fbpx

رحيل ليندا مطر… معكِ حتى محاسبة آخر منتهِك لحقوقنا!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ليندا هي القوة والحكمة التي يجب أن ترافقنا، حتى تتوقف جرائم قتل النساء، وتزويج القاصرات، وحتى يُحاسَب آخر متحرّش وآخر مغتصب وآخر منتهِك لحقوقنا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“المعجزة” التي شكّلتها ليندا مطر حين وُلدت من أم خمسينية عام 1925، امتدت على طول مسيرتها، من معامل النسيج والحرير إلى ساحات النضال والقضايا النسوية والحريات. ليندا، ملهمتنا جميعاً، أتت في زمن كان فيه الحديث عن قضايا النساء ضئيلاً جداً ومحصوراً، وغالباً غير مسموع وغير مستحبّ، لكنها كانت أول من فتح نافذة على الأمل بأن أوضاع النساء يمكن أن تتغير، وأن على الظلم أن ينتهي.

ليندا مطر عاصرت الوعي النسوي المعاصر، وعشنا معها مراحله التي امتدت على طول مراحل حياتها، مذ كانت النساء ممنوعات من المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي، ودخول الفضاء العام، مروراً بالمسيرات العمالية والنضالية والنسائية، وصولاً إلى مشاركة النساء بشكل بارز في ثورة 17 تشرين ودورهن في الملفات الحقوقية والإنسانية.

وإن كنا حتى الآن لا نعيش في مجتمعات نموذجية تحترمنا ككيانات مستقلّة حرة، إلا أننا لا يمكن أن نغفل عن نضال ليندا مطر وكثيرات، والذي أثمر في إيصال صوت النساء، وتحويل صراخهنّ إلى قوانين واعتراف مجتمعي بدورهنّ وأهميتهنّ. وإن كان الطريق ما زال طويلاً نحو مجتمعات عادلة بالفعل.

النساء والنسويات والمناضلون والمناضلات، سيكون عليهم من الآن وصاعداً افتقاد بركة ليندا مطر وحضورها العميق في المعارك، بعدما  تصاعد عطرها نحو السماء عن عمر يناهز الـ98 سنة، أمضت معظمها في محاولة جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر أماناً.

حين نودّع ليندا مطر، نحن لا نودّع امرأة معمّرة أنهت مشوارها بسلام، بل إننا نودّع تاريخاً مطلبياً ونضالياً في الساحات، على المنابر، في المجالس المغلقة وتلك المفتوحة أيضاً.

وُلدت ليندا في الخندق الغميق في بيروت، عاشت في عائلة عادية، وكان عليها أن تترك مقاعد الدراسة باكراً لتدخل في سوق العمل، بسبب الظروف المعيشية الصعبة.

هنا بدأ كل شيء، من معمل الحرير الذي عملت فيه مقابل أجر زهيد، وهي تجربة أشعلت في ليندا الرغبة في النضال والحرية. وعلى رغم الصعوبات، استطاعت نيل الشهادة الثانوية، لتبدأ نضالها النسوي والعمالي وهي في العشرينات من عمرها. وقد ساهمت بالفعل في كسر “التابوات” والنمطية في النظرة إلى المرأة، مقدّمة نموذجاً مختلفاً وجديداً على المجتمع، لا سيما في تلك المرحلة. حاولت ليندا أن تكسر الجدار الذي يفصل النساء عن الرجال، ودعت إلى فتح حوار وشراكة بين الجنسين، في محاولة لرفض التمييز بينهما، وتحفيز النساء على المشاركة في الحياة العامة، والخروج  من الحيز الخاص الضيق، لجعل الفضاء العام أكثر تنوّعاً وتقبلاً وانفتاحاً.

ترأست ليندا “لجنة حقوق المرأة في لبنان” منذ عام 1978 حتى عام 1996، حين استقالت من منصبها. حققت خلال فترة نضالها إنجازات كثيرة كانت من أول فاتحي معاركها، مثل حق النساء في المشاركة في الانتخابات وحقهن في السفر من دون إذن الزوج، وحق ضمان المرأة العاملة لأطفالها، وتعديل القوانين المتعلقة بجرائم الشرف وتوقيع اتفاقية إلغاء التمييز ضد المرأة.

شاركت ليندا في تأسيس عدد من الهيئات النسائية (لجنة الأمهات في لبنان والهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، واللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة) كما شغلت منصب عضوة في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وكانت منسّقة المركز الإقليمي العربي لهذا الاتحاد حتى عهد ليس ببعيد.

شاركت في مؤتمرات عربية وعالمية كثيرة، منها مؤتمرات نظمتها الأمم المتحدة، كما اختارتها مجلة “ماري كلير” الفرنسية عام 1995 واحدة من مئة سيدة يحرّكن العالم .

انتُخبت ليندا مطر رئيسة للمجلس النسائي اللبناني في العام 1996، وترشحت إلى الانتخابات النيابية في بيروت مرتين (في دورة العام 1996 ودورة العام 2000) ونالت عدداً وازناً من الأصوات، على رغم ترشّحها خارج اللوائح .

حين نودّع ليندا مطر، نحن لا نودّع امرأة معمّرة أنهت مشوارها بسلام، بل إننا نودّع تاريخاً مطلبياً ونضالياً في الساحات، على المنابر، في المجالس المغلقة وتلك المفتوحة أيضاً… ليندا هي القوة والحكمة التي يجب أن ترافقنا، حتى تتوقف جرائم قتل النساء، وتزويج القاصرات، وحتى يُحاسَب آخر متحرّش وآخر مغتصب وآخر منتهِك لحقوقنا.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.