fbpx

عباس ابراهيم مديراً عاماً سابقاً… إزاحة صديق الأميركيين و”حزب الله” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أغلب الظن أن الخيبة التي تنكبها عباس ابراهيم بعدم التمديد له لم تكن خيبته وحده. كان على الأرجح يتشاطرها مع خائبين آخرين، “حزب الله”، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رغبة مشتركة بين “حزب الله” والولايات المتحدة الأميركية.

   احتملت تلك الرغبة من الطرفين حسابات مشتركة ماضياً، واحتملت ايضاً حسابات خاصة بكل منهما.

     و كمؤشر سابق عن التشارك بين الطرفين، شكل ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، نموذجاً عن التقاطع بينهما، ومدير عام الأمن العام كان الشخصية الأكثر حضوراً في طياته…

    مثل ابراهيم في العقد الأخير، ومن موقعه الأمني، الرجل الأكثر ثقة عند “حزب الله”، وعند الإدارة الأميركية ومؤسساتها الأمنية. الأخيرة منحته ثقة يُفترض غالباً أن يكون قائد الجيش هو محطّها، لكن الأخير، وبمعزل عن الاسم والثقة، تراجع إلى الظل أمام أدوار فرضتها جغرافيا حروب ذلك العقد. إنها جغرافيا بدت على قياس مدير عام الأمن العام سياسياً وطائفياً. والإشاحة عن التقاطع الذي مثله عباس ابراهيم بين الجانبين، يفضي أيضاً إلى رزمة من الأدوار التي بحثت عن الرجل، ولم يكن هو ضنيناً بها، سواء في لبنان أو في سوريا والعراق. 

      ملف “داعش” و”جبهة النصرة”، ثم ملف إرسال النفط العراقي إلى لبنان، إضافة إلى ملفات ترتبط بمحتجزين أميركيين في سوريا، هذه القضايا وغيرها ما هي إلا نماذج للأدوار التي كان عباس ابراهيم “رجلها”، برعاية الأميركيين و”حزب الله”.

  لكن، في أدوار ابراهيم أيضاً، حضور لافت ودائم لمدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، والذي اتهمه القضاء اللبناني بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، ثم مجهول الإقامة كما ورد في متن قرار الاتهام.

   والجهل بالإقامة إذ يتبدى كعجز قضائي وسياسي لبناني مزمن تجاه النظام السوري، يفضي أكثر إلى السخرية. وحده مدير عام الأمن العام اللبناني لم يستعصِ عليه هذا الجهل، كما على “حزب الله” و”الأميركيين” بالطبع.

   عموماً، وإذا لم يحدث مسوغ إستثنائي، سيصبح اللواء عباس ابراهيم مديراً عاماً سابقاً للأمن العام اللبناني. والخروج إذا تم، سيفضي إلى مؤشرات كثيرة.

   فمحاولة التمديد لإبراهيم بدت منذ لحظتها الأولى على عاتق “حزب الله”، واستدرجت لاحقاً مقايضات أخرى. هنا أول المؤشرات عن الوصاية  الطائفية والسياسية العميقة التي تخضع لها الإدارات الأمنية.

فمقابل حصة الحزب في الأجهزة الأمنية الرسمية، اشترط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التمديد لمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، فيما ذهب رئيس “التيار الوطني الحر” في مساومته أبعد من ذلك. أراد جبران باسيل التمديد لكل المديرين العامين في الدولة، وبينهم من صار متقاعداً.

  في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، استعصى التمديد قانوناً على ما قال نجيب ميقاتي. لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال لم يكن ليلتفت للقوانين لو أتيح لشرطه أن يسلك مساره في أروقة المجلس النيابي، أو في مجلس الوزراء، وبدا ذلك الشرط كما مطلب “حزب الله”، أسيراً لشروط  رئيس “التيار الوطني الحر”.

كان باسيل يعرف أن المجلس النيابي راهناً هو هيئة ناخبة لرئاسة الجمهورية، لا هيئة تشريعية. الأخيرة لم يستحضرها إلا في اللحظة التي بدت فيها شروط تغوله الجديد في السلطة تحت مطرقة خصمه اللدود نبيه بري، والذي لن يزعجه على الأرجح ما آل إليه أمر التمديد، كما مآل شروطه.

    المؤشر الأخير أن كل استعصاء إداري أمنياً أو مالياً (حاكمية مصرف لبنان قريباً) مقبل، سيرتبط الخروج منه بإخراج رئاسة الجمهورية من استعصائها الراهن.

   ولئن كان الاستعصاء في راهنه يصطدم بشروط صانعيه الكثر، لكن تفكيكه أولاً، يقتضي إزالة شجرة الأنساب التي لا يني “حزب الله” يرفعها كحائل بين من هو مقاوم ومن هو “أميركي”، وتحديداً في زمن تماهي الرغبات.

    عودٌ على بدء. في اللحظة التي كان فيها “حزب الله” يحمل ملف التمديد للمدير العام للأمن العام إلى جلسة الحكومة الأخيرة، كان ابراهيم يستقبل دوروثي شيا، وأغلب الظن أن الخيبة التي تنكبها عباس ابراهيم بعدم التمديد له لم تكن خيبته وحده. كان على الأرجح يتشاطرها مع خائبين آخرين، “حزب الله”، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!