fbpx

صحيفة نيويوركر : دونالد ترامب وحسناء البلاي بوي ونظام إخفاء الخيانة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

نشأت علاقة غرامية بين ترامب وماكدوغال، ذكرتها في وقتٍ لاحقٍ في جزء من مذكراتها يتكون من ثماني صفحات مكتوبة بخط اليد، قدمها جون كراوفورد، وهو صديق لماكدوغال، إلى صحيفة نيويوركر. وعندما عرضتها على ماكدوغال، أعربت عن دهشتها لأنني قد حصلت عليها ولكنها أكدت أنه خطها. والأحداث التي وصفتها ماكدوغال في الوثيقة تتشابه مع قصص روتها نساء أخريات ادعين أنهن أقمن علاقات جنسية مع ترامب، أو اللواتي اتهمنه أنه طلب منهن ممارسة الجنس أو تحرش بهن جنسياً. تصف ماكدوغال علاقتهما بأنها تمت بالتراضي التام. ولكن وصفها يقدم نظرة مُفصلة على الكيفية التي استخدام بها ترامب وحلفائه غرف الاجتماعات السرية في الفنادق والرشاوى والاتفاقيات القانونية المُعقدة للحفاظ على علاقاته – وأحياناً علاقات متعددة أقامها في نفس الوقت – بعيداً عن أعين الصحافة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في شهر يونيو / حزيران عام 2006، سجل دونالد ترامب حلقة من برنامج تلفزيون الواقع برنامج “ذا أبرنتس” أو المتدرب (The Apprentice)، في قصر هيو هيفنر مؤسس مجلة «بلاي بوي»، في مدينة لوس أنجلوس. أقام هيو هيفنر، حفلاً جماعياً للمتسابقين مع العشرات من ال “بلاي ميت” (فتيات يظهرن على صفحات مجلة بلاي بوي) الحاليات والسابقات، بمن فيهم كارين ماكدوغال، وهي سمراء رشيقة حازت على لقب “بلاي ميت العام”، قبل ثماني سنوات. وفي عام 2001، صوت قراء المجلة لاختيارها وصيفة “بلاي ميت في فترة التسعينيات”، بعد باميلا أندرسون التي تُعد أشهر فتيات مجلة البلاي بوي. وفي ذلك الوقت الذي أقيم فيه الحفل، كان ترامب متزوجاً من عارضة الأزياء السلوفينية ميلانيا كنوس منذ مدة أقل من عامين. وقد كان ابنهما، بارون، يبلغ من العُمر بضعة أشهر. وبدا أن ترامب غير مكترث بالتزاماته الأسرية الجديدة. كتبت ماكدوغال في وقت لاحق أن ترامب “أعجب بي على الفور، واستمر في التحدث إلي ويقول”كم كنت جميلة”، وما إلى ذلك. وكان الأمر واضحاً للغاية حتى أن أحد المديرين التنفيذيين في مجلة البلاي بوي قال لي، “لقد كان معجباً بك بشدة – أعتقد أنك قد تكونين زوجته المقبلة.”
نشأت علاقة غرامية بين ترامب وماكدوغال، ذكرتها في وقتٍ لاحقٍ في جزء من مذكراتها يتكون من ثماني صفحات مكتوبة بخط اليد، قدمها جون كراوفورد، وهو صديق لماكدوغال، إلى صحيفة نيويوركر. وعندما عرضتها على ماكدوغال، أعربت عن دهشتها لأنني قد حصلت عليها ولكنها أكدت أنه خطها.
الأحداث التي وصفتها ماكدوغال في الوثيقة تتشابه مع قصص روتها نساء أخريات ادعين أنهن أقمن علاقات جنسية مع ترامب، أو اللواتي اتهمنه أنه طلب منهن ممارسة الجنس أو تحرش بهن جنسياً. تصف ماكدوغال علاقتهما بأنها تمت بالتراضي التام. ولكن وصفها يقدم نظرة مُفصلة على الكيفية التي استخدام بها ترامب وحلفائه غرف الاجتماعات السرية في الفنادق والرشاوى والاتفاقيات القانونية المُعقدة للحفاظ على علاقاته – وأحياناً علاقات متعددة أقامها في نفس الوقت – بعيداً عن أعين الصحافة.
في الرابع من شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2016، قبل أربعة أيام من الانتخابات، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركة أميريكان ميديا، التي تنشر مجلة ناشونال إنكوايرر (National Enquir)، قد دفعت مبلغاً قدره مائة وخمسين ألف دولار للحصول على الحقوق الحصرية لنشر قصة ماكدوغال، التي لم تنشر أبداً. إذ تعتبر عملية شراء قصة من أجل إخفائها هي ممارسة يُسميها الكثيرون في صناعة الصحافة الصفراء “اصطد واقتل”. وقد كان هذا الأسلوب هو المفضل للرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أميريكان ميديا، ديفيد بيكر، الذي وصف ترامب بأنه “صديقه الشخصي”. وكجزء من الاتفاق، وافقت شركة أميريكان ميديا على نشر عمود منتظم عن الشيخوخة واللياقة البدنية تكتبه ماكدوغال. ومع ذلك، بعد أن فاز ترامب بالرئاسة، فإن وعود الشركة لم تتحقق، وفقاً لماكدوغال. في الشهر الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن محامي ترامب الشخصي قد تفاوض على اتفاق منفصل قبل الانتخابات مباشرةً مع ممثلة الأفلام البورنوغرافية ستيفاني كليفورد، المعروفة باسم ستورمي دانيلز، لمنعها من مناقشة علاقتها الخاصة مع ترامب. ومنذ ذلك الحين، حاولت شركة أميريكان ميديا إقناع ماكدوغال بتمديد عقدها مع الشركة.
رفضت ماكدوغال، في أول تعليق مُسجل لها عن قصتها، مناقشة تفاصيل علاقتها مع ترامب، خوفاً من انتهاك الاتفاق الذي توصلت إليه مع الشركة. غير أنها أعربت عن أسفها لتوقيع ذلك العقد. إذ قالت “لقد تنازلت عن حقوقي. في هذه المرحلة أشعر أنني لا أستطيع أن أتحدث عن أي شيء دون الوقوع في ورطة، لأنني لا أعرف ما الذي يُسمح لي بالحديث عنه. أخشى حتى أن أذكر اسمه”.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض في بيان أن ترامب ينفي إقامة علاقة مع ماكدوغال، مؤكداً أن “هذه قصة قديمة، وأنها مجرد أخبار زائفة. فقد أكد الرئيس أنه لم يقم علاقة مع ماكدوغال”. وصرحت شركة أميريكان ميديا بأن تعديل عقد ماكدوغال – بعد أن فاز ترامب بالانتخابات – يسمح لها “بالرد على الاستفسارات الصحفية المشروعة” بشأن هذه القضية. وأضافت الشركة أنها لم تنشر القصة لأنها لم تجدها ذات مصداقية.
وقد صرح ستة من موظفي شركة أميريكان ميديا السابقين أن بيكر يقوم بشكل روتيني بترتيبات بنفس أسلوب “اصطد واقتل” التي عقدها مع ماكدوغال. وقال جيري جورج، وهو محرر سابق في أميريكان ميديا عمل في الشركة لأكثر من 25 عاماً، “لقد اشترينا العديد من القصص ونحن نعرف جيداً أنها لن تنشر أبداً”. وأضاف جورج أن بيكر يحمي ترامب. “بيكر يعتبره صديقاً له. ولم ننشر أبداً أي خبر عن ترامب دون موافقته”. وقالت ماكسين بايدج، التي كانت تعمل لدى أميريكان ميديا بصورة غير منتظمة من عام 2002 إلى عام 2012، بما في ذلك في وظيفة المحرر التنفيذي لأحد مواقع الشركة على شبكة الإنترنت، أن بيكر يستخدم القصص غير المنشورة للضغط على بعض المشاهير من أجل عمل جلسات تصوير للمجلة أو إمداده بالقصص.
وقال العديد من الموظفين السابقين أن من بين هؤلاء المشاهير، المُمثل أرنولد شوارزنيغر، كما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، وكذلك لاعب الغولف تايجر وودز. (وقد نفى محامي شوارزنيجر هذا الادعاء. أما وودز فلم يستجب عندما طُلب منه التعليق). وأضافت بايدج “على الرغم من أنها مجرد صحف صفراء، إلا أنها لا تزال مُدعاةً للقلق. من الناحية النظرية، ربما تعتقد أن ترامب له اليد العليا في تلك العلاقة، ولكن في الواقع بيكر هو من يملك زمام الأمور، فهو الذي لديه القدرة على نشر تلك القصص، وهو الذي يعرف الأسرار الدفينة”.
بمجرد أن انتهى الحفل في قصر بلاي بوي، طلب ترامب رقم هاتف ماكدوغال. بالنسبة لماكدوغال، التي نشأت في بلدة صغيرة في ولاية ميشيغان وعملت كمدرسة لمرحلة ما قبل المدرسة قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، لم يكن التقرب إليها بهذه الطريقة غير معتاد. وقال جون كروافورد، صديق ماكدوغال، الذي ساعد أيضاً في التوسط في صفقتها مع شركة أميريكان ميديا، إن ترامب كان “مجرد رجل آخر ذو نفوذ يتقرب منها ويغازلها، وهي امرأة تتقاضى المال مقابل ذلك العمل”.
بدأ ترامب وماكدوغال الحديث بشكلٍ متكررٍ عبر الهاتف، وسرعان ما التقيا في أول موعد غرامي كما وصفته ماكدوغال، وتناولا العشاء في كوخ خاص في فندق بيفرلي هيلز. كتبت ماكدوغال أن ترامب أثار إعجابها. ” لقد كنت متوترة للغاية! أبهرني بذكائه وسحره. فقد كان رجلاً مهذباً. تحدثنا لبضع ساعات ثم حدثت بيننا علاقة حميمة.” وبينما كانت ماكدوغال ترتدي ملابسها وتهم بالانصراف، فعل ترامب شيئاً فاجأها. قالت، ” فقد عرض على أن أخذ بعض المال. فنظرت إليه، وشعرت بالحزن. وقلت له، “لا شكراً، أنا لست من هذا النوع من الفتيات. لقد مارست معك الجنس لأني أعجبت بك وحسب، ليس من أجل المال”. فقال لي، “أنت شخصية مميزة”. ”
بعد ذلك، كتبت ماكدوغال، “أنها كانت تذهب لمقابلته في كل مرة يأتي فيها إلى لوس أنجلوس (وكان يأتي كثيراً).” وقالت إن ترامب كان يقيم دائماً في نفس الجناح في فندق بيفرلي هيلز، ويطلب نفس الوجبة: شريحة لحم والبطاطس المهروسة، ولم يكن يشرب الخمر أبداً. يتوافق الوصف الذي ذكرته ماكدوغال مع الأوصاف الأخرى لسلوك ترامب.
في الشهر الماضي، نشرت مجلة “إن تاتش ويكلي” مقابلة أُجريت في عام 2011 مع ستيفاني كليفورد كشفت فيها أنه أثناء علاقتها مع ترامب التقت به لتناول العشاء في جناح صغير في فندق بيفرلي هيلز، حيث أصر ترامب على مشاهدة البرنامج التليفزيوني “أسبوع سمك القرش” على قناة ديسكفري.
ادعت سامر زيرفوس، المتسابقة السابقة في برنامج “المُتدرب”، أن ترامب تحرش بها أثناء عشاء عمل خاص، في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2007، في جناح صغير بفندق بيفرلي هيلز. كما زعمت زيرفوس أن ترامب قبلها، ولمس جسدها، واقترح عليها في إشارة إلى رغبته لممارسة الجنس معها أن “يستلقيا سويا” لمشاهدة التلفزيون. وبعد أن رفضت زيرفوس عرض ترامب، تقول إنه “بدأ بدفع أعضائه الجنسية نحوها”. (رفعت زيرفوس مؤخراً دعوى قضائية ضد ترامب بعد أن أنكر ما روته).
أفادت النسوة الثلاث أنهن اصطحبن إلى ذلك الجناح الصغير في الفندق بصحبة حارس ترامب الشخصي، الذي تعرفت اثنتان منهما عليه بأنه كيث شيلر. وبعد انتخاب ترامب، عُين شيلر مديراً للمكتب البيضاوي ونائب مساعد للرئيس. وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، قام جون كيلي، بصفته رئيس موظفي البيت الأبيض الجديد، بعزل شيلر من منصبه. (لم يستجب شيلر لطلب التعليق.)
طوال فترة هذه العلاقة، أرسل ترامب ماكدوغال لحضور الفعاليات العامة في جميع أنحاء البلاد، إلا أنه أخفى حقيقة دفعه تكاليف سفرها، فقد أوضحت أنه “لا توجد ورقة واحدة تمت له بصلة”. وأضافت “في الحقيقة، كل مرة كنت أسافر لأقابله، كنت أدفع تكاليف الطائرة، وحجز الفندق قبل أن يعيد لي ما دفعته”. رافقت ماكدوغال ترامب في بطولة القرن الأميركي لمشاهير الغولف، في يوليو/تموز من عام 2006، والتي أُقيمت في منتجع إيدج وود المطل على بحيرة تاهو. وفي الحفل الذي أُقيم هناك، جلست هي وترامب على مائدة واحدة مع لاعب خلف الوسط في فريق نيو أورلينز ساينتز، درو بريز، وفي غضون ذلك، أخبرها ترامب بأن بريز قد تعرف عليها، وأضاف “إنك مشهورة يا عزيزتي”. وقد نفى بريس على لسان المتحدث الرسمي باسمه لقاؤه بأي من ترامب أو ماكدوغال خلال هذه المناسبة. وفي فعالية رياضية أخرى للغولف في كاليفورنيا، قال ترامب لماكدوغال إن تايغر وودز تسائل عمن تكون. إلا أن ترامب حذرها “مازحاً بالابتعاد عن هذا الشخص”، وذلك حسب قولها.

كتبت أيضاً، أنه خلال بطولة بحيرة تاهو، مارس كل من ترامب وماكدوغال الجنس. وزعمت أيضاً أن علاقته الجنسية مع كليفورد قد بدأت في هذه الفعالية. (لم يستجب وكيل كليفورد لطلبات التعليق). وفي مقابلة أُجرتها مع مجلة In Touch Weekly، قالت كليفورد إن ترامب لم يستخدم الواقي الذكري خلال علاقتهما، ولم يتطرق إلى ممارسة علاقة مع أي شخص آخر. كما ادعت ممثلة أفلام إباحية أخرى، تُعرف باسم ألانا إيفانز، أن ترامب دعاها للانضمام إليهم في غرفته داخل الفندق خلال  تلك العطلة. أما ممثلة الأفلام الإباحية الثالثة، والتي تُعرف باسم جيسيكا دراك، قالت إن ترامب طلب منها مرافقته إلى غرفته في الفندق، وقابلها بملابس المنزل إلى جانب امرأتين جلبتهما معها، ثم “أمسك كل واحدة منا بعنف، وعانق وقبل كل منا دون استئذان”. وعرض بعد ذلك على دراك مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل مرافقتها له. (أنكر ترامب هذه الواقعة). بعد أسبوع من بطولة الغولف، انضمت ماكدوغال إلى ترامب لحضور مسابقة ملكة جمال العالم الخامسة والخمسين في لوس أنجلوس. جلست بالقرب منه، ومن ثم حضرت حفل ما بعد المسابقة حيث التقت بالمشاهير. ترك ترامب أيضاً بطاقات لكليفورد، مثلما فعل بعد ذلك في حفل إطلاق الفودكا الذي حضرته المرأتان.
كتبت ماكدوغال، أنه خلال فترة علاقتها بترامب، قدمها إلى بعض أفراد عائلته، واصطحبها إلى مساكنه الخاصة. وفي يناير/كانون الثاني من عام 2007، خلال حفل إطلاق المشروب الكحولي الذي توقف إنتاجه حالياً، والذي كان يحمل اسم “ترامب فودكا”، الذي أُقيم في لوس أنجلوس، صُورت ماكدوغال أثناء دخولها الحفل، وقالت إنها جلست على نفس الطاولة التي جلست عليها كيم كارداشيان، وترامب، ودونالد ترامب الابن، وفانيسا زوجة ترامب الابن، والتي كانت حاملاً آنذاك. وفي مرحلة ما، نظم ترامب حفلة برنامج “المتدرب” في قصر بلاي بوي، حيث شاركت ماكدوغال مرتديةً زي أرنب بلاي بوي. وكتبت ماكدوغال “التقطنا صوراً معاً، وحدنا ومع أسرته”. وأشارت إلى أن ترامب قال إنه سأل ابنه إريك “من برأيك أجمل فتاة هنا، فأشار إريك إليّ، وقال ترامب، إن لديه ذوق رائع، وضحكنا سوياً”. وقد سمح ترامب لماكدوغال بأخذ جولة في برج ترامب، وفي ناديه للغولف، بيدمينستر في نيوجيرسي. فيما يخص برج ترامب، كتبت ماكدوغال أن ترامب قد أشار إلى غرفة نوم ميلانيا المنفصلة. وقال “إنها تحب الحصول على مساحتها الخاصة للقراءة أو للجلوس وحدها” حسب ما كتبت ماكدوغال.
لا تختلف شهادة  ماكدوغال عن كليفورد أو عن وغيرها من النساء اللاتي وصفن ترامب بأنه رجل بالغ الاهتمام بصورته. وقالت ماكدوغال إن ترامب غالباً ما كان يرسل إليها مقالات تتحدث عنه أو عن ابنته، فضلاً عن الكتب الموقعة، وواقيات الشمس من ملاعب الغولف الخاصة به. بينما قالت كليفورد إن ترامب قد ذكر قبل ذلك أنها وإيفانكا متشابهتان إلى حد كبير، بينما أطلعها بفخر على نسخة من “مجلة المال” طُبعت صورته على غلافها.
وعد ترامب أيضاً ماكدوغال بشراء شقة لها في نيويورك كهدية عيد الميلاد. وقالت كليفورد أيضاً إن ترامب قد وعد بشراء شقة لها في مدينة تامبا. بالنسبة لترامب، كان التفاخر بعمله في مجال العقارات، وغيرها من المنتجات التي تحمل اسمه، مقدمة لعلاقاته الجنسية في بعض الأحيان. وقد زعمت زيرفوس، ومستثمرة أخرى في مجال العقارات تُدعى راشيل كروكس، أن ترامب قد قبلهما في فمهما خلال لقاءات عمل في برج ترامب. كما ادعت أربع نساء أخريات أن ترامب قد قبلهن أو لامسهن عمداً خلال جولات أو فعاليات في منتجع مارا لاغو، أحد ممتلكاته في بالم بيتش بفلوريدا. (وقد نفى ترامب قيامه بأي اعتداءات تتعلق بالنساء).
أنهت ماكدوغال علاقتها بترامب في أبريل/نيسان عام 2007، وذلك بعد فترة دامت تسعة أشهر. ووفقاً لكراوفورد، كان قرار الانفصال نابع جزئياً من شعور ماكدوغال بالذنب. إذ يقول كراوفورد “إنها لم تعد تستطيع على النظر إلى نفسها في المرآة”. وأضاف “وكانت تشعر بالقلق من شعور والدتها تجاهها”. وقد ساهم في اتخاذها لهذا القرار، عدد من تعليقات ترامب التي أشعرت ماكدوغال بالإهانة، وذلك وفقاً لعدد من أصدقائها. فعندما أعربت عن قلقها من عدم موافقة والدتها على ترامب، أجابها قائلاً “يالها من عجوز شمطاء”. (وهو ما أثار استياء ماكدوغال، وأشارت إلى أن ترامب ووالدتها في نفس السن تقريباً). وفي ليلة مسابقة ملكة جمال العالم التي حضرتها ماكدوغال، ركبت ماكدوغال وصديقة لها مع ترامب في سيارته الليموزين، وفي غضون ذلك، أشارت صديقتها إلى علاقة سابقة لها مع رجل أميركي من أصل أفريقي. ووفقاً لمصادر عدة، علق ترامب على صديقتها بانها تحب “فحولة السود”، وبدأ بالتعليق على جاذبيتها وحجم صدرها. وهو ما أثار غضب صديقتها، وأشعر ماكدوغال بإهانة كبيرة.
بإجابات حذرة بسبب الخوف من العواقب القانونية، أجابت ماكدوغال على أسئلة حول ما إذا كانت تشعر بالذنب فيما يتعلق بعلاقتها العاطفية، حسبما أشار أصدقاءها، الذين قالوا إنها رجعت إلى الله خلال السنوات القليلة الماضية، وأبدت ندمها على أجزاء من حياتها السابقة. وقد قالت لي “لقد أصبحت شخصاً جديداً”. وأضافت “إذا كنت أستطيع العودة بالزمن، وعمل كثير من الأمور بشكل مختلف، فلن أتردد في ذلك”.
أقرت ماكدوغال دون تردد بأنها باعت حقوق قصتها طوعاً، إلا أنها وبعض المصادر المقربة منها يصرون على أن الطريقة التي نُشرت بها اتسمت بالاستغلالية. فقد أخبرني كراوفورد أن بيع ماكدوغال للقصة كان فكرته، وأنه أثار هذا الأمر للمرة الأولى عندما كانت تعيش معه عام 2016. يقول كراوفورد “كنا نجلس معاً في المنزل، بينما كنت أشاهده على التلفاز” في إشارة إلى ترامب. وأضاف “قلت لها، أتعلمين أنك إذا كانت لك معه علاقة جسدية، فإن ذلك يساوي ثروة كبيرة الآن، وعندما نظرت لها، كانت تعلو وجهها نظرة الشعور بالذنب”.
أخبرتني ماكدوغال، التي تقول أنها جمهورية، أنها كانت مترددة من رواية قصتها في بادئ الأمر بسبب خوفها من اتهام مؤيدي ترامب الآخرين لها بالتلفيق، أو إيذائها هي أو عائلتها. وقالت أيضاً إنها لا تريد التورط في المنافسة الرئاسية الساخنة. وقالت لي كذلك “لم أكن أرغب في التأثير على اختيار أي شخص”. وأضافت “لم أكن أريد التعرض لتهديدات القتل”. فقد استطاع كراوفورد إقناعها بالتفكير في الحديث عن هذه العلاقة فقط بعدما بدأ أحد أصدقاء ماكدوغال السابقين بالكتابة عن هذه العلاقة على منصات التواصل الاجتماعي. تقول ماكدوغال “لم أكن أريد أن يروي شخص آخر القصص، مخطئاً في سرد التفاصيل”.
تواصل كراوفورد مع صديق له كان يعمل في الماضي في صناعة الأفلام البورنوغرافية، واعتقد كراوفورد أنه ربما يكون لديه علاقات وصلات إعلامية يمكن الاستعانة بها، وسأل ما إذا كان وجود قصة بشأن علاقة غرامية لترامب يمكن “أن تستحق شيئاً”. يتذكر كراوفورد ذلك الصديق ويقول إنه كان “شديد الحماسة والاندفاع”، وتواصل مع محام يُدعى كيث ديفيدسون، الذي كان لديه علاقات في صناعة الأفلام الجنسية وروابط مع الشركات الإعلامية، بما فيها شركة إيه. إم. آي (A.M.I). لديفيدسون سجل حافل في بيع القصص المثيرة. تتضمن شريحة ضمن شرائح العرض الخاصة بعملائه على موقعه الإلكتروني سارة ليل، التي زعمت أنها أقامت علاقة مع الممثل أشتون كوتشر عندما كان متزوجاً من الممثلة ديمي مور. أخبر ديفيدسون كراوفورد أن قصة ماكدوغال يمكن أن تساوي “ملايين” (لم يُجب ديفيدسون على طلب اللتعليق).
تكشف عشرات الصفحات ورسائل البريد الإلكتروني والوثائق القانونية التي حصلت عليها مجلة النيويوركر كيف تطورت الصفقة. تواصل ديفيدسون مع إيه. إم. آي، وفي 20 يونيو/حزيران 2016، تقابل هو وماكدوغال مع ديلان هوارد، رئيس قسم المحتوى في إيه. إم. آي. توضح رسائل البريد الإلكتروني بين هوارد وديفيدسون أن إيه.إم.آي كانت قليلة الاهتمام بالقصة في البداية. وقال كراوفورد إن الشركة عرضت في البداية عشرة آلاف دولار.
إلا أن الشركة رفعت من عرضها بعد فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري. وفي سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني بين ديفيدسون وماكدوغال في أغسطس/آب 2016، شجع المحامي ماكدوغال على قبول العرض. شعرت ماكدوغال بالقلق من أنها كانت ستُمنع من الحديث عن مرشح رئاسي، فطرحت أسئلة بشأن الفروق الدقيقة في العقد. أجاب ديفيدسون قائلاً “إذا أنكرتي الأمر، فأنتي آمنة”. وأضاف “إننا نحتاج حقًا لتوقيعه والانتهاء من ذلك”.
أخبرتني ماكدوغال، التي أوكلت محامية جديدة تُدعى كارول هيلر، أنها لم تكن تفهم إطار الاتفاقية عندما وقعت عليها. إذ تقول “كنت أعلم أنه لم يكن بوسعي الحديث عن أي علاقة مزعومة مع أي رجل متزوج، لكني لم أفهم حقاً المحتوى الكلي لما كنت بصدد التخلي عنه”.
وقّعت ماكدوغال في الخامس من أغسطس/آب 2016، على اتفاقية محدودة لقصة حياتها، تمنح شركة إيه. إم. آي ملكية حصرية لرواياتها التي تتعلق بعلاقاتها الرومانسية، والشخصية، والجنسية مع أي “شخص كان متزوجاً أثناء هذه العلاقة”. كشف مبلغ أتعاب المحاماة مع ديفيدسون عن أن الرجل المقصود كان دونالد ترامب. وفي المقابل، وافقت إي. إم. آي على أن تدفع لها 150 ألف دولار. حصل الرجال الثلاثة المشاركين في الصفقة -ديفيدسون، وكراوفورد ووسيطهم في صناعة الأفلام الإباحية- على 45% من المبلغ أتعاباً لهم، وتركوا لماكدوغال المبلغ المتبقي البالغ قدره 82,500 دولار، وفقاً لما تشير إليه سجلات الفواتير في مكتب ديفيدسون. أخبرتني ماكدوغال قائلة “أشعر بخيبة الأمل. أنا الشخص الذي وافق على ذلك، لذا فإنه خطأي أيضاً. لكني لم أستوعب الصورة الكاملة للمسألة”. ألغت ماكدوغال توكيلها الذي منحته لديفيدسون، إلا أن صورةً لها في ملابس البحر لا تزال معروضة بشكل بارز على موقعه الإلكتروني، وتقول ماكدوغال إن هذه الصورة منشورة بدون إذنها. نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أنه بعد شهرين من توقيع العقد مع إيه. إم. آي، تفاوض ديفيدسون على اتفاقية عدم إفصاح بين كليفورد والمحامي الشخصي لترامب منذ فترة طويلة ومصحح أوضاعه مايكل كوهين، مقابل مائة وثلاثين ألف دولار. (أخبر كوهين صحيفة نيويورك تايمز أنه سهل الاتفاقية مع دانيلز ودفع المال من جيبه الخاص. لم يجب كوهين على طلب التعليق).
وبينما كان الناخبون يدلون بأصواتهم يوم الانتخابات، كان هوارد والمستشار العام لشركة إيه. إم. آي يهاتفون ماكدوغال ومكتب محاماة يمثلها، ليعداها بدعمها في مسلكها الوظيفي ويعرضا عليها توظيف وكيل دعاية لمساعدتها في ترتيب المقابلات. تُظهر رسائل البريد الإلكتروني أنه بعد عامٍ من توقيع العقد، أشارت الشركة إلى أنها قد تتعاون مع ماكدوغال في خط إنتاج مستحضرات عناية بالبشرة وفيلم وثائقي حول القضية الطبية التي تساندها، إلا أن كلا العرضين لم يسفر عن شيء.  وكان طالب العقد المبدئي قد طالب أيضاً شركة إيه. إم. آي بنشرها عموداً دورياً لماكدوغال حول الشيخوخة والصحة، إضافة إلى “تصويرها بشكل بارز” على غلاف مجلتين. ظهرت ماكدوغال على أحد الغلافين ولا تزال المناقشات متداولة بشأن الغلاف الآخر، ولكن في الأشهر السبعة عشر الأخيرة لم تنشر الشركة سوى جزءاً صغيراً من الأعمدة التي كان من المقرر أن تصل إلى 100 عمود. قال كراوفورد “تجاهلوها لفترة طويلة”. فيما قالت شركة إيه. إم. آي إن ماكدوغال لم تسلم الأعمدة التي تعهدت بكتابتها.
على الرغم من هذا، استجابت إيه. إم. آي سريعاً عندما حاول الصحفيون إجراء مقابلة مع ماكدوغال. في مايو/آيار 2017، طلب جيفري توبين، الصحفي في مجلة النيويوركر الذي كان يكتب لمحة عن حياة ديفيد بيكر، من ماكدوغال التعليق على علاقاتها مع شركة إيه. إم. آي وترامب. أرسل هوارد، من شركة إيه. إم. آي -الذي كان يعمل مع وكيل دعاية عينته الشركة، مسودة للرد  إلى ماكدوغال عنوانها مكتوب فيه “أرسلي هذا”. وفي أغسطس/آب 2017، تكفل بيكر بزيارة ماكدوغال إلى نيويورك وتناولا العشاء سوياً، حيث شكرها على ولائها. أتبع هوارد ذلك بإرسال بريد إلكتروني بعدها بأيام قليلة، لخص فيه الخطط التي جرى مناقشتها، بما في ذلك احتمالية تقديم ماكدوغال للفعاليات والحفلات التي تغطيها شركة إيه. إم. آي، مثل حفل جوائز الغولدن غلوب، وحفل جوائز غرامي، وحفل جوائز الأوسكار. لم يتحقق أي من هذه الوعود. (قالت إيه. إم. آي إن هذه المحادثات كانت متعلقة بعقود مستقبلية، وليس بعقدها الحالي).
بدا أن اهتمام إيه. إم. آي بماكدوغال آخذ في التزايد بعد انتشار أخبار بشأن العلاقة المزعومة بين ترامب وكليفورد. أرسل هوارد بريداً إلكترونياً اقترح فيه خضوع ماكدوغال لتدريب إعلامي،ثم اقترح بعد عدة أيام تغطيتها حفل جوائز إيمي لمجلة أوكي. وفي رسالة بريد إلكتروني أُرسلت في 30 يناير/كانون الثاني، تحدث المستشار العام لشركة إيه. إم. آي، كاميرون ستراشر، عن تجديد عقدها ووضع صورتها على غلاف مجلة جديد. وقد جاء في عنوان البريد الإلكتروني “تمديد عقد ماكدوغال”. وقال لي كراوفورد “انتابهم القلق من أنها سوف تبدأ في الحديث مرة أخرى، فجاءوا إليها مهرولين”.
جادل عديد من الأشخاص المقربين من ماكدوغال بأن مثل هذه القصص غير المكشوفة يمكن أن تُستغل ضد الرئيس. قال كراوفورد “أبلغ من العمر 62 عاماً، وأعرف كيف يسير العالم من حولنا”. اعترفت ماكدوغال، بدون التعليق على ترامب تحديداً، بأن لديها وعياً متزايداً بالآثار الأوسع لموقف الرئيس. إذ قالت “بالنسبة لشخص في منصب رفيع يتحكم في بلادنا، إذا كانوا قادرين على التأثير عليه، فإن هذا أمر جلل”. أنكرت شركة إيه. إم. آي في بيان لها أن لديها أي تأثير على ترامب. وقد جاء في البيان: “إن الإشارة بأن إيه. إم. آي لديها نفوذ على رئيس الولايات المتحدة، رغم إنه مغر، إلا أنه مثير للضحك”.
تخشى ماكدوغال من أن إيه. إم. آي سوف تنتقم منها بسبب تعليقاتها العلنية عن طريق مطالبتها بتعويضات مالية عبر نزاع قضائي خاص يفرضه بند في عقدها.لكنها قالت إن التغيرات في حياتها وظهور حملة #MeToo دفعوها إلى الحديث. وفي يناير/كانون الثاني 2017، أزيل زرع الثدي الخاص بماكدوغال، وقيل إن التدهور الصحي الذي تعرضت له تعتقد أنه متعلق بعملية الزرع. قالت ماكدوغال إن مواجهة المرض، وتبنيها لقضية أرادت الحديث عنها، جعلها تشعر بالتناقض الشديد إزاء التنازلات الأخلاقية المقترنة بالصمت.  أخبرتني ماكدوغال قائلة “نظراً لأني كنت مريضة وأشعر بأنني أحتضر وطريحة الفراش، فكل ما كنت أستطيع القيام به هو الصلاة كي أعيش. لكنني الآن أصلي كي أعيش بطريقة صحيحة، وأن أفعل الصواب من خلال الخطأ الذي ارتكبته”. ذكرت ماكدوغال أيضاً أفعال النساء اللائي مضين قدماً خلال الأشهر الأخيرة ليصفن الانتهاكات التي ارتكبها رجال بارزون، وقالت “إنني أعرف أنه ظرف مختلف، لكني أشعر أنني أجرأ”. أخبرتني ماكدوغال بأنها تمنت أن الحديث قد يقنع الآخرين بأن ينتظروا قبل التوقيع على عقود مثلها. إذ قالت “كل فتاة تتحدث- تمهد الطريق من أجل فتاة أخرى”..

* التحقيق كتبته رونان فارو
هذا الموضوع مترجم عن موقع newyorker ولقراءة المقال الأصلي زورا الرابط التالي.
[video_player link=””][/video_player]