fbpx

مجلس النواب العراقي ينضم إلى “هوموفوبيا” الصدر: مشروع قانون لتجريم المثلية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“نشعر بتهديد وخطر كبير من هذه الحملة التي شنّها الصدر، والتي من الممكن أن تتطور إلى أشكال أخرى، ولا نرى ذكره لعبارات: عدم استخدام العنف أو القتل أو التهديد، إلا محاولة لتبرئة نفسه مما ستحمله الأيام القادمة لأفراد مجتمع الميم-عين في العراق”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

باللغتين العربية والإنجليزية، وجه الزعيم الشيعي الأبرز في العراق، مقتدى الصدر، رسالة “إلى العالم أجمع”، وحمل البيان اسمه وتوقيعه في ذيل الصفحة، دعا فيها إلى حملة جمع تواقيع مليونية لمناهضة “المثلية الجنسية”، كما تضمنت تغريدته التي نشرها في 30 تشرين ثاني/ نوفمبر 2022، رسالة صريحة يقول فيها: “على الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات أن يتّحدوا في العالم أجمع من أجل مناهضة المجتمع الميمي لا بالعنف ولا بالقتل والتهديد، بل بالتثقيف والتوعية وبالمنطق والطرق الأخلاقية وما شاكل ذلك”.

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها المرجع الديني الشيعي الأبرز، مقتدى الصدر، مواقفه المناهضة لمجتمع الميم في العراق، الأمر الذي يثير الخوف والهلع لدى المجتمع. في 23 آذار/ مارس 2022، نشر الصدر تغريدة أشار فيها إلى أن “مرض جدري القرود هو نتيجة لسلوكيات مجتمع الميم”، واقترح الصدر تخصيص يوم كل عام للتعبير عن معارضته للمثلية الجنسية.

ربط الصدر مرض جدري القرود بالمثلية لا يتوافق مع المجمع الطبي العلمي، كما نشرت منظمة الصحة العالمية في موقعها الرسمي، توضيح أشارت فيه إلى أن المرض يمكن أن ينتج عن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عن المخالطة الوثيقة بإفرازات الجهاز التنفسي أو الآفات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثًا، وهذا تفسير واضح على أن المسبب الرئيسي هو ليس مجتمع الميم، أو كما أحبّ الصدر أن يطلق عليه هذه المرة بـ”المجتمع الميمي”. لكن الصدر يعمد دائماً إلى ربط الأمراض بالمثلية، كما حدث سابقاً لدى بدايات انتشار فايروس كورونا، في محاولة منه لمعاملة المثليين كناقلي آفات، وخلق جو معاد لهم في العراق.

تهديدًا واضحًا ضدنا

أثارت بيانات وتغريدات الصدر المتكررة بين الحين والآخر، مخاوف من وقوع المزيد من الاعتداءات ضد مجتمع الميم في العراق. وفي تغريدة الأخيرة، ذكر فيها: “عسى أن تكون مناهضتهم سببًا لعدم تعميم البلاء الإلهي الذي ينتظر البشرية جمعاء بسبب تقنين الفواحش وتحدي السماء من خلال ‘الشذوذ الجنسي’”. 

يعتقد الكاتب والناشط في حقوق الإنسان، محمد قاسم، 27 عامًا، أن بيان الصدر يشكّل تهديدًا واضحًا لمجتمع الميم في العراق: “لم تكن تغريدة الصدر صادمة لي هذه المرة، فهي متوقعة كسابقاتها من التغريدات التي تناهض المثلية الجنسية في العراق، ولا أعرف كيف يريد الصدر أن يقضي على المثلية بالطرق السلمية.. أي سلمية يتحدث عنها؟ لا أعرف”.  

يضيف قاسم: “الفشل السياسي الذي مرّ به الصدر وخروجه من الحكومة وراء تصريحاته هذه،  ويحاول ان يمارس دوراً في هذه الفترة. كان أولى بالصدر أن ينشر تغريدات ضد الفساد والطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم العراق وتنهب خيراته، بدلًا من إشغال الناس بأمور ثانوية. الهروب من خندق السياسة نحو أمور أخرى يريد بها الصدر إثارة عاطفة العراقيين المناهضين لمجتمع الميم. على أي حال، إنها تهديد صريح للمجتمع في العراق، وأنا أخشى على حالي وحال كثيرين غيري”.

 “خطاب الصدر بهذه النبرة التي تحمل مخزوناً من الكراهية هو تأكيد على رفض المجتمع ومعاداته للمثلية. في الواقع، المجتمع الذي نعيش فيه لا يحتاج إلى مزيد من التحريض، مجتمعنا للأسف يرفض مجتمع الميم/عين وينبذ أفراده”.

يقول قاسم إن خطاب الكراهية ازدادت حدته في الآونة الأخيرة بسبب ما يتم نشره ضد المثليين سواء من قبل رجال دين أو سياسيين أو أشخاص عاديين. ويكمل حديثه: “التهديد يتعدى حدود مجتمع الميم، بل يصل حتى إلى المدافعين عن حقوق الإنسان، والأشخاص المتعاطفين، المؤيدين والمناصرين لقضايا مجتمع الميم، وحتى من ينشر على مواقع التواصل أو يبدي مواقف معارضة إلى ما أشار إليه الصدر، أو غيره من السياسيين الذين لديهم مواقف مشابهة”.

تهديد وخطر كبير

أحد القيّمين على مشروع “بغداد برايد” Baghdad Pride، وهو مشروع كويري لأفراد مجتمع الميم في العراق يقول لـ”درج”: “نشعر بتهديد وخطر كبير من هذه الحملة التي شنّها الصدر، والتي من الممكن أن تتطور إلى أشكال أخرى، ولا نرى ذكره لعبارات: عدم استخدام العنف أو القتل أو التهديد، إلا محاولة لتبرئة نفسه مما ستحمله الأيام القادمة لأفراد مجتمع الميم-عين في العراق”.

بالنسبة إلى هَيدن، 21 عامًا، وهو طالب جامعي من العراق، فإن “الكلام خرج من شخص معروف بتاريخه الدموي ضد أفراد المجتمع وأساليب قتلهم البشعة التي تصل إلى مرحلة القتل بمجرد الشك إنك مثلي الجنس”.

ويقول هَيدن: “خطاب الصدر بهذه النبرة التي تحمل مخزوناً من الكراهية هو تأكيد على رفض المجتمع ومعاداته للمثلية. في الواقع، المجتمع الذي نعيش فيه لا يحتاج إلى مزيد من التحريض، مجتمعنا للأسف يرفض مجتمع الميم/عين وينبذ أفراده”، ويضيف: “بعد تغريدة الصدر، أفكر الآن بالهجرة خارج العراق لحماية نفسي، وتحسبًا لأي طارئ يحدث لي. أنا كل يوم اتلقى فيه تهديدات الكترونية، وقد تزداد هذه التهديدات بعد ما نشره الصدر”.

بعد تغريدة الصدر، وقّع عدد من أعضاء مجلس النواب، يوم السبت 3 كانون أول/ ديسمبر 2022، على مسودة مقترح قانون الدعاية ونشر المثلية، وجاء في المادة (١) من القانون المقترح: “أي شخص يقوم بالترويج للمثلية لأي سبب كان سواء في المؤسسات الحكومية والإعلامية والمدارس والمعاهد والجامعات وشبكات التواصل الاجتماعي والكتب والمنشورات والمسارح والسينما وفي الاماكن العامة يعتبر جانيا ويعاقب”.

وبحسب القانون، تبدأ العقوبة بملغ مليون دينار عراقي ($685) اذا كان مواطنا، وترتفع العقوبة المالية اذا كانت موظفاً او مسؤولاً أو مؤسسة حكومية أو شركة أو منظمة مجتمع مدني، لا تقل عن ٨ مليون دينار (5481$) ولا تزيد على ٢٤ مليون دينار ($16443)، وبالنسبة للجهات التي تشملها المادة 1 من القانون، إذا كان مواطنًا أو مؤسسة دولية بعد أن يتم عقوبتهم، يتم إيقاف أعمالهم في العراق نهائيًا.

المدافع عن الحقوق الرقمية في شبكة “انسم” حيدر حمزوز، قال لـ”درج” تعليقاً على هذا القانون المقترح:”قوانين حظر المثلية والترويج لها، ما هي إلا قوانين تستهدف بشكل مباشر منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وتهدف إلى تقييد فضاءات العمل المدنية”. 

وأضاف حمزوز: “هذه مقدّمة لحقبة تشريعية مظلمة وتقييد أكبر للحريات”.