fbpx

متظاهرو رياض الصلح… لم يبقَ إلا الصوت!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لماذا يقف رجل متقاعد في خريف عمره ويقول للكاميرات: “معاشي 40 دولار كيف بدي عيش؟”. ولماذا على امرأة سبعينية تكاد تتعثر من شدة التعب، أن تنظر إلى عدسة المراسل أمامها وتقول: “ما قادرة أمّن دوايي!”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كائناً من كان متظاهرو ساحة رياض الصلح، الذين خرقوا مشهد الانهيار اللبناني بصرخات احتجاجاتهم، وبغض النظر عمن يدعمهم ومن يرذلهم ومن يرشقهم بالورد أو بالشتائم، ومهما اختلفت أحوالهم وتباينت، وإن كان وضع أحدهم أفضل من الآخر… بصرف النظر عن كل شيء، لكن هؤلاء الناس هم على حقّ، كلّهم على حقّ!

البلد لم يعد يطاق، البلد منهوب، وتم إفقار الفقراء أكثر، وتتواصل عملية طحن الطبقة الوسطى التي انتهت أرزاقها ومدّخراتها هباء وسط المنهبة الكبيرة، وما سمّي بـ”الهندسات المالية” التي تلطت وراءها المصارف لاحتجاز أموال المودعين، تبيّن أنها عملية احتيال مقنّعة، كنا جميعاً ضحيتها.

كل هؤلاء الواقفين في الساحة، هم ناس قُتلت الحياة فيهم، وسُلبت حقوقهم وقيمة رواتبهم وأموالهم. لماذا عليهم والكثير منهم مسنون، أن يقفوا ويتسولوا أبسط حقوقهم؟ بأي منطق وأي بلاد يحصل ذلك، فيما تلاقيهم القوى الأمنية بالقنابل المسيلة والعنف، وقد أصيب كثيرون بجروح؟

لماذا يقف رجل متقاعد في خريف عمره ويقول للكاميرات: “معاشي 40 دولار كيف بدي عيش؟”. ولماذا على امرأة سبعينية تكاد تتعثر من شدة التعب، أن تنظر إلى عدسة المراسل أمامها وتقول: “ما قادرة أمّن دوايي!”.

قد تبدو تظاهرات رياض الصلح في وسط بيروت مجرد فوضى غير متجانسة، فالداعون إليها متنوعون ومختلفون، من “رابطة موظفي الإدارة العامة” إلى “حراك العسكريين المتقاعدين” و”حركة الإنقاذ الوطني”، إضافة إلى النائبة بولا يعقوبيان التي ناشدت اللبنانيين النزول إلى ساحة رياض الصلح لرفع الصوت بوجه طبقة سياسية “حاصلة على كل شيء ولا تتحمل مسؤولية أي شيء”.

معدل البطالة في لبنان ارتفع من 11.4 في المئة بين عامي 2018 و2019 إلى 29.6 في المئة في كانون الثاني/ يناير 2022


إنه التحرّك الذي فرض نفسه بعد ليلة شهدت قطع طرق في مناطق عدة في طرابلس وعكار وبيروت، بعدما أصبح كل شيء بالدولار، حتى السلع الأساسية التي تباع في السوبرماركت، باتت بالدولار الذي كان تجاوز الـ140 ألف ليرة، علماً أن الورقة النقدية الأعلى في لبنان هي ورقة الـ100 ألف ليرة!
لقد تجاوز سعر تنكة البنزين المليوني ليرة، فيما الحد الأدنى للأجور هو مليونين و600 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يعني أي شيء، تضطر عائلات كثيرة للعيش به وتأمين حاجاتها ودفع فواتيرها به.

معدل البطالة في لبنان ارتفع من 11.4 في المئة بين عامي 2018 و2019 إلى 29.6 في المئة في كانون الثاني/ يناير 2022، وهذا يعني أن ثلث القوى العاملة الناشطة كانت عاطلة من العمل مطلع عام 2022.

 وارتفع معدل البطالة لدى الشباب من 23.3 في المئة إلى 47.8 في المئة، وانخفض معدل مشاركة القوى العاملة (معدل التشغيل) من 48.8 في المئة إلى 43.4 في المئة (ونعني بالقوى العاملة: العاملين + العاطلين من العمل بعمر 15 سنة وما فوق)، وانخفض معدل العمل نسبة إلى عدد السكان من 43.3 في المئة إلى 30.6 في المئة، وفق مسح أجرته الدولية للمعلومات عام 2022، وهي نسب مرشحة للزيادة في ظل استمرار هذا السقوط الحر، والعجز السياسي والفراغ الرئاسي.

في رياض الصلح ناس يصرخون بلا توقف، بعدما أُخذ منهم كل شيء، وظائفهم، مداخليهم، قيمة مداخيلهم، استقرارهم، أحلامهم، رغباتهم، طموح أبنائهم… كل شيء، سوى أصواتهم، ما زالت تستطيع الصراخ.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!