fbpx

كيف تحاول قطر استمالة المؤثّرين في ترامب؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

زار جوي اللّحام، مالك مطعم Long Time New York، معبد Park East، في حي مانهاتن أواخر العام الماضي وقدّم عرضاً إلى المحامي ألان ديرشوفيتز. “تفضّل بزيارة الدوحة، عاصمة قطر، بدعوةٍ من الأمير”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

زار جوي اللحام، مالك مطعم Long Time New York، معبد Park East، في حي مانهاتن أواخر العام الماضي وقدّم عرضاً إلى المحامي ألان ديرشوفيتز. “تفضّل بزيارة الدوحة، عاصمة قطر، بدعوةٍ من الأمير”.

يقول ديرشوفيتز إنه لم يقابل اللحام من قبل وإنه تردّد في البداية قبل أن يوافق على الذهاب. لم يكن البروفيسور يدري أنه أيضاً ضمن قائمة تضم 250 شخصاً يقول اللحام إنه قام بتحديدهم بالتعاون مع شريكه في مجال ممارسة الضغط، نيك ميوزن، على أنهم من الشخصيات المؤثرة في دائرة الرئيس ترامب.

كانت القائمة جزءاً من حملة ضغط جديدة تبنّتها قطر بعد أن وقف الرئيس ترامب مع جيرانها في الخليج العربي والذين فرضوا حصاراً على الدولة الصغيرة. يقول اللحام إن قطر سعت إلى استعادة العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة. وتحوّل التفكير إلى استمالة المؤثرين في الرئيس ترامب، ما سيدفع الرئيس إلى أن يحذو حذوهم.

يقول اللحام إنه أخبر المسؤولين القطريين في محيط عمله بعد فترة وجيزة من فرض الحصار، “نريد أن نطلق حملة نتمكّن من خلالها في التوغّل إلى داخل رأسه بأكبر قدر ممكن”.

كانت عمليّة الضغط التي قامت بها قطر خلال العام التالي بمثابة مخطّط تأثير غير تقليدي لاستهداف رئيس غير تقليدي؛ كما تبيّن مدى التغيير الذي أدخله الرئيس ترامب على قواعد اللعبة في صناعة التأثير.

نظراً إلى أن ترامب يتجنّب في كثير من الأحيان عمليات صنع القرار التقليدية، ويعتمد على نصائح الأصدقاء والمعاونين، أمضت جماعات المصالح الـ19 شهراً الماضية في إعادة توجيه عمليات الضغط. وتتضمّن الأساليب الجديدة: الإعلان عبر البرامج التلفزيونية التي يفضّلها الرئيس، إضافة إلى إنشاء علاقات مع أشخاص يتحدّثون إليه.

أنفقت قطر 16.3 مليون دولار على حملة الضغط (اللوبي) خلال عام 2017 داخل الولايات المتحدة، وهو العام الذي فُرِض فيه الحصار، إِذْ ارتفع الرقم من 4.2 مليون دولار خلال العام السابق، وفقاً للملفات الفيدرالية بشأن المدفوعات للعملاء الأجانب المسجّلين. واعتباراً من حزيران/ يونيو عام 2018، كانت البلاد توظف بشكل مباشر 23 شركة ضغط، مقارنة بسبع شركات عام 2016، وفق ما أوضحت الملفّات.

أنفقت بعض هذه الأموال على جماعات الضغط التي تربطها علاقة بالرئيس ترامب ودفعت لآخرين حتى يثيروا الجدل ويملأوا قاعات الكونغرس بالأسئلة؛ وهو نهج نموذجي يهدف إلى الضغط على المشرّعين وكبار المسؤولين في الإدارة.

بشكل غير عادي، اتّجهت أيضاً إلى الأصدقاء، والمعاونين، والمعجبين بالرئيس من أصحاب المناصب المرموقة. وقامت بنشر القائمة التي تضمّ 250 شخصية من الشخصيات “المؤثرة في ترامب” أمثال ديرشوفيتز، والمشهورة أنها تحوز على ثقة الرئيس بشكل رسمي أو غير رسمي، وفق اللحام. كما يضيف اللحام وميوزن أنهما أعدّا هذه القائمة وتقرّبا من أهدافهما فأرسلوا ما يقرب من أربعة وعشرين إلى الدوحة، التي غطّت التكاليف الخاصة بالزيارة بل ودفعت أموالاً لبعضهم بصورة مباشرة. ومن بين الآخرين الذين أُرسلوا، الحاكم السابق لولاية أركنساس مايك هاكابي والمذيع الأميركي المحافظ جون باتشلر.

كما رتّبا أيضاً لعقد اجتماعات في الولايات المتّحدة بين المسؤولين القطريين وبعض معاوني ترامب، على حد قولهم، ومن بينهم ستيف ويتكوف، أحد الزملاء المطورين في نيويورك والذي ليس له تاريخ في السياسة. رفض ويتكوف التعليق على الأمر.

“يمكنك أن ترى من اللقاء الذي عُقِد مع الأمير، من خلال لغة الجسد والكلمات، أن التواصل مع ترامب كان ناجحاً”

يقول ستيف بانون، أحد كبار المستشارين السابقين للرئيس ترامب، إنه في الوقت الذي أنفق خلاله خصوم قطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أموال الضغط في الولايات المتحدة “بالطريقة المعتادة، المتمثلة في الدفع إلى جميع الأسماء القديمة ذاتها، جربت قطر شيئاً مختلفاً”. رفضت سفارة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التعليق.

يقول بانون، الذي انتقد قطر طويلاً، “إن الحصول على كل هؤلاء المؤثرين من أمثال القادة اليهود والأشخاص المقرّبين من الرئيس، يُظهر مستوى عالياً من التعقيد والتطوّر. برهن عجز الإمارات العربية المتّحدة والسعودية في القيام بمسؤولياتهما”.

يقول جاسم آل ثاني، المتحدّث باسم السفارة القطرية في واشنطن، كان الجهد الأوسع ضرورياً بسبب “جيش الضغط” التابع لخصومهم في الشرق الأوسط. كما يقول، “من دون شك، استغرق الأمر بعض الوقت والموارد لاستبدال أكاذيب الدول المحاصرة بالحقيقة، بما في ذلك دعوة الوفود إلى زيارة قطر والتحقيق في الحصار بأنفسهم”. ويرفض مناقشة خصوصيات الحملة. ولا يُشكك في حسابات اللحام وميوزن.

ربحت شركات الضغط التابعة لجوي اللحام وميوزن 3 ملايين دولار على الأقل من عملهم لمصلحة قطر، وفق ما تُظهر الملفات الفيدرالية. ويقولون إن القطريين ناشدوا ضيوفهم لنشر أخبار عما يرون من أعمال قطر الجيدة، بما في ذلك مساعدتها في إعادة إعمار غزة. ويقولون أيضاً إنهم لم يطلبوا من الزوار أن ينقلوا وجهات نظرهم بأي طريقة محددة، ورفضوا إعطاء تفاصيل عن مناقشاتهم مع أي فرد في القائمة.

هناك دلائل تشير إلى أن برنامج قطر قد أثمر. إذ عكس الرئيس ترامب موقفه في نيسان/ أبريل ورحّب بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض، مربتاً على ركبته، وواصفاً قطر بأنها، “شريك ذو قيمة وصديق قديم”. كما تم تجميد قانون كان يعدّه الكونغرس لإدراج قطر على قوائم الدول الداعمة للإرهاب بسبب علاقاتها المزعومة مع حماس.

يقول كريستيان كوتس أولريتشين، زميل دراسات الشرق الأوسط بجامعة رايس، “يمكنك أن ترى من اللقاء الذي عُقِد مع الأمير، من خلال لغة الجسد والكلمات، أن التواصل مع ترامب كان ناجحاً”. ويضيف قائلاً، إن تواصل قطر غير التقليدي مع، “الأشخاص في الدائرة المحيطة بالرئيس مثّل خطوة ذكية حققت نتائج واضحة”.

وردّاً على الأسئلة التي تتعلق بما إذا كانت الجهود القطرية قد أثّرت في الرئيس ترامب، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، جاريت ماركيز، “حدث تحسن في العلاقة بين الحكومة الأميركية والقطريين بسبب الكثير من الارتباطات الثنائية الرسمية الناجحة خلال العام الماضي”.

يقول بعض الأشخاص الذين سافروا إلى الدوحة -ومن ضمنهم ديرشوفيتز- إنهم شعروا بالخداع لأنهم لم يعرفوا أن الزيارات كانت جزءاً من جهود الضغط التابعة للدولة. ويقول اللحام وميوزن إنهما لم يخدعا أحداً.

أنجز اللحام معظم أعماله من دون تسجيل اسمه كعميل أجنبي حتى حزيران/ يونيو. ويقول إنه لم يقدّم في البداية تلك الأوراق لأنه كان يعتزم إيصال مستثمرين قطريين بعدد من المشاريع الأميركية، وهو ما لا يتطلّب تسجيلاً عادة.

تحدّي ترامب

كان التحدّي القطري واضحاً في وقت مبكر أمام إدارة ترامب. وكانت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تتمتّعان بعلاقات أفضل مع البيت الأبيض الجديد من القطريين. في أيار/ مايو عام 2017، سافر الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية لعقد قمة شرق أوسطية، حيث حضر المسؤولون القطريون جلسات تتعلق بوضع حد لتمويل الإرهاب وقضايا أخرى. ويصف بانون وأحد كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض، موقف القطريين أثناء الاجتماعات مع نظرائهم الخليجيين بأنه، “غير تعاوني”.

ويقول آل ثاني، المتحدّث باسم السفارة، إن المسؤولين القطريين شاركوا بحماسٍ في كل ما تمكّنهم المشاركة فيه.

بعد أيام، دفع رجل الأعمال والمتبرع الجمهوري إليوت برويدي، الذي لديه مصالح تجارية في الإمارات العربية المتحدة، لعقد مؤتمر واشنطن لانتقاد قطر والإخوان المسلمين، كما ذكر مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، التي نظمت المؤتمر. وبعد ذلك، قدّم الجمهوري إد رويس (عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا)، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مشروع قانون لإدراج قطر على قوائم الدول الراعية للإرهاب.

في حزيران، أعلنت دول منها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين فرض الحصار. وصرّح الرئيس ترامب في مؤتمر صحافي قائلاً، “للأسف، لعبت قطر دور مموّل للإرهاب”.

لطالما كانت قطر واثقة من علاقتها بالولايات المتحدة، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى وجود الآلاف من القوات الأميركية هناك، وفق ما مستشارين قطريين. وبعد الانتقادات التي وجهها الرئيس ترامب، تعاقدت مع شركة تعمل في مجال القانون وحشد التأييد يمتلكها المدعي العام الجمهوري السابق جون أشكروفت مقابل 2.5 مليون دولار لمراجعة إجراءات مكافحة الإرهاب الخاصة بها، كما تبين الملفات الفيدرالية للشركة. ورفض أشكروفت الذي أيّد ترامب قبل انتخابه، التعليق حول الأمر.

في تموز/ يوليو عام 2017، تعاقدت قطر مع شركة أفينيو ستراتيجيز Avenue Strategies، وهي إحدى الشركات التي تعمل أيضاً في مجال حشد التأييد (اللوبي)، والتي يرأسها باري بينيت، المستشار السابق لحملة ترامب، الذي وافق في النهاية على عقد بقيمة 6 ملايين دولار سنوياً، كما أظهرت ملفات الشركة. ويقول بينيت إن مهمته الرئيسة تتمثل في تطوير الاستراتيجية التي تتبناها البلاد على المدى البعيد في الولايات المتحدة.

في الوقت ذاته تقريباً، يقول اللحام وميوزن، اللذين تعرفا إلى بعضهما من خلال الدوائر اليهودية الجمهورية، إنهما كانا يضعان خطة شاملة لمصلحة القطريين. امتلك اللحام (43 سنة)، في السابق أحد مطاعم كوشر الراقية إضافة إلى أعمال تجارية جانبية تتعلق بتنظيم الرحلات الاستكشافية الفاخرة في عيد الفصح. كما حضر تيد كروز، سيناتور ولاية تكساس، الاحتفال بمناسبة عيد الفصح عام 2015 في مدينة دانا بوينت، بولاية كاليفورنيا.

أصبح ميوزن (43 سنة)، في ما بعد نائب رئيس أركان كروز. وبصفته طبيباً ومحامياً، قدم ميوزن استشارات للحملة الرئاسية للجمهوريين حتى انتهائها، ثم ساعد حملة ترامب. كما قام بترتيب حضور اللحام حفل التنصيب، كما يقول هو واللحام.

وافق القطريون على مقترح قائمة المؤثرين، وسُرعان ما ركز الثنائي الاهتمام على ديرشوفيتز؛ وهو هدف غير تقليدي نظراً إلى أنه ليس من المشرعين أو المسؤولين في الإدارة. وحظي ديرشوفيتز بإشادة الرئيس ترامب باعتباره “محامياً جيداً” و”باحثاً قانونياً”، ويشير اللحام وميوزن إلى أنه جذب انتباههما.

يوضح ديرشوفيتز إنه كانت لديه تحفظات حول زيارة قطر، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها سمحت في السابق لأعضاء الجماعات الإسلامية مثل حماس بالعيش على أراضيها. لكن أكد له اللحام أن قطر جادة في تغيير أساليبها.

بعد زيارته في كانون الثاني/ يناير، أشاد ديرشوفيتز بالبلاد في عمود بإحدى الصحف واصفاً إياها بأنها، “أصبحت على نحو سريع إسرائيل الخليج، محاطة بالأعداء، وتخضع لمقاطعات ومطالب غير واقعية وتكافح من أجل البقاء”.

كما يرفض ديرشوفيتز مناقشة المبالغ التي حصل عليها مقابل تجربته في قطر، قائلاً، “لا أقوم برحلات طويلة إلى دول أجنبية وأقوم بدفع التكاليف الخاصة بالسفر”. عاد ديرشوفيتز إلى قطر في آذار/ مارس لإلقاء محاضرة.

يلفت إلى أنه ذهب في كلا المرتين بصفته أكاديمياً. كما اعتبره أعضاء اللوبي القطريون من الشخصيات المؤثرة في ترامب، إِذْ يقول، “لو أنني علمت أن الهدف مني ربما يتمثل في التأثير في الرئيس، لما ذهبت”. ويؤكد أيضاً أنه لم يذكر أي شيء للرئيس ترامب بخصوص قطر.

زيارة هاكابي

زار هاكابي قطر في أوائل كانون الثاني بعد أن صرّح ميوزن بأنه تواصل مع الحاكم السابق. فهو مؤيد قوي لإسرائيل، وتشغل ابنته منصب السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض. وبعد زيارته، غرد قائلاً إنه اكتشف أن الدوحة “جميلة بشكل مدهش ومعاصرة ومضيافة”.

دفع اللحام له مبلغ 50 ألف دولار كأتعاب مقابل هذه الزيارة، كما أظهر أحد تقارير الضغط الأجنبية. يقول اللحام إن هاكابي مستشار استحق الحصول على تعويض. ولم يستجب هاكابي لطلبات التعليق.

وتواصل اللحام مع باتشيلر، المذيع، لأن أعضاء جماعة الضغط سمعوا أن الرئيس ترامب يستمع في بعض الأحيان إلى برنامجه، وأنه يستضيف أعضاء الإدارة. وزار باتشيلر قطر في كانون الثاني.

بعد فترة وجيزة، قال باتشيلر في أحد البرامج: “كنت على اقتناع بأنني في مدينة تريد جني المال، وتريد الشفافية وتريد علاقة قوية مع الرئيس ومع الولايات المتحدة. أعتقد أنها حليف إذا أردنا ذلك”.

لم يستجب باتشيلر لطلبات التعليق أيضاً.

قال اللحام وميوزن إنهما حدّدا شخصاً آخر واعتبروه مؤثراً وهو كريس رودي، أحد أعضاء منتجع مارا لاجو الذي يملكه ترامب والرئيس التنفيذي لشركة “نيوز ماكس ميديا”، التي تدير قناة تلفزيونية محافظة.

أوضح اللحام أنه قدم رودي للقطريين، الذين بدأوا التفاوض على حصة تُقدر بملايين الدولارات في نيوز ماكس. وانهارت المحادثات بعد أن نشرت صحيفة بوليتيكو Politico، مقالاً يكشف عن مناقشاتهم، وفق اللحام. فيما يقول رودي “لا نتناقش أبداً مع المستثمرين أو الأشخاص الذين قد يكونوا مهتمّين بالاستثمار”.

كما التقى اللحام أيضاً ببانون، الذي تلقى 100 ألف دولار في الخريف الماضي ليتحدث في مؤتمر آخر برعاية رودي حول علاقة البلاد المزعومة بالإرهاب. ونقل اللحام إلى بانون أن قطر مهتمة بتمويل مشاريعه، على حد قولهما. ويقول بانون إنه رفض العرض وتواصل مع اللحام فقط ليثنيه عن العمل نيابة عن قطر. ولم يتجادل اللحام بخصوص هذه المسألة.

أثارت حملة قطر دعوى قضائية قدمها برويدي مدعياً أن قطر وبعض عملائها، بما في ذلك ميوزن، تآمروا لسرقة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به، والتي تضمنت تفاصيل تتعلق بعمله لمصلحة الإمارات العربية المتحدة، لتشويه سمعته باعتباره جزءاً من حملة الضغط. أسقط قاض فيدرالي التهم عن قطر وميوزن، فيما رفض كلاهما الادّعاءات.

كشفت دعوى برويدي، التي أُقيمت في آذار أمام إحدى المحاكم الابتدائية الفيدرالية في لوس أنجلوس، عن عمل اللحام نيابة عن قطر. وتظهر تقارير وزارة العدل اللاحقة عن اللحام أنه استخدم أموالاً من قطر للتبرع بمبلغ 100 ألف دولار للمنظمة الصهيونية الأميركية، وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل شكّكت في مزاعم قطر بأنها لا تمول جماعات إرهابية.

يقول اللحام وميوزن إن مدير المنظمة، مورتون كلين، المُقرّب من كبار مستشاري الرئيس ترامب في ما يتعلق بإسرائيل، زار الدوحة. وأعاد كلين التبرعات بعد أن علم أنها جاءت من قطر، وفق ما أضاف هو واللحام. يوضح كلين “أصابتني صدمة كبيرة، وتأذيت وشعرت بخيبة أمل”، مضيفاً أنه “لم يضغط أبداً لمصلحة قطر”.

يشير اللحام وميوزن إلى أنهما توقّفا عن العمل لمصلحة قطر في حزيران؛ فيما تظهر الملفات الفيدرالية أنهما ما زالا مسجّلين كعملاء لقطر.

في تمّوز، أسّسا شركة للضغط والاستشارات الاستثمارية، وهي شركة Stonington Global. كما طغى طرح شركتهم الجديدة على الخلاف حول شريك أعلنا عنه في الوقت نفسه، وهو مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض مايك فلين. ينتظر فلين إصدار حكم ضده بعد إدانته العام الماضي بالكذب على المحققين الفيدراليين في ما يتعلّق بمحادثاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة خلال انتقال ترامب إلى السلطة.

بعد صدور إعلان الشركة، قال محامو فلين إنه لم يكن يعلم أنه سيصدر قريباً، وأضاف أنه لن ينضم إليهم في أي حال. ويقوضح اللحام وميوزن أن فلين لا يعمل لدى شركتهما، على رغم أنهما يأملان بانضمامه مجدّداً بعد صدور الحكم عليه. ولم يستجب فلين لطلبات التعليق.

يرفض اللحام وميوزن الحديث عما إذا كان لديهما عملاء أم لا. ويؤكد البيان الذي يعلن عن شركتهما الجديدة أنهما “سيعملان على تعزيز نجاحهما في تمثيل دولة قطر، التي شهدت في غضون 8 أشهر تعرض الإمارة الخليجية لأحداث كثيرة بدءاً من العزل والحصار والنقد الرئاسي، وصولاً إلى تعزيز الأمن الأميركي– القطري والعلاقات الاقتصادية”.

 هذا الموضوع مترجم عن موقع wsj.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إقرأ أيضاً:
محامي ترامب يكشف عن صلة مالية بالعائلة الحاكمة في قطر
لماذا يهاجم دونالد ترامب أوروبا؟
بي بي سي تنشر معلومات جديدة عن الفدية التي دفعتها قطر لجماعات ارهابية في العراق

 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.