fbpx

اليمن: أمطار حمضية في عبس تهدد الإنسان والبيئة 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مطر أسود هطل على مناطق يمنية أثار قلقاً من مسبباته وتداعياته البيئية. هذا التحقيق يشرح ما حصل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مساء 23 آذار/ مارس 2022 بلا ميعاد ولا مقدمات ولا مؤشرات بدأت تهطل زخات من المطر على مديرية عبس في محافظة حجة- اليمن، لكنه كان مطراً من نوع آخر، المطر الحمضي (الأسود). المشهد أرعب  الأهالي إذ إنهم لم يعهدوا ذلك ولم يشاهدوه مدى حياتهم.

هطل المطر الحمضي على أجزاء واسعة من الساحل التهامي، إلا أنه هطل بكميات كبيرة على مديرية عبس، وتعرف الباحثة دعاء نجار، المطر الحمضي أو الترسب الحمضي Acid Rain بأنه “مصطلح واسع يشمل أي شكل من أشكال الترسبات التي تسقط على سطح الأرض من الغلاف الجوي وتحتوي على مكونات حمضيّة؛ كأحماض الكبريتيك والنيتريك، بأشكالها الرطبة والجافة، إذ يصل الرقم الهيدروجيني للأمطار في الأوضاع الطبيعية إلى 5.6، بينما يتراوح الرقم الهيدروجيني للأمطار الحمضيّة ما بين 4.2 و4.4، ما يعني أنَّها حمضية نوعاً ماً؛ لأنَّ ثاني أوكسيد الكربون يذوب في مياه الأمطار مُنتجاً حمض الكربونيك الضعيف”.

مديرية عبس

مديرية عبس هي أكبر مديريات محافظة حجة، تبلع مساحتها 285.90 كلم2، وعدد سكانها حوالى 133824 نسمة بحسب آخر تعداد سكاني عام 2014، والآن العدد زاد بعد عملية النزوح من المديريات المجاورة لها بسبب الحرب. وعبس مديرية زراعية بامتياز، إذ تشتهر بالذرة الحمراء والبيضاء، الدخان، السمسم، المانجو، الحبحب، الموز، الليمون، عنب الفلفل، البطيخ، والشمام ولديها ساحل على البحر الأحمر. 

مباشرة وفي ظل هطول المطر سارع فرع هيئة حماية البيئة بمديرية عبس بقيادة المهندس خالد مخرب في جمع عينات من المطر وإرسالها إلى الفرع بحجة ليتم فحصه وطمأنة المواطنين وتوعيتهم بهذه الظاهرة.

يرجع تكوّن الأمطار الحمضيّة إلى أسباب عدة تشمل الأنشطة الطبيعية كالبراكين، والنباتات المُتحلّلة، إضافة إلى الأنشطة البشرية، فوِفقاً لوكالة حماية البيئة EPA، تبيّن أنَّ أهم أسباب تكوّن الأمطار الحمضيّة ترجع إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOX) الناتجة عن محطّات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري ومصافي تكرير النفط والمركبات، كما أنَّ ثُلث انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، إضافة إلى ربع انبعاثات أكاسيد النيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي ناتجة عن مولّدات الطاقة المُستخدَمة لإنتاج الكهرباء، فعند تحرير هذه الغازات في الغلاف الجوي وذوبانها في بخار الماء يَنتج عنها حمض الكبريتيك H2SO4 وحمض النيتريك HNO3، وبرغم نشوء غازات الأمطار الحمضيّة فوق المناطق الصناعية في المناطق الحضريّة، إلا أنّه قد يلحق الضرر بالمناطق الريفية؛ فغالباً ما تنتقل الغازات لمئات الأميال في الغلاف الجويّ عبر الرياح.

الدكتور عبدالقادر الخراز – أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بكلية علوم البحار والبيئة بجامعة الحديدة يرجع ذلك إلى أن” الأمطار الحمضية هي ظاهرة تنتج عن مركبات أو أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت، والتي هي ناتجة أساساً عن الأنشطة البشرية سواء في محطات الطاقة الكهربائية وانبعاثاتها، أو حتى بسبب اشتعال آبار النفط أو إحتراق الهيدروكربونات النفطية وانتقالها في الهواء، وبالتالي هذه الملوثات أو الترسبات تنتقل مع الهواء وعند هطول الأمطار تتشكل أمطار حمضية نتيجة اختلاطها بهذه المركبات، فتسقط على شكل أمطار ولها ألوان مختلفة”.

ويستشهد الخراز في ذلك بأمثلة منها “احتراق آبار النفط في حرب الخليج الأولى عام 1991، عندما احترقت الآبار النفطية الكويتية وانتقلت هذه الملوثات وتسببت في أمطار حمضية في اليمن آنذاك”.

بينما يرى بسام الغفوري، باحث دكتوراة وعضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة” أسباب ما حدث في تقديري هو السحابة الدخانية الناتجة من حريق خزانات أرامكو في جدة وبعض المنشآت في صامطة وجيزان.

وسأحاول برهنة ذلك بتسلسل الأحداث على النحو الآتي:
– 25 آذار 2022 عند الخامسة والنصف مساء تم قصف أرامكو وتصاعدت سحابة دخانية سوداء استمرت نحو 24 ساعة وكانت السحابة متحركة مع حركة الرياح.
– 26 آذار 2022، بدأ تشكل غيوم سود فاتحة من وقت الظهر ومع مرور الوقت ازدادت سواداً، وبلغت ذروتها عند الخامسة مساء، إذ غطت سماء مديرية عبس سحابة سوداء قاتمة أرعبت المواطنين ثم أفرغت حمولتها على هيئة أمطار داكنة سوداء.

عند النظر إلى المسافة من خزانات أرامكو إلى عبس نجد أن المسافة تقريباً تصل إلى 850 كيلومتراً، وبالتالي فإن رياحاً بسرعة 40 – 35 كيلومتراً في الساعة، أي أقل من 12- 10 متراً في الثانية، تستطيع أن تقطع هذه المسافة خلال أقل من 24 ساعة وهي المدة الزمنية بين انفجار أرامكو وهطول المطر، إذ إنها سرعة طبيعية للرياح. 

ويضيف الباحث الغفوري، “ما يعزز هذا الأمر هو أن تكون الرياح في جدة شمالية غربية أو شمالية بحيث تتجه سحابة الدخان ناحية الأراضي اليمنية وأيضاً تكون الرياح في عبس شمالية غربية، وتحليل العينات التي تم جمعها سيؤكد هذه الفرضية.
في حالة واحدة فقط إذا كان اتجاه الرياح في جدة جنوبياً او جنوبياً غربياً يومي 25 و 26 فإن كل ما سبق لا أساس له، وهذا ما لم يحدث”.

المهندس محيي الدين قاطن، نائب مدير عام فرع حماية البيئة في محافظة حجة يرى أن “المطر الحمضي في مديرية عبس هطل لأسباب طبيعية وبشرية وليس بسبب احتراق منشأت أرامكو في جدة وصامطة بالسعودية بعد ضربها يوم 25 آذار 2022، وأن المسافة ما بين مديرية عبس ومصافي أرامكو تبلغ 750 كلم2، مع العلم أن أدخنة الحريق بلغ مداها في المصافي أكثر من 50 كلم2، وفق خرائط وكالة “ناسا” المرفقة.

من جانب آخر، يرى خالد سليمان صحافي وكاتب عراقي متخصص بالبيئة والمناخ ومؤلف دليل “بريد المناخ”، “بخصوص أسباب هطول مطر أسود فبحسب علمي لم يحدث في اليمن والمناطق التي تجمعت فيها السحب الناتجة عن قصف أرامكو، وبرغم ذلك على العلماء والمراكز العلمية تحديد الأسباب”. ويضيف: “الأمطار الملونة، لها أسباب تتعلق بتلوث الهواء في الجو بالدرجة الأولى، على سبيل المثال هطل مطر ممزوج بالطين والتراب في العراق في الأيام والأسابيع الأخيرة جراء عاصفة ترابية قوية ضربت البلد. تالياً، يعرف الجميع ومن دون العودة الى بيانات علمية أن السبب هو هواء ملوث في الجو، ارتفعت فيه كثافة التراب والأجسام الدقيقة. وبما أن السحب الدخانية أو السحب الترابية قادرة على امتصاص رطوبة الجو، فليس غريباً أن تتحول الى زخات مطرية”.

إقرأوا أيضاً:

الأضرار

تتأثر البيئة من الأمطار الحمضية فالأشجار والتربة مثلاً تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات، وتضعف قدرتها على تحمل سوء الظروف الجوية. كما تتقلص الطبقة الشمعية التي تغطي الأوراق ما يؤدي إلى إتلافها، فتعجز النباتات عن القيام بعملية البناء الضوئي بالشكل الصحيح. 

هذا إضافة إلى إذابة العناصر الغذائية والمعادن الموجودة في التربة، ما يؤثر في نمو النباتات، ويؤدي هذا الأمر إلى فقدان بعض العناصر الغذائية من التربة مثل الكالسيوم، إلى جانب إطلاق المواد السامة، الألمنيوم، من التربة، ما يجعل عملية امتصاص المياه أكثر صعوبة على النباتات. كما أن الأمطار الناتجة عن سحب دخانية، تحدث جراء عوامل غير مناخية، أي أنها مرتبطة بشكل مباشر بالعوامل البشرية”.

الدكتور عبدالقادر الخراز يقول إن “للأمطار الحمضية آثاراً مدمرة على البيئة والإنسان، وأضراراً كبيرة على النباتات، وتدمير كامل للمناطق الزراعية والغابات وهلاكها بالكامل والتربة، تؤثر في الكائنات الحية سواء الحيوان أو الإنسان، وتنشر أمراضاً لا سيما الأمراض الجلدية”.

الصحافي خالد سليمان يؤكد أن “للأمطار الممزوجة بتلوث الجو أضراراً كبيرة على الغطاء النباتي من جانب والمياه الجوفية من جانب آخر، ناهيك بالأضرار المباشرة على خزانات المياه التي يستخدمها السكان لأغراض الشرب والطعام والاستخدام المنزلي”. 

وقد شكا مواطنون يمنيون من كيف غطى المطر الأسود خزانات المياه، ولا يعرف أحد إن امتزجت زخات المطر بتلك المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي أم لا، وذلك بسبب غياب المؤسسات المعنية”.

إقرأوا أيضاً:

رمزي البشراوي- صحفي تونسي | 09.11.2024

حتى الفيلة لم يعد لها مكان في تونس!

اضطرت إدارة حديقة "فريڨيا" للحيوانات في تونس إلى نقل 3 فيلة إلى الهند كونها بحاجة إلى "رعاية متخصصة لدعم سلامتها الجسدية والنفسية". يبدو أن جبروت النظام التونسي وسطوته تجاوزا البشر وامتدّا إلى الحيوان، وفي انتظار أن يصلا إلى النبات قريباً، كل شيء حي في هذه البلاد مهدد بالاضطهاد والتنكيل إذا لم يصفق للزعيم ويهلل له!
20.04.2022
زمن القراءة: 5 minutes

مطر أسود هطل على مناطق يمنية أثار قلقاً من مسبباته وتداعياته البيئية. هذا التحقيق يشرح ما حصل.

مساء 23 آذار/ مارس 2022 بلا ميعاد ولا مقدمات ولا مؤشرات بدأت تهطل زخات من المطر على مديرية عبس في محافظة حجة- اليمن، لكنه كان مطراً من نوع آخر، المطر الحمضي (الأسود). المشهد أرعب  الأهالي إذ إنهم لم يعهدوا ذلك ولم يشاهدوه مدى حياتهم.

هطل المطر الحمضي على أجزاء واسعة من الساحل التهامي، إلا أنه هطل بكميات كبيرة على مديرية عبس، وتعرف الباحثة دعاء نجار، المطر الحمضي أو الترسب الحمضي Acid Rain بأنه “مصطلح واسع يشمل أي شكل من أشكال الترسبات التي تسقط على سطح الأرض من الغلاف الجوي وتحتوي على مكونات حمضيّة؛ كأحماض الكبريتيك والنيتريك، بأشكالها الرطبة والجافة، إذ يصل الرقم الهيدروجيني للأمطار في الأوضاع الطبيعية إلى 5.6، بينما يتراوح الرقم الهيدروجيني للأمطار الحمضيّة ما بين 4.2 و4.4، ما يعني أنَّها حمضية نوعاً ماً؛ لأنَّ ثاني أوكسيد الكربون يذوب في مياه الأمطار مُنتجاً حمض الكربونيك الضعيف”.

مديرية عبس

مديرية عبس هي أكبر مديريات محافظة حجة، تبلع مساحتها 285.90 كلم2، وعدد سكانها حوالى 133824 نسمة بحسب آخر تعداد سكاني عام 2014، والآن العدد زاد بعد عملية النزوح من المديريات المجاورة لها بسبب الحرب. وعبس مديرية زراعية بامتياز، إذ تشتهر بالذرة الحمراء والبيضاء، الدخان، السمسم، المانجو، الحبحب، الموز، الليمون، عنب الفلفل، البطيخ، والشمام ولديها ساحل على البحر الأحمر. 

مباشرة وفي ظل هطول المطر سارع فرع هيئة حماية البيئة بمديرية عبس بقيادة المهندس خالد مخرب في جمع عينات من المطر وإرسالها إلى الفرع بحجة ليتم فحصه وطمأنة المواطنين وتوعيتهم بهذه الظاهرة.

يرجع تكوّن الأمطار الحمضيّة إلى أسباب عدة تشمل الأنشطة الطبيعية كالبراكين، والنباتات المُتحلّلة، إضافة إلى الأنشطة البشرية، فوِفقاً لوكالة حماية البيئة EPA، تبيّن أنَّ أهم أسباب تكوّن الأمطار الحمضيّة ترجع إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOX) الناتجة عن محطّات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري ومصافي تكرير النفط والمركبات، كما أنَّ ثُلث انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، إضافة إلى ربع انبعاثات أكاسيد النيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي ناتجة عن مولّدات الطاقة المُستخدَمة لإنتاج الكهرباء، فعند تحرير هذه الغازات في الغلاف الجوي وذوبانها في بخار الماء يَنتج عنها حمض الكبريتيك H2SO4 وحمض النيتريك HNO3، وبرغم نشوء غازات الأمطار الحمضيّة فوق المناطق الصناعية في المناطق الحضريّة، إلا أنّه قد يلحق الضرر بالمناطق الريفية؛ فغالباً ما تنتقل الغازات لمئات الأميال في الغلاف الجويّ عبر الرياح.

الدكتور عبدالقادر الخراز – أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بكلية علوم البحار والبيئة بجامعة الحديدة يرجع ذلك إلى أن” الأمطار الحمضية هي ظاهرة تنتج عن مركبات أو أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت، والتي هي ناتجة أساساً عن الأنشطة البشرية سواء في محطات الطاقة الكهربائية وانبعاثاتها، أو حتى بسبب اشتعال آبار النفط أو إحتراق الهيدروكربونات النفطية وانتقالها في الهواء، وبالتالي هذه الملوثات أو الترسبات تنتقل مع الهواء وعند هطول الأمطار تتشكل أمطار حمضية نتيجة اختلاطها بهذه المركبات، فتسقط على شكل أمطار ولها ألوان مختلفة”.

ويستشهد الخراز في ذلك بأمثلة منها “احتراق آبار النفط في حرب الخليج الأولى عام 1991، عندما احترقت الآبار النفطية الكويتية وانتقلت هذه الملوثات وتسببت في أمطار حمضية في اليمن آنذاك”.

بينما يرى بسام الغفوري، باحث دكتوراة وعضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة” أسباب ما حدث في تقديري هو السحابة الدخانية الناتجة من حريق خزانات أرامكو في جدة وبعض المنشآت في صامطة وجيزان.

وسأحاول برهنة ذلك بتسلسل الأحداث على النحو الآتي:
– 25 آذار 2022 عند الخامسة والنصف مساء تم قصف أرامكو وتصاعدت سحابة دخانية سوداء استمرت نحو 24 ساعة وكانت السحابة متحركة مع حركة الرياح.
– 26 آذار 2022، بدأ تشكل غيوم سود فاتحة من وقت الظهر ومع مرور الوقت ازدادت سواداً، وبلغت ذروتها عند الخامسة مساء، إذ غطت سماء مديرية عبس سحابة سوداء قاتمة أرعبت المواطنين ثم أفرغت حمولتها على هيئة أمطار داكنة سوداء.

عند النظر إلى المسافة من خزانات أرامكو إلى عبس نجد أن المسافة تقريباً تصل إلى 850 كيلومتراً، وبالتالي فإن رياحاً بسرعة 40 – 35 كيلومتراً في الساعة، أي أقل من 12- 10 متراً في الثانية، تستطيع أن تقطع هذه المسافة خلال أقل من 24 ساعة وهي المدة الزمنية بين انفجار أرامكو وهطول المطر، إذ إنها سرعة طبيعية للرياح. 

ويضيف الباحث الغفوري، “ما يعزز هذا الأمر هو أن تكون الرياح في جدة شمالية غربية أو شمالية بحيث تتجه سحابة الدخان ناحية الأراضي اليمنية وأيضاً تكون الرياح في عبس شمالية غربية، وتحليل العينات التي تم جمعها سيؤكد هذه الفرضية.
في حالة واحدة فقط إذا كان اتجاه الرياح في جدة جنوبياً او جنوبياً غربياً يومي 25 و 26 فإن كل ما سبق لا أساس له، وهذا ما لم يحدث”.

المهندس محيي الدين قاطن، نائب مدير عام فرع حماية البيئة في محافظة حجة يرى أن “المطر الحمضي في مديرية عبس هطل لأسباب طبيعية وبشرية وليس بسبب احتراق منشأت أرامكو في جدة وصامطة بالسعودية بعد ضربها يوم 25 آذار 2022، وأن المسافة ما بين مديرية عبس ومصافي أرامكو تبلغ 750 كلم2، مع العلم أن أدخنة الحريق بلغ مداها في المصافي أكثر من 50 كلم2، وفق خرائط وكالة “ناسا” المرفقة.

من جانب آخر، يرى خالد سليمان صحافي وكاتب عراقي متخصص بالبيئة والمناخ ومؤلف دليل “بريد المناخ”، “بخصوص أسباب هطول مطر أسود فبحسب علمي لم يحدث في اليمن والمناطق التي تجمعت فيها السحب الناتجة عن قصف أرامكو، وبرغم ذلك على العلماء والمراكز العلمية تحديد الأسباب”. ويضيف: “الأمطار الملونة، لها أسباب تتعلق بتلوث الهواء في الجو بالدرجة الأولى، على سبيل المثال هطل مطر ممزوج بالطين والتراب في العراق في الأيام والأسابيع الأخيرة جراء عاصفة ترابية قوية ضربت البلد. تالياً، يعرف الجميع ومن دون العودة الى بيانات علمية أن السبب هو هواء ملوث في الجو، ارتفعت فيه كثافة التراب والأجسام الدقيقة. وبما أن السحب الدخانية أو السحب الترابية قادرة على امتصاص رطوبة الجو، فليس غريباً أن تتحول الى زخات مطرية”.

إقرأوا أيضاً:

الأضرار

تتأثر البيئة من الأمطار الحمضية فالأشجار والتربة مثلاً تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات، وتضعف قدرتها على تحمل سوء الظروف الجوية. كما تتقلص الطبقة الشمعية التي تغطي الأوراق ما يؤدي إلى إتلافها، فتعجز النباتات عن القيام بعملية البناء الضوئي بالشكل الصحيح. 

هذا إضافة إلى إذابة العناصر الغذائية والمعادن الموجودة في التربة، ما يؤثر في نمو النباتات، ويؤدي هذا الأمر إلى فقدان بعض العناصر الغذائية من التربة مثل الكالسيوم، إلى جانب إطلاق المواد السامة، الألمنيوم، من التربة، ما يجعل عملية امتصاص المياه أكثر صعوبة على النباتات. كما أن الأمطار الناتجة عن سحب دخانية، تحدث جراء عوامل غير مناخية، أي أنها مرتبطة بشكل مباشر بالعوامل البشرية”.

الدكتور عبدالقادر الخراز يقول إن “للأمطار الحمضية آثاراً مدمرة على البيئة والإنسان، وأضراراً كبيرة على النباتات، وتدمير كامل للمناطق الزراعية والغابات وهلاكها بالكامل والتربة، تؤثر في الكائنات الحية سواء الحيوان أو الإنسان، وتنشر أمراضاً لا سيما الأمراض الجلدية”.

الصحافي خالد سليمان يؤكد أن “للأمطار الممزوجة بتلوث الجو أضراراً كبيرة على الغطاء النباتي من جانب والمياه الجوفية من جانب آخر، ناهيك بالأضرار المباشرة على خزانات المياه التي يستخدمها السكان لأغراض الشرب والطعام والاستخدام المنزلي”. 

وقد شكا مواطنون يمنيون من كيف غطى المطر الأسود خزانات المياه، ولا يعرف أحد إن امتزجت زخات المطر بتلك المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي أم لا، وذلك بسبب غياب المؤسسات المعنية”.

إقرأوا أيضاً: