fbpx

الخاسر الأكبر إيلون ماسك: “أريد أن أمتلك العالم”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نرجسية إيلون ماسك تعميه عن الحقيقة، لم يعد أغنى رجل في العالم، ولا رجل العام، على رغم ذلك، يحلم بامتلاك العالم و”زعامة” المريخ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“منذ 12 شهراً، كنت شخصيّة العام”، بهذه العبارة قرّر الملياردير الأميركي إيلون ماسك استعادة جزء من “هيبته” على الملأ في بداية العام 2023. لا ننكر أنه كان شخصيّة عام 2022، وقد جذب انتباه الملايين بسلوكيّاته العشوائية و”جنون” عظمته وتقلّباته المزاجية، و”عفويّته” المقنّنة على “تويتر”.

ثارت تغريدة “شخصيّة العام” فائضاً من الردود المستهزئة، خصوصاً أنّ الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” خسر نحو 200 مليار دولار من ثروته في العامين الماضيين وفق “بلومبيرغ”. وعلّقت مستخدمة على تغريدة لماسك: “لقد عَملت جاهداً هذه السنة، وخسرتَ 200 مليار دولار، أعتقد أنّك ستتفوق على نفسك باتّخاذ قرارات أسوأ”، ليرد عليها ماسك: “شكراً لأنّك تدفعين لي 8 دولارات”. سبق أن نشر ماسك تغريدات تهكّمية عند إصداره قرار الـ”8 دولارات”، إلّا أنّه سرعان ما كان يحذفها كونه محطّ أنظار.

“منذ 12 شهراً، كنت شخصيّة العام“، بهذه العبارة قرّر الملياردير الأميركي إيلون ماسك استعادة جزء من “هيبته” على الملأ في بداية العام 2023.

ماذا يعني أن يصبح ماسك ثاني أغنى رجل؟

لا تتقبّل شخصيّة مثل ماسك التراجع. أراد بدايةً أن يقتبس من أسلوب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنّه لم يحصل على “الأضواء” التي أرادها. فلجأ إلى السلوك الفظ والمتعصّب. من الصعب جداً أن تنخفض ثروة ماسك لتبلغ نحو 142 مليار دولار، بعدما وصلت إلى ذروتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 (340 ملياراً) وفق “فوربس”. لكن القصة لا تكمن هنا، بل في المناكفات التي يجريها ماسك مع نفسه. نجده تارةً مهتمّاً بقرارات الناس ومطالبهم، وطوراً متعصّباً لأفكاره وسلوكيّاته. أجرى ماسك استطلاعاً في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم، سائلاً: “هل يجب أن أتنحى عن منصبي كرئيس لتويتر؟ سألتزم بنتائج هذا الاستطلاع”. وجاءت النتائج بنسبة 57.5 في المئة مع تنحيه، و42.5 في المئة ضده.

ضجّت الصحف بنتائج الاستبيان، وعنونت: “إيلون ماسك يتنحّى عن إدارة تويتر”، وهذا ربما ما أراده. جاء ذلك في الفترة التي سبقت إعلانه ثاني أغنى رجل في العالم، أي أنّ سلوكيّاته “الطفولية”  التي وظفها سابقاً جزء لا يتجزأ من شخصيّته. عادةً، يكون نشيطاً على المنصّة، إلّا أنّه لم يغرّد في الساعات التي أعقبت الاستطلاع مباشرة. فيما اكتفى بالرّد بعبارة “مثير للاهتمام” على تعليقات كثيرة تزعم أنّ نتائج الاستطلاع حُرّفت من خلال حسابات مزيفة. وأضاف في أخرى: “سأستقيل من منصب الرئيس التنفيذي بمجرد أن أجد شخصاً غبياً بما يكفي لتولي الوظيفة! بعد ذلك، سأقوم بتشغيل تنظيمات البرامج وحسب”.

“ربما يمثل تويتر 10 في المئة من تعقيد تسلا”

سُئل ماسك عمّا إذا كان سيوظف شخصاً مثل رائد الأعمال الأميركي ديفيد ساكس لإدارة “تويتر” بينما يركز على “تسلا”، تجنّب ماسك السؤال وقال إن “تويتر” عمل بسيط نسبياً، “ربما يمثل تويتر 10 في المئة من تعقيد تسلا”. 

الجزء الأكبر من ثروة ماسك مقيّد في “تسلا”، التي هبطت أسهمها بنسبة 65 في المئة عام 2022. ضَعُفَ الطلب على سيّارات الشركة مع ارتفاع المنافسة أمام السيارات الكهربائية الأخرى، التي تنتجها شركات صناعة السيارات المعروفة العام الماضي، ما أفشل ماسك، إذ لم  تتحقق أهداف النمو، بل تقلّص إنتاجه في الصين، فقدّمت الشركة، مع تخفيض الإنتاج في شنغهاي، حسومات نادرة للمستهلكين الأميركيين بلغت 7500 دولار.

لم يكن ماسك مكترثاً لما يحدث، إذ “غرّد” بنشاط، وازدادت “راحته” في التغريد بعدما استحوذ على “تويتر” مقابل 44 مليار دولار في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر. باع ماسك الكثير من أسهمه في “تسلا” خلال العام نفسه للمساعدة في تغطية صفقة “تويتر”، حتى إن حصته في  الشركة لم تعد أكبر أصوله وفقاً لمؤشر الثروة الخاص بـ”بلومبيرغ”،  وباتت حصّته من شركة “سبيس إكس”، وهو مديرها التنفيذي أيضاً، الأثقل وزناً في ثروته (44.8 مليار دولار)، تليها حصته في “تسلا” (44 مليار دولار).

قدم ماسك سابقاً وعوداً بعدم بيع أسهم “تسلا”، لكنه كشفَ عن 3.6 مليار دولار في مبيعات الأسهم، ما رفع إجمالي مبيعاته إلى نحو 40 مليار دولار أواخر العام الماضي، فأصيب المستثمرون بالإحباط مع انخفاض أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها في مدة تتجاوز العامين.

ماسك والشاب الذي رصد تحرّكاته

أوقفَ ماسك أواخر عام 2022، حساباً مخصّصاً لتتبّع موقع الطائرة الخاصة به (ElonJet). وعرض على صاحب الحساب، وهو جاك سويني (19 سنة)، طالب جامعي من فلوريدا، مبلغاً مالياً مقابل إيقاف الحساب الذي حاز أكثر من نصف مليون متابع. قال سويني في تغريدة، إنه تم تعليق حسابه المخصص لتتبع طائرات الموظفين في شركة SpaceX التابعة لشركة Musk. بعد ذلك بوقت قصير، تم تعليق حسابه الشخصي. إلا أنّه أعاد وفتح حساب: ElonJetNextDay

تواصل ماسك مع الشاب عبر “التشات” على “تويتر”، وسأله: “هل يمكنك إزالة هذا؟ إنها مخاطرة أمنية”. عرض ماسك في النهاية على المراهق 5 آلاف دولار للمساعدة في منع “الأشخاص المجانين” من تتبّع رحلاته الجوية. رفض سويني العرض وطالب بـ50 ألف دولار قائلاً إنه سيستخدم المال ليلتحق بالجامعة أو لمصلحة “تسلا”.

يستخدم الشاب “روبوت” طوّره لمراقبة رحلات ماسك وغيره من عمالقة التكنولوجيا البارزين، مثل مؤسس “مايكروسوفت” بيل غيتس والمدير التنفيذي لـ”أمازون” جيف بيزوس. وينشر تغريدة تقدّم المعلومات التالية: متى وأين تقلع الطائرة أو تهبط، ومدة كل رحلة. 

باستطاعتنا جميعاً رصد تقلّبات ماسك السلوكية ومزاجيّته في أعماله واستثماراته، خصوصاً أنّه يخطّط لأهداف بعيدة المدى، لكنه في الوقت ذاته يطلق وعوداً شكليّةً لا ينفذها، مثل أن “يتنحّى عن منصبه”. الغاية ليست هنا، بل في “الحريّة” التي يريدها هو نفسه. إذ يرغب، بنرجسيّة مطلقة، أن يبقى  شخصية العام، وأغنى رجل، ويستثمر في أكثر من شركة. سبق أن وعد ماسك بإرسال مليون شخص إلى كوكب المريخ بحلول العام 2050، قائلاً: “ستكون هناك وظائف كثيرة على المريخ!” ولكن كيف ستكون الحياة إن عاش الناس على “كوكب” ماسك وتحت وطأة جنونه؟