fbpx

لبنان: إلى اللقاء في “ميني حرب” أخرى

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تجنب الحرب إذاً يفترض أن يباشر اللبناني من جديد نتائج وقائعها المحتملة، وبسياقات لا تشبه سياقات أخرى عاشها اللبنانيون مع حروب ماضية، كحرب تموز/ يوليو 2006.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تنفس اللبنانيون الصعداء حين لم تتحول الأحداث العسكرية الأخيرة في جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى الحرب.

  وعلى الأرجح، كان هؤلاء يدينون بتلك النهاية إلى عامل أساسي وفره  الانقسام الداخلي الإسرائيلي على نفسه، أكثر مما يدينون بها إلى السلاح ومقدِّسيه.

  وهؤلاء اللبنانيون اكتشفوا أمام  الحدث الحدودي، أن ما تتطلبه رئاسة الجمهورية من ضمانات للخارج، وتحديداً للمملكة العربية السعودية، يستوجب أولوية أخرى. إنها الضمانات الداخلية التي تبدأ، ومن جديد، من مسألة السلاح الفلسطيني في لبنان.

   الوقائع الأخيرة أي إطلاق مسلحين فلسطينيين صواريخ من جنوب لبنان الى شمال إسرائيل، أفضت إلى انكشاف مسألة السلاح، وأن تواريه في الظل مرده إلى اختلاف اللبنانيين حول سلاح “حزب الله” والفصائل المتحالفة معه.

  تجنب اللبنانيون ويلات الحرب هذه المرة، وإن كان اجتناباً قسرياً، تماماً كحال وقوعها عليهم. لكنهم منذ الآن يفترض أن يُخضِعوا مستقبلهم لأثر سلاح آخر لم يلحظه الجدل الدائم والمبتذل عن “الاستراتيجية الدفاعية” التي لا تني تُطرح كمسوغ شرعي لسلاح “حزب الله”، وهو ما  يفترض بالضرورة مكاشفة الحزب في كل سلاح يندرج أيضاً في ظل سلاحه.

   تجنب الحرب إذاً يفترض أن يباشر اللبناني من جديد نتائج وقائعها المحتملة، وبسياقات لا تشبه سياقات أخرى عاشها اللبنانيون مع حروب ماضية، كحرب تموز/ يوليو 2006.

   يومها لم يكن اللبنانيون، وتحديداً الجنوبيون، يعيشون أزمة اقتصادية حادة كما في راهنهم. ولم يكن لبنان منسلخاً عن عمق عربي تكفل بإزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وخفف الكثير من وقع الأسئلة عن مآل تلك الحرب وأسبابها، كما أثرها على التماسك بين “حزب الله” والبيئة الجغرافية التي يسود فيها وعليها. وعليه، كم من سوء النية يلزم المرء ليختبر في الحرب، وفي ظل الاعتلالين المذكورين، فكرة كسر هذا التماسك.

    الفكرة على الأرجح يعيها “حزب الله”، وإن كان الحدث “الميني حربي” يأتي في سياقها، ولكن  من مسار آخر. لم يكن الحزب من تنكب إطلاق الصواريخ، هذا أغلب الظن، وأغلب الظن أيضاً أن الفاعل ليس على هذه الدرجة من التجهيل بدلالة المكان والعدد. الأمر يفترض إذاً أن الفعل كان متاحاً لفاعل معلوم، بحيث يأتي الحدث متلازماً مع اقتحام المسجد الأقصى، وزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الضاحية الجنوبية لبيروت.

   عموماً، على خطورة الحدث، والتباسه الذي يفترض أكثر من التنديد المعتاد، بدا لافتاً أن التعاطي اللبناني معه كان التباساً آخر لم يبدده موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وموقفا سمير جعجع والنائب سامي الجميل كمؤشرين عن عجز أمام مشيئة “حزب الله”. عجز كهذا يفترض أن ترتقه في أحسن الأحوال ضمانات غير قابلة للعزل من أي مرشح رئاسي.

     اللافت أيضاً هو صمت “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والأهم الرئيس نبيه بري بصفته الأكبر بالحدث جنوباً.

   خاضت “حركة أمل” حرب المخيمات تحت عنوان منع التمدد الفلسطيني المسلح، وعبثية إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية، وبالتالي كلفتها على الجنوبيين. وآلاف الشباب الشيعة الذين سقطوا في تلك الحرب، وفي انتفاضة السادس من شباط/ فبراير 1984، وفي مقاومة إسرائيل، صنعوا بلا شك زعامة نبيه بري.

     الحرب التي اندلعت عام 1975، والتي شكل السلاح الفلسطيني أحد متنها النافرة، أفضت غالباً إلى “زعامات” لبنانية اقتطعت حصتها من السياسة بفعل السلاح، مثل نبيه بري، وبشير الجميل ووليد جنبلاط وميشال عون وسمير جعجع، وآخرين.

    وفي بلد استُخدم بعد تلك الحرب المشؤومة كساحة لصراعات الخارج بأدوات لبنانية، كان طبيعياً أن يتصدر المشهد من يملك السلاح، وبالتالي  قرار الحرب. وحين تتخفف النماذج المذكورة وأدوارها من السلاح وسطوته، سيضيق المشهد بأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، ولا يتسع معه إلا لقرائن من خارج الحدود يمثلها راهناً إسماعيل هنية.

 المكان “روضة الشهيدين” في الضاحية الجنوبية لبيروت. الزمان أواخر ثمانينات القرن الماضي. يقترب شاب من امرأة متشحة بالسواد كانت تضع الورود على قبرين متلاصقين لولديها. اللقبان اللذان يسبقان اسميهما كانا تعريفين حاسمين بأن الشابين من ضحايا الحرب. سأل الشاب المرأة: “كيف استُشهدا ولماذا؟”. في حرب المخيمات قالت، وأردفت: “ثمن زعامة الأستاذ مُكلف”.  

  طبعاً لم تكن زعامة”الأستاذ” وحدها المكلفة، بل أيضاً زعماء آخرين، “البيك”، “الحكيم”، “الجنرال”، وآخرهم “السيد”.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…