“لقد أدخل إمامنا العظيم آية الله الخمينيّ إبداعاً هائلاً على النظريّة الشيعيّة والإسلاميّة في الحكم. إنّه ولاية الفقيه. فلماذا لا يُدخل خليفته آية الله الخامنئي إبداعاً آخر، وهو توحيد المراكز الدينيّة لشيعة العالم في مركز واحد لا يُردّ له أمر. ومن نافلة القول إنّ مدينة قمّ ستكون هذا المركز”.
هذه العبارة، بحسب ما علم مراسلنا في طهران، وردت على لسان أحد أبرز المقرّبين من الخامنئي في المؤتمر الذي عُقد مؤخّراً في العاصمة الإيرانيّة تحت عنوان “من أجل إبداعات في الفكر الشيعيّ والإسلاميّ”.
وقد استشهد المتحدّث (الذي تكتّمت المصادر عن اسمه) بحالة الفاتيكان بوصفه المرجع الأوحد والأعلى عند المسيحيّين الكاثوليك في العالم، كما استشهد بمقولة مؤسّس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنّا، من أنّ “الإسلام دين ودنيا”، ليستنتج ضرورة مركَزة السلطة الدينيّة الشيعيّة وما يصدر عنها من قرارات.
ويضيف مراسل “درج” أنّ المقصود بهذا الاقتراح هو جسّ نبض المرجعيّات الدينيّة الشيعيّة في العالم، قبل إقدام الخامنئي نفسه على إعلان هذا القرار. أمّا الهدف الأوّل فسيكون التخلّص من مرجعيّة مدينة النجف العراقيّة الشيعيّة ممثّلةً بمرجعها الأعلى آية الله علي السيستاني. ذاك أنّ الأخير، ومن يؤيّدونه ويقلّدونه، باتوا يشكّلون إزعاجاً متنامياً للسياسات الإيرانيّة في العراق. وهذا ما سوف يغدو موضوعاً بالغ الأهميّة في المستقبل القريب، خصوصاً إذا خسرت إيران مواقعها في سوريّا، وبات العراق مدخلها الوحيد إلى المنطقة العربيّة.
من جهة أخرى، ووفقاً لما أفادنا مراسلنا في النجف، تابع السيستاني لحظة بلحظة تطوّرات مؤتمر قمّ، وهو قد عارض انعقاده منذ البداية لإدراكه أنّ “أغراضاً شيطانيّة تقف وراءه” بحسب عبارة نُقلت عنه. وهذا ما فسّره أحد علماء الدين في النجف بأنّه “تمهيد الخامنئي للتخلّص من السيّد السيستاني”.
إقرأ أيضاً:
خطاب استقالة أنغيلا ميركل
خطّة بوتين بشأن إيران كما أبلغها للافروف