fbpx

إيران: من قتل مريم الكردية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الشابة الكردية الإيرانية مريم فرجي، التي شغل خبر اختفائها الرأي العام الإيراني منذ مطلع الشهر وجدت لاحقاً جثة محترقة حتى الذوبان، قرب سيارتها في منطقة شهريار غربي طهران. فما هي حكايتها؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الشابة الكردية الإيرانية مريم فرجي، التي شغل خبر اختفائها الرأي العام الإيراني منذ مطلع الشهر وجدت لاحقاً جثة محترقة حتى الذوبان، قرب سيارتها في منطقة شهريار غربي طهران.

تبلغ مريم فرجي من العمر 33 عاما، وهي طالبة دراسات عليا في كلية العلاقات الدولية، ومديرة مالية في شركة محاسبة في طهران. شاركت في الاحتجاجات التي شهدتها إيران أواخر العام الماضي وبدايات هذا العام، وأدى ذلك إلى اعتقالها بتهمة “تنظيم اجتماعات سرية وتآمرية”، وأودعت في القسم 209 في سجن إوين. وكانت السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت في هذه الاحتجاجات أكثر من 3700 شخص وقتلت 22 آخرين بالرصاص الحي.

المحكمة الثورية حكمت على مريم في أوائل أيار/مايو الحالي بثلاث سنوات سجن وسنتين منع سفر خارج البلاد. بعد أقل من شهر على صدور الحكم تمكن محاميها من انتزاع قرار بإخراجها من السجن بكفالة مالية ووثيقة تعهد بعدم المشاركة بأي نشاط في الشارع.

بعدها، عادت مريم إلى حياتها العادية، بين العمل والجامعة والمنزل، مبتعدة عن كل نشاطاتها الاجتماعية السابقة، والأسبوع الماضي خرجت من منزلها ذويها في مدينة سربل ذهاب في محافظة كرمنشاه الكردية، حيث كانت تمضي إجازتها، متجهة صوب طهران، واختفت على الطريق. كان من المفترض لدى وصولها إلى طهران أن تطمئن عائلتها عبر الهاتف، لكنها لم تفعل. وكما هي عادة الوالدين، اتصل بها والداها، لكن هاتفها كان مقفلا. اتصل والدها بأصدقاء لها في طهران لكن أحدا منهم لم يرها، فاتصل بالمحامي وأبلغه بقلقه، فانتظروا لليوم التالي لكنهم لم يجدوا لها أثرا. فتقدم محاميها ببلاغ في الغرفة الأمنية حول اختفائها.

وكان محاميها بعدما انقطعت كل سبل الاتصال بها، والتحري عنها في الأماكن التي تذهب إليها، قد كتب على حسابه على تويتر أنه يعتقد أنه موكلته قتلت، لكنه لا يملك دليلا ملموسا على ذلك، واضعا القضية في عهدة المراجع الأمنية والسياسية.

عائلة مريم وأصدقاؤها رفضوا الروايتين السابقتين، وهم يملكون رواية روايته ثالثة، تحكي عن وجود تواطؤ ما بين الأجهزة الأمنية التي قتلت مريم وبين خطيبها السابق، حيث اجتمعت لدى الطرفين أسباب التخلص من المغدورة، فالطرف الأول يعتبر أن الكردي الجيد هو الكردي الميت، لذلك لم يتم تصفية أي من المعتقلين بهذ الطريقة البشعة، إلا هذه الكردية الثائرة، والطرف الآخر غايته الانتقام لأنها هجرته.

بعد عشرة أيام على اختفائها، أعلن محاميها أنه تم العثور على جثة موكلته في أحد نواحي طهران، وبعد إجراء فحوصات الحمض النووي تبين أن الجثة تعود لها بالفعل، بناء على بيان أصدرته شرطة طهران، أفادت فيه أن الجثة المحترقة التي عثرت عليها دورية الشرطة في منطقة شهريار تعود للشابة مريم فرجي، وقد أثبت الطب الشرعي ذلك.

قبل ذلك، كان ناشطون مدنيون قد أوردوا على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم العثور على جثة امرأة مجهولة الهوية، محترقة حتى الذوبان، مرمية على قارعة الطريق في أحد أحياء طهران، معتبرين ذلك إبلاغا للسطات الرسمية.

وقبل يومين ادعت محكمة مدينة فرديس في جنوب شرق طهران، أن قاتل مريم فرجي هو خطيبها السابق، الذي قام بفعلته بدوافع عاطفية، وقد أقر بذلك بسهولة أمام قاضي التحقيق، كما اعترف أنه قتلها ودفن جثتها في حديقة منزل شقيقته في فرديس، وأعلنت أنها تصدق أقوال الرجل وأن الملف بالنسبة إليها قد أغلق، وليس هناك دوافع سياسية أو أمنية لقتلها، ووصفت الجرمية بأنها جريمة عاطفية، وقد اعتقل الفاعل واعترف بجريمته، وهو متابع من قبل مختص نفسي، من ثم أعلنت إغلاق كل التحقيقات في هذه القضية، بعدما وصلت إلى خواتيمها القانونية التي لا تحتمل معلومات أخرى إضافية.

كما أعلنت شرطة فرديس أنه على المواطنين ألا يعطوا الجريمة بعدا غير عائلي أو عاطفي، وأن يحاذروا من الادعاءات التي يسوقها البعض عن احتمال قتلها بدوافع سياسية، فقد حصلت حتما بدافع ثأري، كون الشابة وخطيبها السابق من القومية الكردية التي تملك قيما اجتماعية خاصة.

في حين أعلن محاميها أن هناك تناقضا في الرواية الرسمية، فبعد أن أعلنت شرطة طهران، العثور على مريم فرجي جثة محترقة مرمية على الأرض قرب سيارتها، عادت وأعلنت أن قاتل مريم فرجي هو خطيبها السابق، الذي استدرجها إلى منزل شقيقته في مدينة فرديس وقتلها ودفنها في حديقة المنزل.

عائلة مريم وأصدقاؤها رفضوا الروايتين السابقتين، وهم يملكون رواية روايته ثالثة، تحكي عن وجود تواطؤ ما بين الأجهزة الأمنية التي قتلت مريم وبين خطيبها السابق، حيث اجتمعت لدى الطرفين أسباب التخلص من المغدورة، فالطرف الأول يعتبر أن الكردي الجيد هو الكردي الميت، لذلك لم يتم تصفية أي من المعتقلين بهذ الطريقة البشعة، إلا هذه الكردية الثائرة، والطرف الآخر غايته الانتقام لأنها هجرته.

في الرواية الثالثة، الخطيب السابق ليس هو القاتل لكنه مستفيد، وقد تقاضى مبلغا من المال مقابل إهداء النظام الأمني القمعي شهادة براءة، وربما تم الاتصال بين الطرفين، بعد أن عرفت الشرطة بقضية انفصال مريم عن خطيبها، فاستغلت هذه الثغرة، لتبدو القضية كأنها جريمة شرف لها أبعاد متعلقة بعقيدة عشائرية كردية.