fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

وداعاً: سوف أنتحر تاركاً لكم هذه الوصيّة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أنا الموقّع أدناه، يوسف بشير، أودّعكم الوداع الأخير لأنّني سوف… أنتحر. قد أنتحر فيما أنتم تقرأون هذا النصّ. قد أنتحر بعد ذلك بقليل. نعم، سوف أنتحر وأُريحكم من قراءة أكاذيبي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أنا الموقّع أدناه، يوسف بشير، أودّعكم الوداع الأخير لأنّني سوف… أنتحر. قد أنتحر فيما أنتم تقرأون هذا النصّ. قد أنتحر بعد ذلك بقليل. لكنّني بالتأكيد سأنتحر في أقرب فرصة، وأرجوكم ألاّ تحاولوا التدخّل لردعي عن ذلك، أو لنقلي إلى المستشفى كي يقطّبوا، في اللحظة الأخيرة، شراييني المُقطّعة. كذلك لا تقولوا، حين يشاهد أحدكم شخصاً يشبهني يسير في شوارع بيروت أو بغداد أو الرباط، أنّ هذا هو أنا. في تلك اللحظة أكون قد أصبحت في عداد المأسوف على شبابهم.

نعم، سوف أنتحر وأُريحكم من قراءة أكاذيبي. لكنّني سأقول، بالمناسبة، شيئاً أعتقد أنّه مهمّ: فقد كنت دائماً أحذّركم وأكتب فوق أخباري كلمتي “خبر كاذب”. هذا ما فعلته مرّةً بعد مرّة بعد مرّة. مع هذا ظلّ بعضكم يصدّقني، وإن بطريقة غريبة جدّاً حين يعلّق بالقول: “هذا كذب”. لقد تصرّفتم بروح عالية من الجدّ مع أكاذيبي تلك، غير عابئين بتحذيراتي المتكرّرة لكم.

سوء التفاهم بيننا لم أستطع أن أتغلّب عليه، فأنتم بقيتم تُصرّون على أنّ الحرف المطبوع صادق ولو كذب، وهذا مع أنّ تاريخ الإعلام العربيّ إنّما يشجّع على القول: إنّ الحرف المطبوع كاذب ولو صدق.

مع هذا كنتم، بتصديقكم أكاذيبي، تعلنون أمراً مهمّاً آخر في هذه الدنيا العربيّة، وهو أنّ كلّ شيء قابل للتصديق، وأنّ “الغريب العجيب” المقيم في الأسطورة والخرافة مقيم أيضاً، بل أساساً، في الواقع. لقد ظننتُ، مثلاً، أنّني أُدخلكم إلى عالم مُتخيّل عن دهاليز السياسيّين وجلساتهم الخاصّة بما يتخلّلها من صغائر ومكائد، فصدّقتم أنّ هذا ما يحدث، وأنّ هذه هي أخلاقهم، حتّى وأنتم تنْفونَها أو تستنكرونها.

كذلك كانت بضعة أحزب وقوى سياسيّة قد “ردّت” على يوسف بشير، أو “كذّبته”، أو طالبت بـ “تكذيب” خبره الكاذب. وهذا، بدوره، يشي بأنّهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنّهم “يفعلونها”، أو يفعلون شيئاً لا يُفعَل. وهنا أعترف أمامكم بأنّ عالماً يتحكّم به أمثال هؤلاء هو سبب وجيه آخر دعاني إلى الانتحار الذي سأنفّذه بعد قليل.

وفي هذه المناسبة الحزينة، اسمحوا لي، ما دمت سأغيب قريباً عن هذه الفانية، أن أترك وصيّتي التالية بين أيديكم: إنّ يوسف بشير، الذي هو أنا، والذي سيموت بعد قليل، يدعوكم أن تخلقوا كلّ يوم يوسف بشير جديداً (بالمعنى الذي نصحنا فيه تشي غيفارا بأن نخلق كلّ يوم فيتنام جديدة). هكذا تزداد قابليّة حياتنا للفهم، فَهْمِ أحداثها وأشخاصها المؤثّرين، كما تزداد قابليّة الأحياء منكم للّعب والضحك حيال ما يستدعي الإحباط والألم. فالخيال، الذي يعلن دائماً قصور الواقع ونقصه، قد يعلن، في هذا الوضع الراهن، شيئاً آخر هو قصورنا نحن أنفسنا ونقص قدرتنا على تغييره.

وإذ آمل أن تحملوا وصيّتي هذه على محمل الجدّ، وعهدي بكم أنّكم تميلون دائماً إلى الجدّيّة (بدليل تصديقكم مقالات يوسف بشير)، لا يسعني إلاّ أن أقول وداعاً.

أترك وصيّتي التالية بين أيديكم: إنّ يوسف بشير، الذي هو أنا، والذي سيموت بعد قليل، يدعوكم أن تخلقوا كلّ يوم يوسف بشير جديداً (بالمعنى الذي نصحنا فيه تشي غيفارا بأن نخلق كلّ يوم فيتنام جديدة). هكذا تزداد قابليّة حياتنا للفهم، فَهْمِ أحداثها وأشخاصها المؤثّرين، كما تزداد قابليّة الأحياء منكم للّعب والضحك حيال ما يستدعي الإحباط والألم.

 

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
25.03.2019
زمن القراءة: 3 minutes

أنا الموقّع أدناه، يوسف بشير، أودّعكم الوداع الأخير لأنّني سوف… أنتحر. قد أنتحر فيما أنتم تقرأون هذا النصّ. قد أنتحر بعد ذلك بقليل. نعم، سوف أنتحر وأُريحكم من قراءة أكاذيبي.

أنا الموقّع أدناه، يوسف بشير، أودّعكم الوداع الأخير لأنّني سوف… أنتحر. قد أنتحر فيما أنتم تقرأون هذا النصّ. قد أنتحر بعد ذلك بقليل. لكنّني بالتأكيد سأنتحر في أقرب فرصة، وأرجوكم ألاّ تحاولوا التدخّل لردعي عن ذلك، أو لنقلي إلى المستشفى كي يقطّبوا، في اللحظة الأخيرة، شراييني المُقطّعة. كذلك لا تقولوا، حين يشاهد أحدكم شخصاً يشبهني يسير في شوارع بيروت أو بغداد أو الرباط، أنّ هذا هو أنا. في تلك اللحظة أكون قد أصبحت في عداد المأسوف على شبابهم.

نعم، سوف أنتحر وأُريحكم من قراءة أكاذيبي. لكنّني سأقول، بالمناسبة، شيئاً أعتقد أنّه مهمّ: فقد كنت دائماً أحذّركم وأكتب فوق أخباري كلمتي “خبر كاذب”. هذا ما فعلته مرّةً بعد مرّة بعد مرّة. مع هذا ظلّ بعضكم يصدّقني، وإن بطريقة غريبة جدّاً حين يعلّق بالقول: “هذا كذب”. لقد تصرّفتم بروح عالية من الجدّ مع أكاذيبي تلك، غير عابئين بتحذيراتي المتكرّرة لكم.

سوء التفاهم بيننا لم أستطع أن أتغلّب عليه، فأنتم بقيتم تُصرّون على أنّ الحرف المطبوع صادق ولو كذب، وهذا مع أنّ تاريخ الإعلام العربيّ إنّما يشجّع على القول: إنّ الحرف المطبوع كاذب ولو صدق.

مع هذا كنتم، بتصديقكم أكاذيبي، تعلنون أمراً مهمّاً آخر في هذه الدنيا العربيّة، وهو أنّ كلّ شيء قابل للتصديق، وأنّ “الغريب العجيب” المقيم في الأسطورة والخرافة مقيم أيضاً، بل أساساً، في الواقع. لقد ظننتُ، مثلاً، أنّني أُدخلكم إلى عالم مُتخيّل عن دهاليز السياسيّين وجلساتهم الخاصّة بما يتخلّلها من صغائر ومكائد، فصدّقتم أنّ هذا ما يحدث، وأنّ هذه هي أخلاقهم، حتّى وأنتم تنْفونَها أو تستنكرونها.

كذلك كانت بضعة أحزب وقوى سياسيّة قد “ردّت” على يوسف بشير، أو “كذّبته”، أو طالبت بـ “تكذيب” خبره الكاذب. وهذا، بدوره، يشي بأنّهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنّهم “يفعلونها”، أو يفعلون شيئاً لا يُفعَل. وهنا أعترف أمامكم بأنّ عالماً يتحكّم به أمثال هؤلاء هو سبب وجيه آخر دعاني إلى الانتحار الذي سأنفّذه بعد قليل.

وفي هذه المناسبة الحزينة، اسمحوا لي، ما دمت سأغيب قريباً عن هذه الفانية، أن أترك وصيّتي التالية بين أيديكم: إنّ يوسف بشير، الذي هو أنا، والذي سيموت بعد قليل، يدعوكم أن تخلقوا كلّ يوم يوسف بشير جديداً (بالمعنى الذي نصحنا فيه تشي غيفارا بأن نخلق كلّ يوم فيتنام جديدة). هكذا تزداد قابليّة حياتنا للفهم، فَهْمِ أحداثها وأشخاصها المؤثّرين، كما تزداد قابليّة الأحياء منكم للّعب والضحك حيال ما يستدعي الإحباط والألم. فالخيال، الذي يعلن دائماً قصور الواقع ونقصه، قد يعلن، في هذا الوضع الراهن، شيئاً آخر هو قصورنا نحن أنفسنا ونقص قدرتنا على تغييره.

وإذ آمل أن تحملوا وصيّتي هذه على محمل الجدّ، وعهدي بكم أنّكم تميلون دائماً إلى الجدّيّة (بدليل تصديقكم مقالات يوسف بشير)، لا يسعني إلاّ أن أقول وداعاً.

أترك وصيّتي التالية بين أيديكم: إنّ يوسف بشير، الذي هو أنا، والذي سيموت بعد قليل، يدعوكم أن تخلقوا كلّ يوم يوسف بشير جديداً (بالمعنى الذي نصحنا فيه تشي غيفارا بأن نخلق كلّ يوم فيتنام جديدة). هكذا تزداد قابليّة حياتنا للفهم، فَهْمِ أحداثها وأشخاصها المؤثّرين، كما تزداد قابليّة الأحياء منكم للّعب والضحك حيال ما يستدعي الإحباط والألم.

 

25.03.2019
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية