fbpx

الطفلة “شام” التي استغلّت أسماء الأسد مأساتها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

شام وعائلتها ضحايا لنظام الأسد أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً، الذي تقاعس عن تقديم المساعدة الكافية لحماية شام من مواجهة قاتلة شعبها في مكالمة فيديو، تتودد فيها بطريقة مبتذلة ومكشوفة، في حوار قلما يتكرر بهذه الطريقة الفجّة بين القاتل والضحية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“يا شام إنتي شامنا.. بيكِ بنينا حلامنا”… الأغنية التي رددها عبد الباسط الساروت في السنة التاسعة للثورة، كررها منقذو الدفاع المدني السوري، بينما كانوا ينقذون الطفلة شام من تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال،  أضحت كلمات الأغنية التي رددتها الطفلة شام وسيلةً للتمسك بالحياة، بينما كان المنقذون يحاولون تهدئتها بعد مضي أكثر من 40 ساعة أمضتها تحت الإسمنت والحديد، رددت الطفلة بأنفاس متقطعة كلمات الأغنيّة ونجت.

قلب أسماء الأسد المزيف

شام ضحية نظام الأسد مرة وضحية الكارثة الطبيعية مرة أخرى، ولم يقصّر الأسد في استغلالها في سبيل تلميع صورته، بعدما داس ركام إدلب قدميها الصغيرتين، إدلب المدينة التي استثناها الأسد من خطابه حول المدن السورية المنكوبة بعد الزلزال.

 كيف وصلت طفلة كانت تسكن في منطقة خارج سيطرة النظام إلى لحظة تتصل بها زوجة رئيس النظام السوري، أسماء الأسد، لتمنحها عبر اتصال فيديو قلباً مشكّلاً بأصابعها، التي لم تكترث لآلاف الأطفال الذين قُتلوا تحت القصف والتجويع الممنهج الذي مارسه النظام ذاته.

 أنقذ متطوعو الخوذ البيض في 7 شباط/ فبراير الماضي، الطفلة شام الشيخ محمد (9 سنوات) وأخاها عمر (15 سنة) من تحت الركام في قرية ملّس شمال غربي إدلب، بعد مرور أكثر من 40 ساعة على الزلزال، الذي فقدت الطفلة على إثره والدتها وشقيقتها. 

خطفت شام في الفيديو الذي نشرته منظمة “الدفاع المدني السوري”، قلوب الناس حول العالم، بينما كانت تحدّث مُنقذها الذي سألها إن كانت تحفظ أغنية “يا شام إنتي شامنا”، التي رددتها وكأنها جزء من ذاكرتها.

نُقلت الطفلة بعدها إلى مستشفى “الشفاء” في مدينة إدلب، كانت حالتها حرجة، وقد بُترت ساقاها بسبب ضغط الردم على أطرافها السفلية، ما أدى إلى انقطاع التروية عن الطرفين السفليين. حالة شام الحرجة، أسرت أنظار العالم، وقد نُقلت بعد إنقاذها مع أخيها ووالدهما إلى مستشفى “أضنة شهير” في جنوب تركيا في 23 شباط الماضي، بعد التنسيق بين وزارة الصحة في حكومة “الإنقاذ” في إدلب، والسلطات التركية، لكن الضغط الهائل على المستشفى ودقة حالة شام لم يسمحا بالتدخل الجراحي، لتُنقل بعدها إلى اسطنبول، لكن العملية أيضاً لم تجرَ، لتنتهي الرحلة بوصول شام إلى مدينة برجيل الطبية في إمارة أبو ظبي الإماراتيّة، لتلقّي العلاج العاجل، إذ كانت حياة الطفلة في خطر نتيجة “غرغرينا” انتشرت في الجزء السفلي من جسمها.

شام ضحية نظام الأسد مرة وضحية الكارثة الطبيعية مرة أخرى

أسماء “تنتظر” شام أن تأتي لعندها

يُدرك المطلع على قصة شام، أن نظام الأسد حاول إقحام نفسه عنوة في مجريات القصة، ولم يكن اتصال أسماء الأسد بالطفلة سوى تتويج لما يريد النظام الوصول إليه، وتبييض صفحته على حساب أطفال قتلهم في الأمس القريب وشرّدهم واعتقلهم، إذ قالت أسماء الأسد للطفلة أنها تتابع حالتها وأنها “تنتظرها لتأتي لعندها”، لكن هل من الأمان بمكان أن تعود شام إلى معتقل النظام الكبير؟ وما الذي يضمن ألّا تُعامل هي وعائلتها كإرهابيين كما يصف النظام السوريين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة، حيث ولدت شام وكبُرتْ!.

ينسب النظام السوري أي إنجاز يتعلق بالسوريين إلى نفسه، وهذا ما حاول فعله مع الطفلة شام، إذ نشر المذيع الموالي للنظام، نزار الفرا،  على صفحته الشخصية على “فيسبوك“، مدعياً، نقلاً عن مصادر خاصة، أن “الحكومة السورية” ما زالت تحاول، عبر قنوات عدة ووساطة روسية وإماراتية، إقناع السلطات التركية بتسليم الطفلة السورية شام وشقيقها إلى الجهات الصحية السورية (وكأن شام محتجزة هناك!)، لإرسالهما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للعلاج، لكن الجهة التركية رفضت تسليم الطفلة أو حتى إرسالها إلى الإمارات مباشرة لتلقّي العلاج. 

يكشف الاطّلاع على المواقع الإخبارية الإماراتية، غياب أي ذكر لمساعٍ من النظام أو حتى روسيا لإخراج شام من تركيا، إذ ذكرت الوكالات الإماراتية أن شام وعمر وصلا الى الإمارات بتوجيهات من الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، والرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي، الشيخة فاطمة بنت مبارك. 

وقال أحد أقرباء شام، ويُدعى بشار عليق، الذي سافر وعدد من أفراد العائلة معها إلى الإمارات، إنهم كانوا يريدون نقل شام بأسرع وقت إلى الخارج بهدف علاجها، وقدموا طلبات عدة في سبيل ذلك، ليأتي الرد من الإمارات، إذ جاء القنصل الإماراتي إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل، وأكد لهم أن كل شيء جاهز لنقل شام وشقيقها وأسرتها إلى الإمارات لتلقّي العلاج.

يشير عليق إلى توفير الهلال الأحمر الإماراتي طائرة خاصة لنقلهم الى مستشفى برجيل في الإمارات، ولم يتحدث عن أي صعوبات واجهتهم عند نقل شام، كما أن إدارة جمعية “عطاء” التي رافقت الطفلة من مستشفى “شهير أضنة” إلى مستشفى اسطنبول، قالت إن الطفلة نُقلت إلى الإمارات بعد تواصل قنصليتها مع والد شام، وتركت السلطات التركية الأمر لوالدها الذي وافق على نقلها ونقل العائلة كاملة إلى الإمارات لاستكمال علاج شام وأخيها عمر في المستشفيات هناك، ما يؤكد غياب أي دور قامت به حكومة النظام السوري، الذي حذف رئيسه اسم إدلب من خطابه عقب الزلزال.

الخوذ البيضاء ليسوا إرهابيين

لم يوفر النظام السوري مناسبة لتلفيق الأكاذيب حول  الخوذ البيضاء، الذين اتُّهموا بالإرهاب وفبركة عمليات الإنقاذ في السنوات الماضية، لكن الواضح أن نظام الأسد، ولو كان في هذا الوصف جائراً، يريد الاستفادة من أي نجاة أو نجاح سوري، وكأنّه يلاحق الترند، إلى حد ادعائه الاهتمام بحياة شام، بغض النظر عن قتله ما لا يقل عن 22981 طفلاً في سوريا منذ آذار/ مارس 2011، بينهم 190 بسبب التعذيب، بالإضافة الى 5199 طفلاً ما زالوا معتقلين أو مختفين قسراً بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 لا يستطيع النظام السوري اليوم تكذيب إنقاذ الخوذ البيضاء لشام وعائلتها، فهذا  اعتراف أُرغِم عليه، في سبيل تبييض صورته أمام العالم، وهو في الوقت ذاته امتداد لاستراتيجيّة أسماء الأسد التي تسعى الى تقديم نفسها كراعية للضحايا ومُصابي الجيش السوري، بأسلوب وصل حد البروباغاندا، فـ”الضحايا” يتم اختيارهم بعناية، أسماء الأسد ذات قلب ويدين مفتوحة لفئة محددة فقط، أما باقي السوريين فلا مكان لهم سوى الحطام والتهديد بالموت.

شام وعائلتها ضحايا لنظام الأسد أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً، الذي تقاعس عن تقديم المساعدة الكافية لحماية شام من مواجهة قاتلة شعبها في مكالمة فيديو، تتودد فيها بطريقة مبتذلة ومكشوفة، في حوار قلما يتكرر بهذه الطريقة الفجّة بين القاتل والضحية، بين شام التي تحمل اسم البلاد التي دمرها نظام الأسد وبين زوجة رأس هذا النظام.

16.03.2023
زمن القراءة: 5 minutes

شام وعائلتها ضحايا لنظام الأسد أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً، الذي تقاعس عن تقديم المساعدة الكافية لحماية شام من مواجهة قاتلة شعبها في مكالمة فيديو، تتودد فيها بطريقة مبتذلة ومكشوفة، في حوار قلما يتكرر بهذه الطريقة الفجّة بين القاتل والضحية.

“يا شام إنتي شامنا.. بيكِ بنينا حلامنا”… الأغنية التي رددها عبد الباسط الساروت في السنة التاسعة للثورة، كررها منقذو الدفاع المدني السوري، بينما كانوا ينقذون الطفلة شام من تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال،  أضحت كلمات الأغنية التي رددتها الطفلة شام وسيلةً للتمسك بالحياة، بينما كان المنقذون يحاولون تهدئتها بعد مضي أكثر من 40 ساعة أمضتها تحت الإسمنت والحديد، رددت الطفلة بأنفاس متقطعة كلمات الأغنيّة ونجت.

قلب أسماء الأسد المزيف

شام ضحية نظام الأسد مرة وضحية الكارثة الطبيعية مرة أخرى، ولم يقصّر الأسد في استغلالها في سبيل تلميع صورته، بعدما داس ركام إدلب قدميها الصغيرتين، إدلب المدينة التي استثناها الأسد من خطابه حول المدن السورية المنكوبة بعد الزلزال.

 كيف وصلت طفلة كانت تسكن في منطقة خارج سيطرة النظام إلى لحظة تتصل بها زوجة رئيس النظام السوري، أسماء الأسد، لتمنحها عبر اتصال فيديو قلباً مشكّلاً بأصابعها، التي لم تكترث لآلاف الأطفال الذين قُتلوا تحت القصف والتجويع الممنهج الذي مارسه النظام ذاته.

 أنقذ متطوعو الخوذ البيض في 7 شباط/ فبراير الماضي، الطفلة شام الشيخ محمد (9 سنوات) وأخاها عمر (15 سنة) من تحت الركام في قرية ملّس شمال غربي إدلب، بعد مرور أكثر من 40 ساعة على الزلزال، الذي فقدت الطفلة على إثره والدتها وشقيقتها. 

خطفت شام في الفيديو الذي نشرته منظمة “الدفاع المدني السوري”، قلوب الناس حول العالم، بينما كانت تحدّث مُنقذها الذي سألها إن كانت تحفظ أغنية “يا شام إنتي شامنا”، التي رددتها وكأنها جزء من ذاكرتها.

نُقلت الطفلة بعدها إلى مستشفى “الشفاء” في مدينة إدلب، كانت حالتها حرجة، وقد بُترت ساقاها بسبب ضغط الردم على أطرافها السفلية، ما أدى إلى انقطاع التروية عن الطرفين السفليين. حالة شام الحرجة، أسرت أنظار العالم، وقد نُقلت بعد إنقاذها مع أخيها ووالدهما إلى مستشفى “أضنة شهير” في جنوب تركيا في 23 شباط الماضي، بعد التنسيق بين وزارة الصحة في حكومة “الإنقاذ” في إدلب، والسلطات التركية، لكن الضغط الهائل على المستشفى ودقة حالة شام لم يسمحا بالتدخل الجراحي، لتُنقل بعدها إلى اسطنبول، لكن العملية أيضاً لم تجرَ، لتنتهي الرحلة بوصول شام إلى مدينة برجيل الطبية في إمارة أبو ظبي الإماراتيّة، لتلقّي العلاج العاجل، إذ كانت حياة الطفلة في خطر نتيجة “غرغرينا” انتشرت في الجزء السفلي من جسمها.

شام ضحية نظام الأسد مرة وضحية الكارثة الطبيعية مرة أخرى

أسماء “تنتظر” شام أن تأتي لعندها

يُدرك المطلع على قصة شام، أن نظام الأسد حاول إقحام نفسه عنوة في مجريات القصة، ولم يكن اتصال أسماء الأسد بالطفلة سوى تتويج لما يريد النظام الوصول إليه، وتبييض صفحته على حساب أطفال قتلهم في الأمس القريب وشرّدهم واعتقلهم، إذ قالت أسماء الأسد للطفلة أنها تتابع حالتها وأنها “تنتظرها لتأتي لعندها”، لكن هل من الأمان بمكان أن تعود شام إلى معتقل النظام الكبير؟ وما الذي يضمن ألّا تُعامل هي وعائلتها كإرهابيين كما يصف النظام السوريين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة، حيث ولدت شام وكبُرتْ!.

ينسب النظام السوري أي إنجاز يتعلق بالسوريين إلى نفسه، وهذا ما حاول فعله مع الطفلة شام، إذ نشر المذيع الموالي للنظام، نزار الفرا،  على صفحته الشخصية على “فيسبوك“، مدعياً، نقلاً عن مصادر خاصة، أن “الحكومة السورية” ما زالت تحاول، عبر قنوات عدة ووساطة روسية وإماراتية، إقناع السلطات التركية بتسليم الطفلة السورية شام وشقيقها إلى الجهات الصحية السورية (وكأن شام محتجزة هناك!)، لإرسالهما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للعلاج، لكن الجهة التركية رفضت تسليم الطفلة أو حتى إرسالها إلى الإمارات مباشرة لتلقّي العلاج. 

يكشف الاطّلاع على المواقع الإخبارية الإماراتية، غياب أي ذكر لمساعٍ من النظام أو حتى روسيا لإخراج شام من تركيا، إذ ذكرت الوكالات الإماراتية أن شام وعمر وصلا الى الإمارات بتوجيهات من الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، والرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي، الشيخة فاطمة بنت مبارك. 

وقال أحد أقرباء شام، ويُدعى بشار عليق، الذي سافر وعدد من أفراد العائلة معها إلى الإمارات، إنهم كانوا يريدون نقل شام بأسرع وقت إلى الخارج بهدف علاجها، وقدموا طلبات عدة في سبيل ذلك، ليأتي الرد من الإمارات، إذ جاء القنصل الإماراتي إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل، وأكد لهم أن كل شيء جاهز لنقل شام وشقيقها وأسرتها إلى الإمارات لتلقّي العلاج.

يشير عليق إلى توفير الهلال الأحمر الإماراتي طائرة خاصة لنقلهم الى مستشفى برجيل في الإمارات، ولم يتحدث عن أي صعوبات واجهتهم عند نقل شام، كما أن إدارة جمعية “عطاء” التي رافقت الطفلة من مستشفى “شهير أضنة” إلى مستشفى اسطنبول، قالت إن الطفلة نُقلت إلى الإمارات بعد تواصل قنصليتها مع والد شام، وتركت السلطات التركية الأمر لوالدها الذي وافق على نقلها ونقل العائلة كاملة إلى الإمارات لاستكمال علاج شام وأخيها عمر في المستشفيات هناك، ما يؤكد غياب أي دور قامت به حكومة النظام السوري، الذي حذف رئيسه اسم إدلب من خطابه عقب الزلزال.

الخوذ البيضاء ليسوا إرهابيين

لم يوفر النظام السوري مناسبة لتلفيق الأكاذيب حول  الخوذ البيضاء، الذين اتُّهموا بالإرهاب وفبركة عمليات الإنقاذ في السنوات الماضية، لكن الواضح أن نظام الأسد، ولو كان في هذا الوصف جائراً، يريد الاستفادة من أي نجاة أو نجاح سوري، وكأنّه يلاحق الترند، إلى حد ادعائه الاهتمام بحياة شام، بغض النظر عن قتله ما لا يقل عن 22981 طفلاً في سوريا منذ آذار/ مارس 2011، بينهم 190 بسبب التعذيب، بالإضافة الى 5199 طفلاً ما زالوا معتقلين أو مختفين قسراً بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 لا يستطيع النظام السوري اليوم تكذيب إنقاذ الخوذ البيضاء لشام وعائلتها، فهذا  اعتراف أُرغِم عليه، في سبيل تبييض صورته أمام العالم، وهو في الوقت ذاته امتداد لاستراتيجيّة أسماء الأسد التي تسعى الى تقديم نفسها كراعية للضحايا ومُصابي الجيش السوري، بأسلوب وصل حد البروباغاندا، فـ”الضحايا” يتم اختيارهم بعناية، أسماء الأسد ذات قلب ويدين مفتوحة لفئة محددة فقط، أما باقي السوريين فلا مكان لهم سوى الحطام والتهديد بالموت.

شام وعائلتها ضحايا لنظام الأسد أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً، الذي تقاعس عن تقديم المساعدة الكافية لحماية شام من مواجهة قاتلة شعبها في مكالمة فيديو، تتودد فيها بطريقة مبتذلة ومكشوفة، في حوار قلما يتكرر بهذه الطريقة الفجّة بين القاتل والضحية، بين شام التي تحمل اسم البلاد التي دمرها نظام الأسد وبين زوجة رأس هذا النظام.