fbpx

“بكل طائفية”: حين تقرر “أل بي سي” بيعنا العار

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يمكن وصف برنامج “بكل طائفية” سوى بأنه طائفي جداً. لقد فتح المجال للخصم السني المنكسر بحروب دمرت مدنه التاريخية وحطمت أبناء طائفته في سوريا والعراق ولبنان، ليواجه خصمه الشيعي المنتصر مع انتصارات “حزب الله” وإيران في سوريا والعراق، ووجد الماروني العوني الذي يقدس الجيش اللبناني خصمه السلفي المتهم دائماً بدعم المنظمات الإرهابية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

راما الجراح، لبنانية تشارك في الموسم الأول من برنامج “بكل طائفية” الذي يعرض على شاشة الـ “أل بي سي” اللبنانية، كتبت على صفحتها على “فيسبوك”: “لكل شخص يسألني ما دمت غير عنصرية ولا طائفية لماذا أشارك ببرنامج “بكل طائفية”؟ وافقت على المشاركة لأظهر صورة أخرى مختلفة عما في رؤوسنا، إذا أنا سنية عليَّ أن أتقبل من الشيعي أو العوني ردود فعلهما وليس ضرورياً تسكير الباب بوجهيهما”.

امتلأت مواقع التواصل اللبناني بمنشورات تتناول البرنامج، الذي يراد منه بحسب منتجيه إظهار وجهات النظر بين أطراف طائفية متصارعة في لبنان.

بكل طائفية، أبطاله مجموعة ناشطين لبنانيين فاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي. تبدأ كل حلقة بتذكير المشاهد بأن ما يقوله المشاركون يعكس مرآة واقعهم، مع تحذير أن ما سيراه ويسمعه المشاهد أمرٌ مقصود.  

لا يمكن وصف برنامج “بكل طائفية” سوى بأنه طائفي جداً. لقد فتح المجال للخصم السني المنكسر بحروب دمرت مدنه التاريخية وحطمت أبناء طائفته في سوريا والعراق ولبنان، ليواجه خصمه الشيعي المنتصر مع انتصارات “حزب الله” وإيران في سوريا والعراق، ووجد الماروني العوني الذي يقدس الجيش اللبناني خصمه السلفي المتهم دائماً بدعم المنظمات الإرهابية.

الشيخ بلال المواس، يمثل الشريحة السلفية في البرنامج، وهي فئة متهمة دائماً بدعم الإرهاب وتعبئة الشباب السني بالأفكار الجهادية.

مواس اشتهر ببرنامجه الإذاعي عقصة دبور، يقدم فيه فقرة ساخرة من الظروف الاجتماعية والسياسية التي يمر بها لبنان، هو خصم “حزب الله” والاحزاب السنية العلمانية التي لم تعتن إنمائياً بمدينة طرابلس، وفي البرنامج، يردد مواس عبارة “نعم أنا طائفي” خمس مرات، فيعجب أصدقاؤه على “فيسبوك” بكلامه ويطالبونه بالمزيد منه.

كان يمكن أن يعرض البرنامج أزمة الطوائف بجدية أكبر، لأنها أزمة لا تستحق الضحك، إلا أن معدي البرنامج لم يختاروا من مواقع التواصل سوى النخبة الطائفية. هذا الكبت بين أطياف المجتمع اللبناني تفضحه أيضاً جوقة الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يتابعون البرنامج عن كثب.

موسم كامل من “بكل طائفية”، سنصل حلقة إثر حلقة إلى هاوية لا قعر لها. نهاية لبنان، تفتقد إلى خفة ظل يحاول المشاركون الإيحاء بأنهم يتمتعون بها، فالبرنامج تطفو عليه سمة التمثيل، وهو فن اعتاد اللبنانيون ممارسته تحت سقف السلم الأهلي إلى أن تأتي الحرب.

ثمة حماسة طائفية ترافق البرنامج. كل طائفة اِلتفت حول ممثلها، وهنا سقطة قاتلة سنشاهدها أسبوعياً على مدار الأشهر المقبلة، ما دام الأخير يلبي حاجة الجماهير، ويعري لبنان أمام مستقبله الذي لم يعد مجهولاً، فالبرنامج منذ حلقته الأولى، وضع لبنان في إطاره الحقيقي، فهو بلدٌ يغزوه الحقد والمذهبية.

البرنامج ليس مادة ساخرة، ولا يثير الضحك، علماً أن فقراته تريد إضحاك المشاهد، إذ هناك خطاب مذهبي متأصل في مشاعر المشاركين والمشاهدين، فكل المشاركين ينطلقون من هويتهم الطائفية وينتظرون من مناصرينهم على مواقع التواصل أن يصفقوا لهم.

بطل الشيعة في البرنامج هو الناشط عباس الزهري، المدافع الشرس والوفي عن خيارات “حزب الله” العسكرية والسياسية خارج لبنان وداخله.

في الحلقة يحدث حوار مع الناشطة القواتية راشيل جعجع. تقول جعجع لزهري ان الشيعة ينجبون الكثير من الأطفال، ومن ثم يرمونهم على الطرقات ليصيروا “زعران”، بينما يسخر زهري من أصحاب النزعة الفينيقية في لبنان، وهم أفراد يرون أن لبنان للمسيحيين فقط.

موسم كامل من “بكل طائفية”، سنصل حلقة إثر حلقة إلى هاوية لا قعر لها. نهاية لبنان، تفتقد إلى خفة ظل يحاول المشاركون الإيحاء بأنهم يتمتعون بها، فالبرنامج تطفو عليه سمة التمثيل، وهو فن اعتاد اللبنانيون ممارسته تحت سقف السلم الأهلي إلى أن تأتي الحرب.

عام 2016، ضجت الولايات المتحدة الأميركية بوثائقي صورته الصحافية الأميركية إلي ريفي. يتناول الوثائقي الأسبوع الثاني الذي تلى أحداث شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا، والتي شهدت أعمال عنف قام بها اليمين ضد مظاهرة لليسار.

تمكنت ريفي من العيش لأسبوع برحاب التيارات اليمينية المتطرفة التي تنادي بتطهير اميركا من كل ما ليست له صلة بالعرق الأبيض. ونتيجة الضجة التي اثارها الوثائقي انهالت المقابلات على الصحافية، في إحدى المقابلات يسألها المذيع ما هو شعورك بعد تجربتك، أجابته، “بداخلي شعور العار، إنهم لا يشعرون بالخجل مما يتفوهون به”، هل سيقول الممثل اللبناني ادموند حداد الذي يدير الحلقات شيئاً شبيهاً لما قالته ريفي؟ سؤال برسم ادموند.

إقرأ أيضاً:

 إيران: السوشيال ميديا تعكس سخطاً من النظام و”الخافي أعظم”

قصة مي سكاف بصوت فايزة الشاويش