fbpx

كورونا سوريا : في المنطقة الكوردية قلة يأبهون بالفايروس…

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

السائقون غير مهتمين بالفايروس، أما الركاب فكانوا شبه متفقين على عبارة واحدة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يستغرب السبعيني حسين أوسي سؤالاً حول عدم ارتداء الناس قفازات وكمامات، فيقول “ليس هناك أيّ وباء، وما نشاهده ليس سوى صراع بيولوجي بين أميركا وإسرائيل ضد الصين. أتذكر منذ عشرات الأعوام، أتت أوبئة أكثر قوةً ولم نتأثر، هذا الفايروس ليس أقوى وأسوأ من دخان السيارات ومكبات النفايات ودخان المحارق والمازوت المسرطن، كما أن التجار يتحكمون بسعر الكمامات والقفازات لكي يستغلونا، لن أرتديها وليس هناك أي مرض”. 

أكمل أوسي انشغاله وطلب منّا الحديث عن موضوع آخر، قبل أن يتراجع ليقول: “أنتم الصحفيين والكتّاب والسياسيين والمسؤولين كلكم تزرعون الخوف في نفوسنا من هذا المرض”.

جال “درج” في الأسواق وخيمة عزاء وبعض الأفران في مدينة القامشلي، وكان ظاهراً حجم الاستخفاف بالفايروس وإمكان انتشاره أو وصوله. ففي إحدى دور العزاء لا تزال عادة التقبيل والمصافحة وبل المعانقات مستمرة، استفسرنا عن السبب، ضحك البعض وعبس البعض الآخر، ومنهم من تابع حديثه الخاص. 

سأل الحاج موسى (61 سنة) شقيق المتوفي: “ماذا تريد مني أن أفعل مثلاً، أعلق لافتة وأكتب عليها “لا تصافح لا تقبل لا تحضن”، توفي شقيقي، والناس يأتون للتعازي، أنتم في الصحافة أطلبوا منهم ذلك هي عادة سيئة واليوم خطيرة لكن تؤخذ بسطحية كبيرة”.

يعتقد نشطاء وسياسيون أن تأخر إجراءات الإدارة الذاتية الكردية تسبب بخلق حالة لا مبالاة لدى الأهالي، إذ يصف الناشط والإعلامي حسام خليل الوضع بالكارثي

في أحد الأفران في حي قناة السويس، وقف الناس في طوابير طويلة لشراء الخبز، غالبيتهم لم يرتدوا قفازات أو كمامات، بعض النسوة وضعن جزءاً من حجاباتهن فوق أنوفهن، فيما استند كثيرون إلى واجهة الفرن أو الحواجز المخصصة لفرز الإناث عن الذكور،  وتبادلوا التحايا والمصافحات، غير مبالين بالفايروس الذي يطوف في الأجواء.

سألنا وليد (40 سنة) عن سبب عدم أخذه طرائق الوقاية الضرورية، وضع يدهُ على وجه صديقه وقال “10 سنوات من الحرب والقصف ولم نمت، هل سيُميتنا فايروس لا يُرى بالعين المجردة؟”. داخل الفرن كان البائع يرتدي كمامةً وقفازاً وإلى جانبه علبة تعقيم صغيرة، يستعملها بين الحين والآخر “النقود أيضاً تحمل الفايروس”، بينما كان العاملون في الفرن غير مهتمين بالموضوع تقريباً.

وفي سوق القامشلي المركزي، أحد أكبر التجمعات البشرية حيث مختلف المواد التي تحتاجها الأسرة من ثياب ومنظفات ومواد تجميل وطهو وطعام، نسبة المقبلين على محلات بيع المنظفات ضئيلة جداً مقارنة ببقية المحلات. دخل “درج” إلى محل لبيع المجوهرات التقليدية، يقول رافع (35 سنة)، وهو الحاصل على إجازة في علم الاجتماع “بعد قرار إلغاء الاحتفال بعيد النوروز، بلغت خسارتي حداً كبيراً، قبل القرار بأيام اشتريت بضاعة بنحو 10 آلاف دولار، ستبقى غالبيتها من دون مبيع إلى الصيف في موسم الأعراس، إن تم القضاء على الوباء. لا مشكلة المهم أن لا تنتقل العدوى، لكن الإجراءات المتبعة غير كافية، أحمل معي علبة تعقيم وقفازات وكمامات، لكن حركة السوق تجعلنا في خطر دائم”.

ونتيجة الطلب المتزايد على الكمامات والقفازات ارتفع السعر أكثر من 300 في المئة، فسعر الكمامة الواحدة قبل انتشار الفايروس كان نحو 40 ليرة سورية، ويبلغ الآن أكثر من 300 ليرة، وسعر القفازين كان 25 إلى 35 ليرة سورية، وبلغ السعر اليوم 100 ليرة سورية. لكن الغريب في الأمر عدم استعمال الكمامات والقفازات إلا نادراً.

تقول ليلى من حيّ الكورنيش: “اشتريت أربع كمامات فقط، نحن سبعة في المنزل، سيضع كمامة من يخرج فقطـ، لا نستطيع شراء الكمامات والقفازات لجميع أفراد الأسرة”. 

عادة ما يتنقل الأهالي عبر سيارات “السرفيس” بين مختلف مناطق المدينة، ولجأت الإدارة الذاتية الكردية كإجراء احترازي إلى توقيف عمل حافلات النقل الداخلي حرصاً على سلامة الأهالي، بيد أن حركة سيارات الأجرة لا تزال مستمرة. بعد أخذ احتياطات الوقاية المناسبة، استقل معد التحقيق ثلاث سيارات أجرة لثلاثة خطوط مختلفة من السوق إلى الهلالية حيث أقصى المنطقة الغربية للمدينة، من السوق إلى قناة السويس في الجهة الشرقية للمدينة، ومن السوق إلى حيّ الكورنيش في جنوب المدنية. السائقون غير مهتمين بالفايروس، أما الركاب فكانوا شبه متفقين على عبارة واحدة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”. السائق حسين يرى أن” الفايروس ليس سوى تضخيم إعلامي، إذ لم يمت إلا بضعة أشخاص لا غير حول العالم، وليس هناك إحصاء دقيق. كيف سألزم المنزل، أعمل اليوم كي يأكل أبنائي غداً، وهكذا، إذا بقيت في المنزل لن نجد ما نأكله، هذا الفايروس لن يصل إلينا”.

بين النشطاء ومسؤولي الإدارة الذاتية

يعتقد نشطاء وسياسيون أن تأخر إجراءات الإدارة الذاتية الكردية تسبب بخلق حالة لا مبالاة لدى الأهالي، إذ يصف الناشط والإعلامي حسام خليل الوضع بالكارثي، “الأسواق مكتظة بالمارة من دون أي وقاية شخصية، ومع غياب ثقافة الانتماء والالتزام الطوعي بسبب ضعف الإجراءات المتخذة، وعدم شعور المواطنين بوجود هياكل حكم محلية تهتم لمصيرهم، وعدم الاهتمام بما صدر من قوانين وإجراءات، وبذلك يبدو وكأنّ الناس يستخفّون بمصيرهم”.

وكانت الإدارة الذاتية صرحت بأنها تقوم بتوزيع المنشورات وتوجّه عبر وسائل الإعلام المختلفة، أساليب وقاية مختلفة ووسائل التعقيم وما شابه. لكن الناشط والسياسي خالد أمين يُشكك بالخطة الإعلامية المتبعة وينتقد ما وصفه بالتقصير الكبير للإدارة الذاتية على مستوى استخدام الإعلام في ذلك فيقول، “للإدارة الذاتية عشرات القنوات الفضائية والجرائد الورقية والإذاعات وغيرها، ولم نشعر بأيّ أهمية أو جدّية في التوعية، وكأن هذا الإعلام مخصص للتسييس والتوجيه السياسي لا غير”.

الإعلامي بهور رشيد يقول: “ليس لدى الإدارة الذاتية، ولا لدى المستشفى الوطني التابع لهيئة الصحة للحكومة السورية أيَّ إجراءات طبية سليمة للمتابعة، عدا عن عدم توفر الفحوصات اللازمة لمعرفة المصاب، ناهيك بغياب أجهزة التعقيم الحديثة والمستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات المصابة”.

وزار “درج” هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في قامشلو والتقت الطبيبة رابرين حسن الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة التي تؤكد أن “هناك جهوداً كبيرة تبذل لنشر الوعي”. وتضيف: “نعمل بكامل طاقاتنا وإمكاناتنا لتوعية المواطنين بالوباء الذي يتحول إلى خطر حقيقي يداهم المنطقة، وعلى الجميع أن يحموا أنفسهم لحماية غيرهم. ألغينا التجمعات وأغلقنا المدارس والجامعات والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، وننشر حملات توعية على الإعلام بكثافة وسنقوم بزيادة الحملات الإعلامية حول ذلك”. وترفض حسن الشكاوى والاتهامات حول تقصير الإدارة الذاتية “هناك مشكلة في عدم اهتمام الأهالي بالموضوع ونحاول تسخير الإعلام للتوعية حول خطر الوباء وأهمية أخذ الاحتياطات اللازمة، وبدأنا حملة تعقيم في مؤسسات الإدارة الذاتية، وستكون المرحلة الثانية في الأسواق وأماكن التجمعات والطرق، وربما نطلب حظر التجول حينها. في الوقت الحالي لا نستطيع منع الحركة بين المناطق، لكنه سيكون خياراً قائماً، العالم كله عاجز عن أيّ حل، وفي حال الشك بأي حالة، نرسل عينة إلى منظمة الصحة العالمية التي تعيد إلينا النتيجة خلال 24 ساعة”.

يقول الناشط الحقوقي جكر سلو: “إلى هذه اللحظة ليس هناك أيّ اهتمام شعبي بهذا الوباء، وهو تصرف مخيف، والمطلوب من هيئات الصحة للإدارة الذاتية والحكومة السورية والمنظمات الدولية القيام بدورها للحماية والتثقيف الصحي، لأن الوقاية هي الخطوة الأولى في الحماية بخاصة مع عجز دول عظمى عن حل المشكلة وانتشار الفايروس، وأتمنى الشفافية في الإعلان عن الوضع الحقيقي للفايروس في المنطقة، فالسكوت عن الإصابات كارثة إنسانية تهدد وجودنا ومصيرنا. وأطالب الكتّاب والصحافيين والمثقفين بالعمل على نشر ثقافة إلغاء المصافحة والإبقاء على مسافة جيدة بين المتحدثين”

وحصل “درج” على معلومات خاصة حول إتمام الاستعدادات الخاصة بالمنظمات الدولية، لإجراء تدريبات من بعد، للمسؤولين ضمن المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وهو تدريب على إجراءات السلامة والوقاية ضمن أنشطة التوزيعات والمساعدات المقدمة لمكافحة فايروس “كورونا”.

وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ريك برينان، قال إن المنظمة ستبدأ في وقت قريب إجراء اختبارات للكشف عن فايروس “كورونا” في شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.

وأضاف أنه يشعر “بقلق بالغ من انتقال الفايروس إلى منطقة دمرت الحرب الأهلية الدائرة فيها منذ فترة طويلة النظام الصحي”.

https://daraj.media/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af-%d8%a3%d9%85%d9%91%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d9%82%d8%a7%d9%82-%d8%a3%d9%8f%d9%85%d9%8e%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%ef%bb%bf/
18.03.2020
زمن القراءة: 6 minutes

السائقون غير مهتمين بالفايروس، أما الركاب فكانوا شبه متفقين على عبارة واحدة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.

يستغرب السبعيني حسين أوسي سؤالاً حول عدم ارتداء الناس قفازات وكمامات، فيقول “ليس هناك أيّ وباء، وما نشاهده ليس سوى صراع بيولوجي بين أميركا وإسرائيل ضد الصين. أتذكر منذ عشرات الأعوام، أتت أوبئة أكثر قوةً ولم نتأثر، هذا الفايروس ليس أقوى وأسوأ من دخان السيارات ومكبات النفايات ودخان المحارق والمازوت المسرطن، كما أن التجار يتحكمون بسعر الكمامات والقفازات لكي يستغلونا، لن أرتديها وليس هناك أي مرض”. 

أكمل أوسي انشغاله وطلب منّا الحديث عن موضوع آخر، قبل أن يتراجع ليقول: “أنتم الصحفيين والكتّاب والسياسيين والمسؤولين كلكم تزرعون الخوف في نفوسنا من هذا المرض”.

جال “درج” في الأسواق وخيمة عزاء وبعض الأفران في مدينة القامشلي، وكان ظاهراً حجم الاستخفاف بالفايروس وإمكان انتشاره أو وصوله. ففي إحدى دور العزاء لا تزال عادة التقبيل والمصافحة وبل المعانقات مستمرة، استفسرنا عن السبب، ضحك البعض وعبس البعض الآخر، ومنهم من تابع حديثه الخاص. 

سأل الحاج موسى (61 سنة) شقيق المتوفي: “ماذا تريد مني أن أفعل مثلاً، أعلق لافتة وأكتب عليها “لا تصافح لا تقبل لا تحضن”، توفي شقيقي، والناس يأتون للتعازي، أنتم في الصحافة أطلبوا منهم ذلك هي عادة سيئة واليوم خطيرة لكن تؤخذ بسطحية كبيرة”.

يعتقد نشطاء وسياسيون أن تأخر إجراءات الإدارة الذاتية الكردية تسبب بخلق حالة لا مبالاة لدى الأهالي، إذ يصف الناشط والإعلامي حسام خليل الوضع بالكارثي

في أحد الأفران في حي قناة السويس، وقف الناس في طوابير طويلة لشراء الخبز، غالبيتهم لم يرتدوا قفازات أو كمامات، بعض النسوة وضعن جزءاً من حجاباتهن فوق أنوفهن، فيما استند كثيرون إلى واجهة الفرن أو الحواجز المخصصة لفرز الإناث عن الذكور،  وتبادلوا التحايا والمصافحات، غير مبالين بالفايروس الذي يطوف في الأجواء.

سألنا وليد (40 سنة) عن سبب عدم أخذه طرائق الوقاية الضرورية، وضع يدهُ على وجه صديقه وقال “10 سنوات من الحرب والقصف ولم نمت، هل سيُميتنا فايروس لا يُرى بالعين المجردة؟”. داخل الفرن كان البائع يرتدي كمامةً وقفازاً وإلى جانبه علبة تعقيم صغيرة، يستعملها بين الحين والآخر “النقود أيضاً تحمل الفايروس”، بينما كان العاملون في الفرن غير مهتمين بالموضوع تقريباً.

وفي سوق القامشلي المركزي، أحد أكبر التجمعات البشرية حيث مختلف المواد التي تحتاجها الأسرة من ثياب ومنظفات ومواد تجميل وطهو وطعام، نسبة المقبلين على محلات بيع المنظفات ضئيلة جداً مقارنة ببقية المحلات. دخل “درج” إلى محل لبيع المجوهرات التقليدية، يقول رافع (35 سنة)، وهو الحاصل على إجازة في علم الاجتماع “بعد قرار إلغاء الاحتفال بعيد النوروز، بلغت خسارتي حداً كبيراً، قبل القرار بأيام اشتريت بضاعة بنحو 10 آلاف دولار، ستبقى غالبيتها من دون مبيع إلى الصيف في موسم الأعراس، إن تم القضاء على الوباء. لا مشكلة المهم أن لا تنتقل العدوى، لكن الإجراءات المتبعة غير كافية، أحمل معي علبة تعقيم وقفازات وكمامات، لكن حركة السوق تجعلنا في خطر دائم”.

ونتيجة الطلب المتزايد على الكمامات والقفازات ارتفع السعر أكثر من 300 في المئة، فسعر الكمامة الواحدة قبل انتشار الفايروس كان نحو 40 ليرة سورية، ويبلغ الآن أكثر من 300 ليرة، وسعر القفازين كان 25 إلى 35 ليرة سورية، وبلغ السعر اليوم 100 ليرة سورية. لكن الغريب في الأمر عدم استعمال الكمامات والقفازات إلا نادراً.

تقول ليلى من حيّ الكورنيش: “اشتريت أربع كمامات فقط، نحن سبعة في المنزل، سيضع كمامة من يخرج فقطـ، لا نستطيع شراء الكمامات والقفازات لجميع أفراد الأسرة”. 

عادة ما يتنقل الأهالي عبر سيارات “السرفيس” بين مختلف مناطق المدينة، ولجأت الإدارة الذاتية الكردية كإجراء احترازي إلى توقيف عمل حافلات النقل الداخلي حرصاً على سلامة الأهالي، بيد أن حركة سيارات الأجرة لا تزال مستمرة. بعد أخذ احتياطات الوقاية المناسبة، استقل معد التحقيق ثلاث سيارات أجرة لثلاثة خطوط مختلفة من السوق إلى الهلالية حيث أقصى المنطقة الغربية للمدينة، من السوق إلى قناة السويس في الجهة الشرقية للمدينة، ومن السوق إلى حيّ الكورنيش في جنوب المدنية. السائقون غير مهتمين بالفايروس، أما الركاب فكانوا شبه متفقين على عبارة واحدة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”. السائق حسين يرى أن” الفايروس ليس سوى تضخيم إعلامي، إذ لم يمت إلا بضعة أشخاص لا غير حول العالم، وليس هناك إحصاء دقيق. كيف سألزم المنزل، أعمل اليوم كي يأكل أبنائي غداً، وهكذا، إذا بقيت في المنزل لن نجد ما نأكله، هذا الفايروس لن يصل إلينا”.

بين النشطاء ومسؤولي الإدارة الذاتية

يعتقد نشطاء وسياسيون أن تأخر إجراءات الإدارة الذاتية الكردية تسبب بخلق حالة لا مبالاة لدى الأهالي، إذ يصف الناشط والإعلامي حسام خليل الوضع بالكارثي، “الأسواق مكتظة بالمارة من دون أي وقاية شخصية، ومع غياب ثقافة الانتماء والالتزام الطوعي بسبب ضعف الإجراءات المتخذة، وعدم شعور المواطنين بوجود هياكل حكم محلية تهتم لمصيرهم، وعدم الاهتمام بما صدر من قوانين وإجراءات، وبذلك يبدو وكأنّ الناس يستخفّون بمصيرهم”.

وكانت الإدارة الذاتية صرحت بأنها تقوم بتوزيع المنشورات وتوجّه عبر وسائل الإعلام المختلفة، أساليب وقاية مختلفة ووسائل التعقيم وما شابه. لكن الناشط والسياسي خالد أمين يُشكك بالخطة الإعلامية المتبعة وينتقد ما وصفه بالتقصير الكبير للإدارة الذاتية على مستوى استخدام الإعلام في ذلك فيقول، “للإدارة الذاتية عشرات القنوات الفضائية والجرائد الورقية والإذاعات وغيرها، ولم نشعر بأيّ أهمية أو جدّية في التوعية، وكأن هذا الإعلام مخصص للتسييس والتوجيه السياسي لا غير”.

الإعلامي بهور رشيد يقول: “ليس لدى الإدارة الذاتية، ولا لدى المستشفى الوطني التابع لهيئة الصحة للحكومة السورية أيَّ إجراءات طبية سليمة للمتابعة، عدا عن عدم توفر الفحوصات اللازمة لمعرفة المصاب، ناهيك بغياب أجهزة التعقيم الحديثة والمستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات المصابة”.

وزار “درج” هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في قامشلو والتقت الطبيبة رابرين حسن الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة التي تؤكد أن “هناك جهوداً كبيرة تبذل لنشر الوعي”. وتضيف: “نعمل بكامل طاقاتنا وإمكاناتنا لتوعية المواطنين بالوباء الذي يتحول إلى خطر حقيقي يداهم المنطقة، وعلى الجميع أن يحموا أنفسهم لحماية غيرهم. ألغينا التجمعات وأغلقنا المدارس والجامعات والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، وننشر حملات توعية على الإعلام بكثافة وسنقوم بزيادة الحملات الإعلامية حول ذلك”. وترفض حسن الشكاوى والاتهامات حول تقصير الإدارة الذاتية “هناك مشكلة في عدم اهتمام الأهالي بالموضوع ونحاول تسخير الإعلام للتوعية حول خطر الوباء وأهمية أخذ الاحتياطات اللازمة، وبدأنا حملة تعقيم في مؤسسات الإدارة الذاتية، وستكون المرحلة الثانية في الأسواق وأماكن التجمعات والطرق، وربما نطلب حظر التجول حينها. في الوقت الحالي لا نستطيع منع الحركة بين المناطق، لكنه سيكون خياراً قائماً، العالم كله عاجز عن أيّ حل، وفي حال الشك بأي حالة، نرسل عينة إلى منظمة الصحة العالمية التي تعيد إلينا النتيجة خلال 24 ساعة”.

يقول الناشط الحقوقي جكر سلو: “إلى هذه اللحظة ليس هناك أيّ اهتمام شعبي بهذا الوباء، وهو تصرف مخيف، والمطلوب من هيئات الصحة للإدارة الذاتية والحكومة السورية والمنظمات الدولية القيام بدورها للحماية والتثقيف الصحي، لأن الوقاية هي الخطوة الأولى في الحماية بخاصة مع عجز دول عظمى عن حل المشكلة وانتشار الفايروس، وأتمنى الشفافية في الإعلان عن الوضع الحقيقي للفايروس في المنطقة، فالسكوت عن الإصابات كارثة إنسانية تهدد وجودنا ومصيرنا. وأطالب الكتّاب والصحافيين والمثقفين بالعمل على نشر ثقافة إلغاء المصافحة والإبقاء على مسافة جيدة بين المتحدثين”

وحصل “درج” على معلومات خاصة حول إتمام الاستعدادات الخاصة بالمنظمات الدولية، لإجراء تدريبات من بعد، للمسؤولين ضمن المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وهو تدريب على إجراءات السلامة والوقاية ضمن أنشطة التوزيعات والمساعدات المقدمة لمكافحة فايروس “كورونا”.

وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ريك برينان، قال إن المنظمة ستبدأ في وقت قريب إجراء اختبارات للكشف عن فايروس “كورونا” في شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.

وأضاف أنه يشعر “بقلق بالغ من انتقال الفايروس إلى منطقة دمرت الحرب الأهلية الدائرة فيها منذ فترة طويلة النظام الصحي”.

https://daraj.media/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af-%d8%a3%d9%85%d9%91%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d9%82%d8%a7%d9%82-%d8%a3%d9%8f%d9%85%d9%8e%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%ef%bb%bf/