fbpx

الصدر يعتزل السياسة وينافس قطر في ملاحقة المثليين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يكن حديث الصدر الأخير الذي أطلقه مجرد خطاب كراهية إعلامي يقوده شخص كاره للمثليين، بل كان إعلاناً عن جريمة لاستبعاد هؤلاء الأفراد، حيث يستخدم الصدر نفوذه وأتباعه لإقامة حملة شاملة ضد المثلية، يشارك فيها قادة ميليشيات تابعون له، في إشارة إلى أن المسألة تلامس إعلان الحرب المسلّحة على المثلية في العراق

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عاد رجل الدين والسياسي الشيعي مقتدى الصدر من جديد إلى “لعبته المفضّلة”: كراهية مجتمع الميم/ عين في العراق.

 ليست حملة العنف التي يقودها الصدر هذه الأيام الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يشنها الزعيم الديني العراقي ضد مجتمع الميم/ عين، فقد أعلن في وقت سابق عن حملات لملاحقة هؤلاء الأفراد، أسفرت عن مقتل وتعذيب المئات منهم، فيما حبس معظمهم أنفسهم في المنازل خشية الملاحقة والترهيب، من قبل ميليشيات مسلحة اختلفت مسمياتها باختلاف الحكومات والفترات الزمنية.

منذ عام 2020 ومع تفشي جائحة “كورونا”، اتهم الصدر المثليين بالتسبب في هذا الوباء، ولم يكتف بذلك حتى أعلن مرة أخرى أن جدري القرود سببه أيضاً مثليون جنسياً، كما ألقى باللوم عليهم بالتسبب بكل الأوبئة والأمراض في العالم داعيًا إلى نبذهم.

الصدر ليس وحيداً في ساحة رهاب المثلية في العراق، وإن كان يتزعّمها. في وقت سابق، أعلنت حكومة كردستان عن قرار تجريم المثلية الجنسية وملاحقة المثليين والنشطاء المدافعين عنهم. وشارك نواب من حكومة بغداد في سن هذا القانون، على رغم عدم وجود قانون رسمي يوافق أو يجرم المثلية الجنسية في البلاد. بحيث يتم استهداف الأفراد تحت تهمة الإخلال بالآداب العامة والتي وصفتها “هيومن رايتس ووتش” بأنها “مادة غامضة يمكن استخدامها لاستهداف الأقليات الجنسية والجندرية”.

لم يكن حديث الصدر الأخير الذي أطلقه مجرد خطاب كراهية إعلامي يقوده شخص كاره للمثليين، بل كان إعلاناً عن جريمة لاستبعاد هؤلاء الأفراد، حيث يستخدم الصدر نفوذه وأتباعه لإقامة حملة شاملة ضد المثلية، يشارك فيها قادة ميليشيات تابعون له، في إشارة إلى أن المسألة تلامس إعلان الحرب المسلّحة على المثلية في العراق.

عاد رجل الدين والسياسي الشيعي مقتدى الصدر من جديد إلى “لعبته المفضّلة”: كراهية مجتمع الميم/ عين في العراق.

الصدر يعرف جيداً ما يمكن أن يتعرض له المثليون في البلاد من عنف جسدي ولفظي بسبب هذا البيان، وخصوصاً من قبل أتباعه، إلا أنه يستخدم ما يمكن أن يعزز شعبيته مجدداً مع تحميل المثليين فشله السياسي مع بقية الطبقة السياسية في مخاطبة هموم العراقيين وقضاياهم وحريتهم، ويستثمر الصدر في مجتمع يعتبر المثلية “آفة اجتماعية” و”وصمة عار”، وهو الخطاب المتفق عليه تقريباً في الشارع الإسلامي العراقي، فجرائم الشرف ضد النساء والمثليين هي ما يوحّد الجميع هنا.

لطالما استخدم الصدر العاطفة الشعبية التي يحملها أتباعه لوالده رجل الدين محمد الصدر، لتحشيد اتباعه، ففي كل مرة يخفق فيها يهدد بالاعتزال او حتى الموت، فقد خرج أكثر من مرة يحذر جمهوره من أنه قد يتعرض للاغتيال، فيتدافع هؤلاء إلى حمايته ومهاجمة كل من يحاول انتقاده.

ربما حاول الصدر استخدام موجة النبذ الأخيرة التي استهدفت المثليين في البلدان العربية في بطولة كأس العالم في قطر، التي واجهت انتقادات من المنظمات الإنسانية وبعض اللاعبين الدوليين. ومُنع المشجعون من حمل أي اعلام أو ملابس تشير الى المثليين داخل الملعب أثناء مباريات كأس العالم. والصدر يواكب هذه “الموضة” على وقع كأس العالم، ويخوض “مباراته” ضد المثليين على الملعب العراقي، وقد أطلق حملة لجمع التواقيع، من أجل سن قانون مكافحة ما سمّاه “الشذوذ الجنسي” في العراق.

يوم الجمعة، بعد صلاة الظهر، اصطف الآلاف من أتباع الصدر خارج المساجد في مختلف مناطق البلاد في الكوفة للتوقيع على تعهد “بالوقوف ضد المثلية الجنسية” والمطالبة بـ”إلغاء قانون الشذوذ الجنسي”.

وفي مدينة الكوفة في محافظة النجف محل إقامة  الصدر، ومدينة الصدر في بغداد، اصطف المئات للتوقيع على التعهد لمناهضة قانون المثلية الجنسية.

وقال أحد أتباع الصدر قاسم الموسوي من بغداد، “تحاول أميركا الترويج للفساد والانحلال الأخلاقي عبر الألعاب الرياضية كما حدث في كأس العالم، إلا ان دعوة  قائدنا مقتدى هي محاولة لإخضاع هؤلاء للعلاج الطبي والنفسي. كما أن البيان خطوة لحماية المسلمين والمسلمات وأطفالنا من البلاء القادم مما يسمى المثلية أو مجتمع الميم”.

الحملة أثارت رعباً في أوساط عدد من أفراد مجتمع الميم/ عين في العراق، الذين عبروا عن خشيتهم من أن يلحق بهم المزيد من المضايقات والإساءات بناء على نمط ملابسهم أو تسريحات شعرهم في بلد يتعرض فيه شبان وشابات للقتل، بسبب مظهرهم.

وكان تقرير أصدرته “هيومن رايتس ووتش”، قد اتهم في وقت سابق من هذا العام، الجماعات المسلحة في العراق باختطاف واغتصاب وتعذيب وقتل المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الميل الجنساني، ومضى ذلك من دون عقاب. وتقول المنظمة الدولية إن الحكومة العراقية فشلت في محاسبة الجناة.

 كما اتهم التقرير الذي أصدرته المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها بالتعاون مع جماعة حقوقية عراقية تدعى “إيراكوير”، الشرطة العراقية وقوات الأمن بالتواطؤ في كثير من الأحيان في تفاقم العنف ضد مجتمع الميم واعتقال الأفراد “بسبب المظهر غير المطابق”.