fbpx

إسرائيل: “أغصان الزيتون” دعاية إنسانويّة لتنظيف السمعة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تروج إسرائيل نفسها على أنها الدولة الديمقراطيّة الوحيدة في المنطقة وتستفيد من بعثة الإنقاذ الى تركيا، بوصفها وسيلة لتحسين صورتها في العالم وأمام الرأي العام، فهي فرصة لإنقاذ سمعتها .

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

وقعت هزات أرضية ارتدادية في فلسطين، بعد الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا، وراح ضحيته آلاف القتلى والمصابين، هذه الهزات التي تركزت في منطقة نابلس، امتداد لأخرى مشابهة شهدتها المنطقة على مدار السنوات الماضية. أعادت الهزات المتتالية الى الأذهان، زلزال العام 1927 الذي ضرب نابلس وبلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر، وحُدِّد مركزه لاحقاً في منطقة غور الأردن على بعد نحو 25 كيلومتراً شرق مدينة نابلس، وشعر به سكان سوريا ولبنان والقاهرة، مُتسبباً بمقتل نحو مئتين وجرح ألف آخرين.

زلزال تركيا وسوريا خلق حالة رعب كبيرة في فلسطين في ظل تساؤلات عن إمكان أن يضربها زلزال في أي وقت. ومع تصاعد عدد الضحايا في سوريا وتركيا، بدأت تتوالى الأنباء عن ضحايا فلسطينيين قضوا في الزلزال، وبلغ عددهم نحو 72، وفق وزارة الخارجية الفلسطينية، منهم عائلة فلسطينية من قطاع غزة مكونة من 6 أفراد (الوالد والوالدة وأربعة أطفال) تعيش في مدينة أنطاكيا التركية، والوالد هو عبد الكريم عبد العزيز أبو جلهوم من مخيم  اللاجئين في جباليا شمال قطاع غزة، وتعود أصول عائلته الى قرية هربيا المهجرة في العام 1948.

غادر عبد الكريم مخيم جباليا نحو تركيا قبل 12 عاماً، حاله كحال الشباب الغزي للبحث عن فرصة عمل وتأمين حياة أفضل لعائلته، فعمل في منجرة ليعيل عائلته. يقول شقيقه محمد، “هذا حال الشعب الفلسطيني مكتوب، علينا نعيش المر برا وجوا، احنا كنا على اتصال مع شقيقي قبل وقوع الزلزال بساعات، وعند سماعنا أخبار الزلزال أجرينا اتصالات هاتفية معه ومع أصدقائه ولم يرد أحد علينا، وبعد محاولات وساعات من القلق، ونحو الساعة الـ6 من مساء يوم الاثنين 6 شباط/ فبراير، تلقينا اتصالاً هاتفياً من صديق شقيقي في تركيا، وهو عراقي الجنسية، يخبرنا فيه أن عبد الكريم توفي هو وزوجته وأولاده الثلاثة، وأن ابنه محمد أصيب وتوفي في الطريق الى المستشفى، وقد أرسل لنا أصدقاء عبد الكريم صور بيته المدمر وأولاده الأطفال تحت الأنقاض”.

عمليات إنقاذ لا تمحو المجازر

يوم وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، انتشرت أخبار عن مغادرة فريق عسكري إسرائيلي للمشاركة في عمليات الإنقاذ في تركيا تحت مُسمى “أغصان الزيتون”، وفور وصوله نشر صوراً لمنطقة الزلزال في تركيا، وصوراً أخرى توثّق مشاركته في عمليات إنقاذ الضحايا. كما نشرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية صوراً لفريق إنقاذ طبي يستعد لإقامة مستشفى ميداني في مدينة أضنة، ويبلغ عدد أفراده نحو 150 شخصاً، مهمّتهم البحث عن مواقع انهارت فيها المباني العالية، ومحاولة تحديد مكان الأشخاص المحاصرين، وإنقاذ المصابين، وتقديم العلاج لضحايا الزلزال في تركيا.

وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية، أخباراً عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طلب روسيا تقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا، تشمل بطانيات وخياماً وأدوية وحتى استعداد لاستقبال الجرحى في إسرائيل وتقديم العلاج الطبي لهم، لكن روسيا وإعلام النظام السوريّ نفيا هذا الأمر جملة وتفصيلاً.

يتزامن هذا الجهد الإنسانيّ مع العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، وسياسات الحكومة الإسرائيلية وخططها لفرض عقوبات جديدة ضد الشعب والأسرى الفلسطينيين، وهدم البيوت في القدس والضفة الغربية. 

وبتوجيه من الحكومة الإسرائيلية، حظيت جهود الإغاثة الإسرائيليّة بتغطية واسعة جداً في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية. كما حظي فريق الإنقاذ وطواقم الإسعاف الإسرائيلية الموجودة في تركيا، بالدعم الكبير والفخر بالدور الذي يؤديه الفريق في عمليات الإنقاذ. إذ قال نائب السفير الإسرائيلي في تركيا نداف ماركمان: “أنا متحمّس وفخور برؤية طائرات الجيش الإسرائيلي تهبط في المطار، وكنت أشاهدها من الفندق والعلم الإسرائيلي عليها، وقلت للصحافيين هذه طائراتنا، وستقود قوات الإنقاذ لتقديم المساعدة للسكان المحليين”.

يبدو أن الهدف من الحملة الإعلامية الإسرائيلية المرافقة لفرق الإنقاذ، ترسيخ واقع أن إسرائيل هي جزء أصيل من منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة تغيير الصورة السيئة عنها، وذلك بعد صدور تقارير دولية تصفها بأنها دولة احتلال عسكري واستعمار استيطاني، وتمارس الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين، وترتكب جرائم في قطاع غزة الذي تفرض عليه حصاراً منذ سنوات طويلة. ويتم إبراز استراتيجيّة الحملة وأهدافها الإقليمية والدولية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تركز على دور فرق الإنقاذ الإسرائيلية، من خلال بث تقارير على رأس كل النشرات الإخبارية، إلى جانب تسليط الضوء على كل خطوة يقوم بها أعضاء فريق الإنقاذ، والحديث عن البطولات التي تقوم بها طواقم الإسعاف الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الوفد ضم، إضافة إلى أفراد الجيش، موظفين من وزارتي الدفاع والخارجية، وأفراداً من قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، شاركوا في عمليات الإنقاذ في هايتي بعدما ضربها زلزال في عام 2010.

وصرّح رئيس فريق الإنقاذ الإسرائيلي في تركيا العميد جولان فاخ، بأن فريقه انتشل أكبر عدد من العالقين تحت الأنقاض مقارنة ببعثات الدول الأخرى. فيما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية فيديو يوثق إنقاذ طفل قُتل أمامه أربعة من أفراد عائلته، مستذكراً الدور الذي قام به فريق الإنقاذ الإسرائيلي في زلزال هايتي.

وأنشأ فريق الإنقاذ الإسرائيلي مستشفى ميدانياً أجرى فيه عمليات جراحية معقدة وولادة، كما أقام مركزاً لعلاج الأطفال. وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على الاهتمام الإعلامي الذي حظي به الطاقم الطبي الإسرائيلي، بعد سنوات من تصوير إسرائيل على أنها دولة طاغية وعدائية لا تعرف معنى الشفقة.

تروج إسرائيل نفسها على أنها الدولة الديمقراطيّة الوحيدة في المنطقة العربيّة، وتستفيد من بعثة الإنقاذ، بوصفها وسيلة لتحسين صورتها في العالم وأمام الرأي العام، فهي فرصة لإنقاذ سمعتها من بين الأنقاض إثر التغيرات السياسية التي تمرّ بها وموقفها من الفلسطينيين، لكن تغيير الصورة هذه هو آني وعابر. وعلى رغم تأكيد الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية أن المساعدة المقدّمة لتركيا وسوريا تأتي بدافع إنساني بحت، لكن من الصعب تجاهل  الدعاية السياسية من ورائها. في وقت يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة حصاراً شديداً وتزايداً مستمراً في نسب الفقر والبطالة. فالتغطية الإعلامية الواسعة، والصورة التي يحرص الجيش الإسرائيلي على إظهارها، لا تُخفي ممارسات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، الذي لطالما عمد الى تكسير أشجار الزيتون واقتلاعها من جذورها عدا طبعا عن قتل الفلسطينيين.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!