fbpx

سيد أحمد غزالي “الجزائريون قلقون على مستقبل بلدهم”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في مقابلة معه يقول رئيس الوزراء الجزائري الأسبق،”الجزائريون يشعرون بالقلق… يخشون على جزائر ما بعد بوتفليقة، ومع ذلك ما زلنا نعيش وضعاً منحرفاً، والشعب يستمر في التزامه صمتاً مطبقاً لأنه رهينة وضع يمكننا اعتباره شكلاً من أشكال الهروب إلى الأمام، اقتصادياً واجتماعياً”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
سيد أحمد غزالي

من المرجّح أن يتقدّم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، البالغ من العمر81 عاماً، بالترشّح لولايةٍ خامسة. رئيس وزراء الجزائر السابق سيد أحمد غزالي (5 حزيران/ يونيو 1991 – 8 تموز/ يوليو 1992) يعرب عن رأيه وموقفه بهذا الموضوع.

هل صُدِم المواطنون لدى سماعهم احتمال ترشّح الرئيس بوتفليقة لولاية  خامسة؟

وسائل الإعلام تقول إن الناس أصيبوا بصدمة، لكن لا بدّ من التمييز بين ما تقوله وسائل الإعلام وبين الشعور الحقيقي عند الشعب. موقف الناس من الموضوع ناتج في الواقع عمّا يتعرّضون له من تضليل وإفساد من قبل السلطة، ويمكن التدليل على ذلك من خلال مثال واحد: أعتبر نفسي واحداً فقط من بين 100 ألف من كبار قادة الدولة السابقين، الذين يتلقّون معاشاتهم من الحكومة، وقد تضاعفت معاشاتنا ثلاث مرّات، في إشارة من أصحاب الأمر، بأن الحكومة هي الجهة الوحيدة القادرة على ضمان معاشات تقاعدية. ولهذا السبب يخشى الناس على مستقبلهم ويفقدون كل قدرة تمكّنهم من إبداء آرائهم وإصدار الأحكام باستقلالية، وهم بذلك لا يدركون -وأنا على يقين- أن الحكومة لن تتمكّن بعد سنتين أو ثلاث من دفع تلك المعاشات، وأعرف أيضاً أن كل الجزائريين وغيرهم من المراقبين يشعرون بالقلق حيال مستقبل الجزائر، ويخشون على جزائر ما بعد بوتفليقة. ومع ذلك ما زلنا نعيش وضعاً منحرفاً، والشعب يستمر في التزامه صمتاً مطبقاً لأنه رهينة وضع يمكننا اعتباره شكلاً من أشكال الهروب إلى الأمام، اقتصادياً واجتماعياً.

ومع ذلك، الجزائر بلد غني…

أنتِ على حق، البلد غني، لكن الشعب فقير.

ما هي المعارضة البديلة للحكومة الحالية؟ كيف تنظر، أنت، إلى الوضع بصفتك معارضاً؟

من الخطأ طرح السؤال على هذا النحو. إن الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تعدو كونها عمليّة إعلامية معدّة سلفاً، يلعب كل طرف فيها دوراً. يتيح دستور الجزائر لعام 1989 إمكان إنشاء الأحزاب بحريّة، لكن في الواقع لا توجد معارضة حقيقية، ومن ثم لا يوجد أي حزب معارض حقيقي. إلى جانب ذلك، من الخطأ تصوّر من يكون الشخص الذي يمكن أن يحلّ محلّ بوتفليقة، لأنه لم يتم انتخاب الرئيس الجزائري أبداً، بل تم تعيينه من قِبل نظام مبهم يفتقد تماماً للشفافية وبالتالي يجب تغيير النظام برمّته.

ما مصدر الصعوبات التي تحول دون تقدّم هذا البلد؟

90 في المئة من الواردات و75 في المئة من ميزانية الدولة (أجور آلاف الناس) تعتمد على تصدير النفط دون سواه. ومن الخطأ أن تدّعي السلطة السياسية في الجزائر أن تدهور الوضع الاقتصادي مرتبط بانخفاض أسعار النفط، لأن الوضع الهش الذي يعاني منه المواطنون سببه سوء تسيير دفّة الحكم، وفشل السلطة في تنويع الاقتصاد، مقابل إبقائه رهينة ريع عائدات النفط.

لم تشهد دولة الجزائر “ربيعاً عربياً” مثلما حدث في تونس وليبيا ومصر. كيف تفسّرون غياب الانتفاضة؟

لقد كان للجزائر ربيعها الشعبي قبل الجميع، لكننا نسينا ذلك، كان ذلك في تشرين الأول/ أكتوبر 1988، حين شهدت البلاد ثورة عارمة في الكثير من المدن في جميع أنحاء الوطن، ذهب ضحيّتها 500 شخص في غضون أسبوع واحد. وفي أعقاب ما يمكننا وصفه بالربيع العربي الجزائري، غيّرت السلطة السياسية الدستور، وأدخلت نظام التعدّدية وحريّة التعبير وتكوين الجمعيّات. لكن في واقع الأمر، يحترم دستور شباط/ فبراير 1989 إلى يومنا هذا. وبعد عام 1988، شهدت البلاد العشريّة السوداء (الدامية) نتيجة الإرهاب (من 26 كانون الأول/ ديسمبر 1991 – 8 شباط 2002)، ما خلّف صدمة واسعة وسط الجزائريين لمدّة طويلة. وذهبت السلطة الحاكمة، التي لم تكن بريئة من مسؤولية انتشار الحركة الإسلامية والإرهاب على حد سواء، إلى حدّ ترهيب الشعب وجعله يعتقد أنه إذا ما حدّثته نفسه عن ربيع عربي اليوم، فسيعيش ما عاشه من ويلات خلال حقبة التسعينات، التي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص.

وماذا عن الإرهاب؟

لقد هزمنا الإرهاب عسكرياً في الجزائر، لكن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي سمحت ببروز حركات الإسلام السياسي ما زالت قائمة. لقد تفاقمت البطالة وازدادت حدّة الفقر والفساد، ويسعى الإسلاميّون إلى استغلال الهوّة المتنامية بين الشعب والسلطة في محاولة فرض أنفسهم في الحكم.

هذا المقال مترجم عن letelegramme.fr  ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!