fbpx

في رحلتها إلى أفريقيا كشفت ميلانيا جانباً شبيهاً بترامب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في أحد أكثر الأيّام المحمّلة بالتبعات في الفترة الرئاسيّة المتعثّرة لزوجها، وفيما كان مجلس الشيوخ يصادق على مرشّحه المثير للجدل لعضويّة المحكمة العُليا، سافرت ميلانيا ترامب في رحلةٍ إلى تلك المدينة رمليّة اللون، ووقفت لالتقاط صورة أمام أبي الهول العظيم. ومع وقوفها وظهرها لذلك الأثر الغامض، قامت السيدة الأولى التي لا تقلّ عنه غموضاً بفعل شيءٍ غير اعتياديّ: لقد تحدّثت دفاعاً عن نفسها…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في أحد أكثر الأيّام المحمّلة بالتبعات في الفترة الرئاسيّة المتعثّرة لزوجها، وفيما كان مجلس الشيوخ يصادِق على مرشّحه المثير للجدل لعضويّة المحكمة العُليا، سافرت ميلانيا ترامب في رحلةٍ إلى تلك المدينة رمليّة اللون، ووقفت لالتقاط صورة أمام أبي الهول العظيم، واضعةً إحدى يدَيها في جيب ثوبِها الذي يشبه ملابسَ الرجال. ومع وقوفها وظهرها لذلك الأثر الغامض، قامت السيدة الأولى التي لا تقلّ عنه غموضاً بفعل شيءٍ غير اعتياديّ: لقد تحدّثت دفاعاً عن نفسها.

قالت السيدة ترامب باستياءٍ في تعليقات نادرة للصحافيّين، “أتمنّى لو ركّز الناس على ما أقوم به، لا على ما أرتديه”.

ثم بدأ استعراض الملابس.

مُرتديةً سترةً برونزية وقميصاً أبيض ورابطة عنقٍ سوداء وسروال بالازو واسع، وقفت السيّدة ترامب وسط الرياح أمام المنظر الصحراويّ. وفيما قام بعض الراقصين بأداء رقصتهم على أنغام الموسيقى، قامت هي بضبط معطفها (من ماركة رالف لورين)، وسحبت قبّعتها (من شانيل) إلى الأسفل لتغطّي عينَيها؛ وتأكّدت من أنّ كل زاوية قد التقطت، مع قرب نهاية جولتها الأفريقيّة عبر غانا ومالاوي وكينيا ومصر يوم السبت الماضي.

كانت لحظة مدهشة للسيدة الأولى التي، ربّما أكثر من أيّ لحظة أخرى في العصر الحديث، كان يُسعِدها أن تناقض نفسها. كما كان الأمر يشبه رسالةً إلى المعارف القُدامَى الذين طردوها من ماضيها الباهر بسبب معارضتهم لزوجها. ربّما تلقى ستورمي دانيلز حضناً من الصحافيّة البريطانيّة آنا وينتور، لكن السيّدة ترامب ما زال لديها أهرام الجيزة العظيمة.

منذ انتقالها إلى واشنطن، أصيب الناس في العاصمة بالذهول من المسافة التي يبدو أنّ السيّدة ترامب تضعها بينها وبين زوجها. حين تمكّنت من وضع مسافة حقيقيّة بينهما -المحيط الأطلسيّ- من خلال ذهابها إلى أفريقيا، لاحظ كثيرون أنّها قد أشرقت.

لكنّ الرحلة ساعدت أيضاً في كشف مقدار تشابُه الاثنين.

فمثل الرئيس، تحاشَت السيّدة ترامب الأفكار الأميركيّة الراسخة عن الطريقة التي ينبغي أن يتصرف بها أولئك الذي يسكنون البيت الأبيض. ومثله أيضاً، تُظهر السيّدة ترامب للعالم بأريحية جهلها ببعض الأمور حين يكون هذا هو الواقع؛ وأنّها ليست بالضرورة بحاجة لمعرفة ما تجهله.

من جانبه، قال الرئيس إنّه سعيد بما رأى.

وقال في تصريح يوم السبت الماضي، “لقد قامت السيّدة الأولى بعمل هائل بتمثيلِها بلادَنا في أفريقيا؛ مثلما لم يفعل أحدٌ من قبل. لقد تعرّفت بنفسها مباشرةً على شعوب أفريقيا، وأحبّوها واحترموها حثيما حلّت. لقد أخبرتني ميلانيا عن رحلتها بقدرٍ كبير من التفاصيل، وأنا فخور جدّاً بالعمل الذي تقوم به لمصلحة الأطفال في كلّ مكان. إنّها تعمل بجدّ، وتقوم بكل هذا بدافع الحب”.

عن موقفها من حركة #أنا_أيضاً، قالت ميلانيا ترامب: إننّا في حاجة إلى مساعدة الضحايا، بغضّ النظر عن نوع الإساءة التي تعرّضوا لها

إلّا أنّه كان من الصعب التغاضي عن الفصل بين النيات الحسنة التي تنضح من زيارة السيّدة ترامب وبين النهج الصارم لإدارة ترامب في ما يتعلّق بالمساعدات الخارجيّة.

أتت زيارتها إلى مالاوي -إحدى أفقر دول العالم- بينما كانت إدارة زوجها تتحرّك لخفض تمويل الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID بنسبة 30 في المئة على الأقلّ. كما دعت الإدارة أيضاً إلى إلغاء تمويل التعليم الأساسيّ لمالاوي، وذلك بحسب مؤسسة The ONE Campaign، غير الربحية التي تحارب الفقر. كما استدعت مقترحات الميزانيّة تلك معارضةً من الحزبين (الديموقراطيّ والجمهوريّ) في الكونغرس.

لاحقاً سأل صحافيٌّ السيّدة ترامب -التي تبرّعت بـ1.4 مليون دولار لشراء كتب مدرسيّة ثنائيّة اللغة للأطفال في مالاوي- عمّا إذا كانت تنوي عند عودتها إلى الوطن أن تطلب من الرئيس ضخ المزيد من التمويل لوكالة المساعدات. بدا حينها وكأنّها تفكّر في السؤال.

وقالت السيّدة ترامب فيما كانت تجيب عن الأسئلة أمام أبي الهول، “لدينا التمويل اللازم. لذا فنحن نساعد الدول، ونعمل جاهدين لمساعدتهم، وسنواصل مساعدتهم”.

وأوضحت السيّدة ترامب أنّه لو كان هناك بالفعل “مقاومة” سرّيّة في البيت الأبيض، فإنّها ليست جزءاً منها. وفي جوابها على أسئلة حول حركة “#أنا_أيضاً-#MeToo” والمرشّح لعضويّة المحكمة العليا بريت كافانو، أجابت بما بدا وكأنّه جواب معدّ مسبقاً: فقد قالت إنّها سعيدة بأنّ كلَيهما -هو ومتّهمَته، وهي المرأة التي سخر الرئيس ترامب علناً من قصّتها- قد استُمِع إليهما.

وقالت السيّدة ترامب: “إنّنا في حاجة إلى مساعدة الضحايا، بغضّ النظر عن نوع الإساءة التي تعرّضوا لها. إنّني ضدّ أيّ نوع من الإساءة أو العنف”.

وبدا كذلك أنّها تتوقّع سؤالاً معيناً حول التقارير التي تشير إلى أنّ زوجها قد أهان دولاً أفريقيّة وهاييتي، متبنيةً أسلوب البيت الأبيض في تجاهل تلك القصص باعتبارِها مجهولة المصدر.

وقالت السيّدة ترامب إنّها تريد أن يعرف العالَم ما قامت به في أفريقيا. وقد أبرزت العمل الذي تقوم به وكالة المساعدات الخارجيّة الأميركيّة في القارّة، إلى جانب حملتها “Be Best” التي تركّز على الأطفال.

وقام “الجناح الشرقيّ-East Wing” (مقرّ إقامة السيّدة الأولى وفريقها في البيت الأبيض) بتوزيع لوازم مدرسيّة على الأطفال المحتاجين، وكذلك حقائب لحمل الكتب للمدرّسين الذين يحتاجونها، كما وزّعت دُمى من الدببة على الأطفال الذي تعرّضوا لإساءات أو تركهم آباؤهم. وقد أمسكت السيّدة ترامب بأيدي الأطفال الأيتام واحتضنت أطفالاً رضيعين وداعبَت صغارَ الفِيلَة، كما رحبت بالكثير من قرينات الرؤساء الأفارقة وقرينة الرئيس المصريّ بابتساماتٍ دافئة. وقد قام البيت الأبيض بإنتاج الكثير من الفيديوات للسيدة ترامب في كلّ محطّة من رحلتها.

وعند سؤالِها عن الرسالة التي أرادت توجيهها باسم إدارة زوجها، قالت السيّدة الأولى أنّ رحلتها كان تهدف إلى “إخبار العالَم أنّنا نهتمّ”.

وتقول مجموعات ناشطة إنّهم يأملون بأنْ تكون الزيارة في نهاية المطاف أكثر من مجرّد فرصة لالتقاط الصور.

يقول توم هارت، المدير التنفيذيّ لقسم أميركا الشماليّة في مؤسسة ONE Campaign، “نأمل بأن تتحدّث السيّدة الأولى إلى الرئيس عمّا رأته في أفريقيا؛ وكيف أنّ السخاءَ الأميركيّ ينقذ حياة الناس وينتشلهم من الفقر ويجعل أمّتنا مشعلَ الأمل بالنسبة إلى الملايين حول العالم. نأمل كذلك أن يكون مقترح الرئيس للميزانيّة المقبلة يحوي تمويلاً كاملاً لهذه البرامج”.

وكالعادة، لم تسلم السيّدة ترامب من النقد بشأن رحلتها. فقد أغضبتها بوضوح التقارير التي تناولت قرارها ارتداء خوذة بيضاء من اللباب في كينيا؛ وهي رمز الحكم الاستعماريّ البريطانيّ.

بينما حثّ آخرون على منح السيّدة ترامب بعض المرونة بينما تأسس نهج غير تقليديّ لدورها.

تقول آنيتا ماك برايد، والتي كانت كبيرة مساعدي لورا بوش، إنّ السيّدة ترامب “بدأت هذا في اليوم الأول، حين أعلنَت أنّها لم تكن تعتزم الانتقال إلى البيت الأبيض مباشرةً. فالناس لم يعتادوا أن يفرّقوا بين الرئيس والسيّدة الأولى، لكن مع قيامها بهذا بين الفينة والأخرى، فإنّها تعلن أنّ لها شخصيّتها المستقلّة؛ وهو نفسه يمتدحها لأجل هذا”.

بالفعل، وقبل فترة قصيرة من إقلاع رحلتها للعودة إلى الوطن، أعلنت السيّدة ترامب مرّة أخرى استقلاليّتها عن زوجها، أو على الأقل عن حسابه على “تويتر”.

وقالت: “لا أوافق دوماً على ما يقوم بتغريده، وأخبره بهذا”.

ولفتت إلى أنّها أحياناً تطلب من الرئيس أن يضع هاتفه جانباً، مضيفةً “لديّ صوتي الخاص وآرائي، ومن المهمّ جدّاً بالنسبة إلي أن أعبّر عما أشعر به”.

كاتي روجرز

هذا المقال مترجم عن موقع صحيفة New York Times ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

إقرأ أيضاً:
ميلانيا ترامب الخفية والمثيرة للجدل
فهم شخصية ميلانيا ترامب يبدأ من ملابسها