fbpx

“فقدت الاتصال به”… هكذا ينتظر اللبنانيون أحباءهم العالقين في تركيا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“يعمل خطيبي مخلصاً جمركياً في مرفأ طرابلس، وكان سافر مراراً إلى تركيا للحصول على إقامة، وقد غادر الى هناك أيام لإنهاء خواتيم الأمور المتعلقة بإقامته، وبات في فندق في أنطاكيا ريثما ينهي الأوراق. حين شعرنا بالهزة في لبنان حاولت الاتصال به ولم يجب حتى الآن، علماً أن الفندق الذي كان يقيم فيه قد هوى بكل من فيه، إذا هو بيروح… قلبي بيروح معو، الله لا يجرب حدا بهالشعور المر”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“الله لا يجرب حدا هالشعور المر”، تقول دعاء (30 سنة) لـ”درج”، بعدما فقدت الاتصال بخطيبها محمد أحمد المحدد (32 سنة)، ابن بلدة العبودية العكارية نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا والشمال السوري.

على رغم أن الأراضي اللبنانية التي اهتزت بفعل الزلزال، لم تتلقَّ ضربة قاسية ولم يسقط فيها ضحايا، لكنّ لبنانيين ممن كانوا يزورون تركيا أو يقيمون فيها، كانوا من بين المفقودين أو الضحايا.

الزلزال الذي ضرب بقوة 7.8 على مقياس ريختر امتدّ إلى أكثر من منطقة في تركيا، وهي من المناطق التي اعتاد اللبنانيون على زيارتها أو الإقامة فيها، ولم يخطر في بالهم أنّهم سيشهدون على أكبر كارثة تمر على البلاد منذ عام 1939، وفق وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تحاول دعاء منذ الساعات الأولى للكارثة تقصّي معلومات عن محمد، ولا تزال تتمسّك بالأمل. يسكن محمد في تركيا ماحولاً تأمين إقامة وعمل، بعدما ضاقت السبل في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية، تقول دعاء: “يعمل خطيبي مخلصاً جمركياً في مرفأ طرابلس، وكان سافر مراراً إلى تركيا للحصول على إقامة، وقد غادر الى هناك منذ عشرة أيام لإنهاء خواتيم الأمور المتعلقة بإقامته هناك، وبات في فندق في أنطاكيا ريثما ينهي الأوراق. أنهى اتصاله معي عند الثانية عشرة من منتصف الليل، وحين شعرنا بالهزة في لبنان حاولت الاتصال به ولم يجب حتى الآن، علماً أن الفندق الذي كان يقيم فيه قد هوى بكل من فيه، إذا هو بيروح… قلبي بيروح معو، الله لا يجرب حدا بهالشعور المر”.

تحدث أبو جميل شما، عم الشاب محمد شما (30 سنة) باللوعة نفسها قائلاً: “غادر محمد مع زوجته سوزان (28 سنة) منذ سنة تقريباً الى هاتاي بحثاً عن مستقبل أفضل، فر من الموت هنا ليسكن في بيت لم يكن يعلم بأنه سيصبح مقبرة لزوجته التي تعذّر إنقاذها، علماً أن محمد وابنهما سرحان (6 أشهر) قد نجوَا بأعجوبة”. 

فقدت في هاتاي أيضاً عليا الماروق من مواليد المنية في شمال لبنان (36 سنة)، الاتصال بزوجها ابراهيم الخلف (40 سنة) وأولادهما محمد وعمر ودينيز، وقد ناشد شقيقها مصطفى عبر “درج” كل المعنيين للعثور عليها وعلى زوجها وأولادها. 

“تم إنقاذ شخصين لبنانيين من تحت الأنقاض، والعمل جار للعثور على البقية من ضمن اللائحة التي وصلتنا، والتي ضمت أكثر من 20 اسماً”.

أكد السفير اللبناني في أنقرة غسان المعلم في اتصال هاتفي مع “درج”، أن السفارة تواصلت مع معظم اللبنانيين المسجلين لديها من القاطنين في موقع الزلزال، وهم بخير نسبياً، وقال “نحاول التواصل معهم لننقلهم إلى مناطق أكثر أماناً. أما في ما يخص اللبنانيين المقيمين وغير المسجلين في السفارة، فإننا نحاول الوصول إليهم من طريق ذويهم”، وأضاف: “تم إنقاذ شخصين لبنانيين من تحت الأنقاض، والعمل جار للعثور على البقية من ضمن اللائحة التي وصلتنا، والتي ضمت أكثر من 20 اسماً”.

في هذا الإطار، أوضح عضو بلدية طرابلس ورئيس “الجمعية اللبنانية التركية” الدكتور خالد تدمري، أن “هناك عدداً كبيراً من اللبنانيين في عداد المفقودين، هم غير مسجلين في السفارة لأن زياراتهم كانت قصيرة (سياحة أو ما شابه) ونحاول جاهدين العثور عليهم”.

وسط هذه العتمة كلها وساعات الانتظار الطويلة، وردت معلومات عن العثور على عائلة محمد مصطفى عجاج الملقب بـ«أوجان»، وهو من منطقة مرياطة، منى عجاج وأولادها عبد النور ومصطفى وماريا عجاج، وهم جميعهم أحياء وبصحة جيّدة، وقد أُدخلوا إلى أحد المستشفيات في جنوب تركيا، كما تم إنقاذ عدد من اللبنانيين الآخرين. مع العلم أنه بحسب “الجمعية اللبنانية التركية”، بلغ عدد المفقودين اللبنانيين  72 مفقوداً متوزعين على ثلاث مدن رئيسية من بين المدن العشر التي ضربها الزلزال. 

يضيف تدمري: “في غازي عنتاب، هنالك عائلة مؤلفة من سبعة أفراد لا تزال مفقودة إضافة الى مدينة مرعش التي تضم 5 مفقودين ونجحنا بالتنسيق مع فرق الإسعاف في إنقاذ شخص من بين ثلاثة وهو من بلدة مغدوشة. أما العدد الأكبر من المفقودين فهو في انطاكيا إذ بلغ عددهم 35 مفقوداً لم ينجُ منهم إلا محمد شما وابنه سرحان، فيما لا يزال مصير الكثير من السياح اللبنانيين مجهولاً”.

نشر القنصل اللبناني في تركيا مازن كبارة في تغريدة له أرقام التواصل لمن يريد معرفة معلومات حول مصير أحد المتضررين من الزلزال، وهي تواصل مستمر مع خلية الأزمة في وزارتي الداخلية والخارجية التركية، كذلك مع إدارة دائرة الهجرة و”أفاد”، المعنيين على الأرض بالإنقاذ إلى جانب الهلال التركي، كما أوضح القنصل في حديث صحافي.

تمر الساعات بطيئة على الذين ينتظرون أحباءهم في لبنان وفي كل مكان، فكلما مرّ الوقت، أصبح الأمل أضعف في العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض في اليوم الرابع على وقوع الزلزال في شمال سوريا وجنوب تركيا، والذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 16 ألف شخص إضافة إلى عشرات آلاف المصابين، كما أن آثاره امتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين.

توقعت منظمة الصحة العالمية أن تكون حصيلة قتلى الزلزال “أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى” المنشورة، وقالت إن عدد المتضررين من الزلزال قد يصل إلى “23 مليوناً بينهم نحو خمسة ملايين في وضع ضعف”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.