fbpx

ما الذي يحدث لاحتياطي الماء العذب على الأرض؟ وكالة ناسا تشرح لنا..

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تسبب النشاط البشري في إحداث أضرار بالغة على المياه الجوفية، والتي يُمكن في ما بعد أن تؤدي إلى حدوث كوارث بيئية وإنسانية. فماذا يتعين علينا أن نفعل؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تسبب النشاط البشري الذي يشتمل على جميع الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالإنتاج الزراعي والصناعي والتعديني والتجاري وغيره، والعوامل المؤثرة في كل نشاط في إحداث أضرار بالغة على المياه الجوفية، والتي يُمكن في ما بعد أن تؤدي إلى حدوث كوارث بيئية وإنسانية.

تُعتبر دراسة توزيع كمية المياه داخل القشرة الأرضية عملية معقدة للغاية، وخصوصاً المياه الأقرب إلى السطح، الموجودة في طبقات المياه الجوفية. إلا أن وكالة “ناسا” تعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، وبعد مرور عشرات السنين من الدراسات، كانت النتائج مثيرة للقلق، إذ إن جزءاً من المياه الموجودة في الطبقات بين المناطق المدارية وخطوط العرض المرتفعة أوشكت أن تجف، وهناك على الأقل 20 في المئة من المناطق على كوكب الأرض في حالة حرجة.

تُعد المناطق الجغرافية مثل شمال الهند وشرقها والشرق الأوسط واستراليا وكاليفورنيا من أكثر المناطق التي يتم فيها الاستخدام المفرط لموارد المياه ما يسبب انخفاض في توفر المياه العذبة، ما أدى بالفعل إلى عواقب وخيمة.

تستخدم الهند المياه الجوفية بشكل حصري تقريباً لزراعة المحاصيل مثل القمح والأرز، وقد يتسبب هذا في انخفاض سريع في مخزون المياه الجوفية، على رغم أن معدل هطول الأمطار يعد أمراً طبيعياً تماماً في الوقت الحالي، إلا أن الأمطار غير قادرة على إعادة تعويض النقص في المياه الجوفية، بينما تعتبر زيادة استهلاك المياه الجوفية في العراق وسوريا نتيجة مباشرة لبناء دولة تركيا اثنين وعشرين سداً على نهري دجلة والفرات خلال الاثنين والعشرين عاماً الماضية، إضافة إلى الانخفاض الواضح في المياه السطحية المتاحة للبلدين الموجودة في الوادي.

كان ذات مرة هناك بحر يسمى آرال. أوضحت الدراسة التي أجرتها وكالة “ناسا” حول تقدير توزيع المياه أن هناك بعض المناطق تقع في شمال غربي الصين التي ساءت أحوالها وتعرضت للإهمال بشكل واضح، على سبيل المثال، تشهد مقاطعة شينغيانغ انخفاضاً شديداً في مستويات المياه الجوفية على رغم استمرار هطول الأمطار. ويفترض أن السبب في ذلك يرجع إلى كثرة الأنشطة الصناعية والزراعية.

ومن الواضح أيضاً المعاناة الكبيرة الحالية التي يواجهها بحر قزوين، الذي يعد أكبر مسطح مائي مغلق على سطح الأرض (أي لا يوجد به روافد مائية تصب في مياهه)، التي يُعزى السبب إليها بدرجة كبيرة إلى الأنشطة المماثلة مثل الزراعة والصناعة. على مدى السنوات الأخيرة، كان يعتقد أن الوضع السيئ الذي يعاني منه بحر قزوين ناتج عن تقلبات طبيعية، بيد أن البحث الذي أجرته وكالة “ناسا” سلط الضوء على المشكلة من منظور مختلف تماماً، والذي يبدو تقريباً نسخة طبق الأصل لما حدث للبحر السابق” آرال” كما نطلق عليه اليوم، حيث أدى الإفراط في عمليات السحب إلى الاختفاء شبه الكامل للمياه. لكن الفارق أن بحر قزوين كبير جداً وسوف يحتاج إلى قرون لكي يجف، لكن الطريق يبدو لنا واضحاً.

أوضح “جيمس فاميليتي”، من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة “ناسا”، أن “ما شهدناه في هذا العقد الحالي هو تغيير هيدرولوجي كبير” وأضاف “لأول مرة نرى نموذجاً تم تطويره من مجموعة بيانات ضخمة أوضح لنا كيف أصبحت الأراضي الرطبة على هذا الكوكب، بخاصة في مناطق خطوط العرض المرتفعة وفي المناطق المدارية، أكثر رطوبةً، في حين أن المناطق الجافة أصبحت أكثر جفافاً، وهناك بعض الأماكن التي أوشكت فيها المياه على النفاد”.

ماذا يتعين علينا أن نفعل؟  يقول الباحثون الذين شاركوا في هذه الدراسة أنه في الوقت الحالي لا يُمكن الإقرار بأن الاحتباس الحراري هو المتسبب الرئيسي في هذا الوضع، ولكن بالتأكيد هناك بصمة واضحة للنشاط البشري على دورة المياه العالمية. واستناداً إلى هذا العمل، يناشد المحلل السياسي في المؤسسة الغير ربحية المساعدة بالمياه WaterAid، “جوناثان فار”، الحكومات التي “ينبغي عليها أن تطلع على تلك النتائج العلمية وتتصرف بشكل عاجل وحازم للحفاظ على موارد المياه العذبة الموجودة على كوكب الأرض، من أجل ضمان مستقبل سكان العالم في جميع أنحائه “.  

 

هذا المقال مترجم عن موقع focus ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي