاً أن بين ٢٠ و٣٠ شخصاً منهم يخدم في الجيش الإسرائيلي. 

هذه المعطيات تدفع إلى التدقيق بحقيقة مبادرة العونيين في لبنان إلى فتح هذا الملف، ذاك أننا حيال مجموعة لا تمثل ثقلاً عددياً، وأوضاع أفرادها ملتبس بين أجيالٍ المغادرين الأولى ممن لم يرغبوا بالعودة في مراحلها الأولى، وبين أجيال نشأت في إسرائيل ومن المرجح أنها لا ترغب اليوم بالعودة. هذا إلى الراغبين منهم بمغادرة إسرائيل ولكن ليس إلى لبنان، وهم الأكثرية.  

اذا صحت هذه التوقعات، ومؤشرات صحتها كثيرة، فعلى المرء أن يتساءل عن سر الهدية التي يقدمها حزب الله للتيار العوني، وعن الثمن المعنوي الذي لا يبدي الحزب مانعاً من دفعه؟ الأرجح أن الحزب “عائد إلى لبنان” وأنه يبحث عن شريك في “الجبنة” الداخلية في ظل الحصار المالي المضروب على ايران ، وربما عن تغيير في المعادلة اللبنانية، ذاك أن لـ “تضخيم جبران باسيل” وظيفة في سياق عودة الحزب للبحث في المعادلة الداخلية. 

هل صار سلاح حزب الله شرعياً؟

"درج" | 17.04.2025

من يخطف علويات سوريات في وضح النهار؟

"عذبونا وضربونا، لم يكن مسموحاً أن نتحدّث مع بعضنا بعضاً، لكني سمعت لهجة الخاطفين، أحدهم  لهجته أجنبية والآخر لهجته محلية إدلبية، عرفت ذلك لأنهم كانوا يشتموننا لأننا علويات".
25.07.2019
زمن القراءة: 4 minutes

باشر التيار العوني قفزة جديدة في سياق قضمه التمثيل المسيحي في لبنان. ومرة أخرى بمساعدة حزب الله

باشر التيار العوني قفزة جديدة في سياق قضمه التمثيل المسيحي في لبنان. ومرة أخرى بمساعدة حزب الله. القفزة تتمثل في طرحه قضية “المبعدين اللبنانيين إلى إسرائيل”، وهؤلاء مجموعة ليست كبيرة، انما لها قيمة معنوية تضاعف من الحضور العوني في الوجدان المسيحي اللبناني. هدية حزب الله معنوية هذه المرة، وهي ستضيف إلى قناعة المسيحيين، أن التيار يعيد إليهم “حقوقهم”، وسيتولى الحزب كما في كل مرة صد هجمات “الممانعين” على على هذه الخطوة.

فقد أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال زيارته الأخيرة إلى جنوب لبنان، وهي زيارة تمت برعاية كاملة من حزب الله، أن قضية “المبعدين اللبنانيين” يجب أن تنتهي. وهو أغفل في حينها الجهة التي أبعد هؤلاء إليها، ليعود قريبه النائب عن التيار آلان عون ليكشفها. إنهم بحسب النائب عون “المبعدون إلى إسرائيل”.

لقضية هؤلاء بعد إنساني من دون شك، لكنها من جهة أخرى قضية شائكة، فهي تلامس حساسية مذهبية، وتستنفر انقسامات “صارت من الماضي”، وحزب الله كان طوع المزاج الممانع وأدرجه في ترسانته الإيديولوجية، وهو اليوم سيكون عرضة لسهام من ستصيبهم خيبة بفعل ضربه صفحاً عن مطالبة حليفه بالعفو عمن يعتبرهم الممانعون “عملاء”.

هؤلاء “مبعدون”، وليسوا هاربين. نحو عشرين عاماً أمضوها في إسرائيل، وفي رعاية مؤسساتها، إلا أنهم ليسوا من المطبعين. المهمة لن تكون سهلة، والأرجح أن التيار سيحقق فوزاً جديداً. حزب الله يريد التيار القوة المسيحية الوحيدة. كل الهدايا متاحة له. المسألة تستدعي فعلاً التأمل بها. فهدية هذه الأيام على تواضع حجمها تمثل ثقلاً وجدانياً سيلقى على “كرامة” أهل الحزب وأهل “خطاب الصراع”. قصة “المبعدين” قضية شقاق أهلي أيضاً، والاقتراب منها يتسبب بجرح نرجسي لقواعد الحزب. العونيون لن يخوضوا بهذه القضية من دون تلقيهم إشارة إيجابية من الحزب. 

 

على المرء أن يتساءل عن سر الهدية التي يقدمها حزب الله للتيار العوني، وعن الثمن المعنوي الذي لا يبدي الحزب مانعاً من دفعه؟ الأرجح أن الحزب “عائد إلى لبنان” وأنه يبحث عن شريك في “الجبنة” الداخلية في ظل الحصار المالي المضروب على ايران

 

الهدية كبيرة فعلاً هذه المرة. التيار العوني سيحصد بفعلها حضوراً لن يوازيه حضور في البيئة المسيحية. وهذه المرة لن تقوى “القوات اللبنانية” على رفع منسوب التحدي على نحو ما فعلت عندما دفعت بقضية عمالة الفلسطينيين في مقابل دفع التيار العوني قضية عمالة السوريين إلى الواجهة. حزب “القوات اللبنانية” في فمه ماء على صعيد “المبعدين إلى إسرائيل”، ذاك أنه عرضة للتخوين أكثر من غيره، ثم أن حلفاءه من المسلمين عاجزين عن تقديم هدايا بهذا الوزن له.

للقضية جانب أهلي تجنب لبنان الخوض فيه منذ تشكل الظاهرة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي في العام ٢٠٠٠. والظاهرة انحسرت على نحو كبير، ذاك أن أكثر من نصف الذين غادروا إلى إسرائيل في حينها عادوا لاحقاً إلى لبنان، ومثلوا أمام القضاء اللبناني، وكثيرون منهم، لا سيما جنود وضباط “جيش لبنان الجنوبي” صدرت بحقهم أحكام اعتبرها كثيرون مخففة وأمضوا فترات في السجن، وأفرج عنهم لاحقاً. وحزب الله أدار هذا الملف بحذر يُحسب له، ذاك أنه لم يرم بثقله لمضاعفة الأحكام، وبلغت به البراغماتية حداً حول فيه الكثير من عناصر جيش لحد الشيعة مناصرين له، وعاملين في ماكيناته الانتخابية.

يؤكد صحافيون عرباً يعملون في إسرائيل أن جزءاً كبيراً من “الجالية اللبنانية في إسرائيل”، وهي التسمية التي يرغبون بها، لا يريد العودة إلى لبنان، لا سيما وأن جيلاً جديداً تشكل بينهم في الفترة التي أمضوها في إسرائيل، وكثيرون منهم حصلوا على الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يخدم في الجيش، وهم على احتكاك بالفلسطينيين. يبلغ عددهم اليوم نحو ٣ آلاف، بعد أن كان عددهم حين غادروا لبنان نحو ٨ آلاف. وغالبيتهم لا تعتبر أن لبنان جهة العودة المفضلة، اذ يفضلون عليه بلداً كاستراليا التي غادر إليها مئات منهم، وذلك لأسباب أمنية واقتصادية بحسب ما نقل عنهم أحد الكهنة الذين كلفتهم الكنيسة المارونية رعايتهم. وفي المعلومات أيضاً أن بين ٢٠ و٣٠ شخصاً منهم يخدم في الجيش الإسرائيلي. 

هذه المعطيات تدفع إلى التدقيق بحقيقة مبادرة العونيين في لبنان إلى فتح هذا الملف، ذاك أننا حيال مجموعة لا تمثل ثقلاً عددياً، وأوضاع أفرادها ملتبس بين أجيالٍ المغادرين الأولى ممن لم يرغبوا بالعودة في مراحلها الأولى، وبين أجيال نشأت في إسرائيل ومن المرجح أنها لا ترغب اليوم بالعودة. هذا إلى الراغبين منهم بمغادرة إسرائيل ولكن ليس إلى لبنان، وهم الأكثرية.  

اذا صحت هذه التوقعات، ومؤشرات صحتها كثيرة، فعلى المرء أن يتساءل عن سر الهدية التي يقدمها حزب الله للتيار العوني، وعن الثمن المعنوي الذي لا يبدي الحزب مانعاً من دفعه؟ الأرجح أن الحزب “عائد إلى لبنان” وأنه يبحث عن شريك في “الجبنة” الداخلية في ظل الحصار المالي المضروب على ايران ، وربما عن تغيير في المعادلة اللبنانية، ذاك أن لـ “تضخيم جبران باسيل” وظيفة في سياق عودة الحزب للبحث في المعادلة الداخلية. 

هل صار سلاح حزب الله شرعياً؟

25.07.2019
زمن القراءة: 4 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية