fbpx

من بإمكانه تقرير مصير نتنياهو؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يشعر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامنين نتانياهو بالندم ،لتعيينه روني الشيخ قائداً للشرطة ويأمل ألا يندم على اختياره لأفيخاي ميندلبليت مدعياً عاماً. لكن مصير رئاسته للوزراء يقع في قبضة موظف عام آخر غير معروف تقريباً خارج الدوائر القضائية…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشعر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالندم لتعيينه روني الشيخ قائداً للشرطة ويأمل ألا يندم على اختياره لأفيخاي ميندلبليت مدعياً عاماً. لكن مصير رئاسته للوزراء يقع في قبضة موظف عام آخر غير معروف تقريباً خارج الدوائر القضائية.سيخوض نتنياهو كفاحاً للنجاة على عدة جبهات، ولن يترك سوى القليل من اللاعبين في المؤسسة السياسية والقانونية الإسرائيلية خارج دائرة الصراع. لن تقرر هذه المعركة مستقبل نتنياهو وإرثه فقط، وبل وكذلك مستقبل الجيل القادم من القادة الإسرائيليين.
نتنياهو هو خليط نادر من الأيديولوجيا والرؤية الواضحة للعالم ــ والتي في حالته لم تهتز أو تتغير منذ دخوله المجال العام باعتباره طالباً صهيونياً في الـ MIT في بواكير سبعينيات القرن الماضي ــ وفاعلاً سياسياً حذراً نادرا ما أخطأ في فهم مخاوف الشعب الإسرائيلي والعصاب العام لديه وكذلك نقاط ضعف مؤسسات الحكم فيه.  
في تبعات توصيات الشرطة بتوجيه تهمتين إليه، هما الرشوة والاحتيال وخرق الثقة، فقد أصبح من الجلي أنه ارتكب خطأً ضخماً قبل عامين، أو ربما هو خطأ قاتل بالنسبة له وذلك بتعيينه روني الشيخ قائداً للشرطة الإسرائيلية. على الأرجح اعتقد نتنياهو أن الشيخ، العميل السري المخضرم، الخارج من ظلال جهاز الشين بيت الأمني، سينشغل في السنوات القادمة بالتعامل مع جهاز الشرطة المليء بالفضائح ولن تكون له شهية لتقصي أمر السياسيين. لكن الشيخ فاجأ الجميع بتوجيه فريق محققيه للبحث في كل الخفايا في تحقيقات نتنياهو، وأصدر توصياته بانتهاج الصرامة البالغة تجاهها. لقد فقده نتنياهو، وأصبح واحداً من ألد أعدائه بعدما كان منذ مدة ليست بالطويلة صديقاً مقرباً لا يكتفي بالتقاط الصور الجماعية معه. سيستمر الشيخ في كونه هدفاً لوكلاء نتنياهو، لكن بخروج هذه التوصيات، تنتقل بؤرة التركيز إلى مكان آخر.   
على غرار الشيخ، يطابق النائب العام أفيخاي ميندلبليت القالب الذي يفضله نتنياهو في تعيين الموظفين: متدين، غير مشهور، مخلص. كان بإمكان ميندلبليت التطلع لوظيفة ثانية أقل إثارة كقاض في محكمة محلية بعد مسيرته في القسم القانوني في جيش الدفاع الإسرائيلي والتي انتهت بتقلده منصب المحامي العسكري العام.لكن نتنياهو قدم له عرضاً أفضل، وعينه سكرتيراً للحكومة في 2013، ووضعه في مركز السلطة قبل أن يرتقي إلى قمة التسلسل الهرمي لقوات الشرطة.
ما هي احتمالات انتهاج ميندلبليت نهج الشيخ؟
هما نوعان مختلفان للغاية. فقد قضى رئيس الشرطة السرية حياته المهنية محققاً له كافة الصلاحيات؛ في المقابل كان ميندلبليت محام يزن جانبي القضية وفرصها في الصمود في قاعة المحكمة. وسيكون من الخطأ أن نفترض أن ميندلبيلت الذي عمل بالقرب من نتنياهو لثلاث سنوات سيكون متردداً في توجيه الاتهام إليه. لكن ضخامة المهمة الملقاة أمامه قد تكون مخيفة بالنسبة لموظف مدني ولو كان بارعاً، ولا يبدو أنه يحب فكرة أن يسقط مسؤول رسمي قائداً منتخباً. يحاول نتنياهو وحلفائه بالفعل اللعب على شكوك ميندلبليت ومعضلاته.
يعد ميندلبليت الحلقة الأضعف في السلسلة. وتنهال عليه الآراء القانونية التي تسعى لإيجاد ثقوب في رواية الشرطة، وكل أشكال تكتيكات المماطلة التي يتبعها المحامون، وكذلك التحذيرات غير المباشرة من أنه إن اتبع توصيات الشرطة ووجه الاتهام، سيسيس بذلك النيابة العامة. سيفحص النائب العام بدقة كل مرحلة من مراحل التحليل القضائي لتوصيات الشرطة في القضيتين ــ واحدة تخص هدايا فاخرة لنتنياهو قدمها له اثنان من المليارديرات مقابل خدمات مزعومة؛ الأخرى تتضمن مقايضة مزعومة مع ناشر يدعوت أحرنوت أرنون موسى ــ وسيزن أي أدلة أو حجج أخرى يقدمها فريق نتنياهو القانوني. سيواصلون الضغط ومن غير المرجح أن يصل ميندلبليت إلى أي استنتاج قبل النصف الثاني من عام 2018.
في هذه الأثناء ستعمل ماكينة نتنياهو بقوة لحشد صفوفها السياسية والعامة. وجهت التعليمات لكتاب جريدة إسرائيل اليوم والصحافيين الآخرين المؤيدين لنتنياهو. استضافت إذاعة الجيش، في برنامج ساعة مباشر مع بيبي الذي يقدمه إريل سيجال، شارك شيمون ريكلين في تقديم البرنامج، ويعد ريكلين صحافي المقابلات المفضل لدى نتنياهو. كلاهما قضيا جل الوقت يحاولان مهاجمة بقية وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب حملتها الممنهجة لإسقاط رئيس الوزراء المنتخب بناء على تهم مبالغ فيها.
يجب أن تواصل دوائر الرأي الرئيسية التي تشكل قاعدة نتنياهو الانتخابية دعم الاعتقاد بأنه رغم بقائه الطويل في السلطة مازال ضحية الوقوف في وجه النخبة. إذا بدأ الجناح اليميني والمتدينيون في التردد ومساءلة بيبي، قد لا يكون من السهل عليه إبقاء خصومه المتربصين عند حدودهم.ويمنع الخوف أشهر ستة مرشحين محتملين لشغل مكان نتنياهو في قيادة اليمين الإسرائيلي من رفع راية التمرد. جميعهم إما حافظوا على صمتهم، أو أعربوا عن دعهم لنتنياهو. داخل الليكود يخشى كل من يسرائيل كاتس، وجدعون سعار، وجلعاد إردان من مؤيدي نتنياهو. قد يكون كاتس في وضع أفضل ليحل بديلاً لنتنياهو إذا استقال الأخير فجأة بسبب كونه الوزير الرئيسي للحزب، لكن توقيته واختياراته يجب أن تكون مثالية. أي تحد قبل أوانه سيضعف فرصه.  
إردان الطموح يجب أن يحمل عبء كونه الوزير المسؤول عن الشرطة. تلومه الدائرة المقربة من نتنياهو بالفعل بسبب عدم قدرته على لجم الشيخ. إردان الراغب دائماً في إجراء المقابلات يحتفظ بصمته هذه الأيام.  أما سعار فليس نائباً في الكنيست في الوقت الحالي، لذا لا يمكنه أن يصير رئيساً للوزراء قبل اجراء انتخابات أخرى. لكن لا يبدو أنه راغب في وضع رقبته على المحك أيضاً. 
يمانع قادة الأحزاب اليمينية المنافسين ــ نافتالي بينت وافيغادور ليبرمان وموشيه كحلون- إجراء انتخابات مبكرة لأنهم يتولون حالياً وزارات قوية قد لا يحصلون عليها في الكنيست الجديد.  إلى جانب أنهم لكي يصبحوا رؤساء للوزارة يجب أن يجدوا طريقة لدمج أحزابهم بالليكود، الذي لن يرحب بشخص غير موال لزعيمه. بإمكان نتنياهو أن يكون واثقاً في الوقت الحالي أنه لن يتعرض لانقلاب من داخل القصر.
هل حانت ساعة يسار الوسط؟ على الأرجح لا.
هل هذه لحظة صعود منافس من يسار الوسط؟ أصبح ياير لابيد كالخنجر في قلب نتنياهو بعد أن كشف عن أنه سيكون شاهداً في المحاكمة في حالة توجيه الاتهام. فعدد الاتهامات التي وجهها موالون لنتنياهو بضلوعه في جرائم “اختلاس” وغيرها من الجرائم ليس بالأمر الجديد.  لكن لابيد الذي دعا نتنياهو للاستقالة، يعلم جيدًا أن من يحمل السكين نادراً ما يصعد على العرش. وأن تكون له يد في سقوط نتنياهو لن يساعده في تشكيل تحالف حكومي بعد انتخابات الكنيست القادمة.
كانت لتكون هذه لحظة رئيس حزب العمل، آفي غاباي، الذي كان بإمكانه أن يكون حامل لواء القيادة النزيهة والشفافة. لكن الوافد الجديد الذي فاجئ الجميع العام الماضي بعد ظهور من المجهول وتمكن من الوصول لرئاسة حزب العمل، اكتشف أن هناك حدوداً لما يمكنه فعله عندما لا يأخذ آراء زملائه في الحزب في الاعتبار. يفتقد غاباي الهيئة الداعمة التي يحتاجها قائد الحزب ليشكل تهديداً حقيقياً. ومازال لابيد يحظى بمعظم دعم المعارضة.
مع وقوع صدمة توصيات الشرطة، وبدء آلية نتنياهو في شحذ أسلحتها، لا يبدو أن الاصطفاف قد تغير كثيراً. فقد خسر هذه الجولة أمام الشيخ، لكن أمام مدعي عام ثقيل ومتردد وخصوم ضعفاء مازال أمام نتنياهو ما يقاتل لأجله.  وإذا تمكن مندلبليت من توجيه التهم له، بإمكان نتنياهو أن يجادل بأنه ليس على رئيس الوزراء الاستقالة ما لم تتم ادانته، وقد انتخب ليحكم حتى نهاية 2019. إذا لم يستجمع زملاءه في الليكود وشركائه في التحالف الحاكم شجاعتهم لمواجهته، قد يحظى وجه جديد وغير مجرب بالفرصة لتغيير مسار الأحداث.
لا يوضح القانون بشكل واضح إن كان بإمكان رئيس الوزراء إكمال فترته بعد توجيه الاتهام له. ففي حكم صدر عام 1993 حكمت محكمة العدل العليا بأنه يجب على الوزير الاستقالة بمجرد توجيه الاتهام له. لكن الآراء القانونية المعتبرة ترى بأن حالة رئيس الوزراء مختلفة، لأن استقالته تسقط الحكومة بكاملها.
لكن هذه الحالة لم تختبر من قبل، وهناك خبراء قانونيون يؤمنون بالعكس. إذا وصلنا إلى تلك النقطة ستقدم عريضة إلى المحكمة بالتأكيد. وبدون شك سيرفع الجناح اليميني صوته بشعارات “النشاط القضائي” و “التدخل القضائي”، وسنكتشف معدن رئيسة المحكمة العليا الجديدة. الرئيسة التي أدت اليمين الدستورية قبل خمسة أشهر فقط غير معروفة بشكل كبير خارج الدوائر القضائية، ومازال علينا أن نكتشف معاييرها. لكن بحلول نهاية العام قد تكون رئيسة المحكمة العليا إستر حيوت، والقضاة الجالسين بجانبها في قاعة المحكمة هم من يقررون في النهاية مصير نتنياهو وإسرائيل.  
 
 
هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع “هآرتس” لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.
 
 
 
 [video_player link=””][/video_player]

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!