fbpx

هل الحياة لمدة أطول تعني أن الزواج لن يستمر؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كان من المعتاد أن يقول الناس ما الفائدة من البدء من جديد في هذا التوقيت؟، أما الآن، فيقولون: “ثلاثون عاماً أخرى مع هذا الأحمق؟ مستحيل!”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يحصل كبار السن في الولايات المتحدة على الطلاق بنسبة تفوق ما كانت عليه من قبل بكثير، مع تضاعف معدلات الطلاق تقريباً بين أولئك البالغين من العمر 50 سنة أو أكثر، خلال الثلاثين عاماً الماضية.

يُمثل هذا الارتفاع غير المسبوق في ما يسمى “الطلاق الرمادي” سؤالاً مهماً ومثيراً حول مسألة الزواج في الولايات المتحدة. هل هذا مجرد ضرر بسبب جيل طفرة الإنجاب بالعالم في الفترة ما بعد الحرب العالمية بين عامي 1946 و1964، إذ يتسم هذا الجيل بأن الأشخاص المولودين في تلك الفترة تزوجوا وتطلقوا أكثر من غيرهم؟ أم أن ذلك يعتبر بداية تحول جوهري في الطريقة التي يرى بها الأميركيون الزواج، في عصر يتوقع الناس خلاله أن يعيشوا حياة أطول، مليئة بالانتقالات بين المجالات المهنية والمنازل والوظائف والمهارات، وربما أيضاً العلاقات؟

زادت معدلات الطلاق في الولايات المتحدة خلال القرن الذي سبق بدايات زواج جيل طفرة الإنجاب في العالم، بشكل ثابت، ولكن ببطء شديد (باستثناء المفارقة التاريخية التي حدثت في فترة ما بعد الحرب عام 1946). عام 1914، كان زواج واحد فقط من كل 1000 زيجة يتم حلّه، وبعد مرور 50 عاماً، تعرض ما يقل عن ثلاثة زيجات من أصل 1000 إلى الانفصال. ولكن بمجرد أن بدأ مواليد جيل الطفرة بالزواج بأعداد كبيرة في أواخر الستينات، أخذ معدل الطلاق في الولايات المتحدة في الارتفاع بشكل حاد.

على الأقل أبدى بعضهم الاستعداد للتساؤل إن كانت العلاقة التي حظوا بها

وُثِّقَت الأسباب التي يُعزى إليها هذا الأمر بشكل جيد. فقد أدى ظهور قوانين الطلاق “من دون خطأ” إلى جعل عملية حلّ الزواج أمراً سهلاً من الناحية القانونية. كما شكل انضمام النساء إلى القوى العاملة بأعداد لم يسبق لها مثيل، تحدياً لبعض الزيجات التي لم تكن مستعدة لمواجهة متطلبات الزوجين المهنية، وقد منح ذلك كلا الزوجين الحرية الاقتصادية لإنهاء الشراكات غير السعيدة. كما خفت الوصمة الاجتماعية التي كانت تحيط بالزواج كثيراً، وأصبح الجيل الذي يفتخر كثيراً بنزعته الفردية، يتوقع المزيد من الحياة الزوجية أكثر من مجرد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الذي رضيت به الأجيال السابقة.

قال أندرو تشيرلين، أستاذ علم الاجتماع والباحث في شؤون الزواج في جامعة “جون هوبكينز”، “أصبح السؤال الذي يطرحه هذا الجيل هل أنا سعيد في هذه العلاقة؟ بدلاً من هل نحن بحالة جيدة معاً؟”.

وقد ثبت أنه من السابق لأوانه أن ننفر المجتمع من ظاهرة “وباء الطلاق” التي لا يمكن إيقافها. فقد أخذ معدل الطلاق بالانخفاض منذ بداية ذروته في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، بشكل ثابت ومستمر إلى يومنا هذا.

كما أن الأجيال اللاحقة لم تتزوج وتتطلق بالسرعة ذاتها أبناء جيل الطفرة. وذلك لأسباب عدة، أولها، أن متوسط سن الزواج قد ارتفع كثيراً خلال الخمسين عاماً الأخيرة، من سن 23.1 للرجال و20.6 للنساء عام 1967، إلى 29.5 للرجال و 27.4 للنساء عام 2017. وهذا يعني أن بعض العلاقات المبكرة التي كان من الممكن أن تصبح زيجات أولية قصيرة الأمد لمواليد جيل الطفرة، لم تعد تتجاوز أبداً الحد الذي يُمكن وصفها عنده بأنها علاقات زوجية من الأساس. الكثير من حالات الطلاق اليوم هي فعلياً الزواج الثاني أو الثالث لمواليد جيل الطفرة، وهي زيجات يُرجّح فشلها عادةً أكثر من الزواج الأول.

وبينما ترتفع النسبة المئوية المطلقة لحالات الطلاق بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ50 عاماً، فعند النظر في الأمر بمقاييس نسبية أخرى لا تزال تلك النسبة منخفضة. إضافة إلى أن معظم الزيجات التي استمرت لمدة تفوق الـ25 عاماً اليوم – بل في الحقيقة، ينطبق هذا الأمر على معظم الزيجات – ستنتهي كما تقول نذور الزواج: بموت أحد الزوجين. ويمكن أن يكون ارتفاع معدلات الطلاق في سن متأخرة ما هو إلا مجرد نتيجة ديموغرافية لجماعة من محبي الطلاق، بينما يكبرون في السن ويبلغون سنواتهم أعمارهم الذهبية.

لكن، ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟

يميل الأشخاص إلى السعي للحصول على المزيد من الرضا عن حياتهم مع تقدمهم في العمر

يعيش الناس الآن حياة أطول وأكثر صحة مما كانوا عليه منذ عقود مضت. ويرى الباحثون المتخصصون في طول العمر، أن ذلك العصر الذي قد يتوقع فيه الناس بغالبيتهم بشكل معقول، أن يشهدوا أعياد ميلادهم الثمانين أو التسعين أو حتى المئة، سيتطلب إعادة كتابة نصوص الحياة التي تملي الوتيرة والتوقيت الذي يمكن للناس عنده إكمال التعليم والسعي إلى بدء الحياة المهنية، وتكوين أسرة.

ترى أفيفا ويتنبرغ كوكس، المستشارة الإدارية ومؤلفة كتاب “الحب المتأخر: التزاوج في مرحلة النضج”، أن هناك موجتين مختلفتين تحدثان خلال مرحلة البلوغ الانتقالية: أولهما في العشرينات من عمر الأميركيين، حيث ينهي الشباب تعليمهم ويبدأون تجربة مسارات مهنية مختلفة، وتجربة الهويات والعلاقات. أما الموجة الثانية فتبدأ في الخمسينات والستينات من العمر، بعد أن يكبر الأطفال ويغادروا منازل آبائهم. ونظراً إلى أن الحياة الأطول قد تتطلب أن ينتقل الشخص بين مسارات مهنية عدة ملائمة لكل مرحلة، فقد وجد الأشخاص أنفسهم أكثر استعداداً للابتعاد من العلاقات التي لم تعد مناسبة لهم.

تقول ويتنبرغ كوكس: “أعتقد بالتأكيد أننا سنستمر في رؤية المزيد من التحولات في العلاقات مع إطالة أمد الحياة. وسيصبح الناس أكثر مهارة في التعامل مع تلك التحولات من جميع الأنواع، سواء كانت تحولات شخصية ومهنية، وسوف يعيدون ابتكار أنفسهم مرات عدة على مدى فترات العمر الطويلة”.

يتخذ الناس قرارات مختلفة بناءً على تقديراتهم الذاتية لآفاقهم الزمنية. وكلما زاد الوقت الذي يعتقد الناس أنه لا يزال مُتاح لهم في الحياة، كان من المحتمل أن يعطوا الأولية لخوض التجارب الجديدة عند اتخاذ القرارات التي تتعلق بكيفية قضاء وقتهم. فقد وجدت دراسات كثيرة أن أولئك الذين يشعرون بأن وقتهم في الحياة قليل- مثل كبار السن، والمرضى، والذين يواجهون نوعاً من التهديد على حياتهم- يفضلون إنفاق هذا الوقت مع من يعرفونه ويحبونه بالفعل.

يميل الأشخاص إلى السعي للحصول على المزيد من الرضا عن حياتهم مع تقدمهم في العمر، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على جودة العلاقات. إذ يتجادل الأزواج في الزيجات الطويلة بنسب أقل بكثير، ويفعلون المزيد من الأنشطة بعد عقود من حياتهم معاً أكثر مما كانوا يفعلون خلال السنوات الحافلة التي مضت في تربية الأبناء، حتى لو لم يتغير كثيراً شعورهم بالسعادة بشكل عام. يُمكن أن تتسم تلك الفترة بالنهضة الرومانسية لبعض الأزواج، لكنها أيضاً يُمكن أن تكون، إثباتاً على أن العلاقة قد أنهت مسيرتها بالنسبة إلى البعض الآخر.

يعاني الأزواج اليوم من متلازمة العش الفارغ  بينما لا يزال أمامهم المزيد من الوقت أكثر من أي وقت مضى. على الأقل أبدى بعضهم الاستعداد للتساؤل إن كانت العلاقة التي حظوا بها في مرحلة البلوغ الأولى تستحق الاستمرار فيها خلال المرحلة اللاحقة.

تقول لورا كارستنسين، خبيرة علم النفس، والمديرة المؤسسة لمركز “ستانفورد” لأبحاث طول العمر، “كان من المعتاد في هذا العمر أن يقول الناس إنهم سيستريحون بعد الحياة الشاقة التي خاضوها، وكانوا يقولون ما الفائدة من البدء من جديد في هذا التوقيت؟، أما الآن، فيقول الناس، “ثلاثون عاماً أخرى مع هذا الأحمق؟ مستحيل!”.

هذا المقال مترجم عن qz.com ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…