fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

هنا غزة… أنفرح قبل أن يباغتنا الموت؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

من عادة الفلسطينيين الاحتفال وتوزيع الحلويات احتفاء بالعمليات الفدائية التي تنفّذ ضد الجنود الإسرائيليين، وتستهدف دولة الاحتلال، ومع مرور الوقت يعودون للتفكير بالرد الإسرائيلي وكيف سيكون حجمه وقوته.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أثناء كتابة هذا المقال، وصلت الأخبار بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية ارتكبت مجزرة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد قصف منزلين سكنيّين في وسط سوق المخيم المكتظّ بالسكان، وأثناء وجود الناس في الشارع للتبضّع، في سوق مجاور لعشرات المنازل ومدارس الأونروا التي تؤوي مئات النازحين.

علمت الآن أيضاً، أن اسرائيل فرضت حصاراً شاملاً يشمل قطع المؤن والغذاء، 

لا نعلم أي جحيم سنعيشه في الساعات والأيام القليلة المقبلة. الأخبار الأولية تحدثت عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى، وما زالت فرق الإنقاذ تحاول انتشال من هم تحت الركام.

قُصف مسجد  السوسي في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، ما أدى إلى دمار وأضرار  كبيرة في أحياء عدة بالمخيم أصابت المنازل الملتصقة ببعضها البعض، ولم تصل أخبار عن أعداد الشهداء والجرحى، لكن الأكيد أن مجزرة فظيعة وقعت.

في حالات الحرب، يعود اللاجئون الى المخيم، حيث يضطر الفلسطينيون الذين غادروا المخيم بسبب الاكتظاظ وتزايد عدد أفراد العائلات في منازل العائلة، التي لم تعد تتسع لهم للسكن، ومع اشتداد القصف في المناطق التي سكنوا فيها، يعود أولئك للسكن في المخيم عند عائلاتهم في المخيم باعتباره أكثر أماناً من منازلهم.

الليلة الفائتة لم تتوقف الطائرات الحربية والدبابات عن قصف “كل شيء”، جنون القصف لم يتوقف في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد طاول البيوت والمساجد والمؤسسات الرسمية والخدميّة والجمعيات الخيرية.

في اليوم الثالث من الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة رداً على عملية “طوفان الأقصى” واقتحام المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) مستوطنات غلاف غزة،  بدأت تتكشف تفاصيل المجازر التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي عبر القصف الجوي وتدمير الأبراج السكنية المرتفعة ومنازل سكنية فوق رؤوس السكان.

الليلة الفائتة لم تتوقف الطائرات الحربية والدبابات عن قصف “كل شيء”، جنون القصف لم يتوقف في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد طاول البيوت والمساجد والمؤسسات الرسمية والخدميّة والجمعيات الخيرية.

فجر اليوم، انتُشلت جثامين 20 قتيلاً من تحت أنقاض منازل عدة دمرها الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وغالبية الضحايا من عائلة واحدة. إضافة الى المجزرة والجريمة المستمرة في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، وتدمير وخراب شامل في البلدة ونزوح معظم السكان.  

وقال مسؤول في حكومة غزة، “الجيش الإسرائيلي ارتكب مجازر بحق 15 عائلة في القطاع بعد قصف منازلها بشكل مباشر”. وردت أنباء أيضاً، عن أن عدد الضحايا الفلسطينيين بلغ نحو 500،  بينهم مئة طفل و61 سيدة، فيما أصيب 2751 مواطناً آخر بجروح مختلفة، منهم 244 طفلاً و151 سيدة.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلنت نزوح نحو 74 ألف فلسطيني إلى 64 مدرسة ومأوى في قطاع غزة. ووفق بيان الوكالة، من المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية التي تشمل المناطق المدنية.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  يقود المجازر للثأر والانتقام لنفسه وحكومته اليمينية، التي تحثه على قتل الفلسطينيين وتدمير غزة، في ظل الفشل الاستخباري الكبير، والخلافات السياسية الحادة في إسرائيل، ومطالبة بعض أقطاب المعارضة باستقالته، وتحميله  مسؤولية الإخفاق والفشل في عدم توقّع هجوم “طوفان الأقصى”.

يعتمد نتانياهو على الولايات المتحدة الأميركية، التي أعلنت عبر الرئيس جو بايدن دعمها له سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، مرددة أنه من حق  إسرائيل الدفاع عن نفسها. بايدن دافع عن إسرائيل كونها مشروعاً أميركياً، وما لحق بها من هزيمة هو هزيمة لأميركا التي حرّكت حاملة طائرات أميركية نحو السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط.

دفعت التصريحات الأميركيّة معلقين إسرائيليين معارضين لنتانياهو إلى القول بأن من يحكم إسرائيل الآن هو الولايات المتحدة الأميركية. الإسرائيليون يعتبرون الدعم الأميركي الأساسي في هذه الحالة الطارئة أمراً مفروغاً منه، ويشمل الدعم السياسي والعسكري والمعنوي.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال، “نقوم كل  4 ساعات بجولة من القصف الجوي في منطقة مختلفة باستخدام نحو 60 طائرة، واليوم سنهاجم آلاف الأهداف، كل منطقة فيها تجمع أو مقر أو مركز تحكم أو هدف لاستخبارات حماس سيتم تدميره”.

من عادة الفلسطينيين الاحتفال وتوزيع الحلويات احتفاء بالعمليات الفدائية التي تنفّذ ضد الجنود الإسرائيليين، وتستهدف دولة الاحتلال، ومع مرور الوقت يعودون للتفكير بالرد الإسرائيلي وكيف سيكون حجمه وقوته. 

وهذا ما حصل، مع بداية انتشار الأخبار عن عملية “طوفان الأقصى”، التي اعتبروها تعبيراً عن إرادة المقاومين وشجاعتهم، وتدليلاً لحلم العودة الذي يراودهم، بخاصة أن كثيراً منهم لجأوا من القرى والبلدات التي اقتحمتها المقاومة.

النشوة بإذلال دولة الاحتلال التي حاصرت وقتلت وتنكرت لحقوق، رافقها فخر فلسطينيّ بقدرة سكان القطاع على الانتقام لأنفسهم، عملية طوفان الأقصى، لا تقل أهمية عن عبور الجيش المصري في تشرين الأول/ أكتوبر 1973.

يذكر الفلسطينيون أنه بعد الهزيمة في حرب 1967، قُتل 600 جندي إسرائيلي، وفي الشهر نفسه من عام 1973 قتل نحو 2400 جندي إسرائيلي. وفي تشرين الأول 2023، قتل حتى الآن 600 إسرائيلي، غالبيتهم من الجنود.

هي مقارنات تُغرس في الوعي الفلسطيني، الذي يدرك أن المشوار طويل، لكن أحلامه بالعودة وإقامة دولة مستقلة لن تتلاشى، قد تكون عملية طوفان الأقصى  بداية حُلم مُرسخ في وجدان الفلسطينيين، حلم تحقق ولو لأيام، لا يعرفون بعدها شدّة ما سيواجهونه.

09.10.2023
زمن القراءة: 4 minutes

من عادة الفلسطينيين الاحتفال وتوزيع الحلويات احتفاء بالعمليات الفدائية التي تنفّذ ضد الجنود الإسرائيليين، وتستهدف دولة الاحتلال، ومع مرور الوقت يعودون للتفكير بالرد الإسرائيلي وكيف سيكون حجمه وقوته.

أثناء كتابة هذا المقال، وصلت الأخبار بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية ارتكبت مجزرة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد قصف منزلين سكنيّين في وسط سوق المخيم المكتظّ بالسكان، وأثناء وجود الناس في الشارع للتبضّع، في سوق مجاور لعشرات المنازل ومدارس الأونروا التي تؤوي مئات النازحين.

علمت الآن أيضاً، أن اسرائيل فرضت حصاراً شاملاً يشمل قطع المؤن والغذاء، 

لا نعلم أي جحيم سنعيشه في الساعات والأيام القليلة المقبلة. الأخبار الأولية تحدثت عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى، وما زالت فرق الإنقاذ تحاول انتشال من هم تحت الركام.

قُصف مسجد  السوسي في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، ما أدى إلى دمار وأضرار  كبيرة في أحياء عدة بالمخيم أصابت المنازل الملتصقة ببعضها البعض، ولم تصل أخبار عن أعداد الشهداء والجرحى، لكن الأكيد أن مجزرة فظيعة وقعت.

في حالات الحرب، يعود اللاجئون الى المخيم، حيث يضطر الفلسطينيون الذين غادروا المخيم بسبب الاكتظاظ وتزايد عدد أفراد العائلات في منازل العائلة، التي لم تعد تتسع لهم للسكن، ومع اشتداد القصف في المناطق التي سكنوا فيها، يعود أولئك للسكن في المخيم عند عائلاتهم في المخيم باعتباره أكثر أماناً من منازلهم.

الليلة الفائتة لم تتوقف الطائرات الحربية والدبابات عن قصف “كل شيء”، جنون القصف لم يتوقف في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد طاول البيوت والمساجد والمؤسسات الرسمية والخدميّة والجمعيات الخيرية.

في اليوم الثالث من الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة رداً على عملية “طوفان الأقصى” واقتحام المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) مستوطنات غلاف غزة،  بدأت تتكشف تفاصيل المجازر التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي عبر القصف الجوي وتدمير الأبراج السكنية المرتفعة ومنازل سكنية فوق رؤوس السكان.

الليلة الفائتة لم تتوقف الطائرات الحربية والدبابات عن قصف “كل شيء”، جنون القصف لم يتوقف في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد طاول البيوت والمساجد والمؤسسات الرسمية والخدميّة والجمعيات الخيرية.

فجر اليوم، انتُشلت جثامين 20 قتيلاً من تحت أنقاض منازل عدة دمرها الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وغالبية الضحايا من عائلة واحدة. إضافة الى المجزرة والجريمة المستمرة في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، وتدمير وخراب شامل في البلدة ونزوح معظم السكان.  

وقال مسؤول في حكومة غزة، “الجيش الإسرائيلي ارتكب مجازر بحق 15 عائلة في القطاع بعد قصف منازلها بشكل مباشر”. وردت أنباء أيضاً، عن أن عدد الضحايا الفلسطينيين بلغ نحو 500،  بينهم مئة طفل و61 سيدة، فيما أصيب 2751 مواطناً آخر بجروح مختلفة، منهم 244 طفلاً و151 سيدة.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلنت نزوح نحو 74 ألف فلسطيني إلى 64 مدرسة ومأوى في قطاع غزة. ووفق بيان الوكالة، من المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية التي تشمل المناطق المدنية.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  يقود المجازر للثأر والانتقام لنفسه وحكومته اليمينية، التي تحثه على قتل الفلسطينيين وتدمير غزة، في ظل الفشل الاستخباري الكبير، والخلافات السياسية الحادة في إسرائيل، ومطالبة بعض أقطاب المعارضة باستقالته، وتحميله  مسؤولية الإخفاق والفشل في عدم توقّع هجوم “طوفان الأقصى”.

يعتمد نتانياهو على الولايات المتحدة الأميركية، التي أعلنت عبر الرئيس جو بايدن دعمها له سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، مرددة أنه من حق  إسرائيل الدفاع عن نفسها. بايدن دافع عن إسرائيل كونها مشروعاً أميركياً، وما لحق بها من هزيمة هو هزيمة لأميركا التي حرّكت حاملة طائرات أميركية نحو السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط.

دفعت التصريحات الأميركيّة معلقين إسرائيليين معارضين لنتانياهو إلى القول بأن من يحكم إسرائيل الآن هو الولايات المتحدة الأميركية. الإسرائيليون يعتبرون الدعم الأميركي الأساسي في هذه الحالة الطارئة أمراً مفروغاً منه، ويشمل الدعم السياسي والعسكري والمعنوي.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال، “نقوم كل  4 ساعات بجولة من القصف الجوي في منطقة مختلفة باستخدام نحو 60 طائرة، واليوم سنهاجم آلاف الأهداف، كل منطقة فيها تجمع أو مقر أو مركز تحكم أو هدف لاستخبارات حماس سيتم تدميره”.

من عادة الفلسطينيين الاحتفال وتوزيع الحلويات احتفاء بالعمليات الفدائية التي تنفّذ ضد الجنود الإسرائيليين، وتستهدف دولة الاحتلال، ومع مرور الوقت يعودون للتفكير بالرد الإسرائيلي وكيف سيكون حجمه وقوته. 

وهذا ما حصل، مع بداية انتشار الأخبار عن عملية “طوفان الأقصى”، التي اعتبروها تعبيراً عن إرادة المقاومين وشجاعتهم، وتدليلاً لحلم العودة الذي يراودهم، بخاصة أن كثيراً منهم لجأوا من القرى والبلدات التي اقتحمتها المقاومة.

النشوة بإذلال دولة الاحتلال التي حاصرت وقتلت وتنكرت لحقوق، رافقها فخر فلسطينيّ بقدرة سكان القطاع على الانتقام لأنفسهم، عملية طوفان الأقصى، لا تقل أهمية عن عبور الجيش المصري في تشرين الأول/ أكتوبر 1973.

يذكر الفلسطينيون أنه بعد الهزيمة في حرب 1967، قُتل 600 جندي إسرائيلي، وفي الشهر نفسه من عام 1973 قتل نحو 2400 جندي إسرائيلي. وفي تشرين الأول 2023، قتل حتى الآن 600 إسرائيلي، غالبيتهم من الجنود.

هي مقارنات تُغرس في الوعي الفلسطيني، الذي يدرك أن المشوار طويل، لكن أحلامه بالعودة وإقامة دولة مستقلة لن تتلاشى، قد تكون عملية طوفان الأقصى  بداية حُلم مُرسخ في وجدان الفلسطينيين، حلم تحقق ولو لأيام، لا يعرفون بعدها شدّة ما سيواجهونه.

09.10.2023
زمن القراءة: 4 minutes
آخر القصص
مشاريع الاستثمار المتلكّئة في العراق: تفاقم أزمة السكن بدلاً من حلّها!
شبكة "نيريج" للصحافة الاستقصائية في العراق | 26.04.2025
محاولة لإعادة تعريف البكاء 
دلير يوسف- كاتب ومخرج من سوريا | 26.04.2025
من يتعمّد إقصاء النساء من المشهد العام في سوريا؟
مناهل السهوي - كاتبة وصحفية سورية | 25.04.2025
بابا الفقراء وأبناء الله
وائل السواح- كاتب سوري | 25.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية