fbpx

التصعيد ضد غزة: عملية محدودة أم مقدمة لهجوم واسع؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مسار الانفجار الأمني الذي شهده قطاع غزة له مقدمات عديدة، فيما تستمرّ تفاعلات العملية سياسياً وأمنياً وعسكرياً، تتشابك الأهداف والدوافع، بين تأكيدات أن العملية هدفت إلى تصفية البركة، وبين نفي إسرائيلي وتصريحات وصفت العملية بأنها أمنية استخباراتية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مسار الانفجار الأمني الذي شهده قطاع غزة له مقدمات عديدة، فقد استيقظ أهالي قطاع غزة صبيحة الإثنين على الدمار الذي خلّفته العملية الأمنية التي نفّذتها القوات الإسرائيلية ليل الأحد- الإثنين على مدينة خان يونس جنوب القطاع.

العملية التي نفذها كوماندوس اسرائيلي في قلب القطاع أدت إلى سقوط 7 فلسطينيين ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر. وفي تفاصيل العملية أن سيارة مدنية دخلت الأراضي الغزوية، مستهدفةً أحد القادة في كتائب “القسام” في “حركة حماس” هو نور البركة، ووقعت مواجهات بين قوات الاحتلال والغزويين. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات متتالية على مناطق مختلفة من القطاع، وردّت الفصائل الفلسطينية بإطلاق قذائف صاروخية.

وتستمرّ تفاعلات العملية سياسياً وأمنياً وعسكرياً، تتشابك الأهداف والدوافع، بين تأكيدات أن العملية هدفت إلى تصفية البركة، وبين نفي إسرائيلي وتصريحات وصفت العملية بأنها أمنية استخباراتية.

وتأتي العملية وسط غموض حول من أطلق العنان للعملية العسكرية وتضارب اسرائيلي في الموافق، فقد حصل الهجوم على غزة بعد ساعات قليلة من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال فيها إنه يسعى “بكل وسيلة ممكنة لإعادة الهدوء إلى سكان غزة، ومنع وقوع كارثة إنسانية”.وكانت صحيفة “هآرتس” ذكرت في آب/ أغسطس أن إسرائيل تستعد لاغتيال قادة في “حماس” قبل عملية واسعة في غزة.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تنافساً محموماً بين القيادات الإسرائيلية، في تصعيد لهجة التهديد لضرب حركة حماس وشن حملة عسكرية شاملة على قطاع غزة المحاصر، مقابل التزام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الصمت مكتفية بمواصلة المناورات العسكرية عند الحدود مع غزة، بينما المؤسسة الأمنية تبدي تحفظها على منع تزويد القطاع بالغاز والوقود. هذا في مقابل دخول مصر على خطوط محاولة التوصل إلى هدنة أو اتفاق بين الجانب الإسرائيلي وغزة المحاصرة

 وكان نتانياهو توعد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حماس بضربة موجعة مع تصعيد الحملة العسكرية ضد القطاع، في حال تواصلت مسيرات العودة المستمرة منذ أواخر آذار/ مارس الماضي.

وتناغمت تهديدات نتانياهو مع تهديدات وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي أصدر أوامره بوقف تزويد غزة بالغاز والوقود كإجراء أولي لحين التزام حماس بـالتهدئة.

وأشارت التصريحات التي أطلقها نتانياهو وليبرمان إلى أن اسرائيل تتحضر لتصعيدٍ جديدٍ على القطاع الذي يعاني أزمةً إنسانيّة خانقة جداً. ونقلت صحيفة “هآرتس”، عن مسؤول كبير في الجيش الاسرائيلي أن هذه الأزمة الإنسانيّة ستحدّ من أيّ حرب شاملة على القطاع، خشية أن تتلقى إسرائيل انتقادات دولية كبيرة.

كما أوصى جيش الاحتلال قيادته السياسيّة، خلال جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، بالامتناع عن أيّ مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية عام 2019، حتى يكتمل بناء العائق “الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس”، وفق ما كشفته “هآرتس”.

في المقابل، تطرح عملية الأحد على خان يونس أسئلة كثيرة لناحية توقيتها ومغزاها، كونها حصلت بعد الصفقة الثلاثية بين قطر وإسرائيل وحماس، وبعد يومين على سماح الحكومة الإسرائيلية لقطر بإدخال 15 مليون دولار لغزة، كجزء من مبلغ 90 مليون دولار وعدت قطر بتحويله إلى حماس.

التوقيت المناسب

في هذا الإطار، يرى المحلل الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن “إسرائيل استفادت من التوقيت معتبرةً أنه مناسب، في ظل التوتر الحاصل بينها وبين إسرائيل، في مقابل الدينامية التي تطلقها الولايات المتحدة لصفقة القرن التي لا تجد الحماسة التي تحتاجها من مختلف الأطراف”، موضحاً لـ”درج” أن “إسرائيل تسعى إلى تشتيت النظر عن التسوية السياسية، لتجذب انتباه العالم من جديد إلى مشكلتها الأمنية مع الفلسطينيين. وربما تكون هذه العملية استباقية لحدث أكبر، ربما يكون لإيران دخل به، لأن الجميع اليوم ينتظر رد فعل إيران إزاء العقوبات المفروضة عليها”.

وعن إمكان تطور هذه العملية، يقول نادر: “التطورات اليوم تطاول مختلف دول الإقليم وليس غزة فقط، والتوتر يؤثر في مختلف المناطق من لبنان إلى العراق وسوريا” وغيرها، لافتاً إلى أن “إسرائيل تستفيد من إشعال الجبهات لتحقق مكاسبها، إضافةً إلى رغبتها الكامنة ربما في تصفية القيادي في كتائب القسام”. ويوضح أن “إسرائيل لا تريد سلاماً وهي من الممتعضين من صفقة القرن، لذلك تلجأ إلى عمليات من هذا النوع لشد الأنظار إلى خطورة ما تعانيه، وطبعاً لا نريد تحميل الأمور أكثر من حجمها، إسرائيل استفادت من اللحظة فيما العالم منشغل بأمور أخرى، لتنفّذ عمليتها في وقت لا يستطيع الفلسطينيون التصعيد كثيراً”.

غزة- الحصار

وكان سقط في الأشهر الماضية عشرات القتلى الفلسطينيين على طول السياج الأمني، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات العودة التي تنظم كل يوم جمعة، إذ شهدت الأشهر الأخيرة توترات متلاحقة وخروقات أمنية، فيما تعيش غزة وأهلها في حصار إنساني، هو المأساة بعينها، بكل تفاصيله القاسية والقاتلة أحياناً. فنقص الدواء والغذاء والسلع إضافة إلى غياب الخدمات والكهرباء والمواد الأولية، إضافةً إلى دمار البنى التحتية والتلوّث، عوامل حوّلت حياة الغزويين جحيماً أرضياً يومياً، يصاحبه جحيم الخروقات الأمنية والعمليات بين حين وآخر، كانت آخرها عملية الأحد.

وقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية،، أن “معظم تفاصيل العملية ستبقى سرية، بما فيها هوية الضابط القتيل وهو برتبة مقدم”.

في حين أعلنت “كتائب القسام” أن هدف التوغل الإسرائيلي لم يكن اغتيال “بركة” ولكن تنفيذ عملية تعيد خلط الأوراق.

وفي أول تعليق رسمي لمقتل الضابط الإسرائيلي قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، “فقدت إسرائيل الليلة محارباً ذا مهمات متعددة، ساهمت في أمن البلاد”، لافتاً إلى أن هذه المهمات “ستبقى سرية لسنوات”، وفق ما أورده موقع “ويللا”.

وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن “الجنرال إيزنكوت أجرى ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك”، نداف أرغمان، جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش وجهاز الشاباك حيث استعرضا جاهزية قوات الأمن في مواجهة تطورات مستقبلية”، لافتاً أنه “تم تعزيز قوات الجيش في القيادة الجنوبية، وهو جاهز لتفعيل قوة كبيرة لو تطلب ذلك”.

وحول إمكان أن تتسبب “العملية السرية” الإسرائيلية، بحرب أو عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة، قال: “حادث مثل هذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد ممكن وتدهور الوضع”.