fbpx

زلزال آخر يجرف أحلام السوريين… المنطقة تحتاج 5 سنوات لتعود كما كانت!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تعمل المنظمات المحلية والجهود الفردية على إمداد المتضررين من الزلزال بما يمكن من احتياجات، في حين لا تزال الجهود الدولية لإيواء المتضررين، والبالغ عددهم حوالى 965833 نسمة، خجولة، فيما فيما عبرت مئات الشاحنات الأممية الى شمال غربي سوريا، محملة بمعظمها بمساعدات غذائية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“الـ200 دولار التي في حوزتي، ومعها المئة الأخرى التي استدنتها، ذهبت خلال ثوانٍ معدودة في زلزال ثان ضرب مناطق شمال غربي سوريا”،  يقول أبو فادي، وينظر بحسرة إلى جنى عمره من شغل المياومة، الذي ضاع في إصلاح ما تدمّر من منزله، في مدينة أرمناز غرب محافظة إدلب، بعد الزلزال الأول في 6 شباط/ فبراير، ليأتي الزلزال الثاني ويأخذ معه كل أعمال الترميم والجدار الوحيد الذي لم يسقط في الكارثة الأولى.

يقول أبو فادي، “كنت أعمل في المياومة قبل وقوع الزلزال في 6 شباط 2023، بأجر لا يتعدى الـدولارين يومياً، بغية تأمين الطعام لأطفالي. ومن خلال عملي وزوجتي في قطاف الزيتون لمدة أربع أشهر، استطعنا جني نحو 200 دولار، كنا نأمل أن نشتري بها جهاز تلفزيون للأطفال ليتابعوا ما يُعرض من برامج تسلية. إلا أن الزلزال دمّر كل أمل في عيون أطفالي، الذين أنقذتهم من تحت الجدران المتساقطة ليلة الزلزال. وفي  10 شباط، قررت ترميم الجدران للعودة الى المنزل، بعد فشلنا في الحصول على خيمة تؤوينا، فتركت زوجتي وأطفالي لدى أحد أقربائي في بلدة بنش، وعدت أرمم المنزل سعيداً بنجاة عائلتي من الموت. وعلى مدى أربعة أيام، استطعت رفع الجدران المتساقطة بعدما دفعت كل ما أملك من أموال.

وبعد 15 يوماً على الزلزال الأول الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، تعرضت معظم مناطق شمال غربي سوريا لزلزال جديد في 20 شباط، بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، سُجلت شدته في مدن حارم وسلقين وأرمناز و جنديرس ودركوش. 

وقال الدفاع المدني إن أكثر من 130 مدنياً في مناطق شمال غربي سوريا أصيبوا بسبب الزلزال، وهي حصيلة غير نهائية. وتراوحت إصابات معظمهم بين الكسور والرضوض وحالات الإغماء الناتجة من الخوف والهلع. فيما انهار عدد من الأبنية المتصدعة بسبب الزلزال الأول، بما فيها بناءٌ في مدينة إدلب كان تعرض سابقاً للقصف من طائرات النظام وروسيا. 

لم يستطع أبو فادي شراء تلفاز لأبنائه، بل فضّل إصلاح ما دمرّه الزلزال في منزله، إلا أن وقوع الزلزال الثاني جعل الدنيا تضيق به والقدر يكسره أمام عائلته، فلم يستطع تأمين ما وعدهم به من جهة، ولا إصلاح منزله ولمّ شمل العائلة تحت سقف واحد من جهة أخرى. ليعود خالي اليدين مثقلاً بدين على كاهله، ناهيك بضياع ما جمعه من تعب يديه ويدي زوجته تحت أقسى ظروف الجو قسوةً.

تسبّب الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا، والذي كان مركزه ولاية هاتاي التركية، بتشريد آلاف العوائل، لا سيما في منطقة حارم، حيث رصد “درج” انتشار مئات العائلات خارج مدينة سلقين ليلاً، في ظل درجات حرارة متدنية، ما دفع السكان الى افتراش الأراضي خارج المدينة وإشعال نيران تساعدهم على تحمّل البرد حتى الصباح. 

وتعمل المنظمات المحلية والجهود الفردية على إمداد المتضررين من الزلزال بما يمكن من احتياجات، في حين لا تزال الجهود الدولية لإيواء المتضررين، والبالغ عددهم حوالى 965833 نسمة، خجولة، فيما فيما عبرت مئات الشاحنات الأممية الى شمال غربي سوريا، محملة بمعظمها بمساعدات غذائية. 

منظمة “منسقو استجابة سوريا”، أوضحت في تقرير صدر في 20 شباط، إن منطقة شمال غربي سوريا تواجه مصاعب هائلة في تقدير الخسائر الاقتصادية، بعد الزلزال الذي تعرضت له في السادس من الشهر الحالي، وتُظهر الإحصاءات الأولية لحجم الخسائر المادية في المنطقة، أرقاماً مرعبة حول صعوبة التعافي من الدمار.

وبيّنت المنظمة أن عدد المنازل المدمّرة بلغ  1314 منزلاً، أما المنازل غير الصالحة للسكن وتحتاج إلى هدم فبلغ عددها 14128 منزلاً، فيما هناك 10833 منزلاً تعاني من تصدعات خطيرة.

ورصدت المنظمة أضراراً في 293 منشأة تعليمية (أضرار جزئية ومتوسطة)، و48 منشأة طبية، و27 مكتباً من مكاتب المنظمات، إضافة إلى أضرار في 77 منشأة أخرى مثل الأسواق والوحدات السكنية والمساجد…

وذكرت المنظمة أنها سجلت أضراراً ضمن الطرق الرئيسية والفرعية في المنطقة، قُدرت مساحتها بـ117 كيلومتراً مربعاً حتى الآن. فيما هناك مناطق أخرى لم يتم الوصول إليها بسبب الأنقاض وإغلاق بعض الطرق.

وأوضحت المنظمة أن عدد المتضررين وصل حتى الآن إلى 965833، ومن المتوقع ازدياد أعداد المتضررين إلى مليون وثلاثمائة ألف، نتيجة الزيادة الهائلة في أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة.

وأشارت إلى أن الخسائر المادية الأولية تقدّر حتى اليوم بـ365 مليون دولار أميركي، والأرقام في ارتفاع حتى إكمال إحصاء الأضرار المادية في المنطقة.

وتوقعت المنظمة تعافي المنطقة بنسبة 60 في المئة بعد ثلاث سنوات من وقوع الزلزال، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى 5 سنوات للعودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الكارثة.