fbpx

الناشط البيئي آجيت راجاجوبال:
في طريقي إلى قمة المناخ اعتقلني الأمن المصري!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لم يطلق الأمن المصري سراح آجيت قبل أن يسلمه لسفارته في القاهرة، وكأنها عثرت عليه يقوم بتظاهرة سياسية ضد النظام الحالي أو يهدد الأمن ويقود تنظيماً خطيراً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يخف الناشط البيئي الهندي آجيت راجاجوبال ضحكته الممزوجة بالسخرية، وهو يروي لـ”درج” تفاصيل الـ27 ساعة التي أمضاها معتقلاً في مصر، بتهمة التجول في شوارع القاهرة رافعاً لافتة للتوعية بقمة المناخ دون الحصول على تصريح أمني بالسير منها إلى السويس ثم إلى سيناء، حيث سيعقد مؤتمر المناخ الـ27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

“مشيت في القاهرة حاملاً لافتة (أمشي من أجل كوكبنا) بالعربية والإنكليزية، ولم تمض ساعة واحدة على انطلاقتي الحماسية حتى استوقفني الأمن المصري ليسحب مني هاتفي ويسألني عمن كتب لي هذا الشعار بالعربية. طلب مني العناصر الاتصال بشخص كي يأتي لمقابلتي، هذا الشخص هو صديقي المحامي الحقوقي المصري مكاريوس لحظي”.

امتنع الأمن المصري عن تقديم الطعام والشراب لآجيت لمدة 27 ساعة وصوره ضابط الشرطة بالفيديو وهو يعترف أنه يسير في شوارع القاهرة رافعاً لافتة بدون تصريح. 

بدا آجيت مبتسماً وهو يروي ما عاناه ولا يعلم إن كانت هذه اعترافات حقاً تدينه؟ مارس آجيت اليوغا في محبسه ويقول، “ظللت اعتذر لمكاريوس ومكاريوس يعتذر لي ولا نعلم ما الذي اخطأنا فيه حقاً، كنت أنوي حضور مؤتمر المناخ الـ27 وها أنا أمضيت 27 ساعة في السجن المصري”.

ومكاريوس الذي تحدث عنه آجيت هو المحامي مكاريوس لحظي الذي تعرض أيضاً للتوقيف والتجويع لمدة 24 ساعة، يقول لدرج “بعد 24 ساعة سألني الشرطي إن كنت أحتاج للطعام فقلت لا، كنت غاضباً لأنهم تركونا كل هذه الساعات بلا طعام أو شراب ولا وسيلة اتصال لطمأنة أهلنا، فقررت الامتناع عن تناول الطعام تعبيراً عن الاحتجاج.

امتنع الأمن المصري عن تقديم الطعام والشراب لآجيت لمدة 27 ساعة وصوره ضابط الشرطة بالفيديو وهو يعترف أنه يسير في شوارع القاهرة رافعاً لافتة بدون تصريح. 

الاتهام الشفوي الموجه لمكاريوس هو استقبال أجنبي في بيته، دون إعلام الأمن المصري ومساعدة صديقه الهندي في ترجمة لافتة باللغة العربية. داخل قسم شرطة العبور، قام الضابط بتصوير مكاريوس بالفيديو وهو يعترف بأنه استضاف صديقه الهندي في بيته وترجم له اللافتة.

لم يعلم أحد باعتقال مكاريوس وأجيت قبل الـ27 ساعة التي أمضوها في قسم شرطة العبور حتى بدأ اصدقاؤهما في التدوين على السوشيال ميديا، مكاريوس عمل مسؤولاً عن ملف الأقليات بالأمم المتحدة وعمل أيضاً في المفوضية المصرية للحقوق والحريات، كان ليصبح منسياً ومخفياً قسرياً هو وصديقه لولا ضغط الوسط الحقوقي المصري والدولي لإطلاق سراحه.

لم يطلق الأمن المصري سراح آجيت قبل أن يسلمه لسفارته في القاهرة، وكأنها عثرت عليه يقوم بتظاهرة سياسية ضد النظام الحالي أو يهدد الأمن ويقود تنظيماً خطيراً.

اعتقال الناشط الهندي أتى قبل أيام من استقبال مدينة شرم الشيخ المصرية في 6 تشرين الثاني المقبل، حتى 18 من الشهر نفسه قمة المناخ، التي يشارك فيها قادة وزعماء من العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيون بالبيئة من دول مختلفة.

وستحضر القمة 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.

كيف بدأت الرحلة؟

انطلق الناشط البيئي الهندي آجيت راجاجوبال صباح السبت الماضي (30 تشرين الأول/ أكتوبر) من منطقة شبرا في رحلة مشياً على الأقدام باتجاه شرم الشيخ للتوعية بخطورة الانبعاثات الكربونية، وبعد ساعات من انطلاقه انقطع التواصل معه.

حاولنا بعد ساعات من اختفائه التواصل مع صديقه المحامي الحقوقي المصري مكاريوس لحظي، للاطمئنان على آجيت لكن مكاريوس كان قد تم احتجازه أيضاً، بزعم استضافته صديقه في القاهرة.

آجيت راجاجوبال ناشط بيئي هندي عضو في حركة “المشي من أجل كوكبنا” العالمية، وقطع مناطق عدة في قارة أفريقيا مشياً على الأقدام، وقال إنه قرر المشي في مصر لمناسبة قمة المناخ للتوعية بخطورة الانبعاثات الكربونية ” من خلال سيري لن أنتج انبعاثات كربونية ولا ألوث الهواء وهذه أفضل رسالة سلمية أقدمها لمؤتمر المناخ وكل الناشطين في مجال تغير المناخ.

آجيت قرر التطوع في حملة” السير من أجل كوكبنا” بعد نجاته من فايروس “كورونا” الذي انتشر في الهند في الأعوام السابقة، واعتبر أن له دوراً مستقبلياً حقيقياً، من خلال الحملة لإنقاذ الأرض من التهديدات المناخية التي قد تؤذي الكائنات الحية.

ينتمي آجيت لأسرة ثرية في الهند وقرر استثمار ثروته في التجول عبر العالم مشياً، للتوعية بتغير المناخ ويخطط للسير في الإمارات العام المقبل حيث ستعقد قمة المناخ المقبلة. درس العمارة في الهند وهو في العشرينات من عمره قرر ترك مجال عمله من أجل التوعية بقضايا المناخ وسلط الضوء خلال رحلته في غانا وإثيوبيا ومناطق أخرى على خطورة الانبعاثات الكربونية وتلوث المياه وأثرهما بشكل جلي في تلك المناطق ، لا سيما على حياة الصيادين ومنتجي عدة محاصيل زراعية منها المانجو في قارة أفريقيا.

إلتقط آجيت خلال تجوله في مصر صوراً لأكوام القمامة البلاستيكية في شوارع القاهرة وصوراً للنفايات البلاستيكية في النيل، وقال “إن سماء القاهرة رمادية بسبب تفشي التلوث الهوائي فيها، وعلينا احترام النيل وتنظيفه”.

اعتقال الناشط الهندي أتى وسط حملة اعتقالات على أبواب قمة المناخ. إذ أعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن قوات الأمن المصرية اعتقلت أكثر من 150 شخصاً على خلفية دعوات إلى احتجاجات تزامنا مع قمة المناخ (كوب27) في مدينة شرم الشيخ.

وقال مؤسس ومدير المبادرة حسام بهجت في حديث مع “مونت كارلو الدولية” إنه بدأ “رصد اعتقال أفراد تم عرضهم على نيابة أمن الدولة العليا ويتم التحقيق معهم بتهم “الدعوة لتظاهرات يوم 11 تشرين الثاني”.

بحسب المبادرة فالتهم متشابهة وهي “نشر أخبار كاذبة” أو “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعية” أو “الانضمام إلى جماعة إرهابية أو غير قانونية” وغيرها. تأتي الاعتقالات على خلفية الدعوات لتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في مصر يوم 11 تشرين الثاني. ومن المقرر انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب27 في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر من 6 إلى 18 تشرين الثاني.

من المعروف أن الاحتجاجات العامة محظورة فعلياً في مصر، بعد حملة واسعة على المعارضة السياسية بدأت مع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 على يد قائد الجيش آنذاك عبد الفتاح السيسي، بعد احتجاجات على حكمه.

الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ قالت إن الاحتجاجات سيُسمح بها في مناطق محددة في مدينة شرم الشيخ خلال القمة.