fbpx

الكرة في ملعب السياسة:
هكذا تتخلى النخبة الإيرانية طوعاً وكرهاً عن طاعة النظام

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الفرح الذي عمّ طهران بعد الخسارة الكروية لمنتخبهم، يؤشر إلى التصدع الهائل بين المنتخب والجمهور الذي يصنِفُ الأول على أنّه تابع للنظام.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

امتنع المنتخب الإيراني لكرة القدم عن ترديد النشيد الوطني في المباراة الأولى ضد انكلترا، وقد هُزم الأول بسداسية نظيفة مقابل هدفين. 

غير أنّ لاعبي المنتخب الإيراني تراجعوا عن موقفهم الذي فُسر على أنّه تأييد للاحتجاجات المندلعة منذ مقتل الفتاة الكردية، مهسا أميني، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال قطر 2022.

ثمّة ضغوط جمّة كاشفة عن خطوط وتفاصيل متفاوتة، في ما يبدو، حصلت نتيجة هذا الموقف الذي تبناه لاعبو المنتخب الإيراني. واللافت أنّ الفرح الذي عمّ طهران بعد الخسارة الكروية لمنتخبهم، يؤشر إلى التصدع الهائل بين المنتخب والجمهور الذي يصنِفُ الأول على أنّه تابع للنظام.

وقد هاجم المدرب البرتغالي للمنتخب الإيراني، كارلوس كيروش، المشجعين، بل طالبهم بعدم حضور المباريات في ظل ما اعتبره “خلطاً” بين الرياضة والسياسة. 

وثقت فيديوات رفع إيرانيين شعارات “الموت لخامنئي” خارج الملعب بعد نهاية المباراة. وقال كيروش: “أطلب من الذين لا يريدون دعم المنتخب الوطني أن لا يحضروا الملعب. لسنا بحاجة إليهم، وهذا ما يشعر به اللاعبون أيضاً”.

وبينما تجاهلت الصحف والمواقع في إيران موقف المنتخب، واضطر التلفزيون الرسمي إلى قطع البث أثناء امتناع اللاعبين عن ترديد النشيد، فإنّ صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الإيراني، انفردت باتخاذ سياسة صلبة ومتشددة، كما هي العادة، واعتبرت اللاعبين “غير وطنيين”، ووصفتهم بـ”عديمي الشرف”، ووقعوا في فخ التأثيرات الإعلامية المعادية. وقالت الصحيفة المتشددة: “إيران 2 وإنكلترا والسعودية وإسرائيل والخونة الداخليون والخارجيون 6”. 

ربما، لم تبدد خطوة اللاعبين بالامتناع عن ترديد نشيد “الجمهورية الإسلامية”، الذي تم التراجع عنه، لاحقاً، ما علق في ذاكرة المجتمع الإيراني من صمت وتخاذل المنتخب تجاه التظاهرات، وكذا إدانة القمع المباشر بحق المحتجين. فضلاً عن ظهور هؤلاء اللاعبين في صورة مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قبيل مغادرة طهران إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وقد حاول كابتن المنتخب الإيراني، إحسان حاج صفي، عشيّة المباراة الأولى في الدوحة الحديث عن تضامنه مع عائلات الضحايا. لكن مشجعي المنتخب، الذين رفعوا لافتات ورددوا هتافات معادية للنظام والمرشد الإيراني، لم يتراجعوا عن مواقعهم التي نبذت تخاذل المنتخب طوال قرابة 65 يوماً من تفشي الاحتجاجات.

وقال حاج صفي: “نحن معهم، ونحن ندعمهم ونتعاطف معهم”. 

كما غرد الناشط الإيراني سيامك قاسمي على “تويتر”: “لا أجد كلمة تعبر عن ما في داخلي تجاه مباراة إيران وإنكلترا، فهو خليط من الفرح والحزن واليأس والأمل، والغضب والنشوة، هو كل ذلك”.

وبالتزامن مع موقف المنتخب الإيراني، في الدوحة، تمّ اعتقال لاعب المنتخب الإيراني السابق وفريق فولاذ، وريا غفوري، على خلفية إعلانه دعم وتأييد الاحتجاجات، وبدعوى “الإساءة إلى المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم والدعاية ضد النظام”، كما أعلنت وكالة “برنا” الإيرانية، التابعة لوزارة الرياضة الإيرانية.

كما تسببت تغريدة لرئيس معهد “يقين”، حسن عباسي، في استدعائه إلى مكتب المدعي العام بإيران، للرد على تهمة إهانة لاعبي المنتخب الإيراني.

لاحقاً، ناقشت صحيفة “ستارة صبح” الإصلاحية تداعيات ذلك الحادث المباغت من قبل لاعبي المنتخب. وتبنى الناشط الثقافي، محمد جواد حق شناس، اتجاهاً مغايراً أو مقاربة أقل تشدداً تجاه هزيمة المنتخب الإيراني، وملابسات ذلك. واعتبر شناس أنّ السياسة الإعلامية للنظام تسببت في حدوث تصدعات وشروخ داخل المجتمع، وكذا خلق قطبية بين أفراده وفئاته.

ولمّح الناشط الثقافي الإيراني إلى موقف المنتخب المتردد بخصوص امتناعه عن ترديد النشيد. وبغض النظر عما إذا كان ذلك قد نجم عن ضغط مباشر أو مبطن، فإنّه يكشف عن غياب بوصلة أهدافه وحريته في دعم المتظاهرين أو النظام، بما يؤدي إلى فقدان حاضنته المجتمعية كما هو حاصل عملياً. ومن ثم، حدث أن خرجت أعداد غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم تحتفل بخسارة منتخبها.

ويكاد لا يختلف موقف الأكاديمي الإيراني صادق زيبا كلام، المحسوب على التيار الإصلاحي، عن سابقه. غير أنّه أشار إلى تعمد النظام، طوال الوقت، توظيف أو بالأحرى إلحاق الرياضة في تبعية مع سياسات “آيات الله”. فقال: “أثناء كأس العالم قبل سنوات، قلت إنّني لا أحب أن يفوز المنتخب الإيراني، كون النظام يستغل ذلك سياسياً، فاتهمَني المعارضون، وأنصار النظام المتشددون، وهواة الحكم الملكي، ولكن بعد سنوات عندما غسلت احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية) الأعين، انتبه كثيرون إلى أنّني لم أكن على خطأ”.

وإلى ذلك، وصف رئيس الاتحاد الإيراني للملاكمة، حسين ثوري، النظام في طهران بأنّه “غير كفء”. وفي مقابلة مع موقع “راديو فردا”، منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، وصف المسؤولين بأنّهم “يفتقرون إلى الشرف”. وقال إنّه “مثل المحتجين يريد إيران بدون جمهورية إسلامية”. 

وقال ثوري، الموجود في إسبانيا للمشاركة في بطولة عالمية مع منتخب الشباب، إنّه لا ينوي العودة إلى بلاده. وتابع: “أريد أن أكون صوت الشعب في نضاله ضد الظلم”.

وكشف رئيس اتحاد الملاكمة، عن تعرضه لتهديد مباشر من عناصر النظام بعد اصطفافه مع التظاهرات، وتحديداً بعد إدانته الأحداث التي عرفت بـ”الجمعة الدامية” التي شهدتها منطقة زاهدان، نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي. إذ تم استدعاؤه وتهديده على خلفية نشاطه المعارض على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تعدو معارضة الرياضيين كونها أمراً عرضياً أو مباغتاً. إذ إنّ قطاعات متفاوتة في إيران تقف على النقيض من ممارسات الملالي العدوانية، بل وكشفت عن رفضها النظام السياسي لـ”الجمهورية الإسلامية” برمته. ووفق صحيفة “شرق” الإصلاحية، فإنّ لجنة الحماية القانونية والقضائية للمصورين السينمائيين في بيت السينما وبالاشتراك مع بيت المسرح والموسيقى أوضحت وجود قرارات بمنع “أشهر الممثلين والمخرجين” من العمل وإنهاء العقود مع بعضهم.

وهناك قائمة بـنحو 100 سينمائي وفنان موسيقي ومسرحي، تم اعتقالهم أو منعهم من مغادرة طهران في الأشهر القليلة الماضية.

وراهناً، تمّ اعتقال الفنانتين الإيرانيتين البارزتين هنغامه قاضياني وكتايون رياحي، بحجة دعم الاحتجاجات والتواصل مع “وسائل إعلام معادية”. وجاء اعتقال قاضياني إثر بث مقطع فيديو وهي تخلع الحجاب، بينما نشرت تعليقاً قالت فيه: “ربما هذا هو آخر منشور لي. أعلم أنني مع الناس حتى أنفاسهم الأخيرة”.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”، أنّه تم اعتقال الممثلة السينمائية والتلفزيونية، كتايون رياحي، بحجة “محاولة زعزعة الأمن العام للبلاد منذ بداية أعمال الشغب (الاحتجاجات) من خلال التواصل مع وسائل الإعلام الداعمة للإرهاب والأعداء”.

وأوضحت أنّ “اعتقال الفنانة كتايون رياحي جاء في غرب إيران بأمر من السلطة القضائية بسبب عدم استجابتها لأمر الاستدعاء”.

وكالة أنباء “ميزان” التابعة للقضاء الإيراني، كشفت عن صدور حكم بالإعدام على أحد المتظاهرين، الذي لم تكشف عن هويته، بتهمة “إغلاق الشارع وإيقاف السيارات والاشتباك مع عدد من عناصر الباسيج وجرح أحدهم بسلاح بارد”.

وزعمت الوكالة أنّه أثناء تجمعات الشوارع في حي ستار خان بطهران، عمد المتظاهر “بسلاح بارد في يده، إلى إغلاق الشارع وإيقاف السيارات وتعكير الأمن”.

ومن بين الاتهامات الأخرى “الاشتباك مع عناصر الباسيج، وإصابة أحد عناصر هذه القوات وإثارة الرعب في المارة والمواطنين”.

تهمة الإعدام تواجه الفنان الكردي الإيراني سامان ياسين، المعتقل منذ بضعة أسابيع، على خلفية اتهامه بـ”محاربة الله”. مطرب الراب الكردي انتقد قمع السلطات الإيرانية الدموي للاحتجاجات. إذ بعث برسائل عدة عبر منصات التواصل الاجتماعي المشترك فيها لدعم التحركات المناهضة لملالي طهران، وذلك من خلال أغان ثورية.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد وصل عدد المعتقلين في إيران إلى نحو 14000 شخص، بما في ذلك قاصرين وأطفال، منذ بدء الاحتجاجات قبل أكثر من ثمانية أسابيع.

كما بلغ عدد المعتقلين في صفوف الصحافيين ما لا يقل عن 62 صحافياً، وفق تقرير لجنة حماية الصحافيين من مقرها في نيويورك.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الاستخبارات والحرس الثوري الإيراني عن أسماء مجموعة من الصحافيين المعتقلين، في بيان مشترك، ومنهم نيلوفر حامدي وإلهة محمدي. 

وأفادت إذاعة “فرد” الأميركية الناطقة بالفارسية، بوجود قائمة تضم أسماء، أكثر من 110 كتاب وصحافيين إيرانيين قد “اعتقلوا أو هددوا أو تعرضوا للأذى” من السلطات الأمنية الإيرانية خلال الاحتجاجات الأخيرة بسبب مواقفهم السياسية وتغطياتهم الصحافية.

كما تضم القائمة 116 اسماً، بعضهم لا يعرف مصيره. ومنهم فنانون وطلبة في الفروع الفنية المختلفة، وبخاصة المسرح. 

ومن بين الأسماء التي تشملها القائمة، عاطفة جهارمحاليان، وهي شاعرة وسكرتيرة سابقة لجمعية الكتاب الإيرانيين، والكاتب محسن زهتابي، والشاعر مظاهر شهامت.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.