fbpx

لبنان: أمن الدولة يُحاول “إلقاء القبض” على غضب ويليام نون!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يتيقّن من يعرف ويليام عن قُرب بأن مُحركّه واحد: دم شقيقه الذي لم يكن يُفارقه. لنا مُقابلات عدة مع ويليام، قال في إحداها: “أنا وحيد بلا أخي”، والوحدة تدفع في الكثير من الأحيان إلى الغضب.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“روح بلّط البحر”… العبارة التي هزّت القضاء وأعادَته إلى الحياة. واحدة من عبارات الغضب العفوية التي لا يُوفّر ويليام نون مناسبة إطلاقها في كلّ مرّة يُفتح له مجال التذكير بقضية تفجير مرفأ بيروت، الذي فقد فيه أخيه جو. لا يخشى ويليام نائب أو وزير أو قاضٍ أو كاميرا. يحركه الغضب لنطق/ إلقاء/ إطلاق عبارات تستدعي طرح سؤال: من يقف خلف هذا الشاب؟ أو من أين يأتي بكل تلك الجرأة؟ 

يتيقّن من يعرف ويليام عن قُرب بأن مُحركّه واحد: دم شقيقه الذي لم يكن يُفارقه. لنا مُقابلات عدة مع ويليام، قال في إحداها: “أنا وحيد بلا أخي”، والوحدة تدفع في الكثير من الأحيان إلى الغضب.   

لا يعمل القضاء على كشف حقيقة ما حدث يوم 4 آب. ولا يسعى إلى تحقيق العدالة للبنانيين. ولا يضبط أمن البلد. لكن العقاب يُنزل بمن يطالب بالحقيقة والعدالة والأمن. يعيش لبنان مشهداً سوريالياً لبنان منذ أمس الجمعة (13/1/2023)، فالعاجزون عن ملاحقة المجرمين يُلاحقون الضحايا. وويليام، الشاب الذي لم يخفت صوته من انتفاضة 17 تشرين، كان “كبش محرقة” عملية الانتقام. 

تمّ توقيف نون بموجب إشارة من النيابة العامة الاستئنافية، جرّاء تصريحه التلفزيوني الأخير ليل الخميس السابق على توقيفه، خلال مشاركته في برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم، مُعلناً عن استعداده لمواجهة العدلية بالشغب والديناميت. إثر هذا (التهديد)، داهمت القوى الأمنية منزله عند الواحدة والنصف ظهراً، وفتّشت منزل العائلة بحثاً عن الديناميت، غير أنها لم تجد سوى صور الضحية جو نون، فطلبت النشرة القضائية من والدة نون مكان ابنها، وبعد إعلامهم بوجوده في بيروت، اتصلوا به طالبين منه زيارة مديرية أمن الدولة في الدكوانة “لشرب فنجان قهوة”. سبق ماحدث تصريح نون أمام مدخل العدلية، يوم الخميس، طالباً من القاضي زاهر عبود (الذي استدعى الأهالي إلى التحقيق) “تبليط البحر”، الكلمات التي  أثارت حفيظة القاضي حمادة. 

طال فنجان القهوة وبات ويليام ليلته في مركز أمن الدولة في منطقة الرملة البيضا في بيروت، ويبدو أنه سيبقى مُحتجزاً حتى يوم الاثنين، فاستدعاء مواطنين إلى التحقيق يوم الجمعة، تكتيك قديم، هدفه إبقاء المُستدعى في مركز الاحتجاز حتى بداية الأسبوع. علماً أن تأخير طلب النشرة القضائية لنون حتى الحادية عشر مساءً يُؤكّد ذلك. 

لا يعمل القضاء على كشف حقيقة ما حدث يوم 4 آب. ولا يسعى إلى تحقيق العدالة للبنانيين. ولا يضبط أمن البلد. لكن العقاب يُنزل بمن يطالب بالحقيقة والعدالة والأمن.

وفق محامي ويليام نون، رالف طنوس، تتعمّد السلطة المماطلة في قضيته، إذ لم يطلب أمن الدولة النشرة القضائية لنون ولم يحقق معه أو يُفتح أي محضر إلا بعد أكثر من 8 ساعات على توقيفه، رافضين خلالها إطلاق سراحه قبل تسليم هاتفه الخلوي لمراقبة محادثاته الأخيرة، ولتفريغ المعلومات بذريعة معرفة من حرضه على على أعمال الشغب، و”البحث عن صفقات شراء الديناميت”. فجأةً، بات الإفراج مرهوناً بحضور بيتر بو صعب، شقيق ضحية في انفجار مرفأ بيروت. إذ دهمت دوريّة من أمن الدولة منزل بو صعب وطلبت منّه التواجد في مركزها عند العاشرة من صباح اليوم السبت، إلا أن الأخير لم يحضر. نذكر أن جهاز أمن الدولة الذي أوقف نون صاحب سجل طويل من الإخفاقات والفضائح ليس أولها فضيحة الممثل زياد عيتاني وليس آخرها توقيف ويليام.

في السياق ذاته، أكّد النائب والمحامي ملحم خلف أن “كل ممارسات القوى الأمنية والقضائية هدفها واضح وهو تعقيد القضية”. مُشيراً إلى أن جهازين من أجهزة الأمن فتحا تحقيقاً في قضية نون، في ذات الوقت يوجد موقوفون منذ أكثر من 44 يوماً لم يستمع قاضي التحقيق إلى إفاداتهم، يُضيف خلف “يا ريت نشوف تنفيذ لقرارات صادرة عن المحقق العدلي بنفس الحماس”. 

منذ أمس الجمعة، تجمّع أهالي الضحايا وآخرين مُطالبين بالإفراج عن نون، إلا أن عناصر أمن الدولة حاولت قمع المحتجّين، ومنعتهم من التحرّك أو ركن سياراتهم عند جوانب الطريق، كما اعتدوا على ناشط بالضرب المبرح. القوى الأمنية التي داهمت منزلا نون وبو صعب، واعتدت على أهالي الضحايا في أكثر من مناسبة، هي نفسها من واكبت المتُهم في قضية تفجير المرفأ علي حسن خليل في تحركاته خلال نشاطاته الانتخابية للوصول إلى البرلمان اللبناني. 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!