fbpx

Cop 27: الطريق إلى شرم الشيخ محفوف بـ”الأمن الوطني” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

رحلة من القاهرة إلى مدينة شرم الشيخ لا تتعدى 6 ساعات استغرقت مني وقتاً أكثر من 10 ساعات، بسبب “الكمائن” الأمنية المنتشرة على طول الطريق، وضاع عليّ اليوم الأول من التغطية بسبب التوقيفات المستمرة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

سألني ضابط الأمن عند “كمين”(حاجز) عيون موسى: “لماذا تذهب إلى شرم الشيخ؟”، فأجبته لتغطية فعاليات قمة المناخ. في نفس اللحظة نظر إلى هاتفه بعدما جاءه إشعار ما، وطلب مني الانصراف، بعدما طلب مني أحد الجنود الموجودين في “الكمين” أن أنزل من الحافلة إلى “الباشا” قاصداً الضابط.

 تكرر الأمر عند “كمين” رأس محمد عند مدخل مدينة شرم الشيخ، وسألني ضابط آخر بملابس مدنية (بوجه عابس) أيضاً عن وجهتي ولماذا أتوجه إلى شرم الشيخ، فأخبرته أنني ذاهب لتغطية فعاليات قمة المناخ، صور بطاقتي وأرسلها إلى شخص آخر على واتساب، وطلب مني إنزال حقائبي وأشيائي من السيارة لأنني سأنتظر معه.

ما سبق مشهد قصير من رحلة طويلة وشاقة للوصول إلى مدينة شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء، حيث مقر إقامة قمة المناخ Cop 27، من محافظة القاهرة، والتي كانت محفوفة بمضايقات واستجوابات الأمن الوطني، وتفتيشات “كمائن” القوات المسلحة.   

بعد يومين من انطلاق فعاليات قمة المناخ في شرم الشيخ، وصلني إيميل من سكرتارية الأمم المتحدة للمناخ المسؤولة عن تنظيم فعاليات Cop 27، بقبول طلبي لتغطية فعاليات القمة، يتيح لي الوصول الكامل إلى المنطقتين الزرقاء (حيث مقر اجتماعات الوفود الرسمية والمناقشات) والخضراء (حيث مقر تواجد منظمات المجتمع المدني والشركات والنشطاء). 

لم أكن أنوي تغطية فعاليات قمة المناخ هذا العام، لظروف عدة، ولكنها تغيرت فجأة، جهزت أموري سريعاً واعتذرت عن ارتباطات لاحقة، بحثت عن تذكرة طيران ولكنني لم أجد أي طيران محلي أو شارتر، فقط كانت متاحة تذاكر على الخطوط السعودية بسعر يزيد عن 10 آلاف جنيه تقريباً، فقررت أن أستقل الحافلة واتخاذ الطريق البري – الأكثر إرهاقاً وبُعداً- مع وقفات عدة عند عدة “كمائن” أمنية من أجل التفتيش، ولكن لم يكن لدي خيار آخر. 

بداية الرحلة 

عند نفق “الشهيد أحمد حمدي” ، أوقفنا “كمين” أمني تابع للقوات المسلحة، وطلب منا الجنود أن نغادر مقاعدنا ونصطحب كل الشنط والأغراض التي برفقتنا وبعد تفتيش وافي سمحوا لنا جميعا بالمغادرة، على بعد أمتار توقفنا عند “كمين” أمني آخر تابع للشرطة وهناك صعد إلينا أمين شرطة (مساعد ضابط)، وطلب منا استخراج البطاقات وتصاريح دخول شرم الشيخ، وبعدما تفحّص أوراق جميع المسافرين برفقتي في الحافلة ولم يزد عددنا عن 15 شخصاً، ووجه أسئلة إلى البعض، سمح لنا بالمغادرة. 

بعد ساعات أخرى لم أعدها بسبب دخولي في نوبة نوم، توقفنا عند “كمين” عيون موسى، وهناك جمع أحد الجنود بطاقات هوياتنا الوطنية وعرضها على ضباط الكمين، ثم جاء لينادي باسمي، وأخبرني سائق الحافلة أن اصطحب معي هاتفي، ففعلت ومعي خطاب تغطية المؤتمر من الجريدة التي أعمل بها، وتصريح دخولي مناطق القمة من الأمم المتحدة. ذهبت إلى الضابط الذي ناداني باسم دلع (اسم يستخدمه أصدقائي وعائلتي فقط)، تفحصت وجهه جيداً فمن الوارد أن يكون على معرفة مسبقة بي لكن خابت آمالي، أجبته: أذهب لتغطية فعاليات قمة المناخ، في نفس اللحظة جاءه إشعار على هاتفه فنظر إليه، ثم قال لي: “توصل بالسلامة يا …” مناديا باسم الدلع أيضا، شكرته وعدت إلى الحافلة.

هناك سألت سائق الحافلة أي قطاعات الداخلية تتواجد في هذا الكمين: أخبرني بأنهم “أمن وطني وبحث جنائي وتنفيذ أحكام”، والذي أوقفني هو ضابط الأمن الوطني والذي يبحث في هواتف بعض الأشخاص الذين يشك أن لهم أنشطة سياسة أو أعضاء في جماعات أو أحزاب معارضة، أخبرني أيضا أنه قد يفتش في الهاتف إذا ما لاحظ شيئا غريبا أو لم يطمئن فإنه يحتجز المشتبه به إما للقبض عليه، أو يمنعه من دخول سيناء. 

تحركت الحافلة، وتوقفنا عند 3 “كمائن” أخرى كانت تسير الإجراءات بشكل روتيني، وكانت تعتمد بشكل أساسي على فحص أوراق الحافلة، أو تفتيش روتيني لمتعلقاتنا، قبل أن نصل إلى مدخل مدينة شرم الشيخ منتصف النهار. 

شرم الشيخ 

وصلنا إلى مدخل مدينة شرم الشيخ منتصف النهار، ونزلنا عند “كمين” أمني تابع للقوات المسلحة، وأجرينا تفتيش الأغراض المعتاد، ثم غادرنا إلى كمين رأس محمد الواقع على بعد مترات قليلة من الكمين الأول، توقفت الحافلة على جانب الطريق وجمعنا هوياتنا الوطنية وسملناها إلى أمين شرطة، وهناك وبعد ربع ساعة تقريبا نادى جندي على أسماء أشخاص برفقتنا في الحافلة والحافلات الأخرى المتوقفة على بعد مترات منا، ثم نادى علي وتحركت معه.

سألني ضابط يرتدي ملابس مدنية بوجه عابس، جاي شرم الشيخ تعمل إيه؟، أخبرته أنني جئت لتغطية قمة المناخ؟، تظاهر بعدم سماعي وكرر سؤاله فككرت إجابتي، طلب مني الاقتراب منه قليلا، وإعادة الإجابة عليه فككرت الإحابة بمزيد من التفاصيل، سألني عن التصريح فقدمته له، وأخبرته أنه تصريح من الأمم المتحدة لتغطية فعاليات القمة، فقال لا يجب أن يكون لديك آي دي يحتوي على صورتك واسمك، أخبرته أنني أحصل على هذه الشارة فور وصولي لمقر المؤتمر، طلب منه تصوير التصريح وأرسله إلى شخص ما عبر واتساب. 

القاعدة هي التوقيف 

خرجت من غرفة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 6 أمتار عند مدخل مدينة شرم الشيخ،  إلى جوار حائط مبنى أكبر يحوي عدداً من أمناء الشرطة والضباط، وكانت تتوقف سيارة شرطة ملاكي ركب فيها لاحقاً لواء شرطة، وجميعهم يرتدون الزي الرسمي للشرطة، وجدت معي مجموعة من الأشخاص، بينهم مجند في القوات المسلحة ويقيم أهله في مدينة دهب في سيناء وتم توقيفه الليلة الماضية، ووجدت أيضاً طبيباً كان لديه تصريح دخول للمنطقة الخضراء وتم توقيفه قبل 6 ساعات تقريباً.

سيطرة الأمن على فعاليات القمة تجاوز أي منطق فقد أجبر الأمن مئات وربما آلاف الأشخاص على عدم دخول شرم الشيخ وعدم تغطية فعاليات القمة.

أستفزتني مدد التوقيف التي سمعتها ممن بجواري، وأجريت عدة اتصالات بأشخاص نافذين، وجاء السائق ليسألني عن موقفي، فأخبرته أن ينتظر وطلبت الدخول للضابط فسألني مجدداً: لماذا اتيت إلى شرم الشيخ وكررت الإجابة عليه، سأل عن هويتي التي بحوزتهم من قبل، أعطاها له أمين الشرطة: صورها وسألني مع من تعمل وأرسل الصور والمعلومات إلى شخص آخر عبر واتساب، وطلب مني إحضار حقائبي ومتعلقاتي من الحافلة، وقد حدث وطلبت من سائق الحافلة المغادرة لأنني شعرت أن الأمر سيطول. 

5 دقائق فقط وخرج جندي آخر وطلب مني مقابلة الضابط، فتوجهت له أعطاني هويتي الوطنية، وطلب مني الدخول، دون أي إضافة، سألته كيف سأدخل بعدما غادرت الحافلة، فطلب من أحد الجنود أن يوقف لي تاكسي. 

رحلة من القاهرة إلى مدينة شرم الشيخ لا تتعدى 6 ساعات استغرقت مني وقتا أكثر من 10 ساعات، بسبب “الكمائن” الأمنية المنتشرة على طول الطريق، وضاع عليّ اليوم الأول من التغطية بسبب التوقيفات المستمرة. 

توقيف ومضايقات 

سألت أصدقائي عمن تعرض لأمر مشابه، أخبرني صديق يعمل في صحيفة يومية كبرى، ولكنها ليست ضمن الصحف التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي يملكها جهاز أمني رفع المستوى، أنه تعرض للتوقيف 4 ساعات كاملة. أخبره الضابط أنه ينتظر التعليمات إن كان سيسمح له بدخول شرم الشيخ أم سيعود إلى القاهرة وقد يطول الأمر، سأله الصحفي: هل هذا إجراء متبع قال نعم، في كل مرة ستحاول السفر فيها إلى منطقة عليها تشديد أمني او إلى خارج البلاد سيحدث الأمر نفسه.

بعد 4 ساعات كاملة، توجه الصحفي إلى الضابط وسأله أريد أن أعرف موقفي لا يمكنني تعطيل الحافلة أكثر من هذا. بعد دقائق سمح له بالدخول، وقال له الضابط: أنصحك أن تذهب إلى مقر الأمن الوطني برفقة نقيب الصحفيين الحالي لحل مشكلتك، لأنك ستواجه المضايقات عند كل مرة تحاول السفر خلالها. 

تشديد الإجراءات الأمنية 

أفهم أن مدينة شرم الشيخ منطقة حرجة أمنياً بسبب الزخم السياحي الذي تتمتع به، خاصة من السياح الأوروبيين والروس الذين يقطنونها، وتم تشديد الإجراءات أكثر من قبل بعد انفجار طائرة في تشرين أول/ أكتوبر  2015، كانت في طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ الروسية، وعلى متنها 224 راكباً قتلوا جميعاً في الحادثة، تحطمت الطائرة على بعد 100 كيلومتراً جنوب مدينة العريش. 

لكن سيطرة الأمن على فعاليات القمة تجاوز أي منطق فقد أجبر الأمن مئات وربما آلاف الأشخاص على عدم دخول شرم الشيخ وعدم تغطية فعاليات القمة، لأسباب عدة، واتخذ في سبيل التحكم بمن يدخل أو لا يدخل، إجراءات غير مسبوقة. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.