fbpx

“سياج الموت”: شرطة الحدود المغربية
تقتل المهاجرين بالتواطؤ مع إسبانيا 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اليوم، وبعد مرور أكثر من 5 أشهر، نعود في “درج” لنفتح ملف فاجعة مليلية، التي وصفتها منظمات حقوقية بأنها كانت “مذبحة”، ونطرح السؤال: ما الذي حدث يوم 24 حزيران/ يونيو عند جانبي السياج الفاصل بين مليلية والناظور؟ وما هي مسؤولية الطرفين، الإسباني والمغربي في هذه الفاجعة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 “أخطأنا في اختيار البوابة، وهناك تمت محاصرتنا من قبل القوات المغربية، وبعضنا نجح في العبور، لكنني تلقيت ضربةً على الرأس”.

أشهر مرت على الحادثة التي غيرت مسار حياة أحمد، لكن لا تزال جراح ذلك اليوم الأسود محفورة في الأذهان وفي ندبات على الأجساد، شاهدة على مأساة إنسانية لم يستطع أحد في المغرب أو إسبانيا أن يطمرها.

أحمد هو واحد من نحو 1700 مهاجر حاولوا عبور السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية يوم الجمعة 24 حزيران/ يونيو الماضي، لكنهم يتفرقون الآن في مدن مختلفة في المغرب، وقد وصلوا إلى هناك بعدما وضعتهم السلطات المغربية، جرحى وقتلى، في 15 حافلة على الأقل توقفت في مناطق مختلفة من البلاد، لتضمن إبعادهم بمئات الكيلومترات من الحدود.

وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على المأساة التي راح ضحيتها 23 شخصاً وفق الرواية الرسمية، ما زال هؤلاء المهاجرون وأغلبهم من السودان، يطالبون بالعدالة، ومعرفة مصير المفقودين من زملائهم ومواطنيهم.

اليوم، وبعد مرور أكثر من 5 أشهر، نعود في “درج” لنفتح ملف فاجعة مليلية، التي وصفتها منظمات حقوقية بأنها كانت “مذبحة”، ونطرح السؤال: ما الذي حدث يوم 24  حزيران/ يونيو عند جانبي السياج الفاصل بين مليلية والناظور؟ وما هي مسؤولية الطرفين، الإسباني والمغربي في هذه الفاجعة؟ 

عن ضحايا لم تُعلَن أسماؤهم…

يحكي أحمد، (23 سنة)، وهو مهاجر سوداني، عن تجربته في الهجرة غير الشرعية بسبب تردي الوضع الاقتصادي وضيق سبل الحياة.

يروي لـ”درج”، عن كيفية انتقاله ومن معه قبل يوم الجمعة الأسود، من جبل “سلوان”، إلى جبل آخر قرب الناظور، “كوروكو”؛ بعد الهجمات التي شنتها السلطات المغربية عليهم لطردهم من الجبال.

يقول أحمد، المبعد الذي رحّل إلى مدينة “قلعة السراغنة”، (شمال مدينة مراكش بـ84 كم)، بعد “الهجوم الذي وقع قررنا أن نتوجه للسياج، كنا حوالى 1400 أو 1500 شخص”. علماً أن العدد الرسمي للقتلى في ذلك اليوم بلغ 23 مهاجراً، وهو رقم رفعته منظمات غير حكومية إلى 37. 

عمر ناجي، القائم على ملف الهجرة واللجوء في “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، يؤكد وجود “تنسيق تام بين سلطات المغرب وإسبانيا للوصول إلى هذه النتيجة الكارثية التي خلفت 27 وفاة و77 مفقوداً”.

ويعتقد مهاجرون وحقوقيون تحدثت إليهم “درج”، أن الوفيات “أكبر بكثير من تلك التي اعترف بها المغرب”، لكن هذا لا يمكن أن يعرف أبداً. 

ويتذكر علي موسى، ذو الـ21 ربيعاً، والذي كان أصيب “بكسر في إصبعه”، أنه على الجانب الإسباني من الحدود، “لم يستخدم الإسبان أي ضربات، بل الغاز فقط… ما تركنا مشلولين وفاقدين للوعي، ثم جاء الدرك المغربي وضربونا كثيراً”.

وعبر الهاتف، من مدينة بركان يقول لـ”درج” مواطنه علي ذو الـ17 سنة، إنه دخل إلى تراب إسبانيا “لمدة 20 دقيقة تقريباً”، قبل أن يعيدوه إلى الناظور، برغم أن آخرين يقولون إنهم مكثوا لأكثر من 50 دقيقة.  

ويؤكد معظم المهاجرين الذين تواصلنا معهم أنهم أصيبوا “بفقدان الوعي أو شبه فقدان للوعي بالغاز المسيل للدموع”.

محمد الصديق (22 سنة)، يتذكر أنه عندما عبر إلى الأراضي الإسبانية حاول الذهاب إلى مركز الإقامة الموقتة للمهاجرين في مليلية.  

ولكن “كان هناك بعض الحراس المدنيين يختبئون خلف بعض الأشجار، وقاموا بضربي على قدمي ورموني بالغاز… ولاحقاً، أعادني الأمن المغربي إلى الناظور”، يوضح في محادثة عبر الانترنت.

 “أخطأنا في اختيار البوابة، وهناك تمت محاصرتنا من قبل القوات المغربية، وبعضنا نجح في العبور، لكنني تلقيت ضربةً على الرأس”.

ما قبل الفاجعة: مضايقات وحصار 

فاجعة مليلية التي جلبت وسائل الإعلام إلى الحدود، وفتحت النقاشات السياسية في البرلمان الإسباني وفي الصحافة وعلى مواقع التواصل، أظهرت إلى أي حد يمكن أن يصبح العنف أكثر وضوحاً، وكيف يمكن أن يتحول حلم عبور الحدود إلى موت وعنف وتدمير حياة.

ويرى عمر ناجي أن مشكلة الهجرة في المغرب ترتبط بتقارب العلاقات الثنائية مع إسبانيا، والتنسيق بدأ منذ عودة العلاقات.

ويتذكر أنه في 2 و3 و8 آذار/ مارس الماضي، كانت هناك محاولات للعبور إلى مليلية بطريقة هائلة، شارك فيها حوالى 2500 من مهاجري دول جنوب الصحراء ودخل ما يصل إلى 900، “ولم نشاهد هذا العنف”.

وكثر من السودانيين الذين شاركوا في تلك القفزة في آذار كانوا أيضاً في 24 حزيران/ يونيو، بحسب الحقوقي ناجي.

“وهم لا يفهمون لماذا في المرة الأولى أعطوهم الكثير من التسهيلات للقفز على السياج وفي الثانية استخدموا ضدهم العنف والغاز المسيل للدموع”.

يوم الفاجعة: ترحيل وضرب وموت 

الثامنة صباحاً، وبعد وصول المهاجرين إلى السياج، صبيحة يوم الجمعة الشهير، صوبوا أنظارهم نحو هدف واحد؛ العبور نحو مدينة مليلية، ودخول التراب الإسباني.

“دفاع الشعب” الإسباني (هيئة تشبه ديوان المظالم في بعض البلدان)؛ يؤكد أن “470 شخصاً تم طردهم على الحدود دون مراعاة الأحكام القانونية الوطنية والدولية”.

أما في المغرب، كما يقول عمر ناجي، “فلم يفتح أي تحقيق مستقل حتى الآن برغم وجود عشرات الفيديوهات التي توثق ما حصل يوم الفاجعة، وبرغم مرور أشهر”.

ويشدد ناجي، في حديثه لـ”درج”، على أن “إرجاع 470 طالب لجوء من تراب مليلية يؤكد التنسيق بين السلطات في البلدين، برغم أن إسبانيا تعلم مسبقاً المصير الذي كان ينتظرهم من عنف وقساوة، إلا أنها سلمتهم لمصيرهم المحتوم”. 

ويضيف الناشط المغربي، “نحن وثقنا كل شيء، بما فيه وفاة طالب لجوء سوداني على أرض مليلية والذي تم تسليمه للمغرب، دون مراعاة حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين”.

استعمال متواتر للعنف من الجانبين

“المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، وهو هيئة رسمية، ألقى باللوم على السلطات الإسبانية، “لاحجامها عن تقديم المساعدة والإغاثة اللازمتين” لضحايا سياج مليلية.

وقالت رئيسة “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، أمينة بوعياش، في مؤتمر صحافي بالرباط، في الأسبوع الثاني من تموز/ يوليو الماضي؛ خلال عرض النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته الهيئة التي ترأسها، أن سبب معظم الوفيات هو “الاختناق الميكانيكي الناجم عن التدافع، وسقوط السياج الفاصل بين الناظور ومليلية”.

ووصفت ما حصل بأنه “مأساة حقيقية نتيجة هجرة غير آمنة وغير منتظمة وغير نظامية، بتوافد آلاف المهاجرين عبر قنوات غير نظامية، جعلتنا نعيش فاجعة وفاة 23 شخصاً وإصابة 217”.

واتهمت بوعياش إسبانيا بالتورط، لأن “الأبواب ظلت مغلقة من الجانب الإسباني”، معتبرةً أن “مسؤولية فتح الأبواب هي مسؤولية السلطات الإسبانية”.  

وأشارت إلى أن “السلطات الإسبانية استخدمت العنف ولم تساعد الجرحى الذين سقطوا من السياج”.

وفي المقابل، نشرت “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، تقريراً عن مأساة مليلية؛ أكدت فيه تنفيذ السلطات الإسبانية ما لا يقل عن “عودة سريعة في حق 100 مهاجرٍ يوم المأساة”.

ويؤكد التقرير الذي اطلع “درج” على محتواه، أن أعضاء الجمعية بالناظور، “وجدوا 15 جثة موضوعة مباشرة على الأرض بشكل مهين وتحمل جروحاً على مستوى الرأس والوجه وكذلك في الصدر والأرجل الدامية”. 

ويضيف التقرير أن أعضاء الفرع لم يتمكنوا “من الاطلاع على الجثث التي كانت داخل ثلاجات الموتى، وسيتم تعزيز المراقبة على المكان ومنع الزيارات مباشرة بعد نشر هذه المعطيات من طرف الفرع وامتناع المسؤولين عن الإدلاء بأي تصريح، رغم محاولة الجمعية مصحوبةً بصور بعض المفقودين لمعرفة إذا كانوا يوجدون بين الموتى”.

وحمّل التقرير الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه وبخاصة إسبانيا، المسؤولية في أحداث الجمعة الأسود “لالتزاماتهم الدولية في حماية المهاجرين وطالبي اللجوء ووقف كل أشكال الدعم المقدم للمغرب بما فيها الدعم المادي واللوجستي والسياسي  من أجل القيام بمهمة الحارس للحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي”.

الصحافي المتخصص في شؤون الهجرة، صلاح الدين المعيزي، يوضح لـ”درج” أن “حقيقة ما حصل لا تزال ضبابية، برغم العدد الكبير للضحايا المصابين والمفقودين، هناك جزء من الحقيقة يملكها المهاجرون، فيما للسلطات المغربية روايتها، وللسلطات الإسبانية رواية أخرى”.

المعيزي وهو رئيس “الشبكة المغربية لصحفيي الهجرات”، يرى أنه لمعرفة الحقيقة، “يجب فتح تحقيق قضائي مستقل، وطني أو دولي، فهو الذي يمكنه تحديد المسؤوليات وإبراز الحقيقة، وليس فقط تحقيقات المنظمات غير الحكومية أو الهيئات شبه الرسمية، والغريب أن المغرب لم يقم به إلى الآن”.

تقارير المنظمات الحقوقية، والتحقيقات الصحافية، كشفت الكثير من الحقائق حول المأساة، ولكن وفق المعيزي، وهو أحد الصحفيين الذين شاركوا في تحقيق استقصائي دولي حول الفاجعة فالعمل الصحافي “لا ينوب عن السلطات القضائية، بل نحاول تنوير العدالة والرأي العام الوطني والدولي ليأخذ فكرة عما حصل، وحسب”.

ويؤكد المعيزي أن ما خلص إليه التحقيق المشترك مع “Lighthouse Reports” وجريدة “إلباييس” الإسبانية، “لوموند” الفرنسية، “ديرشبيغل” الألمانية، و”الناس” المغربية، والذي كشف تفاصيل جديدة حول الأحداث من خلال تحليل أكثر من 140 مقطع فيديو، و40 مقابلة وإعادة بناء ثلاثية الأبعاد لمعبر باريو تشينو الحدودي، “كشف أن هناك حالة وفيات على الأراضي الإسبانية، والسلطات المغربية قامت بجرها إلى داخل التراب المغربي”.

ويشدد المعيزي على أنه “كان هناك استعمال للعنف بشكل متواتر من الجانبين، الإسباني والمغربي، بخاصة الطرف المغربي، وكان هناك أيضاً تنسيق واتصال بين السلطات المغربية والإسبانية طيلة العملية؛ منذ الصباح الباكر حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وهذا يثبت مسؤولية الدولتين بالتقصير في تقديم المساعدة”.

ويخلص الصحافي في حديثه إلى “درج”، إلى أن “السلطات الإسبانية كانت مهووسة بأن لا يبقى عندها أي أحد من المهاجرين وطالبي اللجوء، والسلطات المغربية شاركت في ذلك، في إطار التقارب القديم الذي تجدد في شهر أيار/ مايو الماضي”.

مأساة مليلية… عنف غير مسبوق 

لطالما كان المغرب، حدوده الشمالية وسواحله البحرية على وجه الخصوص؛ بوابةً يعبر منها المهاجرون غير النظاميين إلى أوروبا، سواء أكانوا مغاربة أو من دول أفريقيا جنوب الصحراء، فموقعه الجغرافي وساحلاه المتوسطي والأطلسي -واجهتان بحريتان على طول 3200 كلم- عوامل تجعل منه بلد هجرة بامتياز.

وبرغم تدفقات الهجرة التي ترتفع وتنخفض موسمياً، أو “بحسب الأهواء السياسية ونوعية العلاقات مع إسبانيا” وفق وصف مصادر استشارتها “درج”، ناهيك عن الحملات التي تشنها السلطات المغربية على المهاجرين وعلى شبكات تهريب البشر، فإنه للمرة الأولى في تاريخ الهجرة بالبلاد، يُرى هذا العنف الذي شهدته حدود الناظور ومليلية يوم الجمعة الأسود.

عمر ناجي كان واحداً من الذين عايشوا كيف تطورت الهجرة خلال العشرين عاماً الماضية في المغرب.  

يقول: “منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ونحن نشهد تدفق المهاجرين، لكن السلطات بالكاد كانت تضطهدهم”.

ويوضح أنه ابتداء من عام 2010، “ازداد الضغط عليهم، ولا يسمح لهم باستئجار المنازل في المدينة، والناظور هي المدينة الوحيدة في المغرب حيث لا يستطيع مواطنو جنوب الصحراء استئجار منزل، كأن السلطات تريدهم في الجبال”.

ويؤكد الناشط المغربي أن “هذه المأساة كانت نتيجة لسياسة الهجرة التي يطبقها المغرب والاتحاد الأوروبي”.

وبخصوص هذه الانتقادات يقول مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية مسؤول في المغرب عن ملف الهجرة، خالد الزروالي، أن “القوات المغربية تصرفت في ذلك وفقاً للقواعد”.

ويرى المسؤول المغربي في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” أن تلك القفزة “كانت ظاهرة جديدة من حيث حجمها ومستوى عنف المهاجرين”، الذين دخلوا التراب المغربي بعد عبور ليبيا والجزائر، البلد الذي يشترك في حدود برية طويلة مع المغرب، والتي قطعت معها العلاقات الدبلوماسية منذ آب/ أغسطس 2021.

وشدد الزروالي، على أن المغرب “لن يسمح بوجود المهاجرين في الغابات لأنهم يتعرضون لكل أنواع الأخطار”، بما فيها تلك المتعلقة بشبكات التهريب.

“نريد العدالة!”

وعلى خلفية الفاجعة، اعتقلت السلطات المغربية عشرات المهاجرين وطالبي اللجوء، وحكمت على حوالى 70 مهاجراً اعتقلوا في “القفزة” الأخيرة إلى مدينة مليلية في الجمعة الأسود، في 24 حزيران/ يونيو، بأحكام بالسجن النافذ وغرامات مالية “تعويضاً عن الأضرار التي لحقت برجال السلطة والممتلكات العامة”.

واتهمت النيابة العامة، هؤلاء المهاجرين، وأغلبهم سودانيون، بارتكاب عشرات الجرائم، مثل “الاتفاق الجماعي من أجل تنظيم وتسهيل دخول وخروج أجانب بشكل غير قانوني من المغرب وإليه، إهانة رجال السلطة والاعتداء عليهم، التجمهر المسلح، حمل أسلحة، العصيان، الإقامة غير الشرعية، تعييب وتخريب عمداً لمعدات وممتلكات الدولة والإخلال بالنظام العام وتهديد الأمن الداخلي”.

واعتبر فرع “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، في الناظور، أن تلك الأحكام “قاسية جداً في حق طالبي لجوء كانوا يبحثون عن حماية دولية هربا من الحرب والفقر وعدم الاستقرار”.

 “نحن بحاجة إلى العدالة، نريد العدالة، لقد وضعنا لوائح بأسماء الضحايا والمختفين، ونريد معرفة الحقيقة، ضع نفسك في مكان تلك العائلات التي لا تعرف حتى مكان جثث أبنائها، فإلى يومنا هذا ما زلنا لا نعرف عدد الأصدقاء الذين ماتوا، وأين هي جثثهم، وهل دفنوا أم لا”، يقول المهاجر يوسف.

80 ألف مهاجر غير نظامي 

يعتبر المغرب بلد عبور ومقصداً للهجرة، فبرغم أنها دولة تصدر الهجرة، لكنها تستقبلها أيضاً، مؤقتاً على الأقل، بالنسبة إلى الذين يعبرونها نحو الفردوس الأوروبي، فبحسب “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”، “المغرب بلد ترانزيت ومضيف في الوقت عينه”.

لدى الدولة المغاربية حوالى 5 ملايين مغربي يتوزعون على قرابة 100 بلد، فيما لا يعرف بالتحديد كم عدد المهاجرين غير النظاميين في البلد، ولكن بعض التقديرات تقول إنهم يصلون إلى حوالى 80 ألفاً، ينحدرون من غينيا، ساحل العاج، السنغال، نيجيريا، التوغو، الكاميرون، ومن السودان وجنوب السودان.

أما عدد اللاجئين، فهو وفق الأرقام الرسمية التي سجلتها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”، إلى حدود أيلول/ سبتمبر الماضي فيصل إلى “18 ألفاً و934 لاجئاً من أكثر من 43 دولة”.

وتؤكد المفوضية، في تقريرها الأخير لهذه السنة، أنه ما بين كانون الثاني/ يناير 2020 وأيلول/ سبتمبر 2022، “تضاعف العدد الإجمالي للأشخاص الخاضعين لحماية المفوضية في المغرب بنسبة 45 في المئة، منتقلاً من 6757 إلى 9949، في حين أن إجمالي عدد طالبي اللجوء تضاعف ثلاث مرات”.

في مداخلة له خلال الدورة 25 للمؤتمر الدولي لشرطة الحدود، المنظم من 26 إلى 28 تشرين الأول/ أكتوبر من طرف الوكالة الأوروبية لحرس الحدود وحرس السواحل (فرونتيكس)، كشف الزروالي أنه تم “إجهاض أزيد من 560 ألف محاولة للهجرة غير القانونية خلال العشر سنوات الأخيرة، فضلاً عن تفكيك أزيد من 2000 شبكة لتهريب المهاجرين”.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!