fbpx

اللاذقية تسأل عشيّة الضربات: أين الروس؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ليل الإثنين الفائت، اشتعلت سماء الساحل السوري، وبات سكان مدينتي جبلة واللاذقية على الشرفات، وهم يشاهدون اشتعال السماء بأضواء الصواريخ القادمة من البحر. أصوات الانفجارات والأضواء المنبعثة من الانفجارات جعل الكل في ترقبٍ لما يحدث.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اللاذقية- سوريا 

ليل الإثنين الفائت، اشتعلت سماء الساحل السوري، وبات سكان مدينتي جبلة واللاذقية على الشرفات، وهم يشاهدون اشتعال السماء بأضواء الصواريخ القادمة من البحر. أصوات الانفجارات والأضواء المنبعثة من الانفجارات جعل الكل في ترقبٍ لما يحدث.

للمرة الأولى ترتج بيوت مدينة اللاذقية بكل هذا الصخب، ووصل صوت انفجار كبير وتردداته إلى كل حجرة في المدينة. أغلقت الشوارع بعدما ازدحمت بالهاربين إلى منازلهم، ووقعت حوادث سير متلاحقة جراء السرعة والخوف، والجميع يسأل ماذا يفعل الروس إذاً؟ هل إسرائيل تقصف الساحل؟

حجم الانفجارات خلف ذهولا، الصفحات الاجتماعية التابعة للمنظمة الأمنية للنظام السوري سُمح لها بالقول سريعاً بأن الاعتداء إسرائيلي المصدر، لكن الخبر الأول الذي وصل للجميع، كان أن الدفاعات الجوية السورية تتصدى للاعتداء الإسرائيلي، ثم كان اعتراف بأن “العدو” الإسرائيلي قد أصاب أهدافاً أرادها.

دلالة ضرب الساحل لن تكون سهلة أبداً على النظام، والذي يدافع حتى الآن وبعد مرور ساعات طويلة على العدوان، عن انتصاره، وإذ تبدو رواية الانتصار الرواية الوحيدة التي يرددها، يبدو أنه فقد سطوته الإعلامية والتعبوية

هنا تظهر ازدواجية تعاطي النظام السوري، فهو يؤكد مثلاً قدرات دفاعاته الجوية، وذلك للدفاع المبطن عن الوجود الروسي، الذي لا يدافع عن النظام اذا ما استهدف من إسرائيل بالتحديد، ما يجعله دوماً في حرجٍ أمام الموالين له في الداخل أو في الإقليم. ولم تسلم صفحات النظام الرسمية والهامشية الداعمة له من النقد الفوري والاستهزاء بالوجود الروسي، ما يجعل النظام في كل مرة أمام أزمة تعبوية وسياسية. النظام لم يكذب في شأن دفاعاته الجوية، إذ أكد مصدر لـ”درج” أن الدفاعات الجوية السورية فتحت ذخيرتها الدفاعية والجوية لأكثر من ساعة كاملة على الصواريخ المعادية والأجسام الغريبة التي أتت من البحر، وقد شاهد السكان بأم العين الأجسام وقيل إن ما أطلق عليها النظام عشرات الصواريخ لم تكن سوى أجسام رمتها الطائرات الإسرائيلية لإيهام منظومة الدفاع الجوي السوري أثناء سير العملية، بخاصة أن الادعاء بأن فرقاطة فرنسية شاركت بالقصف الصاروخي قد نفته فرنسا. وأخبرنا المصدر، بأن الدفاعات الجوية السورية لم تصب سوى أهداف وهمية، وأن النظام فقد  أكثر من 25 عسكرياً في العملية التي نفذتها إسرائيل، وهو لم يُخطر من القاعدة الروسية بأي معلومة تفيد ببدء دخول الطائرات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي السوري، لا بل رفضت القاعدة التواصل مع النظام عسكرياً أثناء الهجوم.

استهدفت الطائرات الإسرائيلية في الضربة الأولى مؤسسة الصناعات التقنية في اللاذقية، والتي وفق المصادر حولها النظام مركز اً صغيراً بديلاً للعمليات البحثية العسكرية بعد تكرار استهداف مراكز البحوث الأساسية. والضربة الثانية أصابت مخزناً عسكرياً في قرية ذاما- قضاء مدينة جبلة. وهذا دلالة على أن النظام يحاول تكتيكياً نقل مستودعات أسلحته وعتاده من الداخل السوري إلى الساحل.  لكن دلالة ضرب الساحل لن تكون سهلة أبداً على النظام، والذي يدافع حتى الآن وبعد مرور ساعات طويلة على العدوان، عن انتصاره، وإذ تبدو رواية الانتصار الرواية الوحيدة التي يرددها، يبدو أنه فقد سطوته الإعلامية والتعبوية، حيث ارتفعت قيمة الدولار صباح الثلثاء 15 ليرة سورية، وتردد السكان في النزول إلى الشوارع، وعادت أجواء انعدام الثقة بالنظام وبالروس من ورائه، حيث “العدو” الموحد للسوريين يضرب النظام في عقر داره ودار مواليه وداعميه الأكثر وضوحاً.

وبدأت الضربات أثناء عقد اتفاق تركي- روسي ينهي عن اجتياح ادلب عسكرياً، في ظل عدم وجود ممثل للنظام أثناء عقد الاتفاق. وفقد النظام وفق هذا الاتفاق عمقاً استراتيجياً برياً، وذلك بإنشاء منطقة منزوعة السلاح مسافتها 20 كيلو متراً من الأراضي السورية.

بالاضافة الى ذلك، فإن إسقاط النظام السوري بالمنظومة الدفاعية طائرة روسية بالخطأ، والتي ظُن في بداية الأمر أنها إسرائيلية، جعل أهالي جبلة يحتفلون بالنصر، ومرت ساعات حتى اكتشفوا أنها طائرة روسية أسقطها النظام بالخطأ. هذه الشهوة المعلقة لقهر إسرائيل تتلاشى عند السكان. ويترافق ذلك مع تزايد شعورهم بأن الروس لن يفعلوا شيئاً للنظام، لا بل أن بيان الروس الذي صدر على لسان قناة “روسيا اليوم”، كشف أن الروس عرفوا بالعملية الإسرائيلية قبل حصولها.

الضربة الإسرائيلية الأولى للساحل ستكون لها أصداء واسعة لدى السكان، إذ اعتاد السوريون على تكرار اسرائيل ضرباتها وعدم اكتفائها بضربة واحدة. ولم تعد قاعدة حميميم تعني شيئاً للدفاع عنهم.

إقرأ أيضاً:

قصّة أم قتيلين سوريَّين… الأوّل مع الثورة والثاني مع النظام

المرسوم رقم 10: انتقام النظام السوري من الديمغرافيا