fbpx

في اليمن لا دين إلا الإسلام… والأقليات إما الهجرة أو التهجير

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم أن اليمن وقع على اتفاقيات القانون الدولي التي تمنع مثل الانتهاكات بحق الأقليات، إلا أن القانون تمييزي ويصنف البهائيين مثلاً بأنهم مرتدون وعليهم الاستتابة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مضى أكثر من 70 عاماً على عملية “بساط الريح”، أكبر عملية ترحيل لليهود اليمنيين، نقل خلالها حوالى 65 ألف يهودي يمني من موطنهم إلى إسرائيل، حكمت وقتها شمال اليمن سلالة “الإمام يحيى” التي تشبه في أديولوجياتها الحوثيين.

وفي 1 نيسان/ أبريل نشرت صحيفة “هآرتس” في نسختها الإنكليزية، ما مفاده أن مجموعة مكونة من 13 يهودياً يمنياً وصلوا إلى القاهرة، علماً أن حروب الدولة اليمنية مع الميليشيات الحوثية بدأت في منتصف عام 2004، وبدأ معها مشوار تهجير اليهود، إذ طرد الحوثيون 70 فرداً من قبيلة آل سالم في صعدة، وهم آخر من تبقى من أفراد الديانة اليهودية في المنطقة، وتم نقلهم إلى صنعاء.

استخدم الحوثيون التخويف والتهديد لقمع أفراد الديانة اليهوديّة، إضاقة إلى اتهامات بقيام بعض المنتمين إلى الجماعة الحوثية باختطاف نساء من أزواجهن وتزويجهن إلى بعض التابعين لهم، في انتهاك واضح للقوانين والأعراف.

يشتاق موسى (اسم مستعار، 41 سنة)، لوطنه ومسقط رأسه اليمن، حيث ولد ونشأ وعاش لمدة 35 عاماً. ولأنه يهودي اضطر موسى إلى مغادرة وطنه إلى إسرائيل نهاية عام 2015.

بدأت قصته عندما ألصق أحد أتباع جماعة الحوثي شعار الجماعة “الله أكبر… الموت لأميركا… الموت لإسرائيل… اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام” على باب منزله، وحين اعتراض موسى على الملصق، رد عليه العنصر الحوثي قائلاً: “هذه ليست أرضكم، ولا مكان لليهود بيننا”. كان لهذا الحدث أثر كبير في نفس موسى، وفي نفس أتباع الديانة اليهوديّة، ويمكن القول إن المضايقات بدأت من هنا.

كان لموسى أخ أصغر منه، قُتل بعد هذه الحادثة بشهر واحد، على يد شخص أودع في السجن، يقول موسى: “أفرجت النيابة عن القاتل قبل وصوله إلى المحكمة، بذريعة أنه يعاني من اضطراب نفسي، فأعلنت براءته وأطلق سراحه”.

كان والد موسى بائع قات، وتعرض للكثير من المضايقات من حوثيين، إذ ألصقوا شعاراتهم وصور قتلاهم على باب دكانه، لكل ذلك قرر موسى وعائلته مغادرة البلاد.

منذ اندلاع الحرب في اليمن هجّر الحوثيون عدداً كبيراً من يهود البلاد، وفي أواخر عام 2014، كانت محافظة عمران، ملاذاً شبه آمن لليهود، قبل تقدم الحوثيين من صعدة إلى العاصمة صنعاء مروراً بعمران، ما دفع اليهود المعرضين للخطر حينها إلى الهجرة نحو إسرائيل.

البهائيون: تقبل مجتمعي ورفض سياسي

 التقينا مع نفحة سنائي التي تقيم حالياً في لوكسمبورغ، سنائي محكوم عليها بالإعدام إلى جانب 23 شخصاً بتهمة التخابر مع “إسرائيل”. ولدت في عائلة بهائية، وترعرعت في صنعاء، ودرست في مدارسها وتخرجت من جامعة صنعاء- كلية الصيدلة.

“واجهت تحديات كثيرة وضعتها أمامي السلطات في صنعاء لأنني أنتمي إلى الديانة البهائية، في حين كانت علاقتي مع صديقاتي وجيراني قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، إذ كانوا ينظرون إلى ديانتي على أنها حرية شخصية لا تؤثر في العلاقات التي تربطنا”، توضح سنائي لـ”درج”.

والديانة البهائية جديدة نسبيّاً في اليمن، وصلت إلى المناطق الساحلية والجزر اليمنية منتصف القرن التاسع عشر. يقال إن عدد البهائيين في اليمن لا يتخطى الألف، وبدأ الحوثيون اضطهادهم مع وصولهم إلى صنعاء أواخر عام 2014.

اعتقلت سنائي في آب/ أغسطس 2016، وأُجبرت على كتابة تعهدات بعدم العمل في مجال العمل الاجتماعي، ثم هجّرت قسراً بعد ورود اسمها في القضية المرفوعة على البهائيين. تطلب سنائي من المجتمع الدولي حماية حقوق الأديان والأقليات في العالم عموماً، لا سيما في اليمن”، مشيرة إلى أن “إعطاء الأقليات حقوقها هو معيار لرفع سقف حقوق الإنسان في اليمن” .

وكان نادر السقاف، عضو مكتب البهائيين في اليمن، وصف ما يتعرض له البهائيون بـ”التطهير الديني” و”الإبادة الصامتة”، فهم يطارَدون وينفَون ويعتقلون، كما يواجه بعضهم أحكام إعدام، كحامد بن حيدرة الذي خطف وعذب وصودرت ممتلكاته ثم حكم عليه بالإعدام لأنه بهائي.

 المسيحية: التهجير والخوف من الردّة

لا إحصاءات رسمية لعدد المسيحيين في اليمن، ولكن يقول الناشط الدكتور محمد النعماني إن هناك أكثر من 2500 مسيحي، وسبق أن نشرت “هيومن رايتس ووتش” في أيار/ مايو 2016 تقريراً يشير إلى وجود 41000 مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين الذين يعيشون في اليمن. 

جليلو (32) سنة الذي يقيم في دولة عربية هارباً من ظلم حكومة الأمر الواقع بصنعاء، أصبح ملحد لبضعة أشهر قبل أن يعتنق المسيحية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. يقول جليلو إن رحلته نحو الإيمان صعبة، كون والده رجل دين إسلامي، وتعرض لمضايقات من قبل رجال الأمن التابعين لحكومة الأمر الواقع في صنعاء بشكل مستمر، وخضع لجلسات استجواب شبه أسبوعية، إلى أن اعتقل فجأة في أحد الأيام، وبقي في المعتقل نحو 20 يوماً، قبل إطلاق سراحه في 9 كانون الثاني/ يناير 2019. 

تعرض جليلو للتعذيب الجسدي والنفسي في المعتقل، ثم أطلق سراحه بشرط عدم مغادرة مدينة صنعاء، ، وهناك تعرض للتمييز الديني والمعاملة العنصرية، يقول “في إحدى المرات، أخذني صديقي إلى المستشفى لإجراء بعض التحاليل الطبية وحين كشفت عن  جسدي، ورأى الطبيب وشم الصليب على صدري، تغيرت ملامح وجهه، وبدأ بإطلاق الألفاظ النابية أمام الممرضات والمرضى بسبب الوشم”.

    اعتنق  سامي (33 سنة) الدين المسيحي حين كان في العشرين، وصرح بذلك لبعض أصدقائه وأقاربه، قائلاً “إنه يؤمن بالديانة المسيحية منذ الصف الثانوي الأول”، حينها كان شاباً يافعاً في مدينة تعز.

لا تزال خانة الديانة في بطاقة سامي الوطنية تشير إلى أنه مسلم، ما يدفعه للتأسف بسبب غياب “خانة الديانة المسيحية في نظام الأحوال المدنية والجوازات اليمنية”، لكنه يرى في الوقت نفسه أن بقاء الخانة كما هي “يبعد الأنظار منه”. يتابع: “أثناء دراستي في المرحلة الثانوية كنت أضطر لحضور حصة مادة العلوم الإسلامية، وأُمتحن بها مثل الطلاب المسلمين، بسبب إخفائي ديانتي الحقيقة كيلا تعتبرني السلطات مرتداً عن الدين الإسلامي وأعدم”. 

هاجر ساميّ إلى ألمانيا حرصاً على حياته، فوفق المادة 259 في القانون اليمني يعاقب بالإعدام كل من ارتد عن الإسلام، تأتي هجرة سامي أيضاً بسبب رغبته في ممارسة شعائره الدينية بحرية، بعيداً من القلق والخوف، “كان وجودي في اليمن يشكل تهديداً كبيراً على حياتي، لأنني اعتنقت المسيحية، لذلك أبقيت الأمر سراً”. 

هُجرت الكنائس في اليمن منذ اندلاع الحرب، لذلك يقيم المسيحيون طقوسهم سراً في منازلهم. فكثر منهم يتعرضون للقتل والأذيّة وفقاً لتقارير منظمات حقوقية، منها تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الصادر عام 2016. وأشار التقرير إلى أن 4 مسلحين مجهولين دخلوا  مأوى مسنّين مسيحي في عدن وقتلوا 16 شخصاً على الأقل، بما في ذلك حراس وسائقون وطباخِون و4 راهبات، كما ذكرت وسائل إعلام، وأفادت تقارير بأن المسلحين اختطفوا كاهناً هندياً أيضاً، كما “دمّر المهاجمون كل الرموز المسيحية والأغراض الطقسية”، فيما “لم يتعرض سكان المأوى غير المسيحيين للأذى”.

 البهرة: لا أحد على الحياد

تنتشر طائفة البهرة (أحد أفرع الطائفة الإسماعيليّة) في العاصمة صنعاء والحديدة وآب ومديرية حراز، جنوب غربي صنعاء، وتقدر أعدادهم بأكثر من 20 ألف شخص. ولهذه الطائفة في اليمن مزارات دينية، أبرزها ضريح حاتم الحضرات الداعية الفاطمي المدفون في منطقة حراز.

تنأى الطائفة بنفسها عن الصراعات السياسية، إلا أن ذلك لم يحمها من الانتهاكات، أبرزها تفجير سيارة مفخخة عام 2015 أمام مركز الفيض الحاتمي الذي يعتبر المركز الرئيسي لهم في صنعاء، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية على حساب تابع له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مسؤوليته عن هذا الهجوم، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ما يزيد عن 10.

في هذا الإطار يلفت الناشط الحقوقي عواد علوان إلى عدم وجود “قانون يمني يمنع الانتهاكات ضد الأقليات، برغم أن اليمن وقع على اتفاقيات القانون الدولي التي تمنع مثل هذه الانتهاكات”، ويرى علوان أن “القانون تمييزي ويصنف البهائيين مثلاً بأنهم مرتدون وعليهم الاستتابة”. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.