fbpx

إيران أيضاً ستردّ على إسرائيل لكن في المكان والزمان المناسبين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عدم ذهاب النظام الإيراني نحو خيار الرد يمكن تفسيره في اعتماد امتصاص الضربات الإسرائيلية، لا سيما أنها ليست قوية أو مؤثرة إلى الدرجة الكافية لإضعافه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أضحت الغارات الإسرائيلية على سوريا، التي تستهدف قيادات ومقرات وقواعد وقوافل عسكرية للحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التي تشتغل كأذرع إقليمية له (بخاصة حزب الله)، بمثابة عادة أسبوعية، وشبه يومية أحياناً.

مع ذلك، فإن الرد الإيراني (والسوري) لا يأتي البتّة، باستثناء بيانات خجولة، وللاستهلاك، تدين الاعتداء على سيادة دولة، وتحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين!

في الواقع، فقد بات هذا “اللارد” معزوفة مكررة ومرذولة وموضع تندّر، لا سيما مع تبجّح أركان النظام الإيراني بأن دولتهم بمثابة قوة عظمى، تهيمن على أربع عواصم عربية (بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، وثمة من يضيف غزة)، علماً أن تلك الغارات تتواصل منذ عشرة أعوام، بالطائرات أو الصواريخ، وهي تزايدت منذ عام 2018، وباتت أشد قوة، كما باتت تشمل مواقع في العراق، بل وفي إيران ذاتها، وضمن ذلك استهداف مفاعلات نووية.

قوة إسرائيلية خاصة في إيران

في كانون الثاني/ يناير 2018، نفذت قوة إسرائيلية خاصة، عملية في منطقة قرب طهران، نتج منها الاستيلاء على أجزاء من الأرشيف النووي الإيراني (من منشأة “توقوزآباد”)، والتي أعلن عنها بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية (في أيلول/ سبتمبر 2018)، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفيما أنكر النظام الإيراني تلك العملية، أكدها رئيسا إيران السابقان أحمدي نجاد ، وحسن روحاني، ومحسن رضائي، الأمين السابق لمجمع تشخيص مصلحة النظام.

وللتذكير، فقد افتُتح عام 2020 وخُتم بعمليتين إسرائيليتين، اغتيل في الأولى قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني (بغداد 3/1/2020)، مع عدد من قادة الميليشيات العراقية التابعة لإيران. واغتيل في الثانية محسن فخري زادة (27/11/2020)، مهندس المشروع النووي الإيراني، علماً أن تلك العملية تمت قرب طهران. وكانت إسرائيل اغتالت سابقاً، قياديين في “حزب الله” في سوريا، هما عماد مغنية (أوائل 2015) وسمير القنطار (أواخر 2015)، ضمن قائمة كان آخرها اغتيال ميلاد حيدري ومقداد مهقاني، المستشارين في الحرس الثوري الإيراني، اللذين لقيا مصرعهما في غارة إسرائيلية على دمشق في الأيام الماضية.

وفي غضون ذلك، تعرضت إيران لضربات أخرى موجعة، استهدفت المواقع والمنشآت الحيوية في بعض مدنها بحرائق وتفجيرات (في مراكز تخصيب نووي ومصانع ومحطات طاقة وأنابيب غاز)، والتي كان أهمها تفجيرات في المنشأة النووية في ناطانز). 

مئات الغارات والقتلى في سوريا

أغارت إسرائيل في العام الماضي، 32 مرة على نحو 70 موقعاً في سوريا، تضم مستودعات ذخيرة ومطارات ومراكز بحوث، يتركز فيها “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”، نجم عنها مصرع حوالى 90 شخصاً، في حين نجم عن مثل تلك الغارات، في العام 2021، مصرع 32 شخصاً، هذا ضمن مئات الغارات التي شنتها إسرائيل منذ 10 أعوام.

وإضافة إلى تلك الضغوط أو الضربات العسكرية الإسرائيلية، ثمة ضغوط وعقوبات اقتصادية تتعرض لها إيران، ما أدى إلى تقليص مواردها المالية، بحيث بات الناتج القومي الإيراني يتراجع باطراد، إذ بلغ عام 2021 نحو 360 مليار دولار، بعدما بلغ عام 2012، 644 مليار دولار، في حين أنه في إسرائيل 488 مليار دولار (2021)، وكان عام 2012 بلغ 263 مليار دولار، أي أن إسرائيل الأصغر حجماً، والأقل في عدد السكان، وفي الثروات الطبيعية، أقوى اقتصادياً من إيران، وأكثر تطوراً منها بأضعاف.

كما أن الضغوط الإسرائيلية (والأميركية طبعاً)، إزاء إيران، تتركز، أولاً، في دفعها إلى تكييف وضعها بحيث لا تشكل أي تهديد لإسرائيل. ثانياً، عدم تمكين إيران من التحول إلى دولة مع سلاح نووي، ويشمل ذلك تقييد قدرتها على تصنيع صواريخ بالستية. ثالثاً، تحجيم نفوذ إيران، المدعوم بميليشيات طائفية مسلحة، في بلدان المشرق العربي واليمن. رابعاً، تصعيب وضعها الاقتصادي، لتعزيز الضغط عليها. خامساً، الحد من مداخلاتها الداعمة لروسيا في غزوها أوكرانيا.

ويُستنتج من ذلك، أن الغرض ليس إسقاط النظام الإيراني ولا كسره، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل استثمرتا في سياسات ذلك النظام، التي أدت إلى تصديع وحدة المجتمعات والدول في المشرق العربي، لا سيما في العراق وسوريا ولبنان، ولأن تلك السياسات أفادت في إثارة المخاوف من التهديدات التي تشكلها لبعض الأنظمة العربية، وفي فتح أبواب التطبيع مع العالم العربي.

لماذا لا تردّ إيران؟

عدم ذهاب النظام الإيراني نحو خيار الرد، يمكن تفسيره في:

أولاً، إدراكه عدم امتلاكه القوة اللازمة للرد، بسبب قوة إسرائيل العسكرية، ودعم الولايات المتحدة والغرب لها، وباعتبار أن أي رد سيؤدي إلى تعريض نظامه للخطر.

 ثانياً، اعتماد بديل آخر من مسارين: امتصاص الضربات الإسرائيلية، لا سيما أنها ليست قوية أو مؤثرة إلى الدرجة الكافية لإضعافه، مع استخدام الأذرع الميليشياوية التابعة له، في سوريا ولبنان والعراق واليمن، لتجنب انتقال الحرب إلى أرضه، وتغطية مواقفه.

 ثالثاً، الاستثمار في عامل الوقت، لفرض برنامجه النووي، ولتصديع الجبهة المقابلة له، باللعب على الخلافات الأميركية- الروسية، أو الصينية أو الأوروبية.

 رابعاً، اعتباره أن أي تصادم مع إسرائيل سيضعضع تعاطف بعض الأطراف الدولية مع طهران، بالنظر إلى العلاقات المتميزة التي أضحت تربط إسرائيل بروسيا والصين والهند.

تبقى ملاحظة أخيرة، تتعلق بخواء إيران، أو الأطراف التابعة لها، بخصوص ما يسمى فرض قواعد صراع أو اشتباك مع إسرائيل، تقوم على الردع المتبادل أو وحدة الساحات، لأن ذلك لم يثبت عملياً حتى الآن، سوى في البيانات والتهديدات اللفظية.

بالنتيجة، فإن إيران زعيمة معسكر “المقاومة والممانعة” تقتدي بنظام الأسد، ولا ترد على اعتداءات إسرائيل؛ لذا ربما ما علينا سوى انتظار الزمان والمكان المناسبين!

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.