fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

وثائق جديدة تكشف علاقة رياض سلامة بـ HSBC… مدير في المصرف “تواطأ” لحساب شركة Forry

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كشف تحقيق جديد من قبل المنصّة السويسرية Public Eye تفاصيل جديدة في قضية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، خاصة في ما يتعلّق بتعامله مع بنك HSBC السويسري. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أظهرت التحقيقات أن بنك HSBC الخاص في جنيف، تجاهل الإشارات الحمراء لمدة طويلة، ولم يبلّغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا MROS حتى صيف العام 2020، بعد الأزمة المصرفية في لبنان، وبعد نشر تحقيق “درج” وشريكه “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد/ OCCRP”، الذي ذكر اسم شركة Forry Associates للمرة الأولى.

تكشف وثائق قضائية غير منشورة، اطّلع عليها Public Eye، كيف تمّ التعامل مع الشبهات داخل بنك HSBC. فخلال الفترة بين عامي 2006 و2013، تمّ تقديم نحو 20 طلباً من إدارة الامتثال في HSBC سويسرا، للاستفسار ودقّ ناقوس الخطر حول حساب Forry Associates، ومع ذلك، يبدو أن مدير الحساب في البنك كان دائماً مدافعاً، أو ربما متواطئاً، لحماية الحساب رغم كل الشبهات.

انتظر البنك حتى صيف 2020 لإبلاغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا بشأن الشكوك، مما أدّى إلى فتح تحقيق في سويسرا، تلاه تحقيقات في ولايات أخرى. حصل هذا الإبلاغ بعد أن كان البنك قد أقفل الحساب في عام 2016، “وهذا يدلّ بوضوح على عيوب نظام مكافحة غسل الأموال السويسري، الذي يعتمد على وسطاء ماليين لتقديم تقارير عن عملائهم في حالة نشوء الشكوك”، بحسب المنصّة

لا بدّ من الإشارة إلى أنه في في 24 حزيران/ يونيو 2024، أعلنت هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا “فينما/ FINMA”، في بيان صحافي أن بنك HSBC الخاص في سويسرا “خرق التزاماته بمراجعة الحقائق بجدّية” المتعلّقة بمنع غسل الأموال “في ما يتعلّق بشخصين لديهما ارتباطات سياسية”، وأمر القرار بألا يدخل البنك في أي علاقات تجارية جديدة  بأشخاص مرتبطين سياساً، حتى يتمّ استعراض جميع العلاقات الحالية.

وكان لبنان، عبر رئيسة الدعاوى الحكومية هيلين اسكندر، رفع دعوى على مصرف HSBC السويسري في 14 كانون الثاني/ يناير 2025، في قضية اختلاس وفساد تتعلّق برياض سلامة الحاكم السابق لمصرف لبنان، وفقاً لصحيفة “ذا ناشيونال“. 

قصة Forry Associates مع HSBC

بين نيسان/ أبريل 2002 وآذار/ مارس 2015، تمّ نقل ما يقرب من 330 مليون دولار أميركي من مصرف لبنان، إلى حساب Forry Associates في بنك HSBC الخاص في جنيف، من خلال أكثر من 300 معاملة. كانت Forry Associates شركة مسجلّة في جزر العذراء البريطانية، ولا تملك مكتباً أو موظّفين، وكان رجا سلامة شقيق رياض سلامة، هو صاحب الفائدة فيها.

بدأت القصة في كانون الأول/ ديسمبر 2001 عندما فتحت شركة Forry Associates حسابها في HSBC في سويسرا، عبر مكتب المحاماة سيئ السمعة، موساك فونسيكا الذي كشف مشروع وثائق بنما عن تورّطه في قضايا فساد عابرة للحدود. كان رجا سلامة هو صاحب الفائدة (beneficial owner) في شركة “فوري” المسجّلة في جزر العذراء البريطانية، التي ليس لديها مكتباً أو موظّفين، والتي كان متوسّط إيراداتها السنوية يبلغ 25 مليون دولار أميركي، بحسب Public Eye.

من بين مئات الملايين التي وصلت إلى جنيف، تم إرسال 207 مليون دولار إلى لبنان، إلى حسابات رجا سلامة في أربعة بنوك محلّية، وتم تحديدها كـ “نفقات شخصية”.

“يُزعم أن الحاكم السابق لمصرف لبنان وهيكله الخارجي، تلقّيا – مباشرة أو غير مباشرة – أكثر من 26 مليون دولار أميركي، و9.2 مليون يورو، و5.3 مليون فرنك سويسري من Forry Associates. تم استخدام هذه الأموال للاستثمار في العقارات والأوراق المالية في سويسرا وخارجها”، بحسب التحقيق.

شبهات متعدّدة والإهمال واحد!

بدأت الشبهات في عام 2006 عندما رنّ جرس الإنذار الداخلي في بنك HSBC بسبب خمس تحويلات كبيرة، تبلغ أكثر من 8 ملايين دولار أميركي من مصرف لبنان إلى Forry Associates بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر من العام نفسه. ومع ذلك، تجاهل مدير الحساب هذه الشبهات، مشيراً إلى أن الأموال تمثّل استثمارات في العقارات اللبنانية، وقال إنه رأى الأراضي والشاليهات التي اشتراها عميله خلال زيارته للبلاد.

ومع ذلك، ظل قسم الامتثال في البنك غير مرتاح مع علاقة المصرف بعميله سلامة. في نهاية العام 2007، تم تسليط الضوء على القضية مجدداً، واتّخاذ قرار بأن يذهب المسؤول عن الحساب إلى بيروت قبل عيد الميلاد، للحصول على “قرار” من BDL يبرّر التحويلات الكبيرة إلى Forry Associates.

في ربيع العام 2009، أشار موظّف من قسم الامتثال إلى أنه لم يحصل على وثائق كان قد طلبها قبل 18 شهراً. بعد بضعة أسابيع، تلقّى البنك رسالة أكّد فيها BDL أن دفع الرسوم والعمولات إلى Forry Associates تمّت الموافقة عليه من قِبل مجلس مصرف لبنان المركزي، إلا أنه لاحقاً تبيّن أن ذلك غير صحيح، عندما نفى أعضاء المجلس المركزي معرفتهم بدور شركة “فوري”.

في صيف العام 2008، سأل موظّف عن سبب قيام Forry Associates بإرسال دفعتين إلى شركة West Lake Commercial Inc البنمية، واحدة بقيمة ما يقرب من 350,000 دولار أميركي، والأخرى بأكثر من 450,000 دولار أميركي. تم إخباره أن هذه الشركة جلبت عملاء إلى Forry Associates للاستثمار في العقارات والسلع، وبالتالي كانت تتلقّى “عمولات”، ولكن تبيّن فيما بعد أن صاحب الفائدة الفعلي لشركة West Lake Commercial Inc. – التي تلقّت أكثر من 7 ملايين دولار أميركي من Forry Associates – هو رياض سلامة، إلا أن البنك لم يكن على دراية بذلك.

في أوائل العام 2013، أطلق موظّف الامتثال، الإنذار عن “إيرادات استثنائية” وتدفّقات مالية سريعة في حساب Forry Associates، مع معلومات محدودة جداً حول طبيعتها. عندها، تمّ تصنيف رجا سلامة كـ “PEP Associate” (أي شخص لديه ارتباط سياسي) للمرة الأولى، إلا أن البنك حافظ على العلاقة مع العميل من دون طلب معلومات إضافية، وفقاً لـ Public Eye

في تموز/ يوليو 2015، تلقّى المصرف عبر البريد الإلكتروني نسخة محدّثة من العقد الموقّع بين مصرف لبنان وForry Associates، واكتشف تناقضات بين الوثيقة الجديدة وتلك التي قُدّمت في عام 2002، بما في ذلك عنوان الشركة والإمضاءات على العقد. 

في النصف الأول من عام 2016، تم إغلاق حساب شركة “فوري” وإنهاء العلاقة مع رجا سلامة، ومع ذلك، لم يقدّم المصرف تقريراً إلى مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا، خلافاً للمادة 9 من قانون غسل الأموال السويسري.

بعد الأزمة المصرفية والمالية في لبنان، وعقب نشر تحقيق “درج” وOCCRP الذي ذكر اسم شركة “فوري”، قرّر المصرف التحرّك وإبلاغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا، علماً أن رياض سلامة كان صاحب الفائدة لحساب تم افتتاحه في عام 2003، باسم شركة خارجية هي Naranore Limited (BVI).

في 20 آب/ أغسطس 2020، أرسل بنك HSBC الخاص تقريراً حول ثلاثة حسابات: حسابات رجا سلامة وForry Associates، التي تم إغلاقها قبل أربع سنوات، وحساب حاكم مصرف لبنان. حاول مدير الحساب في البنك حمايتها حتى اللحظة الأخيرة، بحسب التحقيق، لكنه ظهر كشاهد في حزيران/ يونيو 2021 في الإجراءات السويسرية.

جدول زمني للأحداث:

كانون الأول/ ديسمبر 2001: افتتحت Forry Associates حساباً في بنك HSBC الخاص (سويسرا) من خلال مكتب المحاماة البنمي Mossack Fonseca. تم تحديد رجا سلامة كصاحب الفائدة.

نيسان/ أبريل 2002 – آذار/ مارس 2015: تم نقل ما يقرب من 330 مليون دولار أميركي من مصرف لبنان إلى حساب Forry Associates في بنك HSBC الخاص (سويسرا) من خلال أكثر من 300 معاملة.

2003: فُتح حساب باسم شركة “أوف شور” Naranore Limited (BVI)، وكان رياض سلامة صاحب الفائدة.

2006: رنّ أول جرس إنذار داخلي في بنك HSBC بشأن التحويلات من مصرف لبنان إلى Forry Associates، لكن مدير الحساب، وهو مسؤول كبير في البنك، تجاهل المخاوف.

نهاية 2007:  اتُّخذ قرار بأن يذهب المسؤول عن الحساب إلى بيروت قبل عيد الميلاد للحصول على “قرار” من BDL يبرّر التحويلات الكبيرة إلى Forry Associates.

صيف 2008: سألت إدارة الامتثال عن مدفوعات من Forry Associates إلى شركة West Lake Commercial Inc.  تبيّن فيما بعد أن صاحب الفائدة الفعلي لشركة West Lake Commercial Inc، التي تلقّت أكثر من 7 ملايين دولار أميركي من Forry Associates، هو رياض سلامة.

ربيع 2009: أشار موظّف من قسم الامتثال إلى أنه لم يحصل على وثائق كان قد طلبها قبل 18 شهراً. أرسل عندها مصرف لبنان رسالة تؤكّد دفع الرسوم والعمولات إلى Forry Associates، بموافقة مجلس مصرف لبنان المركزي، إلا أنه تبيّن لاحقاً أن ذلك غير صحيح عندما نفى أعضاء المجلس المركزي معرفتهم بدور شركة “فوري”.

بداية 2013: أثار موظّف في الامتثال مخاوف بشأن “الإيرادات الاستثنائية” على حساب Forry Associates. تمّ تصنيف رجا سلامة كـ “PEP Associate”.

تمّوز/ يوليو 2015: اكتشف HSBC تناقضات في النسخة المحدّثة من العقد بين مصرف لبنان وForry Associates.

النصف الأول من 2016: تم إغلاق حساب شركة “فوري” وإنهاء العلاقة مع رجا سلامة.

2019: اندلعت احتجاجات في لبنان ضد الفساد، مع اتّهام لرياض سلامة بالتواطؤ والثراء غير المشروع، وذلك مع بدء الانهيار المصرفي.

ربيع 2020: نشر “درج” وOCCRP تحقيقاً حول شبكة رياض سلامة الخارجية.

20 آب/ أغسطس 2020: قدّم بنك HSBC الخاص (سويسرا) تقريراً إلى مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا بشأن حسابات رجا سلامة وForry Associates ورياض سلامة.

24 حزيران/ يونيو 2024: أعلنت FINMA أن بنك HSBC الخاص (سويسرا) “خرق التزاماته بمراجعة الحقائق بجدّية” في ما يتعلّق بغسل الأموال بشأن الأشخاص المرتبطين سياسياً.

منتصف كانون الثاني/ يناير 2025: تقدّمت الدولة اللبنانية بشكوى جنائية في سويسرا ضد بنك HSBC الخاص (سويسرا).

20.03.2025
زمن القراءة: 7 minutes

كشف تحقيق جديد من قبل المنصّة السويسرية Public Eye تفاصيل جديدة في قضية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، خاصة في ما يتعلّق بتعامله مع بنك HSBC السويسري. 

أظهرت التحقيقات أن بنك HSBC الخاص في جنيف، تجاهل الإشارات الحمراء لمدة طويلة، ولم يبلّغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا MROS حتى صيف العام 2020، بعد الأزمة المصرفية في لبنان، وبعد نشر تحقيق “درج” وشريكه “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد/ OCCRP”، الذي ذكر اسم شركة Forry Associates للمرة الأولى.

تكشف وثائق قضائية غير منشورة، اطّلع عليها Public Eye، كيف تمّ التعامل مع الشبهات داخل بنك HSBC. فخلال الفترة بين عامي 2006 و2013، تمّ تقديم نحو 20 طلباً من إدارة الامتثال في HSBC سويسرا، للاستفسار ودقّ ناقوس الخطر حول حساب Forry Associates، ومع ذلك، يبدو أن مدير الحساب في البنك كان دائماً مدافعاً، أو ربما متواطئاً، لحماية الحساب رغم كل الشبهات.

انتظر البنك حتى صيف 2020 لإبلاغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا بشأن الشكوك، مما أدّى إلى فتح تحقيق في سويسرا، تلاه تحقيقات في ولايات أخرى. حصل هذا الإبلاغ بعد أن كان البنك قد أقفل الحساب في عام 2016، “وهذا يدلّ بوضوح على عيوب نظام مكافحة غسل الأموال السويسري، الذي يعتمد على وسطاء ماليين لتقديم تقارير عن عملائهم في حالة نشوء الشكوك”، بحسب المنصّة

لا بدّ من الإشارة إلى أنه في في 24 حزيران/ يونيو 2024، أعلنت هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا “فينما/ FINMA”، في بيان صحافي أن بنك HSBC الخاص في سويسرا “خرق التزاماته بمراجعة الحقائق بجدّية” المتعلّقة بمنع غسل الأموال “في ما يتعلّق بشخصين لديهما ارتباطات سياسية”، وأمر القرار بألا يدخل البنك في أي علاقات تجارية جديدة  بأشخاص مرتبطين سياساً، حتى يتمّ استعراض جميع العلاقات الحالية.

وكان لبنان، عبر رئيسة الدعاوى الحكومية هيلين اسكندر، رفع دعوى على مصرف HSBC السويسري في 14 كانون الثاني/ يناير 2025، في قضية اختلاس وفساد تتعلّق برياض سلامة الحاكم السابق لمصرف لبنان، وفقاً لصحيفة “ذا ناشيونال“. 

قصة Forry Associates مع HSBC

بين نيسان/ أبريل 2002 وآذار/ مارس 2015، تمّ نقل ما يقرب من 330 مليون دولار أميركي من مصرف لبنان، إلى حساب Forry Associates في بنك HSBC الخاص في جنيف، من خلال أكثر من 300 معاملة. كانت Forry Associates شركة مسجلّة في جزر العذراء البريطانية، ولا تملك مكتباً أو موظّفين، وكان رجا سلامة شقيق رياض سلامة، هو صاحب الفائدة فيها.

بدأت القصة في كانون الأول/ ديسمبر 2001 عندما فتحت شركة Forry Associates حسابها في HSBC في سويسرا، عبر مكتب المحاماة سيئ السمعة، موساك فونسيكا الذي كشف مشروع وثائق بنما عن تورّطه في قضايا فساد عابرة للحدود. كان رجا سلامة هو صاحب الفائدة (beneficial owner) في شركة “فوري” المسجّلة في جزر العذراء البريطانية، التي ليس لديها مكتباً أو موظّفين، والتي كان متوسّط إيراداتها السنوية يبلغ 25 مليون دولار أميركي، بحسب Public Eye.

من بين مئات الملايين التي وصلت إلى جنيف، تم إرسال 207 مليون دولار إلى لبنان، إلى حسابات رجا سلامة في أربعة بنوك محلّية، وتم تحديدها كـ “نفقات شخصية”.

“يُزعم أن الحاكم السابق لمصرف لبنان وهيكله الخارجي، تلقّيا – مباشرة أو غير مباشرة – أكثر من 26 مليون دولار أميركي، و9.2 مليون يورو، و5.3 مليون فرنك سويسري من Forry Associates. تم استخدام هذه الأموال للاستثمار في العقارات والأوراق المالية في سويسرا وخارجها”، بحسب التحقيق.

شبهات متعدّدة والإهمال واحد!

بدأت الشبهات في عام 2006 عندما رنّ جرس الإنذار الداخلي في بنك HSBC بسبب خمس تحويلات كبيرة، تبلغ أكثر من 8 ملايين دولار أميركي من مصرف لبنان إلى Forry Associates بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر من العام نفسه. ومع ذلك، تجاهل مدير الحساب هذه الشبهات، مشيراً إلى أن الأموال تمثّل استثمارات في العقارات اللبنانية، وقال إنه رأى الأراضي والشاليهات التي اشتراها عميله خلال زيارته للبلاد.

ومع ذلك، ظل قسم الامتثال في البنك غير مرتاح مع علاقة المصرف بعميله سلامة. في نهاية العام 2007، تم تسليط الضوء على القضية مجدداً، واتّخاذ قرار بأن يذهب المسؤول عن الحساب إلى بيروت قبل عيد الميلاد، للحصول على “قرار” من BDL يبرّر التحويلات الكبيرة إلى Forry Associates.

في ربيع العام 2009، أشار موظّف من قسم الامتثال إلى أنه لم يحصل على وثائق كان قد طلبها قبل 18 شهراً. بعد بضعة أسابيع، تلقّى البنك رسالة أكّد فيها BDL أن دفع الرسوم والعمولات إلى Forry Associates تمّت الموافقة عليه من قِبل مجلس مصرف لبنان المركزي، إلا أنه لاحقاً تبيّن أن ذلك غير صحيح، عندما نفى أعضاء المجلس المركزي معرفتهم بدور شركة “فوري”.

في صيف العام 2008، سأل موظّف عن سبب قيام Forry Associates بإرسال دفعتين إلى شركة West Lake Commercial Inc البنمية، واحدة بقيمة ما يقرب من 350,000 دولار أميركي، والأخرى بأكثر من 450,000 دولار أميركي. تم إخباره أن هذه الشركة جلبت عملاء إلى Forry Associates للاستثمار في العقارات والسلع، وبالتالي كانت تتلقّى “عمولات”، ولكن تبيّن فيما بعد أن صاحب الفائدة الفعلي لشركة West Lake Commercial Inc. – التي تلقّت أكثر من 7 ملايين دولار أميركي من Forry Associates – هو رياض سلامة، إلا أن البنك لم يكن على دراية بذلك.

في أوائل العام 2013، أطلق موظّف الامتثال، الإنذار عن “إيرادات استثنائية” وتدفّقات مالية سريعة في حساب Forry Associates، مع معلومات محدودة جداً حول طبيعتها. عندها، تمّ تصنيف رجا سلامة كـ “PEP Associate” (أي شخص لديه ارتباط سياسي) للمرة الأولى، إلا أن البنك حافظ على العلاقة مع العميل من دون طلب معلومات إضافية، وفقاً لـ Public Eye

في تموز/ يوليو 2015، تلقّى المصرف عبر البريد الإلكتروني نسخة محدّثة من العقد الموقّع بين مصرف لبنان وForry Associates، واكتشف تناقضات بين الوثيقة الجديدة وتلك التي قُدّمت في عام 2002، بما في ذلك عنوان الشركة والإمضاءات على العقد. 

في النصف الأول من عام 2016، تم إغلاق حساب شركة “فوري” وإنهاء العلاقة مع رجا سلامة، ومع ذلك، لم يقدّم المصرف تقريراً إلى مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا، خلافاً للمادة 9 من قانون غسل الأموال السويسري.

بعد الأزمة المصرفية والمالية في لبنان، وعقب نشر تحقيق “درج” وOCCRP الذي ذكر اسم شركة “فوري”، قرّر المصرف التحرّك وإبلاغ مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا، علماً أن رياض سلامة كان صاحب الفائدة لحساب تم افتتاحه في عام 2003، باسم شركة خارجية هي Naranore Limited (BVI).

في 20 آب/ أغسطس 2020، أرسل بنك HSBC الخاص تقريراً حول ثلاثة حسابات: حسابات رجا سلامة وForry Associates، التي تم إغلاقها قبل أربع سنوات، وحساب حاكم مصرف لبنان. حاول مدير الحساب في البنك حمايتها حتى اللحظة الأخيرة، بحسب التحقيق، لكنه ظهر كشاهد في حزيران/ يونيو 2021 في الإجراءات السويسرية.

جدول زمني للأحداث:

كانون الأول/ ديسمبر 2001: افتتحت Forry Associates حساباً في بنك HSBC الخاص (سويسرا) من خلال مكتب المحاماة البنمي Mossack Fonseca. تم تحديد رجا سلامة كصاحب الفائدة.

نيسان/ أبريل 2002 – آذار/ مارس 2015: تم نقل ما يقرب من 330 مليون دولار أميركي من مصرف لبنان إلى حساب Forry Associates في بنك HSBC الخاص (سويسرا) من خلال أكثر من 300 معاملة.

2003: فُتح حساب باسم شركة “أوف شور” Naranore Limited (BVI)، وكان رياض سلامة صاحب الفائدة.

2006: رنّ أول جرس إنذار داخلي في بنك HSBC بشأن التحويلات من مصرف لبنان إلى Forry Associates، لكن مدير الحساب، وهو مسؤول كبير في البنك، تجاهل المخاوف.

نهاية 2007:  اتُّخذ قرار بأن يذهب المسؤول عن الحساب إلى بيروت قبل عيد الميلاد للحصول على “قرار” من BDL يبرّر التحويلات الكبيرة إلى Forry Associates.

صيف 2008: سألت إدارة الامتثال عن مدفوعات من Forry Associates إلى شركة West Lake Commercial Inc.  تبيّن فيما بعد أن صاحب الفائدة الفعلي لشركة West Lake Commercial Inc، التي تلقّت أكثر من 7 ملايين دولار أميركي من Forry Associates، هو رياض سلامة.

ربيع 2009: أشار موظّف من قسم الامتثال إلى أنه لم يحصل على وثائق كان قد طلبها قبل 18 شهراً. أرسل عندها مصرف لبنان رسالة تؤكّد دفع الرسوم والعمولات إلى Forry Associates، بموافقة مجلس مصرف لبنان المركزي، إلا أنه تبيّن لاحقاً أن ذلك غير صحيح عندما نفى أعضاء المجلس المركزي معرفتهم بدور شركة “فوري”.

بداية 2013: أثار موظّف في الامتثال مخاوف بشأن “الإيرادات الاستثنائية” على حساب Forry Associates. تمّ تصنيف رجا سلامة كـ “PEP Associate”.

تمّوز/ يوليو 2015: اكتشف HSBC تناقضات في النسخة المحدّثة من العقد بين مصرف لبنان وForry Associates.

النصف الأول من 2016: تم إغلاق حساب شركة “فوري” وإنهاء العلاقة مع رجا سلامة.

2019: اندلعت احتجاجات في لبنان ضد الفساد، مع اتّهام لرياض سلامة بالتواطؤ والثراء غير المشروع، وذلك مع بدء الانهيار المصرفي.

ربيع 2020: نشر “درج” وOCCRP تحقيقاً حول شبكة رياض سلامة الخارجية.

20 آب/ أغسطس 2020: قدّم بنك HSBC الخاص (سويسرا) تقريراً إلى مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا بشأن حسابات رجا سلامة وForry Associates ورياض سلامة.

24 حزيران/ يونيو 2024: أعلنت FINMA أن بنك HSBC الخاص (سويسرا) “خرق التزاماته بمراجعة الحقائق بجدّية” في ما يتعلّق بغسل الأموال بشأن الأشخاص المرتبطين سياسياً.

منتصف كانون الثاني/ يناير 2025: تقدّمت الدولة اللبنانية بشكوى جنائية في سويسرا ضد بنك HSBC الخاص (سويسرا).

20.03.2025
زمن القراءة: 7 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية