fbpx

أردوغان يوظف الزلزال وخلافات المعارضة للفوز بالرئاسة الثالثة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إصرار أردوغان على الفوز في الانتخابات المقبلة وتسخيره موارد الدولة والحزب الحاكم لهذا الهدف، يواجهه تحالف “الطاولة السداسيّة” الذي لم يحسم حتى اليوم أمرين مهمين سيزيدان من فرص فوزه في الانتخابات المقبلة، وهما اختيار المرشّح المشترك والتوافقي، وانضمام حزب “الشعوب الديمقراطي” .

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]


أعلنت ميرال آكتشنار زعيمة حزب “الخير” نهاية الأسبوع الماضي عن انسحاب حزبها من تحالف “الطاولة السداسية” الذي يضم أحزاب “الشعب الجمهوري” و”السعادة” الإسلامي و”الديمقراطية والبناء” و”المستقبل” و”الديمقراطي”، على خلفية رفضها اختيار الائتلاف لكمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب “الشعب الجمهوري” كمرشّحٍ رئاسي مشترك للطاولة السداسية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التي ستشهدها البلاد يوم 14 مايو/أيار القادم، إلا أنها تراجعت عن قرارها يوم أمس الاثنين وعادت إلى “الطاولة” مرة أخرى. والسؤال هل يستطيع هذا التحالف الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية” في الانتخابات المقبلة؟

أكّد انسحاب حزب “الخير” الذي يُعرف أيضاً بحزب “الصالح” و”الجيد” من “الطاولة السداسية” الأسبوع الماضي ومن ثم عودته يوم أمس أن هذا التحالف غير متماسّك، فآكتشنار رفضت ترشيح كيليتشدار أوغلو والالتزام بالنظام الداخلي للطاولة الذي لا يمنح حق النقض لحزبٍ واحد إذا ما اتخذت الأحزاب الأخرى قراراً جماعياً، ومع أن زعيمة “الخير” تفضّل اختيار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول أو زميله في الحزب منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة كمرشّحٍ رئاسي للائتلاف المكون من ستِّ أحزاب، لكن كلا الرجلين أيّدا ترشيح زعيم حزبهما كيليشتدار أوغلو، ما تسبب بخروجها من التحالف لأيام قبل أن تتراجع عن قرارها أخيراً شريطة اختيار إمام أوغلو ويافاش كنائبين للرئيس عند فوز كيليتشدار أوغلو في الانتخابات.

جاء تردد حزب “الخير” بالبقاء في “الطاولة السداسية”، بمثابة فرصة إضافية للرئيس التركي للإشارة إلى تشتت التحالف المعارض وهشاشته، فقد اعتبر في تصريحاتٍ نشرتها وسائل إعلامٍ حكومية يوم السبت الماضي أن الخلافات بين أحزاب هذا الائتلاف أثبت صحة تنبؤاته بتشتتها، وهي ورقة إضافية ستساهم في رفع رصيده الشعبي بين الناخبين رغم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده منذ سنوات وتقصير حكومته وعجزها في التعاطي مع الكوارث الطبيعية التي حلّت بتركيا كالزلزال الذي ضربها الشهر الماضي والحرائق التي عجزت السلطات في إخمادها الصيف الماضي وصيف عام 2021.

بعد ساعات من زلزال السادس من فبراير/شباط، أظهرت تصرفات الرئيس التركي وقادة حزبه عن رغبتهم بإطلاق حملتهم الانتخابية بالاستفادة من الظهور المتكرر الذي فرضته الكارثة الطبيعية لاسيما أن لدى أردوغان خبرة واسعة في تسييس الأزمات مثلما فعل في السابق عند اندلاع احتجاجات منتزه غيزي في العام 2013، والمحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف العام 2016. ولهذا بدا الرئيس التركي قادراً على تجاوز صدمة الزلزال بسهولة بعدما انخرط في الأنشطة الدعائية المكثفة، وتقديم الوعود والحديث عن “قصص نجاح” في الساحات العامة وتعهّده بإعادة إعمار المدن المنكوبة جرّاء الزلزال خلال عامٍ واحدٍ فقط.

مقابل نجاح أردوغان في استغلال الزلزال كدعايةٍ انتخابية مبكّرة وتكريس صورته كزعيمٍ يسيطر على المواقف ويتحمّل المسؤوليات دون التهرّب منها، كانت أحزاب “الطاولة السداسية” لا تزال تصارع من أجل حسم مرشّحها لانتخابات الرئاسة. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الانتخابات ستكون الأخيرة في الحياة السياسية لأردوغان، فإن توقّع خوضه “للمعركة الانتخابية” بشراسة واستخدامه لكل الوسائل الممكنة والثغرات المتاحة لدى المعارضة، لن يكون مفاجئاً، إذ  لم يعد لديه ما يخسره بعد هذه المحطة الأخيرة.


بالعودة إلى حزب آكتشنار الذي قلب الطاولة على التحالف السداسي لأيام، لابد من القول أنه لا يعد ثاني أكبر حزبٍ معارض في البلاد كما يوصف أحياناً في الإعلام العربي، والأصح هو ثاني أكبر حزبٍ ضمن “الطاولة السداسية” ولديه فقط 37 نائباً في البرلمان، في حين يأتي حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد بالفعل في المرتبة الثانية كأكبر حزبٍ معارض يملك 56 مقعداً في البرلمان وهو الحزب الوحيد الذي يمكنه أن يساهم في وصول هذا التحالف إلى السلطة شريطة اختياره لمرشّحٍ غير يميني ولا يعارض حل المسألة الكردية في تركيا وفق ما يؤكد قادة “الشعوب الديمقراطي”.


ساهم الانسحاب المؤقت لحزب “الخير” من هذا التحالف الانتخابي في عملية التفاوض الجارية منذ أشهر بين الحزب الرئيسي في التحالف وهو “الشعب الجمهوري” والحزب المؤيد للأكراد بشأن انضمام الأخير إلى هذا التحالف أو على الأقل دعم مرشّحه في الانتخابات المقبلة، لكنها باتت في مهبّ الريح مع عودة حزب آكتشنار إلى “الطاولة” والذي يصف “الشعوب الديمقراطي” كواجهة سياسية لحزب “العمال الكردستاني” ويرفض أي تسوية انتخابية معه رغم أن كيليتشدار أوغلو قام يوم الجمعة الماضي بزيارة مقرِ حزبَين مقرّبين من “الشعوب الديمقراطي” عقب مرور ساعاتٍ من ظهوره في مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” وتعهّد فيه لأنصاره بتوسيع قاعدة التحالف الذي يقوده حزبه.

يحظى الانضمام المرتقب للحزب المؤيد للأكراد إلى التحالف أو الحصول على أصواته، بأهمية كبيرة تتخطى الخلافات بين حزبي “الخير” و”الشعب الجمهوري” الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا. السبب أن أصوات ناخبي “الشعوب الديمقراطي” هي التي ستحسم النتيجة النهائية في الانتخابات الرئاسية المقبلة على غرار ما حصل في انتخابات بلدية اسطنبول عام 2019 عندما أطاح إمام أوغلو مرتين بمرشح الحزب الحاكم على خلفية تصوّيت الحزب المؤيد للأكراد لصالحه.
التزام ناخبي “الشعوب الديمقراطي” بقرارات حزبهم، يجعل انضمامه إلى التحالف حدثاً أكبر بكثير من خلافات حزب آكتشنار ضمن “الطاولة السداسية”، وبالتالي إذا ما نجحَّ التحالف بالتوصل إلى اتفاقٍ معه، فسيزيد من فرصة بالفوز في الانتخابات المقبلة حتى لو أدى هذا الأمر إلى انسحاب حزب “الخير” مرة أخرى من التحالف السداسي باعتبار أن استطلاعات الرأي تبيّن أن نحو نصف أنصاره سيصوّتون للتحالف حتى لو غادره “الخير” نهائياً نتيجة وجود خلافات داخلية في مجلس رئاسته والموقف المتشدد لأنصاره من الحزب الحاكم.


في الجانب الآخر، وعلى الرغم من الإصرار الكبير لأردوغان على الفوز في الانتخابات المقبلة وتسخيره لموارد الدولة والحزب الحاكم لهذا الهدف، إلا أن “الطاولة السداسية” تمكّنت بصعوبة يوم أمس من تجاوز العقبة الأولى التي ستزيد من فرص فوزه في الانتخابات المقبلة باختيار كيليتشدار أوغلو رسمّياً كمرشّحٍ رئاسيّ مشترك للتحالف، ليبقى فوزه المحتمل مرهوناً بتخطي العقبة الثانية والأصعّب المتمثّلة بانضمام “الشعوب الديمقراطي” إلى هذا التحالف.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…