fbpx

حريق مخيم “شاريا” يعيد “إشعال” قضية سنجار: متى العودة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حريق مخيم اللاجئين الايزيديين في كردستان أعاد إحياء قضية النازحين الذين لم يتمكنوا بعد من العودة الى سنجار بسبب خلافات بغداد وإربيل ونفوذ جماعات مسلحة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أمام ما تبقى من خيمته التي التهمتها النيران، يحني علي رأسه للأسفل ماسحاً دموعه ويقول:  “ماذا فعلنا ليحصل معنا كل هذا؟”. 

كانت هذه الخيمة آخر سقف يؤوي علي مع عائلته بعد نزوحه مع غيره من إزيديين إلى مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين في محافظة دهوك في كردستان. سبع سنوات من التشرد عاشها علي، والنيران تلاحقه، حتى أتت على خيمته: “الجيد أننا لم نخسر أرواحنا بعد”.

الحريق نشب في المخيم وأتى على مئات الخيم، وشرّد مئات الإيزيديين الذين غادروا مدينة سنجار في العام 2014 هرباً من نيران تنظيم “داعش” الذي احتل المنطقة وقتل وخطف آلاف الأيزيديين والايزيديات.

محافظ دهوك علي تتر يكشف لـ”درج” عن حجم الخسائر، ويقول إن 370 خيمة تعود لـ184 عائلة، ويعيش فيها 994 شخصاً، تحولت إلى رماد: “التهمت النيران جميع مقتنياتهم المادية وحتى أوراقهم ومستنداتهم الشخصية”. ويؤكد المحافظ انه سيبذل الجهود كافة لتزويد العائلات المتضررة بما تحتاجه من مأكل وملبس ومأوى.

مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قالت انه نتج عن الحريق حرق 400 خيمة وقالت في بيان: “نحن نعمل مع السلطات وكافة الشركاء لتحديد الاحتياجات وطرق الاستجابة الانسب للعائلات المتضررة. ونستمر بالعمل مع السلطات وسكان المخيم من اجل ايجاد طرق لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”. 

إقرأوا أيضاً:

الحكومة المحلية في محافظة دهوك سارعت إلى إقالة مدير المخيم من منصبه؛ على خلفية الحريق. 

نوري عيسى وهو صحافي إيزيدي مقيم في المخيم المحترق، لفت الى وجود 15217 شخص في المخيم، موزعين على 2970 عائلة، “26 شخصاً تعرضوا لضيق في التنفس وحروق طفيفة، تلقى 20 منهم العلاج داخل المخيم. 

عن أسباب الحريق، يقول عيسى انه “نشب نتيجة تماس كهربائي والتهم عدداً كبيراً من الخيم في غضون ساعة بسبب عدم وجود مسافات بينها، وتواجد مواد داخلها مثل النفط الابيض والقناني مما يساعد على الاشتعال في ظل تأخر وصول الدفاع المدني”، محملاً الادارة والحكومة المسؤولية الكاملة عن عما حدث: “ليس هناك مبرر لعدم تواجد اطفائيات صالحة في المخيم”.

معظم هؤلاء القاطنين في المخيم لم يعودوا الى ديارهم بعد اندحار داعش بسبب تعقيدات سياسية ومذهبية وعرقية. يطالب سكان المخيم المتضررون الحكومة العراقية بحل المسائل العالقة مع حكومة اقليم كردستان، “التي تعد سبباً رئيسياً في عدم عودتنا إلى مناطقنا في سنجار”، كما يقول علي، الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، وهو لا يخفي خوفه من العودة في ظل وجود مشاكل سياسية وعسكرية ودولية على سنجار. ويرى أن العودة تحتاج إلى استقرار أمني واعادة إعمار المدينة المنكوبة: “لا يزال بيتي هناك مهدماً. والآن احترقت خيمتي”. 

نادية مراد الناشطة الايزيدية الحاصلة على نوبل للسلام تقول إن الايزيديين لازالوا محتجزين في المخيمات كرهائن بسبب الخلافات السياسية بين بغداد واربيل بالإضافة إلى وجود مجموعات مسلحة في سنجار تمنع عودة النازحين الإيزيديين بشكل آمن ودائم. 

وعبّرت مراد عن حزنها وقالت إنها محطمة لرؤية العوائل الايزيدية تفقد مأواها بسبب هذا الحريق الذي نشب في مخيم شاريا للنازحين الايزيديين ودعت الى ارسال دعم ملموس للعوائل المتضررة وليس التعاطف فقط. 

بدورها تعرب خالدة خليل، وهي نائبة عن المكون الايزيدي في البرلمان الكردي، عن أسفها الشديد لاحتراق عدد كبير من الخيم في المخيم الذي “يفتقر لأدنى شروط الصحة والسلامة”، مطالبة بـ”إتخاذ خطوات سريعة للوصول الى حلول دائمة تفضي الى عودة النازحين الى ديارهم والعمل على تنفيذ بنود اتفاقية سنجار التي تؤكد على عودة النازحين واستتباب الأمن وإعمار المدينة”. مشيرة إلى أن “الحكومة العراقية ملزمة بالحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم ويتوجب عليها وقف هذه المعاناة المستمرة منذ سبعة أعوام”.

ويرى مراد اسماعيل وهو ناشط سياسي من سنجار خلال حديثه لـ”درج”، أن الوضعين الامني والاداري لا يزالان مربكان لدرجة كبيرة، وهما السببان الرئيسان لمنع العودة. كما أن الواقع الاقتصادي المزري وتدمير البنى التحتية، وعدم اعادة اعمار سنجار، بالاضافة الى شعور الايزيديين بعدم تحقيق العدالة، من العوامل الرئيسية لتأخّر العودة ايضاً.

هذه القضية للأسف، لم تصبح أولوية عراقية، كما انها ليست اولوية لاقليم كردستان يؤكد إسماعيل، ويرى ان الحل لضمان عودة آمنة للنازحين “يكمن في تطويع 10 آلاف عنصر في الشرطة المحلية من أهل القضاء وأن يتم احتواء الفصائل المسلحة المختلفة وإبعاد المنطقة عن الصراعات السياسية المحلية والدولية”.

من جهتها؛ حمّلت “مفوضية حقوق الإنسان” في العراق الحكومة العراقية مسؤولية بقاء النازحين في المخيمات حتى الآن. ودعا عضو المفوضية فاضل الغراوي وزارة الهجرة والمهجّرين، إلى غلق كافة المخيمات وتأمين متطلبات العودة الطوعية للنازحين، وإنهاء معاناتهم الإنسانية في هذه المخيمات. وتفقدت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو المخيم المنكوب، وقالت إن “عودة النازحين الطوعية الى مناطقهم مازال مطلبنا الرئيسي بعد تهيئة كافة الظروف من بنى تحتية واعادة اعمار مناطقهم وبيوتهم المهدمة، فضلا عن اهمية التأكيد على تنفيذ اتفاقية سنجار والايعاز للوزارات المعنية بأخذ دورها في اعادة الاستقرار للمناطق المهجّرة”. 

إقرأوا أيضاً:

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 11.10.2024

ضغط عسكري على الشمال ومجازر في جنوبه… عدوان “إسرائيل” في غزة لا يتوقّف

يمارس الجيش الإسرائيلي ضغطاً عسكرياً على سكان المخيم بهدف دفعهم إلى النزوح لجنوب القطاع، تنفيذاً لما يُعرف بخطة "الجنرالات" التي وضعها اللواء الإسرائيلي المتقاعد غيورا إيلاند، والهادفة إلى إجلاء المدنيين بعد حصار محكم.
06.06.2021
زمن القراءة: 4 minutes

حريق مخيم اللاجئين الايزيديين في كردستان أعاد إحياء قضية النازحين الذين لم يتمكنوا بعد من العودة الى سنجار بسبب خلافات بغداد وإربيل ونفوذ جماعات مسلحة…

أمام ما تبقى من خيمته التي التهمتها النيران، يحني علي رأسه للأسفل ماسحاً دموعه ويقول:  “ماذا فعلنا ليحصل معنا كل هذا؟”. 

كانت هذه الخيمة آخر سقف يؤوي علي مع عائلته بعد نزوحه مع غيره من إزيديين إلى مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين في محافظة دهوك في كردستان. سبع سنوات من التشرد عاشها علي، والنيران تلاحقه، حتى أتت على خيمته: “الجيد أننا لم نخسر أرواحنا بعد”.

الحريق نشب في المخيم وأتى على مئات الخيم، وشرّد مئات الإيزيديين الذين غادروا مدينة سنجار في العام 2014 هرباً من نيران تنظيم “داعش” الذي احتل المنطقة وقتل وخطف آلاف الأيزيديين والايزيديات.

محافظ دهوك علي تتر يكشف لـ”درج” عن حجم الخسائر، ويقول إن 370 خيمة تعود لـ184 عائلة، ويعيش فيها 994 شخصاً، تحولت إلى رماد: “التهمت النيران جميع مقتنياتهم المادية وحتى أوراقهم ومستنداتهم الشخصية”. ويؤكد المحافظ انه سيبذل الجهود كافة لتزويد العائلات المتضررة بما تحتاجه من مأكل وملبس ومأوى.

مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قالت انه نتج عن الحريق حرق 400 خيمة وقالت في بيان: “نحن نعمل مع السلطات وكافة الشركاء لتحديد الاحتياجات وطرق الاستجابة الانسب للعائلات المتضررة. ونستمر بالعمل مع السلطات وسكان المخيم من اجل ايجاد طرق لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”. 

إقرأوا أيضاً:

الحكومة المحلية في محافظة دهوك سارعت إلى إقالة مدير المخيم من منصبه؛ على خلفية الحريق. 

نوري عيسى وهو صحافي إيزيدي مقيم في المخيم المحترق، لفت الى وجود 15217 شخص في المخيم، موزعين على 2970 عائلة، “26 شخصاً تعرضوا لضيق في التنفس وحروق طفيفة، تلقى 20 منهم العلاج داخل المخيم. 

عن أسباب الحريق، يقول عيسى انه “نشب نتيجة تماس كهربائي والتهم عدداً كبيراً من الخيم في غضون ساعة بسبب عدم وجود مسافات بينها، وتواجد مواد داخلها مثل النفط الابيض والقناني مما يساعد على الاشتعال في ظل تأخر وصول الدفاع المدني”، محملاً الادارة والحكومة المسؤولية الكاملة عن عما حدث: “ليس هناك مبرر لعدم تواجد اطفائيات صالحة في المخيم”.

معظم هؤلاء القاطنين في المخيم لم يعودوا الى ديارهم بعد اندحار داعش بسبب تعقيدات سياسية ومذهبية وعرقية. يطالب سكان المخيم المتضررون الحكومة العراقية بحل المسائل العالقة مع حكومة اقليم كردستان، “التي تعد سبباً رئيسياً في عدم عودتنا إلى مناطقنا في سنجار”، كما يقول علي، الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، وهو لا يخفي خوفه من العودة في ظل وجود مشاكل سياسية وعسكرية ودولية على سنجار. ويرى أن العودة تحتاج إلى استقرار أمني واعادة إعمار المدينة المنكوبة: “لا يزال بيتي هناك مهدماً. والآن احترقت خيمتي”. 

نادية مراد الناشطة الايزيدية الحاصلة على نوبل للسلام تقول إن الايزيديين لازالوا محتجزين في المخيمات كرهائن بسبب الخلافات السياسية بين بغداد واربيل بالإضافة إلى وجود مجموعات مسلحة في سنجار تمنع عودة النازحين الإيزيديين بشكل آمن ودائم. 

وعبّرت مراد عن حزنها وقالت إنها محطمة لرؤية العوائل الايزيدية تفقد مأواها بسبب هذا الحريق الذي نشب في مخيم شاريا للنازحين الايزيديين ودعت الى ارسال دعم ملموس للعوائل المتضررة وليس التعاطف فقط. 

بدورها تعرب خالدة خليل، وهي نائبة عن المكون الايزيدي في البرلمان الكردي، عن أسفها الشديد لاحتراق عدد كبير من الخيم في المخيم الذي “يفتقر لأدنى شروط الصحة والسلامة”، مطالبة بـ”إتخاذ خطوات سريعة للوصول الى حلول دائمة تفضي الى عودة النازحين الى ديارهم والعمل على تنفيذ بنود اتفاقية سنجار التي تؤكد على عودة النازحين واستتباب الأمن وإعمار المدينة”. مشيرة إلى أن “الحكومة العراقية ملزمة بالحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم ويتوجب عليها وقف هذه المعاناة المستمرة منذ سبعة أعوام”.

ويرى مراد اسماعيل وهو ناشط سياسي من سنجار خلال حديثه لـ”درج”، أن الوضعين الامني والاداري لا يزالان مربكان لدرجة كبيرة، وهما السببان الرئيسان لمنع العودة. كما أن الواقع الاقتصادي المزري وتدمير البنى التحتية، وعدم اعادة اعمار سنجار، بالاضافة الى شعور الايزيديين بعدم تحقيق العدالة، من العوامل الرئيسية لتأخّر العودة ايضاً.

هذه القضية للأسف، لم تصبح أولوية عراقية، كما انها ليست اولوية لاقليم كردستان يؤكد إسماعيل، ويرى ان الحل لضمان عودة آمنة للنازحين “يكمن في تطويع 10 آلاف عنصر في الشرطة المحلية من أهل القضاء وأن يتم احتواء الفصائل المسلحة المختلفة وإبعاد المنطقة عن الصراعات السياسية المحلية والدولية”.

من جهتها؛ حمّلت “مفوضية حقوق الإنسان” في العراق الحكومة العراقية مسؤولية بقاء النازحين في المخيمات حتى الآن. ودعا عضو المفوضية فاضل الغراوي وزارة الهجرة والمهجّرين، إلى غلق كافة المخيمات وتأمين متطلبات العودة الطوعية للنازحين، وإنهاء معاناتهم الإنسانية في هذه المخيمات. وتفقدت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو المخيم المنكوب، وقالت إن “عودة النازحين الطوعية الى مناطقهم مازال مطلبنا الرئيسي بعد تهيئة كافة الظروف من بنى تحتية واعادة اعمار مناطقهم وبيوتهم المهدمة، فضلا عن اهمية التأكيد على تنفيذ اتفاقية سنجار والايعاز للوزارات المعنية بأخذ دورها في اعادة الاستقرار للمناطق المهجّرة”. 

إقرأوا أيضاً: