fbpx

التكنولوجيا النسائيّة… “اقتصاد” لتخفيف التمييز والآلام

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تواجه صناعة المنتجات النسائية الطبية والتكنولوجية، تحدّيات اقتصادية على رغم الطلب المرتفع عليها في السوق، وتشكل فرصة أمام رائدات الأعمال لامتلاك شركاتهن وإنتاج ما يغطي النقص في هذا القطاع.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ألكساندرا دي كرامر – ترجمة

ما زالت التكنولوجيا النسائيّة “فمتك” -femtech من وجهة نظر عمالقة التكنولوجيا شأناً متخصصاً، على رغم أن النساء يُشكلن نصف سكان العالم. تُمثل “فمتك” (المصطلح الذي يُطلق على المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات صحة المرأة وعافيتها)، سوقاً يُتوقع نموه بنسبة تتجاوز الـ 13 في المئة سنوياً، ليصل إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2027، ومن الواضح أن فرصة (فمتك) لتصدُّر المشهد قد حانت أخيراً. يُطرح الآن سؤال حول إمكان استفادة قطاع الصناعة من هذه الفرصة.

 صيغ مصطلح “فمتك” عام 2016 على يد إيدا تين، المؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذي لتطبيق تتبُّع الدورة الشهرية  “كلو“، وبلغ قبل سنوات إجمالي الاستثمار العالمي في هذا القطاع أقل من 100 مليون دولار سنوياً، وبين عامي 2011 و 2020 تم منح 3 في المئة  فقط من صفقات الصحة الرقمية في الولايات المتحدة لشركات التكنولوجيا الموجّهة نحو النساء.

تغير المشهد كلياً اليوم، فعام 2021، أُبرمت 231 صفقة في مجال التكنولوجيا النسائية، مقارنة بـ23 صفقة فقط قبل عقد من الزمان، وتجاوز الاستثمار في تطبيقات “فيمتك” مليار دولار،  ومن المتوقع أن تصل قيمة السندات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.8 مليار دولار بحلول عام 2031، إذ تقع أكثر من ثلث شركات التكنولوجيا النسائية في المنطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ما زالت التكنولوجيا النسائيّة “فمتك” -femtech من وجهة نظر عمالقة التكنولوجيا شأناً متخصصاً، على رغم أن النساء يُشكلن نصف سكان العالم.

تشمل 70 في المئة من شركات التكنولوجيا النسائية امرأة على الأقل بمنصب “مؤسسة”، وهذا أفضل ما في الأمر،  كما أن شركات رأس المال الاستثماري مثل “بورتفوليا“، الصندوق الاستثماري الذي صممته النساء للنساء، يخلق المزيد من الفرص أمام رائدات الأعمال. يدعم هذا الاتجاه المشاهير أيضاً، إذ وقفت “أوبرا وينفري” العام الماضي إلى جانب عيادة “مافن” المختصة بالمعاينة الصحية النسائية من بعد، ودخلت وينفري بوصفها مستثمرة في المشروع، وشاركت في المرحلة الأخيرة من تمويله (الجولة د).

ما زالت السوق  في طور النضوج، لكن الطريق نحو مرحلة قطف الثمار ما زالت معبدة بالعراقيل، وعلى رغم الحاجة العالمية للتكنولوجيا الصحية الموجهة للنساء، إلا أن التغلب على تفضيل أصحاب رأس المال الاستثمار في القطاع التكنولوجي الذي يهيمن عليه الرجال، يُمثل صراعاً مستمراً. إذ  تلقت الشركات التي أسستها النساء عام 2021 نسبة 2 في المئة من أصل  330 مليار دولار، جُمعت لتمويل المشاريع الصاعدة، علماً أن الشركات  الناشئة التي أسستها وشاركت في تأسيسها نساء، تسجّل إيرادات تراكمية بنسبة 10 في المئة أكثر من الشركات التي أسسها الرجال، يقمن بذلك بينما يجمعن نصف المبالغ التي يحصل عليها نُظراؤهن من الرجال.

لا عجب في أن تشير الأرقام إلى أن  43 في المئة من رائدات الأعمال النساء  يشعرن بالإرهاق، مقارنة بـ 31 في المئة من رواد الأعمال الرجال، فالنظام البيئي لتمويل المشاريع يركز على الرجال ويُشكل صعوبة على مؤسِّسات “فمتك”، اللاتي يعرضن المنتجات النسائية  على رجال غير قادرين على الارتباط بالمنتج.

ركزت “فمتك” معظم مواردها إلى الآن على الصحة الإنجابية، التي تشكل 51 في المئة من هذا القطاع، لكن مجالات الرعاية الصحية الأخرى، بخاصة صحة الدورة الشهرية، قابلة للتطوير، فـ14 في المئة فقط من شركات التكنولوجيا النسائية تركز راهناً على هذا الجانب. تعيش معظم النساء تجربة الدورة الشهرية التي تشكل إلى جانب النظافة الشخصية، قطاعاً تجارياً تُقدّر قيمته بـ43 مليار دولار. فلماذا إذاً فشل قطاع الصناعة في تحسين المنتجات التي تلبي راحة المرأة؟

سُجِّلت براءة اختراع سدادة الدورة الشهرية عام 1931، وتعود الفوطة الصحية إلى عام 1956، ومذاك، لم يتغير شيء يُذكر على تلك المنتجات، وبالنظر إلى ما تحقق في تلك الفترات الزمنية على المستوى التكنولوجي، أي الهبوط على سطح القمر، واختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، فإن الفشل في إعادة هندسة مواد النظافة الأساسية للمرأة أمر مثير للقلق.

بدأت شركات  “فمتك” بملء ذلك الفراغ الابتكاري، وواحدة من أكثرها إثارة للاهتمام شركة “فليكس” التي اخترعت عوضاً عن  السدادات القطنيّة، منتجاً بديلاً آمناً للجسم، كما قدمت منتجاً آخر اسمه “ثنكس“،  وهو ملابس داخلية ترصد الدورة الشهرية.

يتفوق الطلب في سوق الابتكار في مجال صحة المرأة على العرض، إذ  تعاني مثلاً حوالى 80 في المئة من النساء في جميع أنحاء العالم من آلام الدورة الشهرية، وفي المتوسط تمضي المرأة 10 سنوات في الدورة الشهرية خلال حياتها، ما يعني  الكثير من الألم والضيق اللذين يحتمان على قطاع التكنولوجيا النسائية التعامل معهما، إذ يترك الحيض آثاراً ملحوظة على الصحة العقلية ومستويات الطاقة والتغذية والأداء اليومي في صورة عامة.

بدأت النساء في مجال الرياضة  في إثارة هذه القضية، إذ نسبت لاعبة التنس البريطانية هيذر وات عام 2015  أداءها الضعيف في بطولة أستراليا المفتوحة إلى الدورة الشهرية، وكررت السباحة الصينية فو يوان هوي الأمر نفسه في أولمبياد ريو عام 2016.

إحداث ثورة في قطاع صحة المرأة وترك بصمة على الاقتصاد العالميّ، يعنيان حاجة قطاع تكنولوجيا النساء (فمتك) إلى توسيع نطاق الأبحاث في مجال الحيض ووضع حلول مخصصة للنساء، خصوصاً أن  تطور الطب الحديث  اعتمد على جسد الرجل، ولم يُسمح للنساء بالمشاركة في التجارب السريرية حتى عام 1993، وأشار تقرير أصدرته في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي  شركة “ريكيت” المُصنعة لدواء نوروفيل لتخفيف الألم، أن واحدة من كل ست نساء تشعر بالألم كل يوم، وواحدة من كل اثنتين ترى أن ألمها تم تجاهله بسبب جنسها.

يتطلب سد الفجوة بين الجنسين قدراً كبيراً من العمل، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل للبحث المناسب والتجارب السريرية، وبإمكان الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المرأة “فمتك” أن تقود هذه الجهود، إذ  حان الوقت للنساء لاتخاذ القرارات التنفيذية حول القضايا المرتبطة بأجسادهن.

ألكسندرا دي كرامر: صحافية مقيمة في اسطنبول.

الموضوع مترجم عن syndicationbureau.com  ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا الرابط هنا 

11.01.2023
زمن القراءة: 4 minutes

تواجه صناعة المنتجات النسائية الطبية والتكنولوجية، تحدّيات اقتصادية على رغم الطلب المرتفع عليها في السوق، وتشكل فرصة أمام رائدات الأعمال لامتلاك شركاتهن وإنتاج ما يغطي النقص في هذا القطاع.

ألكساندرا دي كرامر – ترجمة

ما زالت التكنولوجيا النسائيّة “فمتك” -femtech من وجهة نظر عمالقة التكنولوجيا شأناً متخصصاً، على رغم أن النساء يُشكلن نصف سكان العالم. تُمثل “فمتك” (المصطلح الذي يُطلق على المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات صحة المرأة وعافيتها)، سوقاً يُتوقع نموه بنسبة تتجاوز الـ 13 في المئة سنوياً، ليصل إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2027، ومن الواضح أن فرصة (فمتك) لتصدُّر المشهد قد حانت أخيراً. يُطرح الآن سؤال حول إمكان استفادة قطاع الصناعة من هذه الفرصة.

 صيغ مصطلح “فمتك” عام 2016 على يد إيدا تين، المؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذي لتطبيق تتبُّع الدورة الشهرية  “كلو“، وبلغ قبل سنوات إجمالي الاستثمار العالمي في هذا القطاع أقل من 100 مليون دولار سنوياً، وبين عامي 2011 و 2020 تم منح 3 في المئة  فقط من صفقات الصحة الرقمية في الولايات المتحدة لشركات التكنولوجيا الموجّهة نحو النساء.

تغير المشهد كلياً اليوم، فعام 2021، أُبرمت 231 صفقة في مجال التكنولوجيا النسائية، مقارنة بـ23 صفقة فقط قبل عقد من الزمان، وتجاوز الاستثمار في تطبيقات “فيمتك” مليار دولار،  ومن المتوقع أن تصل قيمة السندات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.8 مليار دولار بحلول عام 2031، إذ تقع أكثر من ثلث شركات التكنولوجيا النسائية في المنطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ما زالت التكنولوجيا النسائيّة “فمتك” -femtech من وجهة نظر عمالقة التكنولوجيا شأناً متخصصاً، على رغم أن النساء يُشكلن نصف سكان العالم.

تشمل 70 في المئة من شركات التكنولوجيا النسائية امرأة على الأقل بمنصب “مؤسسة”، وهذا أفضل ما في الأمر،  كما أن شركات رأس المال الاستثماري مثل “بورتفوليا“، الصندوق الاستثماري الذي صممته النساء للنساء، يخلق المزيد من الفرص أمام رائدات الأعمال. يدعم هذا الاتجاه المشاهير أيضاً، إذ وقفت “أوبرا وينفري” العام الماضي إلى جانب عيادة “مافن” المختصة بالمعاينة الصحية النسائية من بعد، ودخلت وينفري بوصفها مستثمرة في المشروع، وشاركت في المرحلة الأخيرة من تمويله (الجولة د).

ما زالت السوق  في طور النضوج، لكن الطريق نحو مرحلة قطف الثمار ما زالت معبدة بالعراقيل، وعلى رغم الحاجة العالمية للتكنولوجيا الصحية الموجهة للنساء، إلا أن التغلب على تفضيل أصحاب رأس المال الاستثمار في القطاع التكنولوجي الذي يهيمن عليه الرجال، يُمثل صراعاً مستمراً. إذ  تلقت الشركات التي أسستها النساء عام 2021 نسبة 2 في المئة من أصل  330 مليار دولار، جُمعت لتمويل المشاريع الصاعدة، علماً أن الشركات  الناشئة التي أسستها وشاركت في تأسيسها نساء، تسجّل إيرادات تراكمية بنسبة 10 في المئة أكثر من الشركات التي أسسها الرجال، يقمن بذلك بينما يجمعن نصف المبالغ التي يحصل عليها نُظراؤهن من الرجال.

لا عجب في أن تشير الأرقام إلى أن  43 في المئة من رائدات الأعمال النساء  يشعرن بالإرهاق، مقارنة بـ 31 في المئة من رواد الأعمال الرجال، فالنظام البيئي لتمويل المشاريع يركز على الرجال ويُشكل صعوبة على مؤسِّسات “فمتك”، اللاتي يعرضن المنتجات النسائية  على رجال غير قادرين على الارتباط بالمنتج.

ركزت “فمتك” معظم مواردها إلى الآن على الصحة الإنجابية، التي تشكل 51 في المئة من هذا القطاع، لكن مجالات الرعاية الصحية الأخرى، بخاصة صحة الدورة الشهرية، قابلة للتطوير، فـ14 في المئة فقط من شركات التكنولوجيا النسائية تركز راهناً على هذا الجانب. تعيش معظم النساء تجربة الدورة الشهرية التي تشكل إلى جانب النظافة الشخصية، قطاعاً تجارياً تُقدّر قيمته بـ43 مليار دولار. فلماذا إذاً فشل قطاع الصناعة في تحسين المنتجات التي تلبي راحة المرأة؟

سُجِّلت براءة اختراع سدادة الدورة الشهرية عام 1931، وتعود الفوطة الصحية إلى عام 1956، ومذاك، لم يتغير شيء يُذكر على تلك المنتجات، وبالنظر إلى ما تحقق في تلك الفترات الزمنية على المستوى التكنولوجي، أي الهبوط على سطح القمر، واختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، فإن الفشل في إعادة هندسة مواد النظافة الأساسية للمرأة أمر مثير للقلق.

بدأت شركات  “فمتك” بملء ذلك الفراغ الابتكاري، وواحدة من أكثرها إثارة للاهتمام شركة “فليكس” التي اخترعت عوضاً عن  السدادات القطنيّة، منتجاً بديلاً آمناً للجسم، كما قدمت منتجاً آخر اسمه “ثنكس“،  وهو ملابس داخلية ترصد الدورة الشهرية.

يتفوق الطلب في سوق الابتكار في مجال صحة المرأة على العرض، إذ  تعاني مثلاً حوالى 80 في المئة من النساء في جميع أنحاء العالم من آلام الدورة الشهرية، وفي المتوسط تمضي المرأة 10 سنوات في الدورة الشهرية خلال حياتها، ما يعني  الكثير من الألم والضيق اللذين يحتمان على قطاع التكنولوجيا النسائية التعامل معهما، إذ يترك الحيض آثاراً ملحوظة على الصحة العقلية ومستويات الطاقة والتغذية والأداء اليومي في صورة عامة.

بدأت النساء في مجال الرياضة  في إثارة هذه القضية، إذ نسبت لاعبة التنس البريطانية هيذر وات عام 2015  أداءها الضعيف في بطولة أستراليا المفتوحة إلى الدورة الشهرية، وكررت السباحة الصينية فو يوان هوي الأمر نفسه في أولمبياد ريو عام 2016.

إحداث ثورة في قطاع صحة المرأة وترك بصمة على الاقتصاد العالميّ، يعنيان حاجة قطاع تكنولوجيا النساء (فمتك) إلى توسيع نطاق الأبحاث في مجال الحيض ووضع حلول مخصصة للنساء، خصوصاً أن  تطور الطب الحديث  اعتمد على جسد الرجل، ولم يُسمح للنساء بالمشاركة في التجارب السريرية حتى عام 1993، وأشار تقرير أصدرته في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي  شركة “ريكيت” المُصنعة لدواء نوروفيل لتخفيف الألم، أن واحدة من كل ست نساء تشعر بالألم كل يوم، وواحدة من كل اثنتين ترى أن ألمها تم تجاهله بسبب جنسها.

يتطلب سد الفجوة بين الجنسين قدراً كبيراً من العمل، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل للبحث المناسب والتجارب السريرية، وبإمكان الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المرأة “فمتك” أن تقود هذه الجهود، إذ  حان الوقت للنساء لاتخاذ القرارات التنفيذية حول القضايا المرتبطة بأجسادهن.

ألكسندرا دي كرامر: صحافية مقيمة في اسطنبول.

الموضوع مترجم عن syndicationbureau.com  ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا الرابط هنا 

11.01.2023
زمن القراءة: 4 minutes
|
آخر القصص
 هل تستطيع الدول العربية الغنيّة تجاهل أزمات جيرانها؟
أفراح ناصر - باحثة في المركز العربي في واشنطن | 12.10.2024
هل هُزم محور “المقاومة”فعلاً؟!
شكري الريان - كاتب فلسطيني سوري | 12.10.2024
لماذا أخفق حزب الله؟
ندى عبدالصمد - كاتبة وصحافية لبنانية | 12.10.2024
خطبة الوداع
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 11.10.2024

اشترك بنشرتنا البريدية