fbpx

أنا بعين من أُحب: تطبيقات المواعدة وسياسة تسليع الرغبة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نكتب عن الحبّ لأن لا ملكية عليه سوى صاحبه، لا بنك، ولا حزب، ولا ميليشيا ولا كارثة قادرة على أن تصادره، ولا حتى الوباء منع القبل، ولا هجرة تمنع شبق الحبيب على الشاشة، أو في المخيلة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يُقال إن الحُب قطيعة مع الحاضر، لكن الكارثة التي شهدتها المنطقة وكم المآسي منعانا من إدراك ما يحصل، فالحاضر ليس متماسكاً، والماضي مهدد بالتلاشي، الأرض تميل من تحتنا، حتى إن يوم 14 شباط/ فبراير (عيد الحب) مرّ هكذا من دون أثر، فمن “يُحب” بينما الأرض تتشقّق؟

لكنّ، على رغم ذلك، يبقى الحبّ تفاعلاً بشرياً، قادراً على نفينا عن “الحاضر” ولو لثوان، فلوجه الحبيب/الحبيبة، حصّة من كل الوجوه، يراود المحُب حتى في الخيال.

أن تُحِب، أو تُحَب، فأنتَ/تِ على موعد مع الجديد، يتخفف الزمن الحالي ويفقد “ثقله”، وكأنك تطفو على سراب. هناك أيضاً رعب من التخلي عمّا مضى، ذاتك القديمة، عاداتك، هوسك، كلها تُعلَّق لأجل الحبيب/الحبيبة.

إعادة النظر في “الآن”، عتبة الحب الأولى، أن أُحِب، أي أن تتحول المدينة بخرابها إلى ساحة للقُبل واللمسات السريّة، أن أُحَبّ، يعني أن أنفاسي معدودة في قلب ذاك المشتاق، الذي وإن تم اللقاء معه/ معها، انقطع، لا الَنفس، بل اللقاء ذاته.

لا جناس أو طباق في الحب، وهنا المفارقة، مهما اقترب الحبيبان وألهجا كلاماً ولمساً، سيبقيان غريبين عن نفسيهما أولاً، وعن بعضهما ثانياً، فما نفع الحبّ لولا الاختلاف؟

نكتب عن الحبّ لأن لا ملكية عليه سوى صاحبه، لا بنك، ولا حزب، ولا ميليشيا ولا كارثة قادرة على أن تصادره، ولا حتى الوباء منع القبل، ولا هجرة تمنع شبق الحبيب على الشاشة، أو في المخيلة. 

اختَزلت تطبيقات المواعدة  بداية علاقتنا مع الآخر بـ”لمسة” على الشاشة، بعضُ صورٍ ووصف صغير تحدد قرارنا تجاه من “نرغب”، واختُزل السياق ومكان اللقاء الأول والأداء والتلميح بمحادثة ذات قاعدة بسيطة، ما هي الجمل التي تجب كتابتها حتى يتمّ اللقاء؟!

ترافق انتشار تطبيقات المواعدة مع مشكلات جديدة تتعلق بالأمن السيبراني (تسريب معلومات المستخدمين، استخدام التطبيقات لاصطياد الضحايا…)، فيما أتاحت هذه التطبيقات تجاوز القيود الاجتماعية التقليديّة التي تحكم أساليب اللقاء والتعرف إلى أشخاص جدد، تلك التي لم تخلُ أيضاً من إشارات طبقيّة، وأحياناً إهانات وتمييز يتعرض له المستخدمون والمستخدمات بسبب “صورهم” أو كيفية تقديمهم أنفسهم.

الخوف من الشرطة 

تُضفي الشاشة نوعاً من الأمان على حياة المستخدمين، يخفي البعض وراءها هوياتهم الحقيقية، خوفاً أو رغبة في الحفاظ على الخصوصيّة، وفي بعض الأحيان، لتجاوز الهوية الحقيقية في سبيل حديث عن الرغبة، أو ما هو المطلوب في الشريك، من دون أن يتحول الحديث الحميميّ إلى أداة للفضيحة أو الابتزاز، لكن هذا الأمان هش أمام الحسابات الوهمية، إذ تخبرنا نانسي (اسم مستعار- 23 سنة)، عن الحرية التي منحتها إياها تطبيقات المواعدة كونها مثلية، تقول: “استخدمت تندر لأنني لا أستطيع التعرف إلى بنات جيلي علناً، إذ علي أن أحرص على إخفاء هويتي الجنسية. لكنني ما زلت أخاف من فضح أمري اذا اكتشف أحدهم حسابي على التطبيق. ففي مصر، انتشرت حسابات مزيفة تهدف الى كشف هوية أفراد من المجتمع ميم عين لإلقاء القبض عليهم”. 

تشير نانسي في تعليقها هنا، إلى ما تقوم به الشرطة المصرية من “تصيّد” لمجتمع الميم عين لاستدراج الأفراد إلى أماكن عامة أو خاصة ثم اعتقالهم بتهمة “التحريض على الفسق والفجور”،  إذ لم يتردد اللواء أحمد طاهر، الخبير الأمني بجرائم الإنترنت والإتجار بالبشر ومدير المكافحة الدولية لجرائم الآداب سابقاً، بأن يقول بوضوح عام 2020: “تم اللجوء إلى تجنيد المصادر الإلكترونية في العالم الافتراضي لكشف جموع الشبكات الفضائية العنكبوتية، واختراق حفلات الجنس الجماعي وتجمعات الشواذ جنسياً وأماكن تجمعهم وعرضهم على بعضهم البعض”.

يبقى الحبّ تفاعلاً بشرياً، قادراً على نفينا عن “الحاضر” ولو لثوان، فلوجه الحبيب/الحبيبة، حصّة من كل الوجوه، يراود المحُب حتى في الخيال.

كاتالوغ الذات المُتغيّر

أسلوب “تقديم الذات” ضمن تطبيقات المواعدة ليس شأناً بسيطاً، يتعلق بصور عشوائيّة ينشرها الفرد كي ينال إعجاب من لا يعرف، إذ يشرح عمار (27 سنة) لـ”درج” عن تجربته: “دفعني فضولي الى اللجوء الى تطبيقات المواعدة لأنها كانت جديدة نسبياً. لم ألمس شيئاً إيجابياً. اختبرت ضغطاً نفسياً لانتظار الموعد الأمثل أو الإعجاب المتبادل. وما يترافق مع ذلك من تلبية المعايير المعتمدة للترويج للذات”.

هناك منافسة غير متكافئة ضمن هذه التطبيقات، سواء كانت بين الرجال أو النساء، سبب ذلك الصور ذاتها، وكيفية استعراض الأجساد، والترويج لنمط الحياة الذي يعيشه الفرد كي يغوي الآخر، أو على الأقل يثير اهتمامه، إذ هناك عشرات المقالات عن كيفية اختيار الصورة المناسبة لحساب المواعدة، وما الذي تعكسه كل صورة، فلقطة للفرد في النادي الرياضي مع عضلات مفتولة، تختلف دلالاتها عن صورة في حفلةٍ أو صورة عفوية في المنزل. هذا إن لم نتحدث عن الفلاتر المستخدمة مع الصور، والتي تحوّل حساب الفرد على تطبيق المواعدة إلى ما يشبه الكاتالوغ الذي يتغير بصورة دائمة لمواكبة “الجديد”.

تطبيقات المواعدة المتخصصة: الربح من “كلّ” الرغبات

تبشّر تطبيقات المواعدة بالتنوّع الذي قد يغيب عن المواعدة التقليدية، لأسباب كثيرة لا يمكن الخوض فيها جميعاً، لكنها استفادت من هذه الاختلافات لتقسيم المُستخدمين وتحويل “رغبتهم” إلى حصة من السوق، ثم سلعة يمكن شراؤها.  فـ”غرايندر” مثلاً، تطبيق مواعدة للمثليين، أو كما يعرّف عن نفسه، هو “شبكة اجتماعية تجمع بين المثليين وثنائيي الجنس الذين يريدون أن يلتقوا بأصدقاء على مقربة منهم في سرية تامة، من دون ذكر أسماء أو إعطاء أي معلومات خاصة”. 

تقسيم السوق بهذا الشكل بحسب الرغبة، يبدو للوهلة الأولى حلاً لمشكلة التعارف نفسها، إذ لا توجد مساحات آمنة للقاء بالنسبة الى فئات كثيرة في مصر أو سوريا أو الدول التي تجرّم الطيف الجندري، لتأتي تطبيقات المواعدة كأسلوب للحوار والتعارف بين أفراد هذا “المجتمع”. 

في الوقت ذاته، بإمكان هذه التطبيقات أن تكون امتداداً للقيود أو العادات التقليدية في اللقاء والمواعدة، أي بصورة ما تزيد من انغلاق فئة على نفسها عوضاً عن كسر الحدود بين الأفراد. هناك تطبيقات أخرى تستهدف المنتمين الى دين أو طائفة معينة، مثل “غاي دايت” الذي يقتصر على اليهود، و”دلوني” على الدروز، و”هوايا” على الإسلام. وهناك أخرى متخصصة بأعمار معينة مثل Silver Singles، تضمّ أشخاصاً تخطوا الخمسين. فيما تجمع تطبيقات معينة أبناء جنسية معينة.

تساعد تطبيقات المواعدة إذاً، على كسر العزلة في بعض الأحيان، والدخول في “مجتمع” من الأقران، إذ تقول نانسي :”لم أعد أستخدم هذه التطبيقات عندما وجدت مجتمعي الخاص الذي يتقبلني، والذي أستطيع أن أكون نفسي فيه، وأن أتعرف إلى فتيات أخريات”.

لا يمكن إنكار أن هذه التطبيقات أصبحت جزءاً من شكل العصر، وامتداداً لوسائل التواصل الاجتماعي التقليديّة، هي شكل من أشكال “الاستثمار في الرغبة”، وتحويلها إلى “تطبيق” يمكن عبره “استهلاك” الآخر، خصوصاً حين التحديق بأسلوب التعريف عن الذات، ولا نقصد ما يكتبه الشخص نفسه، بل ما يفرضه البرنامج، كـ”تندر” مثلاً،  إذ لا بد من صورة، وتحديد العمر والمكان، و”سبوتيفي” لمعرفة الذوق الموسيقي، و”إنستغرام” لاكتشاف الأسلوب الذي يروج عبره الشخص لنفسه. هذه الخانات هي ما ترسم الأنا السايبيرية، وتضبط ملامح الجسد المتخيل ضمن الشاشة، الذي يترك من يشاهد أمام الخيار الذي دخل اللغة المحكية Swipe right للإعجاب، وSwipe left، لعدم الإعجاب، هكذا بإمكاننا أن نختار شريكاً جنسياً محتملا، أو حبيباً أو ربما زوجاً، بناء على السّرعة واستراتيجية التصفح وجذب الانتباه، العناصر التي تحكم الرغبة بالآخر في عصرنا هذا.

 أنا أدفع إذاً أنا موجود  

يشبِّه الكاتب وعالم الاجتماع جان كلود كوفمان في كتابه Sex@mour، تطبيقات المواعدة بـ”هايبرماركت الرغبة”، إذ يتسابق الباعة على “شراء الشركاء المعروضين” في الواقع الافتراضي، الذي يعتبره “أقل افتراضية مما نتوقع”، إذ يرى أن تعدد  “كثرة الخيارات تقتل الاختيار”، كوننا لا نختار حقيقة، بل يمكن القول، نضغط على من يلفت انتباهنا لثوان قبل الانتقال إلى غيره. 

استخدام كلمة “شراء” من أكثر التعابير دقة في هذه الحالة، نظراً إلى أسعار بعض التطبيقات، فحتى المجانية منها، تتطلب أن يدفع المستخدم مبالغ معينة إما لإزالة الدعايات أو لتحسين الحساب والحصول على مميزات إضافية، كمعرفة من أعجب بحسابك وإمكان إرسال إعجابات لا نهائيّة، هنا نحن أمام صيغة تشبه الألعاب، ندفع ثمن ميزات أكثر تتيح لنا “ٌقدرات” مختلفة عن الآخرين/ المنافسين لجذب انتباه الشركاء المحتملين.

هذا النوع من التشويق لمعرفة “الآخر” عبر الخدمات المدفوعة، يزيد من قدرة هذه البرامج على التحكم بالرغبة، وتتحول الانفعالات النفسيّة إلى “سلع”، فالفضول لمعرفة من أعجب بي له ثمن، والرغبة في الإعجاب بالجميع، أيضاً لها ثمن، وهنا المفارقة، هل تستثمر هذه البرامج في ما نرغبه أم تخلق هي الرغبة مقابل النقود؟!

تختلف أنواع الحسابات المدفوعة على “تندر”، منها “تندر غولد” و”بريميوم”، وغير ذلك، وتتراوح التكاليف من 9.99 دولار شهرياً و19.99 دولار. بينما يكلف “بامبل بوست” 24.99 دولار شهرياً، و”أوكيه كيوبيد” 10 دولارات و”غرايندر” 12 دولاراً. كما تتيح تطبيقات أخرى تجربة مجانية مثل “أي هارموني”، الذي يقدم تجربة مجانية لثلاثة أيام وخيارين للدفع: 60 دولاراً للشهر الواحد أو 30 دولاراً لثلاثة أشهر. 

هل كل تطبيقات التواصل تطبيقات مواعدة؟

تقول الحكاية إن مارك زوكيربيرغ، مؤسس “فيسبوك”، أطلق الموقع الأزرق حين كان في الجامعة لسبب بسيط، الرغبة في التعرف إلى الفتيات من حوله، صحيح أن الموقع تحول منذ إطلاقه رسمياً عام 2012 إلى شركة عالمية عابرة للقارات، تحوم حولها “فضائح” بين حين وآخر، لكن بقي “التعارف” واحداً من أهم أهداف “فيسبوك”، فمواقع التواصل الاجتماعي في النهاية، ليست إلا وسيلة لتقديم الذات علناً، حتى تلك الاحترافيّة منها قد تكون مساحة لاكتشاف الآخر والرغبة فيه.

تخبرنا هيا (اسم مستعار، 27 سنة)، عن تجربتها مع شريكها عبر “لينكد إن”: “تعرّف إلي عبر خاصية (الأشخاص الذين قد تعرفهم) على فيسبوك، لكن حسابي ذو خصوصية عالية، لذا لم يتمكن من معرفة أي شيء عني. فبحث على لينكد إن، وأضافني إلى التطبيق الذي يستعرض حياتي المهنية والدراسية، قبلته لأن حسابه مثير للاهتمام. ثم أضافني على (إنستغرام) بعد ثلاثة أيام وقبلت الإضافة لأنني تذكرته من لينكد إن”. 

تكمل هيا حديثها عن مخاوفها وكيفية تجاوزها: “سألت صديقة مشتركة بيننا عنه حتى أطمئن، ربما لو لم أفعل ذلك لما قبلت طلب صداقته أساساً. كان تقرّبه مني لطيفاً ولم يكن يزعجني بالرسائل الرومانسية السخيفة. لذلك نحن الآن متزوجان”.  

سوق التواصل المُريب

اكتشف “فيسبوك” متأخراً “سوق” المواعدة، وأطلق خاصية Facebook dating، مستفيداً من قاعدة البيانات الهائلة التي يمتلكها، ناهيك بأن سوق المواعدة تجاوز العلاقات التقليديّة، هناك تطبيقات خاصة بالخيانات الزوجية وأخرى لحفلات المتعة الجماعيّة، الاحتمالات لا متناهية في هذا الخصوص، فالرغبة ذاتها لا تعرف حداً.

تشرح المدرسة والباحثة في علم الاجتماع رانيا مرعي، عن تطبيقات المواعدة، “التواصل هو أول فعل تأسيسي للقابلية الاجتماعية للأفراد. لذلك، لن يوفر الإنسان أي طريقة للتواصل مع الآخر لأي غاية، منها المواعدة، بخاصة في هذا العصر الذي هو عصر نزع الحواجز”. 

هذه الرغبة في التواصل مع الآخر، تحرك اقتصاد اللذة أو اقتصاد الليبيدو بحسب بعض التسميات، إذ تحولت العلاقات الإنسانية إلى مساحة للاستثمار والربح، خصوصاً أن التعارف عبر تطبيقات المواعدة في “الغرب” لم يعد شأناً معيباً أو يثير جدالاً كما كان سابقاً، وهنا تشير مرعي الى إشكالية صمود هذه العلاقات أو نجاحها، وهو ما نجهله  في المنطقة العربيّة في ظل غياب دراسات رصد وقياس منشورة بهذا الخصوص. ترى مرعي أن المستفيدين على الصعيد الفردي من التطبيقات هم “الخجولون الذين مروا بتجارب فاشلة، ومن ليس لديهم وقت للمواعدة في الواقع، والقاطنون في البيئات المغلقة والمتقدمون بالعمر الذين يخافون أن يكون قطار الحياة قد فاتهم”. 

لا تخلو تطبيقات المواعدة من السلبيات، خصوصاً حين يوظَّف الكذب والتزييف لبناء الهوية السايبيرية، وما يلي ذلك من صدمات للشريك بعد اللقاء الشخصي، ناهيك بعزل البعض عن الواقع والاكتفاء بالعلاقات الافتراضية، ما يؤدي إلى التعلق بوسائل التواصل. والأخطر هو تسليع الفرد بهدف جذب العدد الأكبر من الزبائن المحتملين وفق أشكالهم ومستواهم العلمي والاجتماعي، سواء كانت هوية الفرد حقيقية أم مزيفة. 

تشير مرعي الى أن تطبيقات المواعدة امتداد لواقع العلاقات قبلها، فهي “تشبه الزواج التقليدي حين يزور العريس وعائلته كل بنات الضيعة أو الحي لانتقاء واحدة. ولا يؤكدون أي واحدة، قبل انتهاء الجولة وفقاً للمواصفات الشكلية والسطحية، البعيدة من الأحاسيس والكيمياء والعفوية”. ‘

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.