“جسدي ملكي”، هكذا كتبت الناشطة التونسية السابقة بمجموعة “فيمن” العالمية أمينة السبوعي، والتي نادت وتظاهرت مطالبة بالحريات الشخصية ومن بينها حقوق المثليين والمثلييات. ولكنّ، هناك في المجتمع التونسي من يصرّ على أن جسد أمينة ليس ملكها، وقد خاضت أمينة معركة بشأن هويتها الجنسية فغادرت تونس لفترة من الزمن ثم عادت، لتتعرض لحملة شرسة من بينها عريضة رفعها سكان المنطقة التي تنتمي إليها وهي، سيدي بو سعيد، للمطالبة بمغادرتها.
تقول أمينة أنها الآن “تناضل” مع المثليين والمثلييات الذين تنتمي إليهم، من أجل تقنين قبولهم داخل مجتمع تتمسك شريحة واسعة منه، بقواعد صارمة لمفهوم الهويّة العربيّة والإسلامية. تقول أمينة في تدوينة نشرتها مؤخرا، “بإمكان غير المثليين أن يشفوا من هذا المرض”. وقد شاركت أمينة مؤخرا، في تأسيس إذاعة خاصة بمجتمع المثليين في تونس، وهو أول راديو عربي من نوعه، حيث سيكون لها مساهمة في برنامج فيه. تقول أمينة، “ينبغي أن يكون للحرية “مايكروفون” لأن البعض لا يسمعون جيدا.
“أصبح للمثليين في تونس وفي العالم العربي صوت” هكذا علّق بوحديد بلهادي، المدير العام لراديو “شمس راد” الخاص بالمثليين. وفي حديث مع “درج”، أكد بوحديد أن إطلاق هذه الاذاعة، جاء على خلفيّة التضييق الذي يعاني منها المثليون في تونس، من قبل مواطنين وإعلاميين وسياسيين وحقوقيين أيضا. ويوضح بلهادي، “نحن بحاجة للتعبير عن أنفسنا، وتوضيح اختلافنا في ظل ما نعانيه من رفض وسخرية وعنف لفظي وتهديدات على مواقع التواصل الإجتماعي. رسالتنا هي “التعايش في سلام” وهدفنا هو خلق فضاء خاص، يمكننا من خلاله التضامن مع بعضنا البعض، وبحث مشاكلنا والتعبير عن طموحاتنا وأحلامنا، والأهم التصالح مع مجتمع يرفضنا ويؤنبنا، رغم أن المثلية الجنسية قدر وليست اختيارا.” وحول ظروف تأسيس هذا الراديو يضيف بوحديد، “شمس راد لا يخضع لقوانين الهيئة المستقلة للاعلام السمعي البصري، نظراً لأنه سيبث عبر الانترنت‘ وبالتالي فإنه لن يكون محل أي نزاع قانوني. سنحرص على أن تكون البرمجة متنوعة وهادفة، وستنقل صوتنا الداعي إلى قبول الاختلاف وكسر الفهم المتخلف لمسألة المثلية الجنسية.”
وعلى رغم أن إذاعة “شمس راد”، تسعى للتعبير عن المجتمع المثلي في تونس لكن يؤكد القيمون عليه أن برمجة الاذاعة ستكون شاملة وتحتوي برامج سياسية وثقافية. وفي حديث مع “درج” أكدت الناشطة الحقوقية هندة الشناوي مساندتها لحق جمعية “شمس للمثليين الجنسيين التونسيين ” في إنشاء إذاعة تمنحهم صوتاً حرا للتعبير عن قضاياهم ومشاغلهم، خصوصاً وأن أغلب المؤسسات الإعلامية التونسية تتعمد تهميشهم.” وأضافت الشناوي، “هذا الراديو سيوفر للمثليين فضاء لمناقشة كل ما يتعلق بحقوقهم والقوانين التي تحميهم، وستكون متنفسا لهم يخفف عنهم الضغط النفسي الذي يعانونه بسبب نظرة المجتمع الضيقة لاختلافهم.”وحول أهمية هذا الراديو ومدى قدرته على تقديم الإضافة المرجوة أجاب المختص في علم النفس الاجتماعي ناصر النصيري في تصريح ل”درج”، “من حق هذه الفئة أن تمتلك آليات التواصل الخاصة بها، وهذا الإجراء لن يساهم في عزلتهم بل سيعزز وجودهم، وسيمكنهم من تفسير اختلافهم بطرق عملية، خصوصاً وأن وسائل الإعلام التقليدية، تخشى الخوض في موضوع المثلية، بسبب تخوفها من فقدان ثقة مستمعيها الرافضين لهذه الفئة. يجب التذكير أيضا بأن المثليين في تونس، لا يملكون خيارات كثيرة، وهذا الراديو هو وسيلة دفاع، وليس وسيلة تثقيف وتوعية فقط.”
أما ردود فعل المجتمع التونسي حيال شيوع خبر إطلاق إذاعة للمثليين فكانت متفاوتة وإن طغى على ما ظهر حتى الآن ميل للغضب والسخرية في آن. لكن، من الملفت انخراط من يفترض بأنهم ناشطين حقوقيين، في في موجة الرفض، ما أثار استغراب الوسط الحقوقي التونسي. فالحقوقية والسياسية‘ مريم منور، عبّرت علناً عن رفضها لإعلان المثليين عن إطلاق مؤسسة إعلامية خاصة بهم، وكتبت في تدوينة على موقع فايسبوك “المثلية يجب أن تكون أمراً شخصياً، شأنها شأن القناعات الدينية والاجتماعية، ولا ضرورة لفرضها أو التصفيق لها. أنا لا أقبل استغلال البعض لاختلافهم، من أجل توجيه خطاب معين، اختلافك ينتهي عند غرفة نومك فلا تقحمنا فيها.”
من جهته أكد القاضي والناشط الحقوقي حمادي الرحماني في تصريح ل”درج”، أنه يرفض رفضاً تاماً، إطلاق راديو “شمس راد”، ويعتبرها جريمة تستوجب عقاباً قانونياً. وشرح القاضي قائلا، “نشاط هؤلاء المثليين مهزلة وفضيحة، ويعكس تقاعس أو تواطؤ الدولة في حماية القيم والأخلاق. المسألة مخالفة للطبيعة البشرية، ولرفعة الانسان وكرامته وتكريمه، وهي جريمة او مجموعة جرائم، وهي غير محمية بالدستور بل هي اعتداء على الدستور، الذي يتحدث عن ثوابت الإسلام وحماية الأسرة.”لم يمض على إطلاق راديو “شمس راد” سوى بضعة أيام، وبالتالي من الصعب التكهن إلى ماذا ستفضي هذه المواجهة الجديدة في المجتمع التونسي، حيث تتواصل معركة الحريات، خصوصاً في ظل التضارب بين فصول الدستور الجديد، الذي يؤكد على حماية الحقوق والحريات بصفة مطلقة من جهة، وعلى استناد بعض فصوله إلى ما يعتبر ثوابت الدين والهوية من جهة أخرى. هذا التناقض أجج الصراع القانوني، غير أن البعض يعتبر هذا الجدل ظاهرة صحية ضرورية، في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس.[video_player link=””][/video_player]

“ينبغي أن يكون للحرية “مايكروفون” لأن البعض لا يسمعون جيدا”…أول إذاعة للمثليين في تونس

هل غادر بشار الأسد القصر الجمهوري فعلاً؟

التشبّت بالحياة خيار الغزيين الوحيد

مَن وقّع على الوصاية الأميركية على مطار بيروت؟
"درج"
“جسدي ملكي”، هكذا كتبت الناشطة التونسية السابقة بمجموعة “فيمن” العالمية أمينة السبوعي، والتي نادت وتظاهرت مطالبة بالحريات الشخصية ومن بينها حقوق المثليين والمثلييات.
“جسدي ملكي”، هكذا كتبت الناشطة التونسية السابقة بمجموعة “فيمن” العالمية أمينة السبوعي، والتي نادت وتظاهرت مطالبة بالحريات الشخصية ومن بينها حقوق المثليين والمثلييات. ولكنّ، هناك في المجتمع التونسي من يصرّ على أن جسد أمينة ليس ملكها، وقد خاضت أمينة معركة بشأن هويتها الجنسية فغادرت تونس لفترة من الزمن ثم عادت، لتتعرض لحملة شرسة من بينها عريضة رفعها سكان المنطقة التي تنتمي إليها وهي، سيدي بو سعيد، للمطالبة بمغادرتها.
تقول أمينة أنها الآن “تناضل” مع المثليين والمثلييات الذين تنتمي إليهم، من أجل تقنين قبولهم داخل مجتمع تتمسك شريحة واسعة منه، بقواعد صارمة لمفهوم الهويّة العربيّة والإسلامية. تقول أمينة في تدوينة نشرتها مؤخرا، “بإمكان غير المثليين أن يشفوا من هذا المرض”. وقد شاركت أمينة مؤخرا، في تأسيس إذاعة خاصة بمجتمع المثليين في تونس، وهو أول راديو عربي من نوعه، حيث سيكون لها مساهمة في برنامج فيه. تقول أمينة، “ينبغي أن يكون للحرية “مايكروفون” لأن البعض لا يسمعون جيدا.
“أصبح للمثليين في تونس وفي العالم العربي صوت” هكذا علّق بوحديد بلهادي، المدير العام لراديو “شمس راد” الخاص بالمثليين. وفي حديث مع “درج”، أكد بوحديد أن إطلاق هذه الاذاعة، جاء على خلفيّة التضييق الذي يعاني منها المثليون في تونس، من قبل مواطنين وإعلاميين وسياسيين وحقوقيين أيضا. ويوضح بلهادي، “نحن بحاجة للتعبير عن أنفسنا، وتوضيح اختلافنا في ظل ما نعانيه من رفض وسخرية وعنف لفظي وتهديدات على مواقع التواصل الإجتماعي. رسالتنا هي “التعايش في سلام” وهدفنا هو خلق فضاء خاص، يمكننا من خلاله التضامن مع بعضنا البعض، وبحث مشاكلنا والتعبير عن طموحاتنا وأحلامنا، والأهم التصالح مع مجتمع يرفضنا ويؤنبنا، رغم أن المثلية الجنسية قدر وليست اختيارا.” وحول ظروف تأسيس هذا الراديو يضيف بوحديد، “شمس راد لا يخضع لقوانين الهيئة المستقلة للاعلام السمعي البصري، نظراً لأنه سيبث عبر الانترنت‘ وبالتالي فإنه لن يكون محل أي نزاع قانوني. سنحرص على أن تكون البرمجة متنوعة وهادفة، وستنقل صوتنا الداعي إلى قبول الاختلاف وكسر الفهم المتخلف لمسألة المثلية الجنسية.”
وعلى رغم أن إذاعة “شمس راد”، تسعى للتعبير عن المجتمع المثلي في تونس لكن يؤكد القيمون عليه أن برمجة الاذاعة ستكون شاملة وتحتوي برامج سياسية وثقافية. وفي حديث مع “درج” أكدت الناشطة الحقوقية هندة الشناوي مساندتها لحق جمعية “شمس للمثليين الجنسيين التونسيين ” في إنشاء إذاعة تمنحهم صوتاً حرا للتعبير عن قضاياهم ومشاغلهم، خصوصاً وأن أغلب المؤسسات الإعلامية التونسية تتعمد تهميشهم.” وأضافت الشناوي، “هذا الراديو سيوفر للمثليين فضاء لمناقشة كل ما يتعلق بحقوقهم والقوانين التي تحميهم، وستكون متنفسا لهم يخفف عنهم الضغط النفسي الذي يعانونه بسبب نظرة المجتمع الضيقة لاختلافهم.”وحول أهمية هذا الراديو ومدى قدرته على تقديم الإضافة المرجوة أجاب المختص في علم النفس الاجتماعي ناصر النصيري في تصريح ل”درج”، “من حق هذه الفئة أن تمتلك آليات التواصل الخاصة بها، وهذا الإجراء لن يساهم في عزلتهم بل سيعزز وجودهم، وسيمكنهم من تفسير اختلافهم بطرق عملية، خصوصاً وأن وسائل الإعلام التقليدية، تخشى الخوض في موضوع المثلية، بسبب تخوفها من فقدان ثقة مستمعيها الرافضين لهذه الفئة. يجب التذكير أيضا بأن المثليين في تونس، لا يملكون خيارات كثيرة، وهذا الراديو هو وسيلة دفاع، وليس وسيلة تثقيف وتوعية فقط.”
أما ردود فعل المجتمع التونسي حيال شيوع خبر إطلاق إذاعة للمثليين فكانت متفاوتة وإن طغى على ما ظهر حتى الآن ميل للغضب والسخرية في آن. لكن، من الملفت انخراط من يفترض بأنهم ناشطين حقوقيين، في في موجة الرفض، ما أثار استغراب الوسط الحقوقي التونسي. فالحقوقية والسياسية‘ مريم منور، عبّرت علناً عن رفضها لإعلان المثليين عن إطلاق مؤسسة إعلامية خاصة بهم، وكتبت في تدوينة على موقع فايسبوك “المثلية يجب أن تكون أمراً شخصياً، شأنها شأن القناعات الدينية والاجتماعية، ولا ضرورة لفرضها أو التصفيق لها. أنا لا أقبل استغلال البعض لاختلافهم، من أجل توجيه خطاب معين، اختلافك ينتهي عند غرفة نومك فلا تقحمنا فيها.”
من جهته أكد القاضي والناشط الحقوقي حمادي الرحماني في تصريح ل”درج”، أنه يرفض رفضاً تاماً، إطلاق راديو “شمس راد”، ويعتبرها جريمة تستوجب عقاباً قانونياً. وشرح القاضي قائلا، “نشاط هؤلاء المثليين مهزلة وفضيحة، ويعكس تقاعس أو تواطؤ الدولة في حماية القيم والأخلاق. المسألة مخالفة للطبيعة البشرية، ولرفعة الانسان وكرامته وتكريمه، وهي جريمة او مجموعة جرائم، وهي غير محمية بالدستور بل هي اعتداء على الدستور، الذي يتحدث عن ثوابت الإسلام وحماية الأسرة.”لم يمض على إطلاق راديو “شمس راد” سوى بضعة أيام، وبالتالي من الصعب التكهن إلى ماذا ستفضي هذه المواجهة الجديدة في المجتمع التونسي، حيث تتواصل معركة الحريات، خصوصاً في ظل التضارب بين فصول الدستور الجديد، الذي يؤكد على حماية الحقوق والحريات بصفة مطلقة من جهة، وعلى استناد بعض فصوله إلى ما يعتبر ثوابت الدين والهوية من جهة أخرى. هذا التناقض أجج الصراع القانوني، غير أن البعض يعتبر هذا الجدل ظاهرة صحية ضرورية، في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس.[video_player link=””][/video_player]
"درج"
آخر القصص

بين دراكولا الأرستقراطي وهمجية “إيجيبت”… ظلال السينما تكشف فوضى المجتمع المصري

هل غادر بشار الأسد القصر الجمهوري فعلاً؟

التشبّت بالحياة خيار الغزيين الوحيد

مَن وقّع على الوصاية الأميركية على مطار بيروت؟
