fbpx

إردوغان وسجن إمام أوغلو
الرئيس يقصي منافسه في الانتخابات المقبلة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هل يعني الحكم خروج إمام أوغلو كلياً من المشهد السياسي في البلاد، خاصة وأنه منافس محتمل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يواجه أكرم إمام أوغلو عمدة مدينة اسطنبول التركية حكماً يقضي بسجنه لمدّة عامين و7 أشهر و15 يوماً مع حرمانه من مزاولة أي نشاطٍ سياسي لمدّة 5 سنوات بعد إدانته في 14 كانون الأول/ديسمبر بقضية إهانة أعضاء “اللجنة العليا للانتخابات” التي ألغت نتيجة فوزه في بلدية اسطنبول بعد الانتخابات المحلّية التي شهدتها تركيا  أواخر آذار/ مارس عام 2019، قبل أن تُعاد الانتخابات لاحقاً في شهر حزيران/ يونيو من العام نفسه ويفوز برئاسة بلدية اسطنبول مجدداً.

 هل يعني الحكم خروج إمام أوغلو كلياً من المشهد السياسي في البلاد، خاصة وأنه منافس محتمل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة؟

لا يعتبر هذا الحكم الصادر مؤخراً بحق إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب “الشعب الجمهوري” وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، “نافذاً” باعتبار أن السلطات القضائية في البلاد تسمح له بالطعن في قرارٍ إدانته بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين على خلفية كلمة ألقاها في خطابٍ للنصر بعد فوزه برئاسة بلدية اسطنبول لمرتين، وتتطلب إجراءات الطعن المزيد من الوقت لاتخاذ قرارٍ نهائي والبت في القضية التي ستؤدي لعزل إمام أوغلو من منصبه واقتياده إلى السجن في حالة واحدة فقط، بحسب ما كشف محاميه سيرجان پولات  لـ”درج”.

تخلّص أردوغان من منافسٍ قوي له في الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر الحكم الصادر بحق رئيس بلدية اسطنبول، ونجح كذلك في إشغال المعارضة من جديد بنقاشات ستبدأ من الصفر لاختيار بديلٍ لإمام أوغلو، وهي مسألة في غاية التعقيد.



يمكن بسهولة اتخاذ قرار عزل رئيس بلدية اسطنبول الحالي من منصبه وسجنه لمدّة عامين و7 أشهرٍ ونصف عندما تؤيد محكمة الاستئناف بعد الطعن الحكم الصادر بحقه في الرابع من  كانون الأول الحالي لإدانته بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين، لكن حتى ذلك الحين سيبقى إمام أوغلو في منصبه، إلا أنه رغم ذلك “لن يتمكّن من الترشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة إن كانت محكمة الاستئناف لم تبت بشأن هذه القضية بعد، الأمر الذي يعني أن الهدف الرئيسي من إدانة إمام أوغلو مؤخراً لم يكن طرده من رئاسة بلدية إسطنبول، بل تمّت محاكمته لأسبابٍ “سياسية”، يقول  پولات.وكشف پولات لـ”درج” أنه ينتظر القرار الكتابي الكامل المتعلّق بإدانة إمام أوغلو مؤخراً للبدء بإجراءات الطعن بعد ذلك، معتبراً أنها “معقّدة من جهة متطلباتها الزمنية، فهي ستستغرق مدّة تتراوح بين عامٍ واحدٍ وعامين، وتتزامن مع الفترة التي ستشهد فيها تركيا انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية في حزيران من العام القادم، ما يعني أن إمام أوغلو لن يتمكّن من المشاركة في الانتخابات إن لم تتخذ محكمة الاستئناف قبل شهر حزيران المقبل، قراراً يقضي بإلغاء حكم الإدانة الصادر بحقه”.

يؤكد تجاهل أردوغان لانتقادات حلفاء بلاده الغربيين لمحاكمة إمام أوغلو رغبته في التخلّص من مشاركة محتملة لإمام أوغلو في الانتخابات المقبلة، فالأخير يمثّل بالنسبة إليه عقبة انتخابية كبيرة خاصةً وأن رئيس البلدية الحالي  برز نجمه كخصمٍ سياسي قوي، عندما أطاح مرتين بمرشح حزبه “العدالة والتنمية”بن علي يلدريم خلال انتخابات اسطنبول في آذار/مارس وحزيران عام 2019،  وتشير مراكز استطلاعات الرأي  إلى إمكانية أن يتغلّب إمام أوغلو على أردوغان أو مرشحه في الانتخابات الرئاسية كما حصل في انتخابات بلدية اسطنبول.

تزامن الحكم الصادر بحق إمام أوغلو مع نقاشات كان يجريها تحالف المعارضة “السداسي” بقيادة حزب “الشعب الجمهوري” الذي ينتمي إليه عمدة اسطنبول، حول اختيار إمام أوغلو كمرشحٍ التحالف الذي حاول كسب دعم حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد كما فعل خلال انتخابات بلدية اسطنبول، لكن صدور قرار إدانة إمام أوغلو سيرغم المعارضة على البحث عن مرشحٍ بديل، وهو ما يسعى إليه أردوغان باعتبار أن حزب المعارضة الرئيسي قد يقترح اختيار رئيسه كمال كيليتشدار أوغلو أو زميله في الحزب منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة كمرشحٍ محتمل للانتخابات، وكلاهما لا يملك شعبية إمام أوغلو.

لا يتخوف الرئيس التركي من مشاركة كيلتيشدار أوغلو في الانتخابات كمنافسٍ له، فانتماؤه للأقلية العلوية وأصوله الكردية هما سببان كافيان بالنسبة لأردوغان لهزيمته في انتخابات رئاسة تركيا التي تشهد انقسامات دينية وعرقية شائكة، كما أن الرئيس التركي لا يرى في مشاركة رئيس بلدية أنقرة خطورة على فوزه المتوقّع في الانتخابات الرئاسية لأن يافاش لن يحظى بدعم الحزب المؤيد للأكراد لأسباب عديدة منها توجهاته اليمينيّة المتطرّفة والمناهضة للأكراد.

تخلّص أردوغان من منافسٍ قوي له في الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر الحكم الصادر بحق رئيس بلدية اسطنبول، ونجح كذلك في إشغال المعارضة من جديد بنقاشات ستبدأ من الصفر لاختيار بديلٍ لإمام أوغلو، وهي مسألة في غاية التعقيد،  خاصة وأن تحالف المعارضة “السداسي” يطمح أن يكون ممثلاً عن كل الأحزاب المعارضة ومنها الحزب المؤيد للأكراد، وهذا يعني أن عملية اختيار مرشح جديد يحظى بشعبية إمام أوغلو، ازدادت تعقيداً.