fbpx

أين يُخبّئ المشاهير المدافعون عن لمجرد وجوههم من عيون ضحاياه؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

وحيدة دافعت هند صبري عن امرأة معنفة تعرضت للاغتصاب من قبل سعد لمجرد، في حين التف فنانو النخبة في العالم العربي للدفاع عنه، على رغم تاريخه الحافل بقضايا اغتصاب مشابهة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عندما غرّدت الفنانة التونسية هند صبري في آب/ أغسطس 2018 معلّقة على اتهام سعد لمجرد باغتصاب فتاة فرنسية، هددها معجبو لمجرد بالقتل والاغتصاب. يومها، كتبت صبري، الممثلة المجازة في الحقوق، على صفحتها الرسمية على “تويتر”: “كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك. هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجماً أو قدوة لأحد”. قامت الدنيا عليها ولم تقعد، لدرجة أنها تلقت تهديدات بالاغتصاب شملت ابنتيها، ما دفعها للتصريح لبرنامج “يوم ليك” مع الإعلامية سمر يسري: “الصوت لما بيبقى وحيد بيدفع الثمن لوحده”. 

كانت هند صبري من الأصوات القليلة، وربما الوحيدة، التي غردت خارج سرب الوسط الفني الذي تكتّل للدفاع عن لمجرد في القضية التي رفعتها عليه الفتاة الفرنسية لورا بريول منذ عام 2016 وتمت إدانته والحكم عليه بالسجن 6 سنوات وبغرامة مالية ومنع من دخول فرنسا لمدة 5 سنوات بعد انتهاء مدة سجنه. 

وحيدة دافعت هند صبري عن امرأة معنفة تعرضت للاغتصاب من قبل سعد لمجرد، في حين التف فنانو النخبة في العالم العربي للدفاع عنه، على رغم تاريخه الحافل بقضايا اغتصاب مشابهة. فعام 2010 أُلقي القبض عليه للمرة الأولى للاشتباه بضربه امرأة واغتصابها في نيويورك، إلا أنه خرج بكفالة وفرّ من الولايات المتحدة الأميركية ولم يعد منذ ذلك الحين لوجود قرار بالقبض عليه متى عاد. ثم تكررت هذه الحادثة في فرنسا مع شابة فرنسية أصولها مغربية أكدت أن لمجرد اعتدى عليها عام 2015 في الدار البيضاء لكن المدعية انسحبت لاحقاً من القضية، غالباً بسبب ضغوط مورست عليها. ثم جاءت قضية لورا عام 2016 واتهمت لمجرد باغتصابها وتعنيفها في الفندق، وبعد الادعاء عليه سجن 7 اشهر ليخرج بعدها مع ارغامه على وضع سوار إلكتروني حول كاحله لمراقبة كل تحركاته. ووجهت إلى سعد آخر تهم الاغتصاب عام 2018، إثر شكوى من شابة على خلفية حادثة وقعت جنوب شرقي فرنسا، ليكون لمجرد بذلك متهماً بـ4 قضايا اغتصاب وعنف ضد نساء.

براءة، تضامن، صداقة. هكذا، بثلاث كلمات أحاطت أصالة مغتصباً بـ”سترة نجاة” من المحاسبة وعملت مع زملاء وزميلات لها في عالم الفن، على مساعدته للإفلات من العقاب.

غسيل سمعة سعد لمجرد من زملائه الفنانين كان واسع النطاق، فأشادت الفنانة السورية أصالة نصري، التي تعرضت للتعنيف والضرب بالمناسبة على يد زوجها الأول أيمن الذهبي، بـ”تهذيب” زميلها لمجرد، ولجأت الى نظرية المؤامرة للدفاع المستميت عنه قائلة: “سعد لمجرد من أهذب الشباب اللي قابلهم بحياتي… التقيت فيه بسهرات كثير والتقينا بسفر ودائما كان فيه تريليون بنت حيموتوا يحكوا معه وكان دائماً تصرّفه غاية بالتهذيب. ورغم إنّي لا أؤمن بنظرية المؤامرة إطلاقاً، إلّا إنّي بصدّق إنّه فيه حدا تعبان من نجاح سعد المبهر.. يا رب وبأقرب وقت يخلص حبيبنا من هالأزمة اللي تعبنا معه منها، سعد المجرد، براءة، تضامن، صداقة”.

براءة، تضامن، صداقة. هكذا، بثلاث كلمات أحاطت أصالة مغتصباً بـ”سترة نجاة” من المحاسبة وعملت مع زملاء وزميلات لها في عالم الفن، على مساعدته للإفلات من العقاب. 

ملحم زين، “الرجل الشرقي” كما يعرّف عن نفسه بـ”فخر”، دافع عن لمجرد في تصريحات لبرنامج “تحت السيطرة” الذي تقدمه الفنانة اليمنية أروى، معتبراً أن سعد لا يرتكب الأفعال التي اتهم بها وأعرب عن اعتقاده بوجود خطة ممنهجة لإلحاق الأذى به: “في حدا بدو الأذى لسعد”، معتبراً أن هذا الشخص قد يكون فناناً يعرف القانون الفرنسي.

اليسا التي دافعت عن النساء المعنفات في بعض أغنياتها، طبّعت مع المغتصب بأغنية دويتو ستبقى وصمة في تاريخها، فيما صمّت أذنيها عن جميع الأصوات التي طالبتها بإلغاء حفلها معه في جدة- السعودية. أما محمد رمضان، فلم يفاجئنا حين أعلن، عندما كان لمجرد في السجن عام 2018 أنه على تواصل مستمر بوالدة سعد لمجرد ووالده، مؤكداً في تصريحات إعلامية، أن “سعد من عائلة محترمة وتربيته لا تسمح له بالقيام بفعل كهذا”. وفي الركب نفسه سارت المطربة اللبنانية سيرين عبد النور، معلنة دعمها للمطرب المغربي سعد لمجرد، حيث نشرت صورة جمعتهما، وعلقت عليها قائلة: “سعد بعرف إنك عم تمرق بأيام صعبة فيها تعب نفسي كبير… أنت صديقي وأنا حدك بالحلوة وبالمُرة وبدعمك بصلواتي ومحبتي وصداقتي الله يكون معك ويقويك وترجع لأهلك وجمهورك ومحبينك بأقل ضرر. انشالله تبين الحقيقة بأسرع وقت ممكن”. أما الفنانة العراقية شذا حسون فبرّأت زميلها سعد لمجرد بحكم الصداقة قائلة: “قلبي معك يا صديقي…كلنا معك”.

“كلنا معك”، وكأن شذا حسون تريد لهذه الـ”كلنا” أن تشمل جميع الفنانين والفنانات، الذين في غالبيتهم وقفوا في صف المغتصب ودافعوا عنه من دون أن يسمعوا للضحايا و”الناجيات”. هند صبري بين قلّة في عالم الفن والشهرة، واجهت التطبيع مع المعنف ورفضت غسيل السمعة، معتبرة أنها “لا تعرف سعد لمجرد بشكل شخصي وستقدم اعتذاراً له حينما تثبت براءته”. 

الحكم صدر: سعد لمجرد “مغتصب ومعنّف” بقرار قضائي واضح، هند لن تعتذر لأنها كانت على حق وبقيت على موقفها. أين اعتذار المطبّعين مع المغتصب؟ أين سيخبئون وجوههم المشهورة من عيون ضحاياه؟

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!