fbpx

العقل المدبر لمنظمة تجارة مخدرات
يعرض الملايين لشراء أسطول من الطائرات العسكرية المصرية القديمة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
ICIJ

وثائق مخبأة ومصدر سري يكشفان كيف تنكّر كريستوفر كيناهان الأب في هيئة مستشار طيران إغاثة قبل تقديم عرضه إلى أربعة ضباط عسكريين مصريين رفيعي المستوى.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بقلم: ماغي مايكل وجولدن ماتونغ وفيرغوس شيل

تورط تاجر المخدرات العالمي المخضرم كريستوفر كيناهان الأب في محاولة جريئة لشراء أسطول من طائرات النقل العسكرية المصرية أثناء بحثه عن ملاذ آمن وقواعد جديدة بالقرب من طرق تهريب المخدرات في إفريقيا. 

وفقاً للوثائق التي حصلت عليها منصة “ملاوي للصحافة الاستقصائية” (PIJ) والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين ICIJ؛ حاولت شركة في دبي تابعة لكيناهان تدعى Sea Dream Middle East General Trading LLC، في العام 2020 شراء ما يصل إلى تسع طائرات مستعملة من طراز دي هافلاند كندا (دي إتش سي – 5) من القوات الجوية المصرية.

تُظهر مئات الوثائق اهتمام كيناهان بأدق تفاصيل عناصر الصفقة، بما في ذلك إنشاء موقع على شبكة الإنترنت، ومحاولة إبرام صفقات مماثلة في إفريقيا وأميركا اللاتينية. كما تحرى إمكانية شراء طائرة من طراز أنتونوف إيه إن – 26 (An-26) ذات محرك مروحة توربينية في فنزويلا.

هذه الوثائق هي جزء من ذاكرة تخزين مواد سرية تحتوي على صور “رائعة” لزعيم الجريمة الذي يحتاط من أن تلتقط له أي صور؛ وقد أرسل لنا هذه الذاكرة مصدرٌ سري طلب عدم الإفصاح عن هويته خوفاً من الانتقام.

سعى كيناهان إلى شراء طائرات دي هافلاند كندا (دي إتش سي – 5) المشهورة بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدى قصير، متظاهراً بأنه مستشار طيران إغاثة. لقد فعل ذلك بمساعدة امرأة تقول المصادر إنها شريكته على المدى الطويل، ومجموعة من المعاونين الذين يستخدمون شركات في دبي وسنغافورة وملاوي.

كيناهان – البالغ من العمر 65 عاماً – هو زعيم إحدى العصابات الأشهر في أوروبا، وهي عصابات لتجارة المخدرات وغسيل الأموال وتهريب الأسلحة التي تمارس أنشطتها في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط أيضاً. يُلقب بـ “Dapper Don”، وهو يحمل جوازي سفر أيرلندي وآخر بريطاني، ويتحدث بلهجة أنجلو أيرلندية، وعاش في إسبانيا وبلجيكا. وبحسب ما ورد في الوثائق، يمكنه التحدث باللغات الفرنسية والهولندية والإسبانية.

يقدم كيناهان – الذي يقيم في دبي، وفقاً لوزارة الخزانة الأميركية – نفسه على مواقع الويب ومواقع التواصل الاجتماعي – بما في ذلك منصة “لينكدإن | LinkedIn” – باعتباره مستشاراً في مجال الطيران والأعمال يُدعى كريستوفر فينسنت. استعمل كيناهان – واسمه الأوسط فينسنت – أسماءً عدة في مجال الأعمال تتضمن الأحرف الأولى من اسميه الأول والأوسط CV (كيناهان وفينسنت)، مثل CVK Investments، ومعرفه على “تويتر” CVBizbroker@.

كيناهان هو تاجر هيروين مدان ومحتال ويقوم بغسيل الأموال؛ وقد وضعت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله و/أو إدانته.

“كان كيناهان يبحث عن طرق للخروج من دبي في حالة ملاحقة السلطات له”؛ وقد كانت زيمبابوي مكاناً آمناً للغاية؛ “إنه هادئ جداً. إذا لم تلفت النظر إليك، فلن يلاحظك أحد”.

تحت وطأة ضغط وجود مخاطر كبيرة على حياته، أوضح المصدر السري للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين ومنصة “ملاوي للصحافة الاستقصائية”، كيف أن عمليات كيناهان في إفريقيا كانت تسعى إلى الحصول على أسطول الطائرات. كما قدم المصدر وثائق تحدد هويات الشركات والأفراد الذين عمل معهم كيناهان لإتمام الصفقة التي لم تكتمل. وقد شارك الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الوثائق مع “صحيفة التايمز الأيرلندية” (إيرش تايمز).

تسلط مجموعة الوثائق السرية الضوء على التفاصيل الداخلية لعملية غامضة كانت تهدف على ما يبدو إلى توفير طائرات لزعيم الجريمة سيئ السمعة، حتى يتمكن من نقل المخدرات والمال والأشخاص – أو أي شيء آخر يريده – بسهولة أكبر حول إفريقيا والشرق الأوسط.

وبحسب الإنتربول؛ فإن مهربي المخدرات الدوليين يستعملون زيمبابوي وملاوي وموزمبيق ودولاً أفريقية أخرى كدول “ترانزيت” يعبرون منها إلى محطتهم النهائية.

وشرح المصدر بالتفصيل محاولة كيناهان إنشاء مخبأ في زيمبابوي في السنوات الأخيرة، وتكشف المراسلات التي نشرها المصدر كيف أشرف كيناهان على مشروعه في مصر أثناء تحركه باسمه المستعار. وننشر هنا لأول مرة تفاصيل صلاته بزيمبابوي.

تُظهر الصور والوثائق مجتمعة أن زعيم الجريمة يبني علاقات دولية مع شركاء الطيران التي تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، وهي الشركات المعروف عنها أنها تعمل كغطاء لأنشطة غير مشروعة محتملة.

وبحسب المصدر، كانت محاولة شراء طائرات من سلاح الجو المصري واحدة من عدة محاولات لكيناهان لشراء طائرات عسكرية قديمة في إفريقيا. وقال المصدر إن كيناهان كانت لديه خطط مختلفة حول ما سيفعله بالطائرات: سيجدد بعضها لاستخدامها في رحلات الإغاثة والسياحة؛ إعادة بيع بعضها بالكامل أو مجزأة؛ والاحتفاظ بالباقي كجزء من “خطة أكبر” تتضمن تهريب الذهب والمخدرات.

في وقت محاولته شراء الطائرات المصرية، واجه كيناهان تهمة تزوير جواز سفر في إسبانيا، حيث اتُهم باستخدام وثائق سفر بريطانية وأيرلندية مزورة. كما ظهر اسمه مراراً في المقالات الإخبارية التي تناولت مجموعة واسعة من الجرائم المنسوبة إليه.

كان الفاعل الرئيسي في محاولة إتمام الصفقة هو رجل أعمال من زيمبابوي يدعى آدم لينكولن وودنجتون وود. يظهر وود مع كيناهان في عدة صور ضمن مجموعة الوثائق. في إحداها، كان كيناهان – الذي كان يرتدي قميصًا أزرق فاتح وبنطالاً رمادياً – يبتسم بجانب زميله ورفيق دربه ومحل ثقته.

يرتبط اسم آدم وود بالعديد من الشركات التي استخدمها كيناهان لمحاولة تسهيل شراء الطائرات والصفقات الأخرى؛ فإلى جانب شركة Sea Dream، هناك شركات هي: شركة CV Aviation Consulting Services DWC-LLC ومقرها دبي، وشركة Crescents and Crosses PTE Ltd ومقرها سنغافورة، وشركة “نياسا إير” | Nyasa Air Charters Ltd.

اتصل المصدر بمنصة “ملاوي للصحافة الاستقصائية” لأول مرة بعد أن أبلغت منظمة الأخبار في ملاوي عن ارتباط كيناهان بشركة “نياسا إير”، وهي شركة طيران ملاوية صغيرة تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، ومُسجلة في عام 2018.

تُظهر رسائل البريد الإلكتروني أن كيناهان يسعى بكل ما أوتي من قوة من أجل تدشين شركة Crescents and Crosses في سنغافورة حتى يتمكن من التفاوض على الصفقة المصرية بحجة أن Crescents and Crosses تمتلك شركة “نياسا إير”، وبالتالي تكون لها مكانة رفيعة في إفريقيا. كما ضغط كيناهان على وود لتشغيل العمليات اليومية، وعلى العضو المنتدب في Sea Dream، إبراهيم الدسوقي، للتحكم في سير “المعاملات المالية” في مشروع مصر.

في أواخر عام 2019، أوضح كيناهان في رسالة بريد إلكتروني أنه يريد أن يقوم موقع Crescents and Crosses، على الويب “برسم صورة زائفة للشركة باعتبارها أكبر وأفضل من مجرد شركة ناشئة”، بحيث تكون Crescents and Crosses”، في موقع الصدارة بالنسبة لتسهيلات تمويل الطائرات وتأجيرها”. كان من المقرر أن تكون شركة Crescents and Crosses، هي الشركة القابضة للصفقة. وأما شركة “نياسا إير” – التي من المفهوم أن لديها طائرة واحدة فقط في ذلك الوقت – كانت ستستخدم الطائرات المصرية.

سعى كيناهان أيضاً إلى إنشاء منزل ومركز تجاري في زيمبابوي، لكنه اضطر إلى التخلي عن خططه تلك بعد أن حُرم من الإقامة الدائمة. أكدت الشرطة الأيرلندية – أو Gardaí – لشريك الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين؛ “تايمز الأيرلندية” (إيرش تايمز) أن كيناهان حاول الانتقال إلى زيمبابوي، وأنشأ على الأقل نشاطاً واحداً هناك، في مجال البناء. وأضافت الشرطة الأيرلندية أن كيناهان بدأ العمل على خطته للخروج من زيمبابوي منذ حوالي خمس سنوات، وأنهم يعتقدون أنه سافر آخر مرة إلى زيمبابوي في آذار/مارس ونيسان/أبريل قبل وقت قصير من فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه في 12 أبريل/نيسان.

وقال المصدر “كان كيناهان يبحث عن طرق للخروج من دبي في حالة ملاحقة السلطات له”؛ وقد كانت زيمبابوي مكاناً آمناً للغاية؛ “إنه هادئ جداً. إذا لم تلفت النظر إليك، فلن يلاحظك أحد”.

لم يستجب آدم وود لطلبات التعليق.

وقال المصدر إن كيناهان سافر بشكل متكرر – على مدار عدة سنوات – ذهابًا وإيابًا بين دبي وزيمبابوي، حيث يعمل وود في مجال الطيران وتطوير العقارات والزراعة، بجانب شركة سعت للحصول على ترخيص الماريجوانا الطبية.

في الصور التي شاركها المصدر، يمكن رؤية كيناهان وهو يستقبل المعاونين والأصدقاء في أجواء الهادئة لفندق في هراري، زيمبابوي، يُدعى Amanzi Lodge. تُظهر الصور – التي التقطت في سبتمبر/أيلول 2019 – كيناهان ووود والدسوقي مع رجال أعمال أفارقة وإيرانيين على طاولات تطل على الشرفة بعد تناول الغداء. وأظهرت نسخة من حجوزات الفندق أن المجموعة شغلت 14 غرفة وأمضت أربع ليال في الفندق.

وقال المصدر إن العديد ممن كانوا على طاولة الغداء تربطهم صلات بشركة Crescents and Crosses، التي كانت تعمل عن كثب مع شركة “نياسا إير”، وكانت تحاول الاستيلاء عليها. ومن بين المدعوين إلى الفندق كان هناك مستشار أمني أيرلندي المولد يُدعى جون ناموك، عرَّفه كيناهان على أنه خبير أمني له صلات بوكالات الأمم المتحدة.

جذب ناموك انتباه الرأي العام لأول مرة عندما كان في العشرين من عمره، عندما أُدين مع 12 من المرتزقة الآخرين في أنغولا في عام 1976 بارتكاب جرائم “النهب، وتفجير الجسور، وإسقاط الطائرات، والاغتصاب و”القتل غير المبرر” في الحرب الأهلية في أنغولا”. ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فقد حُكم على أربعة منهم بالإعدام. وكان ناموك واحداً من الاثنين اللذين حكم عليهما بأحكام مخففة، نظراً “لانخفاض درجة خطورتهما” وسنهما الصغيرة.

باءت محاولات الوصول إلى ناموك من أجل التعليق بالفشل.

كيناهان هو تاجر هيروين مدان ومحتال ويقوم بغسيل الأموال؛ وقد وضعت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله و/أو إدانته.

العلاقة مع دبي

تُشير مزاعم إلى أن عائلة كيناهان كانت تفلت من العقاب على جرائم القتل  لسنوات.

بعد أن بدأ توزيع الهيروين والكوكايين في موطنه الأصلي إيرلندا في التسعينيات، وسع كريستوفر كيناهان الأب وأبناؤه، دانيال وكريستوفر الابن، منظمتهم لتشمل بريطانيا العظمى وقارة أوروبا. وقد ارتبطوا بما لا يقل عن 20 جريمة قتل في أوروبا، وفقًا لـ “يوروبول”، وكالة تطبيق القانون الأوروبية (وكالة رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي).

أسست العصابة مئات الشركات، الكثير منها في قطاع الضيافة والعقارات، لإخفاء ونقل كميات ضخمة من الأموال النقدية التي حصلوا عليها من الإتجار بالمخدرات. وقد قارنت السلطات في أوروبا والولايات المتحدة العصابة بـ “مافيا كامورا” التي كانت بداياتها في مدينة نابولي الإيطالية، وكذلك المنظمات الإجرامية “ياكوزا” اليابانية.

ولم يستجب كريستوفر كيناهان الأب لطلبات التعليق.

كانت دبي، التي تُعد أحد ملاذات الضرائب الآمنة والسرية في الشرق الأوسط، موطناً للعديد من شركات عصابة كيناهان، وفقاً لتقارير سابقة صادرة عن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وصحيفة “آيرش تايمز” الأيرلندية.

شاركت شركات دبي في تنظيم مباريات الملاكمة، وبصورة شكلية في قطاعات الأغذية والمنسوجات والطيران، بيد أن السلطات تزعم أن هذه الأعمال تُستخدم على الأرجح لغسل الأموال وتهريب المخدرات.

وقد صرحت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تضم إمارة دبي، أنها جمدت أصول كيناهان هذا العام.

في حين وردت أسماء كلاً من دانيال وكريستوفر كيناهان الابن ضمن وثائق التأسيس الخاصة بشركات دبي، لا يظهر اسم والدهما كمؤسس أو مدير أو مساهم في أي من الشركات، لكن يمكن رؤية أنه يسيطر عليها بشكل فعال في المراسلات التي حصل عليها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين. وتوضح الوثائق أنه أخفى تلك السيطرة من خلال وسطاء وردت اسماؤهم في وثائق الشركة.

ومن بين هؤلاء الوسطاء شركاؤه المحليين، وعلى رأسهم امرأة هولندية تركية تُدعى نسليهان “نيسي” يلدريم، ورجل أعمال ذو نفوذ من عائلة إماراتية قوية، بُدعى سمير حسين حمدان حبيب سجواني. في حين لم تسبق الإشارة إلى علاقة كيناهان مع يلدريم من قبل.

تُظهر رسائل البريد الإلكتروني أن كريستوفر كيناهان الأب بدأ عملية تأسيس شركة طيران مقرها دبي في المنطقة الحرة للطيران. وقد تأسست الشركة التي تحمل اسم “CV Aviation Consulting Services DWC LLC (CVACS)”، رسمياً عام 2020 بواسطة سجواني ويلدريم .

إلى جانب هاشتاغ “#sistersdoingitforthemselves” (الأخوات يفعلن ذلك بأنفسهن)، تُعرف يلدريم نفسها على موقع “لينكد إن” بوصفها المالك والمدير العام لشركة (CVACS). توضح الرسائل النصية من مجموعة الوثائق أن يلدريم هي أيضاً والدة العديد من أطفال كريستوفر كيناهان. وقد قالت الشرطة الإيرلندية لصحيفة “آيرش تايمز” إنها تعتقد أن كيناهان حاول الحصول على ترخيص للزواج من يلدريم في زيمبابوي، لكن السلطات عرقلت مساعيه.

أما سجواني فقد ورد اسمه في وثيقة معتمدة بوصفه مدير شركة (CVACS)، الموجودة في مجمع “بزنس بارك” للأعمال في دبي الجنوب، وهي “منطقة حرة” مترامية الأطراف، حيث يمكن استلام البضائع وإعفائها من الضرائب. وهو مالك شركة “زهرة للتكنولوجيا” (Zahra Technology)، وهي شركة أمنية دولية، وفقاً لصفحته على موقع “لينكد إن”.

تُظهر مجموعة الوثائق أنه حتى بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كيناهان وعرضت مكافأة كبيرة لقاء اعتقاله وإدانته في أبريل/نيسان من هذا العام، عمل سجواني لصالح شركة (CVACS). وبعد سبعة أيام من فرض العقوبات، عين سجواني وود كبير مسؤولي العمليات في الشركة، ما سمح لأحد المقربين من كيناهان بالتوقيع على جميع الوثائق وتنفيذ كافة العقود نيابة عن الشركة.

وقد رفض سجواني التعليق على ذلك.

في عام 2019، حضر كيناهان ووود مؤتمراً للطيران في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر. وقد كان الحدث باستضافة برنامج الغذاء العالمي ووزير الطيران المدني المصري الأسبق الفريق يونس المصري، الذي شغل أيضاً منصب قائد القوات الجوية المصرية حتى عام 2018.

ظهر كيناهان  برفقة وود في صورة وجدت في مجموعة الوثائق المُسربة، وهما يرتديان شارات المؤتمر حول أعناقهما، ويوجد هاتفين لكل منهما على مقربة منهما.

حضر المؤتمر العالمي للطيران الإنساني أشخاص يقدمون الخدمات الجوية لبرامج الإغاثة في حالات الكوارث وغيرها من القضايا الخيرية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود.

صرح برنامج الغذاء العالمي للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين أنه ليس لديه سجل لدعوة أي فرد من عائلة كيناهان إلى المؤتمر الذي عُقد عام 2019. وقالت المنظمة إن حامل جواز سفر يدعى “كريستوفر فنسنت كيناهان” سجل باسم “كريس فنسنت” في مكتب تسجيل الوصول للمؤتمر وعرّف عن نفسه بأنه “مستشار” يمثل منظمة “أَهِلَّة وصُلْبان” (Crescents & Crosses).

وأضاف برنامج الغذاء العالمي في بيان، “لم يحدث اتصال مباشر معروف بين برنامج الأغذية العالمي والسيد كيناهان قبل أو أثناء [مؤتمر الطيران] عام 2019، ولم يكن هناك أي اتصال منذ ذلك الحين”.

بعد وقت قصير من المؤتمر، في 8 يناير/كانون الثاني 2020، أجرت شركة “سى دريم ميدل إيست للتجارة العامة” (Sea Dream Middle East General Trading)، وهي شركة مقرها دبي مرتبطة بـ كيناهان، استفسارات حول شراء طائرات من الجيش المصري. وتحدث إبراهيم الدسوقي العضو المنتدب للشركة مع ملحق الدفاع المصري في أبو ظبي، العميد هشام نبيل منير، حول شراء ما يصل إلى تسع طائرات نقل عسكرية من طراز “دي إتش سي بافلو” (DHC Buffalo مقابل 8 ملايين دولار.

أرسل منير في 11 فبراير/تشرين الثاني 2020، إلى شركة “سي دريم” قائمة بالطائرات المعروضة للبيع، إلى جانب قطع الغيار والمعدات. وتوضح وثيقة رسمية، مكتوبة باللغة العربية ومقدمة إلى منصة الصحافة الاستقصائية والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين إلى جانب صور الرسائل النصية (لقطات شاشة)، أن الحكومة المصرية أدرجت ما يصل إلى 30 طائرة معروضة للبيع.

في الشهر التالي، أرسل الملحق معلومات تقنية إلى شركة “سي دريم” تتعلق بالطائرات “بافلو” وأعطى “موافقة القوات الجوية المصرية” لإجراء تفتيش ميداني في قاعدة “ألماظة” الجوية في القاهرة. وفي رسالة باللغة العربية، كتب منير أنه سيتم تزويد الشركة بقوائم قطع الغيار، بما في ذلك المحركات، بعد تلقي عرض للطائرات. وطلب نسخاً من جوازات سفر “فريق الفحص الفني” التابع للشركة، والذي تضمن جواز سفر وود.

بينما تفاوض الجانبان، أبقى الدسوقي ووود كيناهان -الذي لقب باسم “CV DXB” في الرسائل النصية- على اطلاع بمجريات الأمور. وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2020، بدا أن كيناهان وشركاءه واثقين من أن صفقة شراء الطائرات التسع ستتم، وقالوا إنهم حولوا ملايين الدولارات لتغطية تكلفة شراء الطائرات، بحسب السجلات.

وكتب الدسوقي في إحدى الرسائل، “سأنتظر تحويل 10 ملايين إلى حساب الشركة”.

وجرت زيارتان إلى مصر للاطلاع على الطائرات ومناقشة الصفقة، الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2020؛ والثانية في مايو/أيار 2021 عندما التقى الفريق مع أربعة ضباط من القوات الجوية المصرية. و قال أحد كبار الضباط للزوار: “نحن هنا للتأكد من تحقيق أحلامكم”.

سمحت الصفقة المذكورة لشركة “سي دريم” بإحضار الحاويات إلى القواعد الجوية والمستودعات المصرية لاستلام المعدات التي يتم شراؤها. ومنحت الإذن بإزالة أي علم مصري على متن الطائرات وأرقامها، ومنعت ذكر أي شيء عن صفقة البيع لوسائل الإعلام. وبحسب مسودة العقد، فقد أزال المصريون “شهادة المستخدم النهائي” المرفقة بالصفقة، والتي تؤكد أن المشتري المزمع هو المستلم النهائي للطائرات ولا يعتزم نقل ملكيتها إلى شخص آخر.

بيد أن الدسوقي أشار في رسالة أخرى إلى مشكلة في تمويل الصفقة المُقترحة، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى، وقدرها 90 %” من قيمة الصفقة “ليست مناسبة”.

تُظهر الوثائق أنه أثناء تفاوض الفريق مع المصريين، حاولوا تأمين التمويل.

ووفقاً لحساب ظهر تحت عنوان “وسيط أعمال كريستوفر فنسنت”، التقى كيناهان والدسوقي في يناير/كانون الثاني 2021 مع إحدى الشركات المالية مقرها دبي، وهي شركة “ألبن لاستشارات الأصول المحدودة”، لتمويل شراء الطائرات المصرية.

وقال الدسوقي خلال الاجتماع إن الصفقة “ستكون في حدود 20 مليون دولار”، بحسب محضر الاجتماع. اتفق الدسوقي وكيناهان على أنه من المحتمل أن يحصلوا على 25 %. لكنهم لم يكونوا متأكدين من حصولهم على ما يقرب من 50 %، كما يُظهر المحضر.

قالت ممثلة عن شركة “ألبن” إنها شعرت بالارتباك  من الصفقة وستحتاج إلى معلومات أكثر تفصيلاً قبل المضي قدماً، وفقاً لمحضر الاجتماع.

عندما استفسرت ممثلة شركة “ألبن” عن علاقة كريستوفر فنسنت بالدسوقي، عرّف كيناهان نفسه على أنه “مستشار/وسيط”، مضيفاً أنه “كان يعرف وينصح المسؤولين في الصفقة، أولئك الذين إما أنهم أرادوا الشراء أو كانوا منظمين للصفقة”.

وقد طلب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين من شركة “ألبن” التعليق على ذلك.

وقد أظهرت مسودة عرض البيع أن فريق كيناهان فكر في إعادة بيع ستة من الطائرات المصرية -حتى قبل إتمام صفقة شرائها- إلى موزمبيق مقابل 30 مليون دولار. ووفقاً للمصدر، انهارت الصفقة في نهاية المطاف بسبب عدم القدرة على تمويلها. وتكشف الوثائق عن انهيار المفاوضات بعد مضي 21 شهراً ومحاولات عديدة لتأمين التمويل.

تُظهر صور الرسائل النصية (لقطات شاشة) من محادثة على تطبيق “واتساب” في سبتمبر/أيلول 2021 أن كيناهان أخطر فريقه بإلغاء الصفقة. وقال مُعلناً أن “صفقة الطائرات “بافلو” انتهت الآن رسمياً”. وقد أوردت نسخة من رسالة كان من المفترض إرسالها إلى وزارة الدفاع المصرية عدداً من المشاكل الفنية في الطائرات لتبرير إلغاء الصفقة.

في حين لم تجب الحكومة المصرية على استفسارات حول هذا الأمر.

وكذلك رفض الدسوقي، الذي يدير شركة استشارات قانونية في دبي، الإجابة على أسئلة حول الصفقة.

تُظهر المواد التي شاركها المصدر، إلى جانب منشورات كيناهان على وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، أن زعيم العصابة يبذل جهوداً متضافرةً لبناء شبكة جوية أفريقية تتمحور حول شركة “نياسا إير”. ولكن بعد فشل الصفقة المصرية، فقد إلى حد كبير قبضته على شركة الطيران الصغيرة، ثم تلقى المشروع بأكمله ضربة قاصمة بسبب العقوبات الأميركية التي ضغطت على دبي، التي يتخذها كيناهان قاعدة له، لتجميد أصوله.

يعيش جيمس لاندون، المعروف في وثائق ملاوي الرسمية بأنه مالك أصول شركة “نياسا إير”، في زيمبابوي.

وتشير رسائل البريد الإلكتروني إلى أن لاندون جرى اختياره كجزء من الفريق لزيارة مصر، ونصح كيناهان بتأسيس شركات، وعقد صفقات مع شركات استثمارية لإعادة بيع الطائرات،  وركز على تصميم موقع على شبكة الإنترنت.

وبحلول أواخر ديسمبر/كانون الأول 2020، وفقاً لأحد المراسلات، أصبحت العلاقة بين الرجلين متوترة، وحذر كيناهان لاندون قائلاً، “من فضلك لا تعبث معي، جيمي. لقد كنت دائما صريحاً ومباشراً. وأنهى كيناهان كلامه بقول: “منزعج قليلاً وغاضب”.

شارك في إعداد هذا التقرير: كونور لالي وكولم كينا من صحيفة “آيرش تايمز” الأيرلندية.

غولدن ماتونغا هو مدير التحقيقات في منصة الصحافة الاستقصائية في ملاوي.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.