fbpx

كيف ترى إسرائيل سيناريو الحرب المحتملة مع حزب الله؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ما زالت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن احتمالات اندلاع حرب بمبادرة من “حزب الله” أو إيران منخفضة. بيد أن مصدر القلق الرئيسي هو احتمال أن تؤدي الأحداث المحلية الجارية في سوريا أو لبنان إلى حدوث تصعيد

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

فقاً لما جاء في تقارير مختلفة خلال السنوات الأخيرة، يملك “حزب الله” ما يقدّر بنحو 120 ألف إلى 130 ألف قذيفة وصاروخ، معظمها من الأنواع القصيرة أو المتوسّطة الأمد. ويمكن أن يصل نحو 90 في المئة من الصواريخ إلى مسافة 45 كيلومتراً، ما يعني أن بإمكانها الوصول إلى حيفا.

قبل بضعة أسابيع أطلع الجيش الإسرائيلي المجلس الوزاري الأمني على قائمة بالسيناريوهات المحتملة للحرب على الحدود الشماليّة، وآثارها على الجبهة الداخلية.

وتباحث الضباط في تقديرات الأضرار الناجمة في حال وقوع اشتباك قصير الأمد مع “حزب الله” في لبنان، وماذا سيحدث لو استمر الصدام نحو 10 أيام، أو حملة أطول من ذلك ولكن متوسطة المدة، نحو ثلاثة أسابيع، أو حدث صراع أطول يدوم أكثر من شهر. 

لم يكن الدافع لعقد جلسة الإحاطة هذه هو أن كبار الضباط يعتقدون أن الحرب في الشمال أصبحت أكثر احتمالاً، بل أن المجلس الوزاري الأمني يسعى إلى زيادة نطاق معرفته بالقضايا الأمنية. ما زالت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن احتمالات اندلاع حرب بمبادرة من “حزب الله” أو إيران منخفضة. بيد أن مصدر القلق الرئيسي هو احتمال أن تؤدي الأحداث المحلية الجارية في سوريا أو لبنان إلى حدوث تصعيد، لا يريده أي طرف من الأطراف.

لأول مرة في التاريخ الإسرائيلي، ربما يضطرون إلى قطع الكهرباء بصورة دورية في جميع أنحاء البلاد

وفقاً لما جاء في تقارير مختلفة خلال السنوات الأخيرة، يملك “حزب الله” ما يقدّر بنحو 120 ألف إلى 130 ألف قذيفة وصاروخ، معظمها من الأنواع القصيرة أو المتوسّطة الأمد. ويمكن أن يصل نحو 90 في المئة من الصواريخ إلى مسافة 45 كيلومتراً، ما يعني أن بإمكانها الوصول إلى حيفا. وبإمكان معظم تلك الصواريخ أن تحمل رؤوساً حربيّة يصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات. ومن المفترض أن توفّر الملاجئ التي يقتضي القانون بناءها في المباني الجديدة كلها (منذ منتصف التسعينات)، الحماية ضد هذه الأنواع من الهجمات.

إقرأ أيضاًهآرتس: كيف سيستخدم “حزب الله” مقاتلين أجانب للسيطرة على لبنان؟

تضمّنت هذه السيناريوهات التي اطّلع عليها المجلس الوزاري الأمني تقديرات لعدد الصواريخ التي من المحتمل أن تُطلق يومياً، وما هي النسبة المئوية التي سيُمكن اعتراضها من هذه الصواريخ، وكم منها ستوجّه ضربات على الأراضي الخالية مقابل الأراضي المأهولة، وتقديرات الخسائر المتوقعة.

حيثما اندلعت الحرب الشاملة في الشمال، فإن الجيش الإسرائيلي يعتزم إجلاء مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون ضمن نطاق الصواريخ، إلى أجزاء أخرى من إسرائيل. وكما ذكرت صحيفة “هآرتس” قبل عام ونصف العام، فإن الخطة تدعو إلى إخلاء كامل للبلدات القريبة من الحدود، باستثناء أفراد الطوارئ، الأمر الذي سيتطلب إجلاء 78 ألف شخص من 50 بلدة إلى مسافة تبعد أربعة كيلومترات من الحدود. ومع ذلك، ستُقدّم المساعدات إلى الأشخاص الذين يعيشون بعيداً، إذا ما فضّلوا مغادرة المنطقة.

ساعدت الخطة على إنشاء توأمة بين السلطات المحلية القريبة من الحدود، والبلدات البعيدة التي من المقرّر أن تستقبل الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم. كما تمتلك السلطات قوائم بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وقوائم بنقاط الاستيعاب وأماكن النوم.

ووفقاً للدراسات الاستقصائية، تقدّر قيادة الجبهة الداخلية أنه إذا ما لزم الأمر، فإن أكثر من نصف السكّان سيختارون أن يتكفّلوا بالمغادرة بمفردهم والبقاء مع أصدقائهم أو أقاربهم في مكان آخر في إسرائيل. لن يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أي أماكن للإقامة في المدارس الميدانية والفنادق وما شابه ذلك. (تتولّى الجبهة الداخلية مسؤولية الإخلاء، في حين أن استيعاب الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من اختصاص وزارة الداخلية).

وعلى الأرجح، أن حقول الغاز ستغلق خوفاً من تحمّل أضرار لا يمكن إصلاحها، على رغم أنه ينبغي الدفاع عنها بواسطة أنظمة الاعتراض البحرية والجوية. ولكن الضرر الذي قد يلحق بالحفارات أثناء تشغيلها قد يستغرق سنوات لإصلاحه. وفي المقابل، من المرجح أن يستغرق إصلاح أي ضرر يحدث في الوقت الذي تكون فيه الحفارات مغلقة، بضعة أسابيع. لذلك، في حالة الحرب، من المحتمل إغلاق آلات الحفر، وسوف تضطر شركة الكهرباء ووزارة الطاقة إلى “إدارة الطلب” على الطاقة؛ بمعنى أنه، ولأول مرة في التاريخ الإسرائيلي، ربما يضطرون إلى قطع الكهرباء بصورة دورية في جميع أنحاء البلاد.

إقرأ أيضاً: هل تفرض شركات الغاز الروسية سلاماً بين اسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان

صنفت قيادة الجبهة الداخلية والهيئة الوطنية للطوارئ الإسرائيلية، المعروفة أيضاً اختصاراً باسمRachel ، خمسين نظاماً للبنية التحتية في أنحاء البلاد على أنها مواقع حرجة بالغة الأهمية، وهو الأمر الذي يتطلب دفاعات واسعة النطاق. تشتمل هذه الأنظمة الطاقة والنقل. ويتمتع حوالى 20 في المئة منها بحماية خاصة، تتضمن إضافة طبقة أخرى من الإسمنت فوق المواقع الحساسة لحماية الاقتصاد بأكمله من معاناة عند التعرض للهجمات الصاروخية. وعند بدء نشر أنظمة الاعتراض، سيشدد الجيش الحماية على هذه المواقع، إضافة إلى حماية القوات الجوية والقواعد الأخرى التابعة للجيش.

إحدى القضايا التي تقضّ مضاجع كبار الضباط ليلاً؛ هي مستوى توقعات الجمهور الإسرائيلي، استناداً إلى تجربة الهجمات على الجبهة الداخلية في الماضي، وفي المقابل ما ينبغي أن يتوقعوه في حال حدوث صراع كبير في أقصى الشمال. خلال الحملتين الأخيرتين على قطاع غزة، عمود النار أو عمود السحاب عام 2012 والجرف الصامد عام 2014، تمكّن نظام القبة الحديدية من إسقاط نحو 90 في المئة من الصواريخ التي تطلق على المناطق المأهولة. وأصبح السكّان الذين يعيشون في وسط إسرائيل أكثر تفاؤلاً للغاية، وبات كثيرون منهم يتجاهلون التعليمات أثناء الحرب. لكن عند حدوث اشتباك ومواجهة في الشمال، فإن ذلك سيجبر إسرائيل على التصدّي لمئات الصواريخ في اليوم الواحد، وسيلحق ذلك ضرراً أكبر بالجبهة الداخلية، سواء في الشمال أو في وسط البلاد.

لن يسمح مدى إطلاق الصواريخ والعدد الذي لا يزال محدوداً من الصواريخ المضادة للقذائف الباليستية الذي تملكه إسرائيل، بإجراء إحصاءات اعتراض مماثلة في حال حدوث حرب أخرى في الشمال. يعتمد الحد من الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين على نقلهم بعيداً من الحدود، وكذلك يعتمد على مدى التزام المدنيين تعليمات الجبهة الداخلية (إذ تقاوم الملاجئ معظم أنواع الضرر، باستثناء التعرّض لضربة مباشرة بالصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة). ومن شأن تحسين نظام الإنذار، الذي يمكنه أن يحدّد عمليات إطلاق الصواريخ والتنبؤ بالمكان الذي سوف تضربه على نحوٍ أكثر دقة، أن يجعل من الأسهل تنبيه السكّان في الوقت المناسب.

طوّرت قيادة الجبهة الداخلية أخيراً برمجيّات لتحقيق متطلّبات الحكومات المحلية المتمثلة في رصد المواقع التي تسقط فيها الصواريخ، وذلك استناداً إلى عددٍ من المعايير التي على وحدات الإنقاذ أن تجدها مفيدة. وفي اللحظة التي يُحدّد فيها موقع الهجوم، يمكن توفير تفاصيل حول عدد الأشخاص المقيمين في ذاك المبنى وعدد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بينهم.

هذا المقال مترجم عن موقع صحيفة Haaretz ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

إقرأ أيضاًاحتشام ومنع اختلاط : كيف نجح المتدينون في فرض التمييز ضد المجندات الاسرائيليات