fbpx

 ياسمين عز ورضوى الشربيني…
مواجهة في “سيرك” الإعلام المصري

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد رضوى، نجحت ياسمين عز عبر صور فارغة من المعنى في أن تصبح تلك الأيقونة النسوية، وأن تتصدر التريند اليومي، بل وفق تعبيرها أصبحت أيضاً “براند”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الجدال القائم بشأن المذيعة المصرية ياسمين عز، هو عين المطلوب. إنه الحطب الذي أرادت على الأرجح قنوات “إم بي سي- مصر” والقائمون عليها إشعاله، كلما ظل اسمها تحت أضواء الذم والمدح، ستبقى على مقعدها، تلعب الدور الذي حُدد لها بدقة. هي “البيرسونا” الملائمة لحلبة سيرك، أما المبادئ الإعلامية، وجودة المحتوى ومهنيته، بل حتى نصرة المرأة أو تحقيرها، قضايا النسوية أو معاداتها، ليست أموراً ذات صلة، فالنتيجة المطلوبة واضحة: المزيد من المشاهدات. 

الأمور الأخرى لا تهم، إنها محض حطب، أو كما وصفت ياسمين عز برنامجها: “كلام الناس براند مش تريند”.  قررت في إحدى الحلقات أن تتبنى حملة عن العنف ضد الأزواج، أما الزوجة التي ضربها زوجها يوم الزفاف أمام الناس، فقد “فعلت الأمر الصحيح باحتوائها الموقف، لأن الرجل بطبعه حمش ومراته دورها أنها تحتويه”، “ده المفروض تجيبي له جرس في البيت وأول ما يرن الجرس يلاقي الشاي والقهوة قدامه”.

مُلقم الحطب، لا يهمه أن يصنع النار، كل ما يعنيه من استمرارها، هو الدخان. هذا هو تصور الرأسمالي عن الإعلام إذ لا يهمه سوى الأرباح، وأيضاً فرصة لنهاد أبو القمصان عضو المجلس القومي للمرأة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن تجد هدفاً سهلاً لا تحاسبها عليه السلطات، إذ هاجمت ياسمين عز وصافةً إياها بتلك التي تريد “تكوين شهرة بإهانة النساء بالقدر الذي وصل إلى حد الجريمة”، في إشارة إلى تصريح عزّ حول استخدام الأخ لجرس يرنّه كي يستدعي أخته الواجب عليها خدمته.

استغلت نهاد سابقاً في مؤتمر المناخ،  مسألة قضايا النساء لتشويه صورة علاء عبد الفتاح، أمام الحضور الدولي، استغلت الفرصة الأخيرة ربما لرفع ما لحق به من ظلم، متهمة إياه أمامهم بأنه سب سيدات على مواقع التواصل الاجتماعي، و”حقوق المرأة يجب ألا تنفصل عن حقوق الإنسان”، لذا تراجعت وفقاً لتلك الحجة، عن محاولاتها الإفراج عن علاء.

لم يلتفت أحد إلى  رضوى الشربيني  في سنوات عملها الأولى في الإعلام، لكن قرر صناع قناة “سي بي سي”، أن يخلقوا منها نسخة النسوية عدوة للجل

لا قضايا إذاً، سواء تلك التي وضعت ياسمين عز في الواجهة وجعلتها وجبة يومية في المواقع الصحافية ومنصات التواصل الاجتماعي، أو تلك التي وضعت نهاد أبو القمصان في مناصب مهمة للدفاع عن المرأة وحقوق الإنسان. استطاعت نهاد عبر ياسمين أن تجد قضية ظنت أنها تغسل بها عن نفسها عار قضية أخرى.  ياسمين، كنهاد، ترتدي “بيرسونا”، وخلف البيرسونا، لم تعد القناعات ذات صلة، بل أدوار تحقق مصالح، ويمكن أن تتبدل.

لم يلتفت أحد إلى  رضوى الشربيني  في سنوات عملها الأولى في الإعلام، لكن قرر صناع قناة “سي بي سي”، أن يخلقوا منها نسخة النسوية عدوة للرجل، نجحت رضوى في شيئين، الأول هو تحقيق المشاهدات والجدال أي أنها أمّنت الحطب المطلوب. والثاني، تفريغ النسوية من معناها وتحويلها إلى Show.

رضوى التي يعتبرها البعض أيقونة نسوية، ظهرت في فيديو تخبر به فتاة محجبة: “أنها أحسن من غير المحجبة 100 مرة” وبعد إحالتها للتحقيق في القناة، أيدها عبد الله رشدي مذيلاً تأييده بجملتها الشهيرة “الأزهر قادم”.

تتسم رضوى بخطاب سطحي عن مناصرة المرأة، دخان من كلام عاطفي أشبه بالتنمية البشرية مما يفرغه من معناه، لأنها في الأساس تلعب دوراً، لذا هو في مجمله يخدم الخطاب الذكوري والرجعي، وإذا ما نصحت مثلاً امرأة بأن تترك زوجها لأنه لا يهتم بها، فتكون حجتها أنه ” فين رجالة زمان اللي كانوا بيغيروا ويسألوا الزوجة كنتوا فين ويعلقوا على ملابسهم القصيرة وغيره وغيره”. وفي فيديو آخر تنصح سيدة ضربها زوجها إلى أن أجهضها بأن تتحمل لأن ضربه لها أرحم من عودتها إلى بيت والدها الذي كان يحبسها ويضربها ويهينها بدوره. 

بعد رضوى، نجحت ياسمين عز عبر صور فارغة من المعنى في أن تصبح تلك الأيقونة النسوية، وأن تتصدر التريند اليومي، بل وفق تعبيرها أصبحت أيضاً “براند”.

إذاً، دور ياسمين الحالي يتمثل بامرأة تناصر الرجل من خلال فريق إعداد، وتغيير كامل في هيئتها، عبر ملابس جريئة ونصائح عجيبة. نقيضها، يتمثل  برضوى الشربيني، ذات المكياج الذي يعكس دور الواثقة والمعتزة بنفسها بما يناسب دورها في المسرحية، والصراع/ التريند الآن، هو رضوى بمواجهة ياسمين، وبينهما تضيع المرأة وحقوقها والكلام الجاد بشأنها.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.