fbpx

من ينتصر لظلامة الغوطة التي يخفي الغبار وجه أهلها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بالنسبة الى بشار الأسد، فالقتل الوحشي سبيل وحيد للحكم، أما فلاديمير بوتين، فالسلطة والنفوذ في العالم ضرورة من دون حساب للخسائر، بالنسبة الى رجب طيب أردوغان، يجب سحق الاكراد أولا وآخراً، وبالنسبة الى علي خامنئي، فأحلام امبراطوريته يجب ان تتوسع حتى حدود البحر. أما دونالد ترامب، فذاك أحمق آخر، يحاول إيجاد مكان له بين قتلة كثيرين..

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ا وكأن الدنيا بأسرها انهارت على أجسادهم الصغيرة..
رمل ودماء وصرخات مكتومة من تحت الانقاض، وأطفال أسلموا الروح بأعين نصف مفتوحة فيما يكابد من بقوا أحياء للنجاة.سنحاول يائسين فهم تلك اللحظات الكثيفة التي تسبق موتهم تحت الركام وعجزهم عن إيجاد ملاذ آمن.
هل هناك ما هو أفظع من الاستسلام للموت تحت الردم؟
نعم، الأفظع هو أننا سنشاهد صورهم مراراً ونكتب ونتألم ونقرأ بعض التحليلات لكن المجزرة ستستمر. لقد فعلها النظام السوري قبلا في حمص وفي حلب، وفعلها في كل سوريا، أعني سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجُ استعادة السيطرة عبر الإبادة الجماعية للبشر وللحجر. فعناوين الأخبار تحمل صرخات مكبوتة ، والصور والفيديوهات لا تبخل علينا بمشاهد أطفال قتلوا جماعياً، لكن الحقيقة الجاثمة خلف وقائع الحرب الثقيلة هي أن سبع سنوات من القتل جعلت من خبر الموت السوري يتوقف عن أن يكون حدثاً.  تقول اخبار NBC، “للموت في الغوطة الشرقية سجلٌ صوتيٌ خاص. إنه الهدير الذي يحدثه الطيران الحربي في السماء. يخفتُ أحياناً ليترددَّ بعدها دويٌّ. صراخٌ ثم صمت”..
قوات النظام السوري بمساندة من القوات الروسية، واصلت قصف مناطق الغوطة الشرقية بهدف استعادتها. وما يحصل هناك هو عنف هستيري خلّف عشرات القتلى. نحن نتحدث عن منطقة محاصرة منذ سنوات، يقطنها نصف مليون انسان، وقد استهدف فيها خلال أيام فقط ما لا يقل عن سبع مستشفيات، وقتل خلال يومين قرابة المئتين من بينهم عدد هائل من الأطفال. انها الغوطة نفسها التي تعرضت لقصف كيماوي من قبل الأسد. والغوطة الشرقية هي واحدة من أربع مناطق تم تحديدها بأنها مناطق نزع التوتر، كمدخل لانهاء العنف في سوريا، لكن الحاصل هو تكثيف الهجمات الوحشية ضد السكان هناك.
وسوريا قصة فشل خطّتهُ أنهر من الدماء. هناك جيوش وميليشيات وتنظيمات ومرتزقة، فهذه ليست حربا لها جبهة ، إنها حروب مع تحالفات متغيرة على نحو يجافي المنطق. فجميع القوى الموجودة في سوريا تركز على استراتيجياتها ومصالحها الجاثمة على جثث السوريين. العيون شاخصة للأمام ولمن ستكون له السيطرة مستقبلاً. جميع القوى موجودة في سوريا، وجميعها يرفض وضع حد للقتل.
بالنسبة الى بشار الأسد، فالقتل الوحشي سبيل وحيد للحكم، أما فلاديمير بوتين، فالسلطة والنفوذ في العالم ضرورة من دون حساب للخسائر، بالنسبة الى رجب طيب أردوغان، يجب سحق الاكراد أولا وآخراً، وبالنسبة الى علي خامنئي، فأحلام امبراطوريته يجب ان تتوسع حتى حدود البحر. أما دونالد ترامب، فذاك أحمق آخر، يحاول إيجاد مكان له بين قتلة كثيرين..
سينتهي الامر وستبقى البلاد مدمرة بيد بشار الاسد وهي نتيجة يشكر عليها الروس والايرانيون وكل المحاولات الفاشلة لاميركا. هاهي الحرب تكمل في سوريا عامها السابع، وثمة مئات الآلاف من السوريين المستهدفين من قتلةٍ من كل الجهات.
آلاف المقالات والتحقيقات حاولت فهم وتحليل وتقريب الوضع السوري المعقد لكن جميع ما قيل وسيقال يبدو وكأنه كلام مغلف بالصمت ولم يعد بإمكان أحد وصف الرعب اليومي ولا الحدّ منه.
كان يغلبنا الوهم أن العالم اذا عرف حقيقة ما يجري في سوريا سيتحرك. هذا الوهم دفع بالسوريين الى تصوير موتهم حين منع النظام الاعلام من الدخول الى سوريا فشرع ناشطون ومواطنون في توثيق ما تيسر من عذابات وقتل وألم. لكن النتيج بدت وكأنها عكسية، فبدلاً من أن ينتصر العالم لظلامة الضحية، دارت الصفقات والتسويات لصالح القتلة..

[video_player link=””][/video_player]